مساعٍ جمهورية لـ«إلقاء القبض» على وزير العدل الأميركي

تلويح بإجراء تشريعي نادر لتسليم تسجيلات بايدن الصوتية

وزير العدل الأميركي يدلي بإفادته أمام اللجنة القضائية في مجلس النواب في 4 يونيو 2024 (رويترز)
وزير العدل الأميركي يدلي بإفادته أمام اللجنة القضائية في مجلس النواب في 4 يونيو 2024 (رويترز)
TT

مساعٍ جمهورية لـ«إلقاء القبض» على وزير العدل الأميركي

وزير العدل الأميركي يدلي بإفادته أمام اللجنة القضائية في مجلس النواب في 4 يونيو 2024 (رويترز)
وزير العدل الأميركي يدلي بإفادته أمام اللجنة القضائية في مجلس النواب في 4 يونيو 2024 (رويترز)

في استعراض سياسي جديد، أعلنت النائبة الجمهورية أنا بولينا لونا، أنها سوف تفرض تصويتاً في مجلس النواب لإلقاء القبض على وزير العدل الأميركي، ميريك غارلاند، بتهمة «ازدراء الكونغرس».

خطوة نادرة واستثنائية في الكونغرس ستؤدي في حال نجاحها إلى توجيه المسؤول الأمني في مجلس النواب إلى اعتقال غارلاند، ومن شأنها أن توتر العلاقة المتأرجحة بين البيت الأبيض والمجلس التشريعي في موسم انتخابي محتدم بالصراعات.

فعلى الرغم من أن مجلس النواب سبق أن صوّت لصالح توجيه تهم لغارلاند بازدراء الكونغرس، بعد رفضه تسليم تسجيلات صوتية لمقابلة الرئيس الأميركي جو بايدن مع المحقق الخاص روبرت هير، خلال التحقيقات المرتبطة باحتفاظه بوثائق سرية في منزله، فإن وزارة العدل سرعان من أعلنت أنها لن تحاكم غارلاند، مبررة قراره بأنه يتماشى مع الخصوصيات التنفيذية لبايدن.

يواجه غارلاند اتهامات بـ«ازدراء الكونغرس» (أ.ف.ب)

موقف متوقع لكنه أثار حفيظة الجمهوريين الذين أعلنوا، على لسان رئيس مجلس النواب مايك جونسون، أنهم سيطرحون مسألة الإفراج عن التسجيلات الصوتية لبايدن أمام القضاء الأميركي لحسمها، إلا أن لونا رفضت هذه المقاربة ووصفتها بـ«البطيئة»، فعمدت إلى اتخاذ قرار فريد من نوعه، قائلة لزملائها في بلاغ رسمي: «من الضرورة أن يوظف الكونغرس صلاحياته المتعلقة بالازدراء، وأن يطلب من المسؤول الأمني اصطحاب وزير العدل ميريك غارلاند إلى مجلس النواب لاستجوابه وإرغامه على تسليم الأدلة المطلوبة». وتابعت لونا، مبررة قرارها: «هذه الصلاحيات ليست مجرد شكليات، بل إنها أداة أساسية لتطبيق التزاماتنا التشريعية. من غير الكافي أن نصدر مذكرات اعتقال، بل يجب أن تكون لدينا قوة فرضها».

طريق مسدودة

وتعلم الجمهورية لونا جيداً أن جهودها هذه سوف تصطدم بطريق مسدودة، ليس بسبب المعارضة الديمقراطية فحسب، بل لأن زملاءها الجمهوريين متحفظون حيال هذا الإجراء التشريعي الاستثنائي، الذي قلما استعمله الكونغرس رغم وجوده ضمن صلاحياته.

ترمب مع مستشاره السابق ستيف بانون الذي يواجه السجن بتهمة «ازدراء الكونغرس» (أ.ف.ب)

فالمرة الأخيرة التي فُرض فيها هذا الإجراء كانت في عام 1935، أي قبل نحو 90 عاماً، ورغم أن الديمقراطيين لوّحوا به في عهد ترمب بعد رفض عدد من المسؤولين في إدارته الالتزام بالاستدعاءات التشريعية، فإنهم لم ينفذوا تهديداتهم نظراً لغياب الوضوح في كيفية تنفيذه. ومن التحديات الأساسية التي يتحدث عنها المشرِّعون مكان احتجاز وزير العدل في حال إلقاء القبض عليه، فالكونغرس غير مجهز لإجراءات من هذا النوع، رغم أن بولينا لونا ذكرت احتمال احتجازه في مبنى الكابيتول الأساسي.


مقالات ذات صلة

أزمة في الكونغرس بسبب «الحمامات» مع وصول أول نائبة متحولة جنسياً

الولايات المتحدة​ مبنى الكابيتول في واشنطن (أ.ف.ب)

أزمة في الكونغرس بسبب «الحمامات» مع وصول أول نائبة متحولة جنسياً

وافق رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون على تشريع قدمته النائبة الجمهورية نانسي ماس مؤخراً يحظر على النساء المتحولات جنسياً استخدام حمام النساء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ يصوّت مجلس الشيوخ الأربعاء على تجميد الأسلحة الهجومية لإسرائيل (رويترز)

مجلس الشيوخ الأميركي لتجميد الأسلحة الهجومية لإسرائيل

يصوّت مجلس الشيوخ الأميركي، الأربعاء، على مشاريع تهدف إلى صدّ تسليم الأسلحة الهجومية لإسرائيل بسبب ممارساتها خلال الحرب في غزة.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب خلال لقائه مع الجمهوريين في مجلس النواب 13 نوفمبر 2024 (رويترز) play-circle 03:13

