الإرياني يتهم الحوثيين بالتسبب في مقتل 377 ألف يمني

قال إن الجماعة تستغل أحداث سوريا لحشد المزيد من المجندين

حشد في أكبر ميادين العاصمة اليمنية صنعاء دعا له زعيم الحوثيين لاستعراض القوة (أ.ب)
حشد في أكبر ميادين العاصمة اليمنية صنعاء دعا له زعيم الحوثيين لاستعراض القوة (أ.ب)
TT

الإرياني يتهم الحوثيين بالتسبب في مقتل 377 ألف يمني

حشد في أكبر ميادين العاصمة اليمنية صنعاء دعا له زعيم الحوثيين لاستعراض القوة (أ.ب)
حشد في أكبر ميادين العاصمة اليمنية صنعاء دعا له زعيم الحوثيين لاستعراض القوة (أ.ب)

اتهم وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية معمر الإرياني الجماعة الحوثية باستغلال الأحداث الأخيرة في الساحل السوري لحشد المزيد من المجندين وإذكاء الفكر الطائفي، كما اتهم الجماعة بالتسبب في مقتل 377 ألف يمني منذ انقلابها على التوافق الوطني.

وكان زعيم الجماعة الحوثية عبد الملك الحوثي خصص هذا الأسبوع مساحة واسعة للحديث حول الوقائع التي شهدها الساحل السوري، إذ هاجم الحكم الجديد في دمشق، وحاول تقمص دور زعيم «حزب الله» اللبناني السابق حسن نصر الله فيما يخص التعليق على التطورات الإقليمية نيابة عن المحور الذي تقوده إيران.

وقال الإرياني في تصريحات رسمية إن الجماعة الحوثية التابعة لإيران تحاول استغلال الأحداث في الساحل السوري للحديث عن «جرائم طائفية»، متجاهلة مسؤوليتها عن أكبر موجة من جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ارتكبتها بحق اليمنيين منذ انقلابها على الدولة عام 2014.

واستغرب الوزير تناقض الحوثيين «الصارخ» حيث يدينون الأحداث في سوريا بينما أيديهم غارقة في دماء اليمنيين، إذ شملت ممارساتهم على مدار عقد من الانقلاب القتل، والتهجير، والتشريد، وتفجير المنازل، وقصف المدن والقرى والأحياء السكنية، وقطع الطرقات، ومحاصرة المدن، وإعدام المعارضين، وسحل الجثث في الشوارع، والاختطاف والإخفاء القسري، وتعذيب المختطفين.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

واتهم الإرياني الحوثيين بالتسبب في مقتل أكثر من 377 ألف يمني، وتشريد أكثر من 6 ملايين نازح، في أكبر موجة نزوح شهدها اليمن في تاريخه الحديث، وقال إنهم فجروا أكثر من ألف منزل تعود لمدنيين لمجرد رفضهم الانصياع لسياساتهم القمعية، إلى جانب تجنيدهم أكثر من30 ألف طفل في معاركهم، وتحويلهم المدارس إلى معسكرات تدريب، في انتهاك صارخ لكافة القوانين الدولية.

تاريخ دموي

وأعاد الوزير اليمني التذكير باعتراف زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي بمسؤولية ميليشياته عن مقتل وإصابة 282979 يمنياً منذ بدء الانقلاب، بالإضافة إلى إطلاق 1828 صاروخاً، وتسيير 12009 طائرات مسيرة، وتنفيذ 211136 عملية قنص واستهداف بقذائف الهاون والمدفعية، مما أوقع عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، بينهم النساء والأطفال.

وأكد الوزير الإرياني أن تاريخ ميليشيا الحوثيين مليء بالحملات الدموية ضد اليمنيين، ومن ذلك الاجتياح الدموي والحصار القاتل لمديرية عتمة في محافظة ذمار، والإبادة الجماعية وعمليات الحصار والقصف التي استهدفت المدنيين في مديرية كشر بمحافظة حجة، واستخدام الأسلحة الثقيلة ضد القرى في مديرية الحشاء بمحافظة الضالع، بالإضافة إلى تهجير السكان قسرياً، وعمليات التطهير البشعة التي استهدفت سكان قرية «حنكة آل مسعود» في محافظة البيضاء، والتي شملت إعدامات ميدانية وتشريداً جماعياً.

