تشاد: اندلاع حريق هائل في مستودع للذخيرة يوقع قتلى (فيديو)
لقطة من فيديو متداول للحريق على منصة «إكس»
نجامينا:«الشرق الأوسط»
TT
نجامينا:«الشرق الأوسط»
TT
تشاد: اندلاع حريق هائل في مستودع للذخيرة يوقع قتلى (فيديو)
لقطة من فيديو متداول للحريق على منصة «إكس»
اندلع حريق هائل، في وقت متأخر (الثلاثاء)، في مستودع عسكري ضخم للذخيرة بالعاصمة التشادية نجامينا، ما تسبب بانطلاق مقذوفات من مختلف العيارات وانفجارها في السماء، وفق ما أعلنت السلطات وشهود.
وأفاد مراسلون لوكالة الصحافة الفرنسية أنه أمكن من على بعد أميال سماع أصوات الانفجارات من المستودع الواقع في منطقة غودجي القريبة من المطار، مضيفين أن المقذوفات المتفجرة التي كانت تنطلق على فترات منتظمة حوّلت لون السماء فوق المستودع إلى الأحمر والأسود.
وقالت خديجة داكو التي تسكن في منطقة أمسينين القريبة من غودجي «تحطّم سقف منزلنا بسبب أحد الانفجارات».
وأضافت المرأة البالغة 36 عاماً لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف، أنها هرعت مع أطفالها الثلاثة وجيرانها إلى الشارع خشية انهيار منازلهم.
وأعلن الرئيس محمد إدريس ديبي إتنو أن الحريق أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى دون أن يذكر أرقاماً محددة.
وكتب ديبي على «فيسبوك»: «السلام لأرواح الضحايا والعزاء الصادق للعائلات المكلومة والشفاء العاجل للجرحى»، متعهداً بفتح تحقيق في الحادث.
كان وزير الخارجية التشادي عبد الرحمن كلام الله، وهو أيضاً المتحدث باسم الحكومة، قد أعلن على «فيسبوك» عن حصول «انفجارات ضخمة» في الموقع وحض السكان على التزام الهدوء.
وقال مسؤول عسكري كبير طلب عدم كشف هويته لوكالة الصحافة الفرنسية إن «النيران اشتعلت في أكبر مستودع للذخيرة في نجامينا».
ويوجد العديد من المنازل في الحي الذي يقع فيه المستودع بالقرب من المطار الدولي وقاعدة تتمركز فيها القوات الفرنسية.
وتسبب الحريق في «انفجار ذخيرة من كافة العيارات»، بحسب ما أفاد مسؤول في القوات الفرنسية وكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم كشف هويته.
ويرأس تشاد محمد إدريس ديبي إتنو الذي حصل على 61 في المائة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي جرت في مايو (أيار) أيار، واعتبرت منظمات غير حكومية دولية أنها تفتقر إلى المصداقية، كما وصفها منافسه الرئيسي بأنها «مهزلة».
وتم إعلان ديبي رئيساً انتقالياً في أبريل (نيسان) 2021 من قبل مجلس عسكري مكون من 15 جنرالاً عقب مقتل والده الرئيس إدريس ديبي إتنو بالرصاص على يد متمردين بعد قضائه 30 عاماً في السلطة.
بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحلhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7/5084632-%D8%A8%D9%88%D8%AA%D9%8A%D9%86-%D9%8A%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D8%AD%D8%AB-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%BA%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D9%84
بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع بعض قادة أفريقيا (رويترز)
أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مباحثات هاتفية مع الرئيس السنغالي بشيرو ديوماي فاي، ناقشا خلالها الوضع الأمني في منطقة الساحل والصحراء، حيث يتصاعد خطر الجماعات الإرهابية، حسب ما أعلن الكرملين. وقال الكرملين في بيان صحافي، إن المباحثات جرت، الجمعة، بمبادرة من الرئيس السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل».
الأمن والإرهاب
وتعاني دول مالي والنيجر وبوركينا فاسو، المحاذية للسنغال، من تصاعد خطر الجماعات الإرهابية منذ أكثر من عشر سنوات، ما أدخلها في دوامة من عدم الاستقرار السياسي والانقلابات العسكرية المتتالية.
وتوجهت الأنظمة العسكرية الحاكمة في كل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو، نحو التحالف مع روسيا التي أصبحت الشريك الأول لدول الساحل في مجال الحرب على الإرهاب، بدلاً من الحلفاء التقليديين؛ فرنسا والاتحاد الأوروبي.
وبموجب ذلك، نشرت روسيا المئات من مقاتلي مجموعة (فاغنر) في دول الساحل لمساعدتها في مواجهة تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما عقدت صفقات سلاح كبيرة مع هذه الدول، حصلت الأخيرة بموجبها على طائرات حربية ومعدات عسكرية متطورة ومسيرات.
