ألعاب الطاولة تُعزز الصحة النفسية لمرضى التوحد

ألعاب الطاولة تُلعب على سطح مستوٍ مثل لوح خشبي أو ورقي (جامعة بليموث)
ألعاب الطاولة تُلعب على سطح مستوٍ مثل لوح خشبي أو ورقي (جامعة بليموث)
TT

ألعاب الطاولة تُعزز الصحة النفسية لمرضى التوحد

ألعاب الطاولة تُلعب على سطح مستوٍ مثل لوح خشبي أو ورقي (جامعة بليموث)
ألعاب الطاولة تُلعب على سطح مستوٍ مثل لوح خشبي أو ورقي (جامعة بليموث)

كشفت دراسة بريطانية أن الأشخاص الذين يعانون من التوحد يشكلون نسبة مرتفعة في هواة ألعاب الطاولة مقارنة ببقية السكان. وأوضح الباحثون بجامعة بليموث، أن ألعاب الطاولة تعزز الصحة النفسية لمرضى التوحد، عبر تخفيف الضغوط المتعلقة بالتفاعل الاجتماعي وتوفير نوع من الراحة لهم، ونُشرت النتائج، الجمعة، بدورية «التوحد واضطرابات النمو».

والتوحد هو اضطراب في نمو الدماغ منذ الطفولة، ويستمر مدى الحياة، ويؤثر في كيفية تعامل الشخص مع الآخرين على المستوى الاجتماعي؛ ما يتسبّب بمشكلات في التفاعل والتواصل الاجتماعي.

وألعاب الطاولة، تُلعب على سطح مستوٍ مثل لوح خشبي أو ورقي، وتشمل الشطرنج والطاولة والدومينو وغيرها.

وتتنوع هذه الألعاب بين البسيطة والمعقدة، ويمكن لعبها بواسطة شخصين أو أكثر، وتتطلب استراتيجية ومهارات وأحيانا حظاً، وتُستخدم للتسلية والترفيه، ويمكن أيضاً استخدامها لأغراض تعليمية.

وللوصول إلى النتائج، أجرى الفريق 5 دراسات منفصلة؛ بدأت الأولى باستطلاع شمل 1600 محترف لألعاب الطاولة عالمياً، وأظهرت أن نحو 7 في المائة منهم شُخصت إصابتهم بالتوحد، في حين يبلغ معدل انتشار التوحد بين عامة السكان 1 في المائة فقط. كما كشفت الدراسة أن 30 في المائة من المشاركين يظهرون مستويات عالية من سمات التوحد.

وشملت الدراسة الثانية 13 مقابلة عميقة مع لاعبين هواة لألعاب الطاولة المصابين بالتوحد، وتم استطلاع رأيهم عن تجاربهم وكيف أثرت هذه الهواية على حالتهم النفسية، وأظهرت النتائج أن الألعاب تعد مريحة ومحفزة وتساعدهم في الانخراط مع شغفهم، كما تعمل وسيلة بديلة للتواصل الاجتماعي.

وفي الدراسة الثالثة، عُرضت ألعاب الطاولة على 28 مصاباً بالتوحد ولم يكونوا مهتمين سابقاً بممارسة ألعاب الطاولة كهواية، وأظهرت النتائج أن هذه الألعاب تعد أسلوباً فعالاً لمساعدة مرضى التوحد في بناء العلاقات الاجتماعية.

أما الدراستان الرابعة والخامسة، فقد تضمنتا تدخلات على مدى عامين، لمجموعة من المراهقين المصابين بالتوحد في مدرسة، ومجموعة أخرى لبالغين مصابين بالتوحد، حيث شملت جلسات أسبوعية لألعاب الطاولة.

وأظهرت النتائج أن هذه التدخلات ساهمت في زيادة الاستقلالية وتنمية المهارات بين المشاركين، سواء كانوا مراهقين أو بالغين يعانون من التوحد وإعاقات فكرية.

كما أظهرت الدراسة أن ألعاب الطاولة الحديثة مثل لعبة «Werewolf» التي يحاول اللاعبون من خلالها اكتشاف هوية الذئب في القرية، أو لعبة «Dixit» التي يتنافس اللاعبون فيها لتحديد الصور التي تناسب وصفاً معيناً؛ توفر أدوات لتخفيف الضغوط المتعلقة بالتفاعل الاجتماعي لدى مرضى التوحد.

ويأمل الباحثون أن تساعد نتائج دراستهم في إيجاد تدخلات يمكن أن تسهم في تحسين الرفاهية والصحة النفسية للمصابين بالتوحد.


مقالات ذات صلة

62 مليون شخص أُصيبوا بالتوحّد عام 2021

يوميات الشرق اضطراب طيف التوحّد يؤثّر في التواصل والتفاعلات الاجتماعية (جامعة بول ستايت)

62 مليون شخص أُصيبوا بالتوحّد عام 2021

أوصت الدراسة بتخصيص مزيد من الموارد لبرامج الكشف المبكر وتحسين الأدوات التشخيصية، لا سيما للبالغين ولأولئك المقيمين في البلدان ذات الدخلَيْن المنخفض والمتوسط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك طفل يعاني من التوحد (أرشيفية - رويترز)

جين مسؤول عن نمو الدماغ ربما يكون على صلة بمرض التوحد

من المعروف علمياً أن تحديد سبب التوحد أمر صعب، ويرجع ذلك إلى حدّ كبير إلى أنه عبارة عن مجموعة معقدة من اضطرابات النمو، وليس حالة واحدة.

