اشتباكات عنيفة في أحياء تعز وسقوط العشرات من الميليشيات بين قتيل وجريح

الجيش الوطني والمقاومة ينجحان في نزع الألغام.. والمجلس العسكري يكلف الحساني ناطقًا رسميًا له

أفراد من قوات المقاومة الشعبية اليمنية المقاتلة ضد الحوثيين بمنطقة وادي الدحي في تعز (غيتي)
أفراد من قوات المقاومة الشعبية اليمنية المقاتلة ضد الحوثيين بمنطقة وادي الدحي في تعز (غيتي)
TT

اشتباكات عنيفة في أحياء تعز وسقوط العشرات من الميليشيات بين قتيل وجريح

أفراد من قوات المقاومة الشعبية اليمنية المقاتلة ضد الحوثيين بمنطقة وادي الدحي في تعز (غيتي)
أفراد من قوات المقاومة الشعبية اليمنية المقاتلة ضد الحوثيين بمنطقة وادي الدحي في تعز (غيتي)

قصفت طائرات التحالف العربي التي تقودها السعودية مواقع وتجمعات لميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح في مختلف جبهات القتال، محيط ووسط وأطراف محافظة تعز، الواقعة إلى الجنوب من العاصمة صنعاء.
وتركز القصف على مواقع للميليشيات المتمردة في مدينة الراهدة التابعة لمديرية خدير بتعز، وتعزيزات للميليشيات على طريق الأقروض - المسراخ، ومعسكر اللواء 22 بالجند، شرق المدينة، ووادي رين بالوازعية غرب المدينة وجبل مسلقة المطل على منطقة ميلات وتجمعات أخرى في السحي وجبل الرخام قرب الشريجة.
ووصلت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي إلى مشارف مدينة الراهدة وقاموا بتطهيرها من الميليشيات الانقلابية، حيث تمكنوا من إزالة الألغام التي تم زراعتها من قبل الميليشيات قبل هروبهم، بالإضافة إلى فتح نفق الشريجة بعدما تم نزع الألغام منه.
وكل ذلك في إطار عملية تحرير محافظة تعز، وفك الحصار عنها في الوقت الذي تمكنت فيه عناصر المقاومة والجيش من السيطرة على الجبل الذي يفصل بين مديريتي ماوية وخدير، جنوب شرقي تعز.
ومع بدء المعارك الكبيرة بمشاركة قوات التحالف العربي لتحرير محافظة تعز وفك الحصار عنها، كلف رئيس المجلس العسكري بتعز قائد اللواء 22 ميكا، العميد صادق سرحان، العقيد منصور الحساني ناطقا رسميا باسم المجلس العسكري. ويُعد الحسان واحدا من ضباط الجيش الوطني المشهود لهم بالكفاءة والاقتدار.
إلى ذلك، أكدت مصادر عسكرية في المجلس العسكري بتعز انهيار ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في جبهات القتال الشرقية والغربية بتعز، الأمر الذي جعلهم يفرون هاربين من مواقع القتال بعد تكبيدهم الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد، وتقدمت عناصر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية إلى المناطق التي كانوا يسيطرون عليها وتطهيرها.
وقال مصدر في المجلس العسكري لـ«الشرق الأوسط» إن «عناصر الجيش والمقاومة الشعبية وبمساندة قوات التحالف العربي تحقق تقدما في جبهات القتال خاصة الجبهة الجنوبية - الغربية، خاصة بعد إحكام السيطرة بشكل كامل على منطقة الشريجة ومحيطها، والاقتراب من مشارف منطقة الراهدة التي سيتم تطهيرها خلال الساعات القادمة بعدما تم التمكن من تفادي خطر الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي وصالح، كما أن قوات الجيش والمقاومة تحاصر الميليشيات في الجبال المطلة على المناطق المحيطة بالشريجة بين محافظتي تعز ولحج».
وأضاف أنه «بمساعدة طيران التحالف العربي الذي يعمل على التغطية الجوية فقد قامت بتدمير مواقع وخطوط دفاع الميليشيات على في الجبهة الجنوبية - الغربية، الأمر الذي يسهل للجيش والمقاومة السيطرة على مواقع جديدة والوصول إلى مداخل المدينة التي تسيطر عليها الميليشيات بما فيها المناطق المطلة على محافظة تعز التي تعد البوابة الشرقية للمدينة».
وذكر المصدر ذاته «سقوط العشرات من الميليشيات بين قتيل وجريح في جبهات القتال، ومنهم من سلموا أنفسهم إلى الجيش والمقاومة الشعبية، وأن هناك كثيرا من الأطفال الذين يشاركون في صفوف ميليشيات الحوثي سلموا أنفسهم مع أسلحتهم خاصة في منطقة نجد قفيل في القبيطة، المنطقة القريبة من مدينة الراهدة بتعز وآخر منطقة حدودية لمحافظة لحج».
وشهدت، أمس، أحياء عصيفرة والدعوة والزنوج وكلابة ومحيط القصر الجمهوري اشتباكات عنيفة بين المقاومة الشعبية والجيش الوطني من جهة، وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح من جهة أخرى، وسط تقدم المقاومة والجيش واستعادة مواقع كانت تحت سيطرة الميليشيات.
وسقط في هذه المواجهات عشرات القتلى والجرحى من الميليشيات المتمردة، وذلك في الوقت الذي تواصل فيه الميليشيات قصفها بصواريخ الكاتيوشا والهاون والهاوزر بشكل عشوائي وهستيري على الأحياء السكنية، مخلفة وراءها قتلى وجرحى من المدنيين بينهم نساء وأطفال.
وأفاد سكان محليون لـ«الشرق الأوسط» أن «ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح تقوم بقنص المارة في الأحياء السكنية والشوارع الفرعية التي لا تزال تسيطر عليها بما فيها حي الحصب، ويمنعون أيضا دخول الماء للحي، كما تقوم بقصف قرى جبل صبر وحي المسبح الأعلى بمدافع الهاون والهاوزر بشكل عنيف».



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.