تعيينات ترمب المثيرة للجدل تهيمن على إدارته الجديدة

شهد أول أسبوع منذ فوز ترمب بالانتخابات الرئاسية، سلسلة تعيينات تماشى بعضها مع التوقعات، وهزّ بعضها الآخر التقاليد السياسية المتّبعة في واشنطن.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ زعيم الأغلبية الجمهورية الجديد جون ثون في مجلس الشيوخ في 13 نوفمبر 2024 (رويترز)

جون ثون زعيماً جديداً للجمهوريين في «الشيوخ»

انتخب الحزب الجمهوري في جلسة تصويت مغلقة السيناتور عن ساوث داكوتا جون ثون ليصبح زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ بسط الجمهوريون سيطرتهم على الكونغرس الأميركي (أ.ب)

«جمهوريو أميركا» يبسطون سيطرتهم على المرافق الفيدرالية

وقع مجلس النواب في قبضة الجمهوريين، ليلوّن المرافق الفيدرالية باللون الأحمر، ويمهد الطريق أمام الرئيس المنتخب دونالد ترمب لبسط سيطرته وتمرير أجنداته.

رنا أبتر (واشنطن)

بايدن يحذّر من الإضرار بالعلاقات مع كندا والمكسيك

الرئيسان الأميركيان جو بايدن ودونالد ترمب خلال اجتماعهما في البيت الأبيض 13 نوفمبر الماضي (أ.ب)
الرئيسان الأميركيان جو بايدن ودونالد ترمب خلال اجتماعهما في البيت الأبيض 13 نوفمبر الماضي (أ.ب)
TT

بايدن يحذّر من الإضرار بالعلاقات مع كندا والمكسيك

الرئيسان الأميركيان جو بايدن ودونالد ترمب خلال اجتماعهما في البيت الأبيض 13 نوفمبر الماضي (أ.ب)
الرئيسان الأميركيان جو بايدن ودونالد ترمب خلال اجتماعهما في البيت الأبيض 13 نوفمبر الماضي (أ.ب)

حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، من الإضرار بالعلاقات مع كندا والمكسيك، وذلك بعد تصريحات لخليفته المنتخب دونالد ترمب بشأن فرض رسوم جمركية على البلدين الجارين للولايات المتحدة.

وقال بايدن للصحافيين رداً على سؤال بشأن خطة ترمب: «أعتقد أنه أمر سيأتي بنتائج عكسية... آخر ما نحتاج إليه هو البدء بإفساد تلك العلاقات».

وأعرب الرئيس الديمقراطي عن أمله في أن يعيد خليفته الجمهوري «النظر» في تعهّده فرض رسوم تجارية باهظة على البلدين «الحليفين» للولايات المتحدة.

بايدن مستقبِلاً ترمب في البيت الأبيض (د.ب.أ)

وأثار ترمب قلق الأسواق العالمية، الاثنين، بإعلانه عبر منصات التواصل الاجتماعي أنّ من أولى إجراءاته بعد تسلّمه مهامه في يناير (كانون الثاني) المقبل ستكون فرض رسوم جمركية نسبتها 25 بالمائة على المكسيك وكندا، اللتين تربطهما بالولايات المتحدة اتفاقية للتجارة الحرة، إضافة إلى رسوم نسبتها 10 بالمائة على الصين.

وتعهّد ترمب عدم رفع هذه الرسوم عن البلدين الجارين للولايات المتحدة قبل توقف الهجرة غير النظامية وتهريب المخدرات، مؤكداً أن التجارة ستكون من أساليب الضغط على الحلفاء والخصوم.

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

وبعدما أعربت عن معارضتها لتهديدات ترمب، أجرت رئيسة المكسيك كلاوديا شينباوم محادثة هاتفية مع الرئيس الأميركي المنتخب الأربعاء، تطرقت إلى تدفق المهاجرين غير النظاميين إلى الولايات المتحدة عبر حدود البلدين ومكافحة تهريب المخدرات.

وأعلن ترمب أنّ شينباوم «وافقت» على «وقف الهجرة» غير الشرعية، بينما سارعت الزعيمة اليسارية إلى التوضيح بأنّ موقف بلادها «ليس إغلاق الحدود».

ورداً على سؤال بشأن التباين في الموقفين، قالت الرئيسة المكسيكية، في مؤتمرها الصحافي اليومي، الخميس: «يمكنني أن أؤكد لكم... أننا لن نقوم أبداً، ولن نكون قادرين أبداً، على اقتراح أن نغلق الحدود».

وحذّر وزير الاقتصاد المكسيكي مارسيلو إبرار، الأربعاء، من أنّ مضيّ ترمب في فرض الرسوم التجارية على المكسيك سيؤدي إلى فقدان نحو 400 ألف وظيفة.

وأكدت شينباوم، الخميس، أنّ أيّ «حرب رسوم تجارية» بين البلدين لن تحصل.

وأوضحت أنّ «المهم كان التعامل مع النهج الذي اعتمده»، في إشارة إلى ترمب، معربة عن اعتقادها أن الحوار مع الرئيس الجمهوري سيكون بنّاء.

إلى ذلك، شدّد بايدن في تصريحاته للصحافيين في نانتاكت، حيث يمضي عطلة عيد الشكر مع عائلته، على أهمية الإبقاء على خطوط تواصل مع الصين.

وقال: «لقد أقمت خط تواصل ساخناً مع الرئيس شي (جينبينغ)، إضافة إلى خط مباشر بين جيشينا»، معرباً عن ثقته بأنّ نظيره الصيني لا «يريد ارتكاب أيّ خطأ» في العلاقة مع الولايات المتحدة.

وتابع: «لا أقول إنه أفضل أصدقائنا، لكنه يدرك ما هو على المحك».