الولايات المتحدة​ روبرت كينيدي جونيور مع الرئيس المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب: روبرت كينيدي سيبحث في الصلة المحتملة بين اللقاحات و«التوحد»

قال الرئيس المنتخب دونالد ترمب إن روبرت كينيدي جونيور، مرشحه لمنصب وزير الصحة، قد يحقّق في وجود صلة مفترضة بين اللقاحات ومرض التوحّد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك طفل يعاني من مرض التوحد في الولايات المتحدة (أرشيفية - رويترز)

الإنفلونزا خلال الحمل قد تؤدي إلى إصابة الجنين بالتوحد

كشفت دراسة حديثة عن أن إصابة الحوامل بالإنفلونزا قد تؤدي إلى إصابة الأجنة بالتوحد الذي يستمر مدى الحياة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق إرادة الإنسان تخطُّ مساره (مواقع التواصل)

مُصابة بالتوحُّد أقوى من قدرها

أول ما خطر للشابة إيما شورز عندما تلقَّت الخبر تشخيصها بالتوحُّد، تكوين صداقات مع آخرين يعيشون الحالة عينها. أشخاص شعرت بأنهم قد يفهمونها. 

«الشرق الأوسط» (لندن)

علماء يُثبتون قدرة خلايا القلب على التَّجدد

قصور القلب يؤثر على نحو 30 مليون شخص عالمياً (جامعة أريزونا)
قصور القلب يؤثر على نحو 30 مليون شخص عالمياً (جامعة أريزونا)
TT

علماء يُثبتون قدرة خلايا القلب على التَّجدد

قصور القلب يؤثر على نحو 30 مليون شخص عالمياً (جامعة أريزونا)
قصور القلب يؤثر على نحو 30 مليون شخص عالمياً (جامعة أريزونا)

أثبتَ فريق بحثي دولي بقيادة علماء من جامعة أريزونا الأميركية قدرة خلايا عضلة القلب على التّجدد لدى بعض مرضى قصور القلب الذين يعتمدون على القلوب الاصطناعية.

وأوضح الباحثون أن دراستهم تُغيّر المفهوم السائد منذ عقود بأن خلايا القلب لا تستطيع التّجدد، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية (Circulation).

وقُصور القلب، أو فشل القلب، هو حالة مُزمنة يعجز فيها القلب عن ضخ الدم بكفاءة كافية لتلبية احتياجات الجسم من الأكسجين والمغذيات. يحدث ذلك نتيجة ضعفٍ أو تصلُّبٍ في عضلة القلب، مما يؤدي إلى تراجع وظيفتها. يُصنّف قُصور القلب واحداً من أبرز تحدّيات الطّب الحديث، إذ يؤثر على نحو 30 مليون شخصٍ عالمياً، بما في ذلك نحو 7 ملايين بالغٍ في الولايات المتحدة، وفقاً للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.

وعلى الرغم من أن الأدوية والعلاجات المُتاحة تُساعد في تخفيف الأعراض وإبطاء تقدّم المرض، فإن العلاجات المتاحة للحالات المتقدمة تقتصر على زراعة القلب أو استخدام مضخّات اصطناعية مثل جهاز دعم البطين الأيسر لتقوية ضخِّ الدم.

وتشير الأبحاث إلى أن قدرة خلايا عضلة القلب على التّجدد بعد الأزمات القلبية تُعد محدودة للغاية، على عكس أنسجة أخرى في الجسم مثل الجلد أو الكبد. وعند تعرض القلب لضررٍ، تتعرض الخلايا للتلف ويُستبدل بها غالباً نسيجٌ ليفي غير قادرٍ على الانقباض أو المساهمة في ضخِّ الدم.

ويرجع ذلك إلى أن خلايا القلب العضلية تتوقف عن الانقسام الطبيعي بعد الولادة، وتُكرِّس وظيفتها لضخِّ الدم بشكل مستمر، مما يُضعف قدرتها على التّجدد.

لكن الدراسة أظهرت أن نحو 25 في المائة من المرضى الذين يعتمدون على القلوب الاصطناعية تمكّنوا من تجديد خلايا عضلة القلب بمعدل يفوق 6 أضعاف المعدل الطبيعي للقلوب السليمة.

وفسَّر الباحثون ذلك بأن الأجهزة الاصطناعية مثل جهاز دعم البطين الأيسر، تُخفّف العبء عن القلب وتمنحه «راحة» من ضخِّ الدّم، مما يُتيح للأنسجة القلبية فرصة للتّجدد.

وقال الدكتور هشام صادق، الباحث الرئيسي للدراسة ورئيس أقسام القلب في جامعة أريزونا، إن هذه النتائج تُقدّم أقوى دليلٍ حتى الآن على أن عضلة القلب البشرية قادرة على التّجدد.

وأضاف عبر موقع الجامعة أن «عدم قدرة القلب على الراحة المستمرة بعد الولادة هو العامل الأساسي الذي يُفقد خلايا القلب هذه القدرة الطبيعية».

وأشار الفريق إلى أن هذه النتائج تُمثّل خطوةً كبيرة نحو فهمٍ أعمقَ لقدرة القلب البشري على التّجدد، مما يفتح الباب لتطوير علاجات جذرية تستهدف تعزيز هذه القدرة بدلاً من الاكتفاء بإبطاء تقدم المرض. كما يهدف الباحثون إلى تحديد العوامل التي تُمكّن ربع المرضى فقط، من تجديد خلايا القلب بمعدلات مرتفعة، لتحسين هذه القدرة لدى المزيد من المرضى.