بعد رحيل اللاعب المصري أحمد رفعت... هل الضغوط النفسية تؤدي إلى الوفاة؟

اللاعب المصري تحدث قبل وفاته بأسبوعين عن تعرضه لضغوط

اللاعب المصري أحمد رفعت (نادي مودرن سبورت)
اللاعب المصري أحمد رفعت (نادي مودرن سبورت)
TT

بعد رحيل اللاعب المصري أحمد رفعت... هل الضغوط النفسية تؤدي إلى الوفاة؟

اللاعب المصري أحمد رفعت (نادي مودرن سبورت)
اللاعب المصري أحمد رفعت (نادي مودرن سبورت)

صدمت وفاة اللاعب المصري أحمد رفعت أمس (السبت) جماهير كرة القدم في مصر، فيما تفتح الأسباب الغامضة لوفاته التكهنات حول تعرضه لضغوط، كما تفتح باب التساؤلات حول إمكانية الوفاة بسببها.

وأعلن عن وفاة رفعت، لاعب نادي (مودرن سبورت)، أمس السبت، عن عمر يناهز 31 سنة، وذلك بعد سقوطه منذ شهور على استاد الإسكندرية أثناء مباراة فريقه أمام الاتحاد السكندري.

وكان اللاعب صرح في لقاء تلفزيوني أنه تعرض لضغوط نفسية وعصبية قبل 3 أسابيع، وهو ما يُعرف طبياً بمتلازمة القلب المنكسر، والتي يمكن أن تحدث مشكلات نفسية كبيرة أخطرها جلطة القلب التي تؤدي للوفاة.

قلب الرياضيين

 

وكان رفعت قد قال في تصريحات تلفزيونية قبل أسبوعين من وفاته، إن قلبه توقف لمدة تقديرية من ساعة لساعتين، بسبب ضيق الشريان التاجي للقلب، وكان يداوم على العلاج خلال هذه الفترة. وكان أحمد أشرف عيسى، طبيب القلب والقسطرة بجامعة عين شمس، والطبيب المعالج لأحمد رفعت قال في تصريحات سابقة خلال لقاء تلفزيوني لرفعت مع الإعلامي إبراهيم فايق على قناة «إم بي سي مصر 2»: «بنسبة كبيرة ما حدث لرفعت هو جلطة في القلب».

وأوضح عيسى أن رفعت وُضع على جهاز التنفس الاصطناعي لمدة 10 أيام نتيجة اعتلال كهربي بطيني في عضلة القلب، واصفاً ما حدث للاعب بأنه حالة غريبة لأنه أقل من 35 سنة.

وفي تصريحات أمس، صرّح عيسى أن المفترض أن الرياضي يكون بصحة جيدة، لكن في الآونة الأخيرة أصبحت الرياضة تتوسع وهناك ضغوط أكبر على اللاعبين، مشيراً إلى ضرورة الكشف الدوري على صحة قلب الرياضي.

وتابع الطبيب أن فحص القلب أصبح ضرورة لكل الرياضيين، خصوصاً لمن يمارسون السباحة، مضيفاً أن تكلفة فحص القلب ليست باهظة الثمن، متابعاً أن العالم يتجه إلى الطب الوقائي من خلال الكشف الدوري.

متلازمة القلب المنكسر

وتعد متلازمة القلب المكسور، والمعروفة رسمياً باسم اعتلال عضلة القلب تاكوتسوبو، حالة قلبية فريدة، وتُعرف هذه الحالة بعدة أسماء أخرى، بما في ذلك الإجهاد أو اعتلال عضلة القلب الناجم عن الإجهاد.

وتوضح دراسات أن متلازمة القلب المنكسر يمكن أن تحدث نتيجة لمجموعة متنوعة من عوامل التوتر العاطفي، مثل الحزن والغضب الشديد والخوف والمفاجآت المدوية.

على عكس أمراض القلب الأخرى، تحدث متلازمة القلب المنكسر بسبب ضعف مؤقت في غرفة الضخ الرئيسية في القلب، وهي البطين الأيسر. غالباً ما يحدث هذا الضعف بسبب الإجهاد العاطفي أو الجسدي الشديد.

ويأتي اسم «تاكوتسوبو» من مصطلح ياباني يعني مصيدة الأخطبوط، التي تشبه الشكل الذي يتخذه البطين الأيسر أثناء نوبة متلازمة القلب المكسور - منتفخاً في الأسفل، حسبما أفاد موقع «هيلث» الأميركي.

ويتمثل الجانب الصعب لمتلازمة القلب المنكسر في أنها يمكن أن تؤدي إلى فشل كبير، ولكنه مؤقت، في عضلة القلب. ومن ناحية أكثر تفاؤلاً، فإن هذه الحالة قابلة للعلاج بشكل عام.

