​إتاوات حوثية جائرة تشلّ مصانع المياه المعدنية والعصائر

تسخير الأموال المفروضة لدعم التطييف والمجهود الحربي

مصنع خاص بتعبئة المياه المعدنية في محافظة ذمار اليمنية (فيسبوك)
مصنع خاص بتعبئة المياه المعدنية في محافظة ذمار اليمنية (فيسبوك)
TT
20

​إتاوات حوثية جائرة تشلّ مصانع المياه المعدنية والعصائر

مصنع خاص بتعبئة المياه المعدنية في محافظة ذمار اليمنية (فيسبوك)
مصنع خاص بتعبئة المياه المعدنية في محافظة ذمار اليمنية (فيسبوك)

أدت الإتاوات الحوثية الجائرة على مصانع المياه المعدنية والعصائر والمشروبات الغازية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إلى شل الإنتاج لليوم العاشر، إثر إضراب ملاكها بسبب إيقاف الأرقام الضريبية والجمركية، وفرض مبالغ مالية مرتفعة بحجة دعم ما يسمى «صندوق المعلم» المستحدث من قبل الجماعة.

وفي حين تسخّر الجماعة الأموال المفروضة لدعم التطييف والمجهود الحربي، أفادت مصادر مطلعة في صنعاء بأن يحيى الحوثي شقيق زعيم الجماعة المعين وزيراً للتربية والتعليم في حكومة الانقلاب هدّد ملّاك المصانع بالإغلاق ومصادرة الأموال والأرصدة، في حال استمروا في الإضراب وعدم دفعهم الجبايات.

جانب من مصنع مياه معدنية استهدفه الحوثيون بحملات الجباية (إكس)
جانب من مصنع مياه معدنية استهدفه الحوثيون بحملات الجباية (إكس)

وأطلقت الجماعة الحوثية مطلع الشهر الحالي حملة واسعة استهدفت بالتعسف والإغلاق عدداً من مصانع المياه المعدنية والعصائر والمشروبات الغازية في مناطق متفرقة بصنعاء، على خلفية رفض أغلبية مُلاك المصانع دفع ما فُرِض عليهم من إتاوات.

واستنكرت «رابطة مصانع المياه المعدنية والعصائر والمشروبات الغازية»، في بيان لها، بشدة ما أقدمت عليه الجماعة الحوثية من إيقاف للأرقام الضريبية الخاصة بشركات ومصانع المياه المعدنية والعصائر، وحجز شاحناتها المحملة بالمواد الخام في المنافذ الجمركية منذ الرابع من مايو (أيار) الماضي، ما أدى إلى توقف إنتاج المصانع بشكل نهائي.

وأوضح البيان أن أغلبية المصانع بمناطق سيطرة الجماعة بما فيها صنعاء لا تزال تتعرض لسلسلة ممارسات وقرارات تعسفية من قبل مصلحتي الضرائب والجمارك التي تديرها قيادات حوثية.

وعبرت الرابطة عن رفضها لكل الممارسات التعسفية للجماعة، محذرة من تداعيات كارثية قد يتعرض لها ما تبقى من العاملين بذلك القطاع التجاري الخاص بمناطق سيطرة الجماعة بمن فيهم مُلاك مصانع المياه المعدنية والعصائر والمشروبات الغازية.

وحملت الرابطة جماعة الحوثي كامل المسؤولية عن استمرار توقف تلك المصانع عن العمل وتعرضها للانهيار الوشيك، ما قد يؤدي إلى تشريد آلاف من الموظفين والعمال وقطع أرزاقهم وأسرهم، وهروب رؤوس الأموال من مناطق سيطرة الانقلابيين إلى الخارج.

أزمة مرتقبة

حذرت مصادر تجارية في صنعاء من اندلاع أزمة مياه معدنية محتملة بسبب استمرار إضراب ملاك المصانع عن الإنتاج، وقرب نفاد الكمية الموجودة في الأسواق، وسط استمرار تغاضي الجماعة وضغطها على ملاك المصانع لإجبارهم على دفع الجبايات.