زعيم الحوثيين يحاول أن ينصب نفسه خليفة لحسن نصر الله متحدثاً باسم المحور الإيراني في المنطقة (أ.ب)

وقال: «إن محاولة الحوثيين استغلال أحداث سوريا لتخويف اليمنيين وحشد المزيد من المقاتلين تكشف بوضوح استغلالهم لأي حدث إقليمي لخدمة أجندتهم الطائفية الضيقة».

وطالب الإرياني المجتمع الدولي بالاستجابة المنسقة للتصدي لأنشطة ميليشيا الحوثي التي يذهب ضحيتها المدنيون الأبرياء، عبر تشديد العقوبات عليها، وتجفيف منابعها المالية، والسياسية، والإعلامية.

ودعا الوزير اليمني إلى التحرك في مسار موازٍ لتقديم دعم حقيقي لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة في الجوانب السياسية، والاقتصادية، والعسكرية لاستعادة الدولة، وفرض سيطرتها على كامل الأراضي اليمنية.


مقالات ذات صلة

​ضربات أميركية مركّزة على مخابئ الحوثيين في صنعاء وصعدة

العالم العربي حملة ترمب ضد الحوثيين في اليمن دخلت يومها العاشر (رويترز)

​ضربات أميركية مركّزة على مخابئ الحوثيين في صنعاء وصعدة

دخلت الحملة الأميركية التي أمر بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد الحوثيين يومها العاشر غداة ضربات مركزة استهدفت صنعاء وصعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي اليمن يواجه إحدى أشد أزمات المياه حدة في العالم (الأمم المتحدة)

تحذيرات أممية من استنفاد طبقات المياه الجوفية في عدن

أطلق «البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة» تحذيراً من استنفاد طبقات المياه الجوفية لمدينة عدن خلال هذا العام، واقترح تحلية مياه البحر لمواجهة الأزمة.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي الدخان يتصاعد من موقع غارة جوية أميركية على صنعاء (رويترز) play-circle

إعلام حوثي: قتلى ومصابون في هجوم أميركي على صنعاء

أفاد إعلام حوثي بسقوط قتلى وجرحى في هجوم أميركي استهدف مبنى سكنياً في مديرية معين بصنعاء، الأحد، مع استمرار الهجمات الأميركية على مناطق سيطرة الحوثيين باليمن.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مقاتلة «إف 18» تُقلع لضرب الحوثيين من على متن حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» (أ.ف.ب)

غارات أميركية ليلية ضربت الحوثيين في 3 محافظات يمنية

ضربت غارات أميركية ليلية أهدافاً حوثية في 3 محافظات، فيما تبنت الجماعة مهاجمة إسرائيل بصاروخ باليستي أعلنت الأخيرة اعتراضه على غرار 4 صواريخ منذ الثلاثاء.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي تراجع كبير شهدته المساعدات الغذائية في اليمن (أ.ف.ب)

تحذيرات من عواقب إنسانية جرَّاء التصعيد العسكري في اليمن

مع ارتفاع معدلات انتشار سوء التغذية الحاد في عدة مناطق يمنية بصورة تبعث على القلق، حذَّرت منظمات دولية من عواقب التصعيد العسكري الأخير على الوضع الإنساني.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

​ضربات أميركية مركّزة على مخابئ الحوثيين في صنعاء وصعدة

حملة ترمب ضد الحوثيين في اليمن دخلت يومها العاشر (رويترز)
حملة ترمب ضد الحوثيين في اليمن دخلت يومها العاشر (رويترز)
TT

​ضربات أميركية مركّزة على مخابئ الحوثيين في صنعاء وصعدة

حملة ترمب ضد الحوثيين في اليمن دخلت يومها العاشر (رويترز)
حملة ترمب ضد الحوثيين في اليمن دخلت يومها العاشر (رويترز)

دخلت الحملة الأميركية التي أمر بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد الحوثيين، يومها العاشر، غداة ضربات مركزة استهدفت صنعاء وصعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة التي تتكتم على خسائرها على مستوى قادتها المستهدفين وقدراتها العسكرية في مسعى منها لرفع معنويات أتباعها.