إلى ذلك، يوضح استشاري الطب النفسي بجامعة القاهرة جمال فرويز أن الضغوط النفسية قد تدفع بالوفاة وهو ما يعرف بمتلازمة القلب المنكسر، مضيفاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن بعض الناس الكتومة التي تتعرض لمزيد من الضغوط والقلق والتوتر قد تصاب بها.

وأكد فرويز أن هناك أعراضاً جسمانية لمتلازمة القلب المنكسر ومنها: الصداع وألم في القولون، والرعشة في الأطراف طبقة الصدر، وآلام أسفل الظهر، وبرودة في الأطراف. وأوضح الطبيب النفسي أن متلازمة القلب المنكسر قد تؤدي للوفاة مع وجود عيب خلقي في عضلة القلب.

وينصح فرويز بضرورة التوجه للطبيب النفسي في حالة زادت الضغوط عن حدها التي يمكن أن تكون لها أعراض، مثل القلق والتوتر واضطراب النوم، مضيفاً أن كثيراً من المؤسسات الدولية التي يزيد عدد عامليها على 100 شخص تستعين بمعالج نفسي لمساعدة العاملين على التخفيف من التوتر والضغوط.


مقالات ذات صلة

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)

التوتر قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية في منتصف العمر

يقول الخبراء إن هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الرجال المتزوجون يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب (رويترز)

الزواج يبطئ شيخوخة الرجال

أظهرت دراسة جديدة أن الرجال المتزوجين يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب، إلا إن الشيء نفسه لا ينطبق على النساء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
TT

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب في جميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

وأظهرت الدراسة، التي قادها فريق من جامعة كوينزلاند في أستراليا، ونُشرت نتائجها، الجمعة، في دورية «The Lancet Psychiatry»، أن كثيرين من المصابين بالاكتئاب لا يتلقون العناية اللازمة، ما يزيد من معاناتهم ويؤثر سلباً على جودة حياتهم.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 300 مليون شخص الاكتئاب، مما يجعله السبب الرئيسي للإعاقة عالمياً. وتشير التقديرات إلى أن 5 في المائة من البالغين يعانون هذا المرض. وضمّت الدراسة فريقاً من الباحثين من منظمة الصحة العالمية وجامعتيْ واشنطن وهارفارد بالولايات المتحدة، وشملت تحليل بيانات من 204 دول؛ لتقييم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية النفسية.

وأظهرت النتائج أن 9 في المائة فقط من المصابين بالاكتئاب الشديد تلقّوا العلاج الكافي على مستوى العالم. كما وجدت الدراسة فجوة صغيرة بين الجنسين، حيث كان النساء أكثر حصولاً على العلاج بنسبة 10.2 في المائة، مقارنة بــ7.2 في المائة للرجال. ويُعرَّف العلاج الكافي بأنه تناول الدواء لمدة شهر على الأقل، إلى جانب 4 زيارات للطبيب، أو 8 جلسات مع متخصص.

كما أظهرت الدراسة أن نسبة العلاج الكافي في 90 دولة كانت أقل من 5 في المائة، مع تسجيل أدنى المعدلات في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا بنسبة 2 في المائة.

وفي أستراليا، أظهرت النتائج أن 70 في المائة من المصابين بالاكتئاب الشديد لم يتلقوا الحد الأدنى من العلاج، حيث حصل 30 في المائة فقط على العلاج الكافي خلال عام 2021.

وأشار الباحثون إلى أن كثيرين من المرضى يحتاجون إلى علاج يفوق الحد الأدنى لتخفيف معاناتهم، مؤكدين أن العلاجات الفعّالة متوفرة، ومع تقديم العلاج المناسب يمكن تحقيق الشفاء التام. وشدد الفريق على أهمية هذه النتائج لدعم خطة العمل الشاملة للصحة النفسية، التابعة لمنظمة الصحة العالمية (2013-2030)، التي تهدف إلى زيادة تغطية خدمات الصحة النفسية بنسبة 50 في المائة على الأقل، بحلول عام 2030. ونوه الباحثون بأن تحديد المناطق والفئات السكانية ذات معدلات علاج أقل، يمكن أن يساعد في وضع أولويات التدخل وتخصيص الموارد بشكل أفضل.

يشار إلى أن الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم، حيث يؤثر على ملايين الأشخاص من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، ويرتبط بشكل مباشر بمشاعر الحزن العميق، وفقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية، مما يؤثر سلباً على الأداء الوظيفي والعلاقات الاجتماعية.