وتحدث مصدر في رابطة مصانع المياه المعدنية لـ«الشرق الأوسط»، عن استمرار الإضراب الشامل لجميع المصانع المستهدفة في صنعاء وضواحيها حتى يتم الاستجابة لمطالب مُلاكها المشروعة.

مسلحون حوثيون أمام مصنع لتعبئة المياه المعدنية في صنعاء (فيسبوك)
مسلحون حوثيون أمام مصنع لتعبئة المياه المعدنية في صنعاء (فيسبوك)

ويأتي إضراب المصانع عن العمل، بحسب المصدر، احتجاجاً على فرض الجماعة ضرائب جديدة بموجب ما تسميه قانون صندوق دعم المعلم والتعليم، الذي أنشأته في 2019 ذريعة لنهب أموال ما تبقى من المؤسسات التجارية الأهلية، بزعم تقديم حوافز للمعلمين المحرومين منذ عدة سنوات من رواتبهم، وهو ما لم يتحقق على أرض الواقع حتى اللحظة.

وأوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن مبالغ الإتاوة الجديدة المفروضة من شأنها أن تزيد من تكاليف الإنتاج بشكل لا يمكن لملاك المصانع تحمله، مما قد يُهدد استمرارية عملها وتوفير المياه المعدنية في السوق، ويُشكل أيضا عبئاً إضافياً على مُلاك المصانع، حيث يضاف ذلك إلى قائمة أعباء أخرى سابقة كانت قد فرضتها الجماعة عليهم بطرق وأشكال مختلفة وغير قانونية.

وأشار المصدر إلى وجود سلسلة من المعاناة يكابدها جميع منتسبي ذلك القطاع التجاري الخاص، ومن ذلك عجزهم عن دفع رواتب الموظفين والعاملين لديهم بسبب حالة التردي الاقتصادي، وتراجع القدرة الشرائية، وتكرار حملات التعسف وفرض الجبايات عليهم.

نهب الموارد

اتهمت مصادر يمنية في صنعاء جماعة الحوثي بتحويل موارد «صندوق المعلم» الذي أنشأته في 2019 بحجة دعم المعلم والتعليم، لمصلحتها ولتنفيذ مشروعاتها التدميرية، ودعم المجهود الحربي، وإقامة المناسبات ذات المنحى الطائفي.

وعمدت الجماعة الانقلابية عقب إنشاء ذلك الصندوق المزعوم، وفق المصادر، إلى فرض إتاوات مرتفعة على عدد كبير من المؤسسات التجارية العامة والخاصة في صنعاء وبقية المناطق تحت سيطرتها.

حملة حوثية استهدفت مصنع مياه معدنية (فيسبوك)
حملة حوثية استهدفت مصنع مياه معدنية (فيسبوك)

وسبق للبرلمان غير الشرعي في صنعاء أن خاطب حكومة الانقلابيين غير المعترف بها بتجميد عمل صندوق دعم المعلم والتعليم حتى تقديم إيضاحات تفصيلية حول مصروفات الفترة الماضية.

وكانت الجماعة الحوثية شنت على مدى سنوات وأشهر سابقة مضت من عمر الانقلاب والحرب، سلسلة حملات تعسف وابتزاز ونهب وإغلاق ضد منشآت ومصانع ووكالات تجارية في صنعاء، بعد تعرض ملاكها للابتزاز من قبل قيادات في الجماعة لإجبارهم على دفع جبايات.


مقالات ذات صلة

ضربات أميركية ليلية تستهدف مواقع للحوثيين في صنعاء وحجة

العالم العربي مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات "هاري ترومان" لضرب الحوثيين في اليمن (أ.ف.ب)

ضربات أميركية ليلية تستهدف مواقع للحوثيين في صنعاء وحجة

ضربت غارات أميركية مواقع للحوثيين في صنعاء وحجة ليل الأحد- الإثنين، استمراراً للحملة التي أمر بها الرئيس دونالد ترمب ضد الجماعة التي هددت بالمزيد من التصعيد.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي محلات بيع أدوات إنتاج الطاقة الشمسية انتشرت في اليمن منذ بداية سنوات الحرب (رويترز)