وكانت الجماعة المدعومة من إيران عادت للتصعيد ضد إسرائيل منذ تعثر تنفيذ المرحلة الثانية من الهدنة في غزة بين «حركة حماس» وإسرائيل، فيما أمر الرئيس ترمب بحملة حاسمة ضد الجماعة، وتوعد بـ«القوة المميتة» للقضاء عليها، وسط شكوك يمنية في جدوى الضربات إذا ما سارت على وتيرة الضربات نفسها في عهد بايدن.

ودّوت ليل الأحد ضربات مركزة على مخابئ للحوثيين ومستودع للقدرات العسكرية في صنعاء غرب المدينة، وسط تكهنات باستهداف عناصر قياديين، في حين زعمت الجماعة أن الضربات استهدفت مبنى في حي سكني في منطقة عصر بمديرية معين، وتسببت في مقتل شخص وإصابة 15 آخرين بينهم أطفال ونساء.

وفي محافظة صعدة حيث معقل الجماعة الرئيس، اعترفت وسائل إعلامها باستقبال 4 غارات ليلية على محيط مدينة صعدة، قبل أن تتبعها غارتان على مديريتي سحار وساقين، تواصلا لضربات الأيام الماضية على المحافظة المعروفة بوعورة تضاريسها.

ولم تشر الجماعة الحوثية إلى طبيعة الأهداف المقصوفة ولا إلى الأضرار البشرية والمادية، لكنّ مراقبين يتوقعون أن تكون الضربات استهدفت مخابئ محصنة تضم قدرات عسكرية من قبيل الصواريخ والمسيرات، إضافة إلى خبراء مسؤولين عن الإطلاق.

ومنذ بدء الجيش الأميركي حملته الجديدة لم يكشف عن تفاصيل الأهداف الحوثية التي يضربها غير أنه أكد أن الحملة مستمرة على مدار الساعة، وأن الهدف هو حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر.

يشار إلى أن الجماعة تلقت في عهد بايدن نحو ألف غارة أميركية وبريطانية منذ 12 يناير (كانون الثاني) 2024 حتى سريان الهدنة في غزة، دون أن يؤدي ذلك إلى وقف هجماتهم التي تقول واشنطن إنها مدعومة من إيران.

100 ضربة

استقبلت الجماعة الحوثية أكثر من 100 غارة جوية وضربة بحرية منذ 15 مارس (آذار) الحالي، استهدفت مواقع وثكنات محصنة في صنعاء وصعدة ومأرب والجوف والبيضاء وذمار وحجة، إضافة إلى مناطق متفرقة من محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر.

وإزاء ذلك أطلق الحوثيون خمسة صواريخ باليستية باتجاه إسرائيل منذ الثلاثاء الماضي، وأعلن الجيش الإسرائيلي اعتراضها جميعها دون أضرار، كما زعمت الجماعة أنها هاجمت بالصواريخ والمسيرات حاملة الطائرات «هاري ترومان» والقطع البحرية التابعة لها، نحو ست مرات منذ بدء الضربات، دون أن يعلق الجيش الأميركي على تلك المزاعم.

ألسنة لهب ودخان تتصاعد من موقع في صنعاء إثر غارة أميركية (أ.ف.ب)

ومع دخول الجماعة على خط التصعيد ضد إسرائيل بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أطلقت نحو 200 صاروخ وطائرة مسيرة، دون أن يكون لها أي تأثير عسكري باستثناء مقتل شخص واحد في 19 يونيو (حزيران) الماضي حينما انفجرت مسيرة في إحدى الشقق.

وتسود مخاوف يمنية من هجمات إسرائيلية انتقامية ضد المناطق الخاضعة للحوثيين على غرار 5 موجات شهدها العام الماضي استهدفت البنى التحتية في صنعاء والحديدة، بما فيها المطار والميناء ومحطات الكهرباء.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، حتى هدنة غزة بين إسرائيل و«حركة حماس»، تبنى الحوثيون مهاجمة 211 سفينة، وأدّت الهجمات إلى غرق سفينتين، وقرصنة السفينة «غالاكسي ليدر»، ومقتل 4 بحارة.

وبعد دخول الهدنة بين إسرائيل و«حركة حماس» حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، كانت الجماعة أعلنت التوقف عن هجماتها البحرية وباتجاه إسرائيل، قبل أن تقفز مجدداً للانخراط في الصراع مع تعثر المرحلة الثانية من الهدنة.