12 % من اليمنيين فقط يعتمدون على الكهرباء العمومية

أكد تقرير دولي أن 76 في المائة من اليمنيين حصلوا في 2022 على الكهرباء، لكن لم يعتمد سوى 12 في المائة منهم على الكهرباء من الشبكة العمومية.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي الحوثيون يحشدون أتباعهم لتكريس أفكارهم فيما يعيش اليمنيون على المساعدات (رويترز)

سخط يمني من مطلب الحوثيين التبرع للمجهود الحربي

أثارت دعوات الانقلابيين الحوثيين، عبر رسائل الجوال ومن على منابر المساجد، إلى التبرع للمجهود الحربي سخطاً واسعاً في أوساط السكان بمناطق سيطرة الجماعة.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
الخليج من آثار قصف أميركي على موقع خاضع للحوثيين في صنعاء (أرشيفية - أ.ب)

اليمن: غارات في محيط صنعاء... ومقتل شخصين

تعرَّض محيط العاصمة اليمنية، صنعاء، لغارات جوية يشتبه في أنها أميركية، في الساعات الأولى من صباح اليوم (الاثنين).

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مقاتلة أميركية تناور في منطقة عمليات القيادة المركزية التي تتولى ضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

الحوثيون يستقبلون عيد الفطر بمزيد من الضربات الأميركية

استقبل الحوثيون عيد الفطر بالمزيد من الضربات الأميركية على معقلهم في صعدة وفي ريف صنعاء، فيما هاجموا تل أبيب بصاروخ باليستي، وزعموا مهاجمة القطع الأميركية.

علي ربيع (عدن)

الحوثيون يعلنون إسقاط مسيّرة أميركية بصاروخ باليستي

مظاهرة للحوثيين في صنعاء احتجاجاً على الغارات الأميركية (إ.ب.أ)
مظاهرة للحوثيين في صنعاء احتجاجاً على الغارات الأميركية (إ.ب.أ)
TT
20

الحوثيون يعلنون إسقاط مسيّرة أميركية بصاروخ باليستي

مظاهرة للحوثيين في صنعاء احتجاجاً على الغارات الأميركية (إ.ب.أ)
مظاهرة للحوثيين في صنعاء احتجاجاً على الغارات الأميركية (إ.ب.أ)

قالت جماعة الحوثي، مساء الاثنين، إن «قواتها» أسقطت طائرة مسيّرة أميركية «معادية» في أجواء محافظة مأرب بشرق اليمن.

وقال يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، في بيان إن «الدفاعات الجوية أسقطت طائرة مسيّرة أميركية معادية من نوع (إم كيو 9) في أجواء محافظة مأرب، بصاروخ باليستي محلي الصنع».

وأضاف سريع أن المسيّرة الأميركية تعتبر السادسة عشرة «التي تنجح الدفاعات الجوية التابعة للحوثيين في إسقاطها خلال (معركة مساندة غزة)»، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.

وأكد المتحدث العسكري باسم الحوثيين استمرار الجماعة في «منع الملاحة الإسرائيلية قي البحرين الأحمر والعربي».

وأردف بالقول: «مستمرون في إسناد الشعب الفلسطيني حتى وقف العدوان على (قطاع) غزة ورفع الحصار عنها».

وأشار سريع إلى أن الجماعة لن تتردد في تنفيذ المزيد من العمليات التي وصفها بـ«الدفاعية ضد كافة القطع الحربية المعادية خلال الأيام المقبلة».

ومنذ 15 مارس (آذار)، تصاعدت حدة الأعمال العسكرية بين الحوثيين والولايات المتحدة، وذلك عقب إعلان الجماعة المتحالفة مع إيران استئناف مهاجمة السفن الإسرائيلية «مساندة لغزة»، حسب وصفهم.

ووفقاً لتصريح سابق للمتحدث باسم وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الحوثي، أنيس الأصبحي، فقد أسفرت الغارات الأميركية على اليمن منذ منتصف مارس (آذار) عن سقوط 57 قتيلاً و132 جريحاً بينهم نساء وأطفال.