ومع ذلك لا تزالُ الجماعات الإرهابية قادرة على شن هجمات عنيفة ودامية في منطقة الساحل، بل إنها في بعض الأحيان نجحت في إلحاق هزائم مدوية بمقاتلي «فاغنر»، وقتلت العشرات منهم في شمال مالي.
في هذا السياق، جاءت المكالمة الهاتفية بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، حيث قال الكرملين إن المباحثات كانت فرصة لنقاش «الوضع في منطقة الصحراء والساحل وغرب أفريقيا، على خلفية عدم الاستقرار المستمر هناك، الناجم عن أعمال الجماعات الإرهابية».
وتخشى السنغال توسع دائرة الأعمال الإرهابية من دولة مالي المجاورة لها لتطول أراضيها، كما سبق أن عبرت في كثير من المرات عن قلقها حيال وجود مقاتلي «فاغنر» بالقرب من حدودها مع دولة مالي.
وفي تعليق على المباحثات، قال الرئيس السنغالي في تغريدة على منصة «إكس» إنها كانت «ثرية وودية للغاية»، مشيراً إلى أنه اتفق مع بوتين على «العمل معاً لتعزيز الشراكة الثنائية والسلام والاستقرار في منطقة الساحل، بما في ذلك الحفاظ على فضاء الإيكواس»، وذلك في إشارة إلى (المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا)، وهي منظمة إقليمية تواجه أزمات داخلية بسبب تزايد النفوذ الروسي في غرب أفريقيا.
وكانت الدول المتحالفة مع روسيا (مالي والنيجر وبوركينا فاسو) قد جمدت عضويتها في المنظمة الإقليمية، واتهمتها بأنها لعبة في يد الفرنسيين يتحكمون فيها، وبدأت هذه الدول الثلاث، بدعم من موسكو، تشكيل منظمة إقليمية جديدة تحت اسم (تحالف دول الساحل)، هدفها الوقوف في وجه منظمة «إيكواس».
علاقات ودية
وفيما يزيد النفوذ الروسي من التوتر في غرب أفريقيا، لا تتوقف موسكو عن محاولة كسب حلفاء جدد، خاصة من بين الدول المحسوبة تقليدياً على فرنسا، والسنغال تعد واحدة من مراكز النفوذ الفرنسي التقليدي في غرب أفريقيا، حيث يعود تاريخ الوجود الفرنسي في السنغال إلى القرن السابع عشر الميلادي.
ولكن السنغال شهدت تغيرات جذرية خلال العام الحالي، حيث وصل إلى الحكم حزب «باستيف» المعارض، والذي يوصف بأنه شديد الراديكالية، ولديه مواقف غير ودية تجاه فرنسا، وعزز هذا الحزب من نفوذه بعد فوزه بأغلبية ساحقة في البرلمان هذا الأسبوع.
وفيما وصف بأنه رسالة ودية، قال الكرملين إن بوتين وديوماي فاي «تحدثا عن ضرورة تعزيز العلاقات الروسية السنغالية، وهي علاقات تقليدية تطبعها الودية، خاصة في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية».
وأضاف بيان الكرملين أن الاتفاق تم على أهمية «تنفيذ مشاريع مشتركة واعدة في مجال الطاقة والنقل والزراعة، خاصة من خلال زيادة مشاركة الشركات الروسية في العمل مع الشركاء السنغاليين».
وفي ختام المباحثات، وجّه بوتين دعوة إلى ديوماي فاي لزيارة موسكو، وهو ما تمت الموافقة عليه، على أن تتم الزيارة مطلع العام المقبل، حسب ما أوردت وسائل إعلام محلية في السنغال.
وسبق أن زارت وزيرة الخارجية السنغالية ياسين فال، قبل عدة أشهر العاصمة الروسية موسكو، وأجرت مباحثات مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف، حول قضايا تتعلق بمجالات بينها الطاقة والتكنولوجيا والتدريب والزراعة.
حياد سنغالي
رغم العلاقة التقليدية القوية التي تربط السنغال بالغرب عموماً، وفرنسا على وجه الخصوص، فإن السنغال أعلنت اتخاذ موقف محايد من الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، وطلبت قبل أشهر من السفير الأوكراني مغادرة أراضيها، بعد أن أدلى بتصريحات اعترف فيها بدعم متمردين في شمال مالي، حين كانوا يخوضون معارك ضد الجيش المالي وقوات «فاغنر».
من جانب آخر، لا تزالُ فرنسا الشريك الاقتصادي الأول للسنغال، رغم تصاعد الخطاب الشعبي المعادي لفرنسا في الشارع السنغالي، ورفع العلم الروسي أكثر من مرة خلال المظاهرات السياسية الغاضبة في السنغال.
ومع ذلك، لا يزالُ حجم التبادل التجاري بين روسيا والسنغال ضعيفاً، حيث بلغت صادرات روسيا نحو السنغال 1.2 مليار دولار العام الماضي، وهو ما يمثل 8 في المائة من إجمالي صادرات روسيا نحو القارة الأفريقية، في المرتبة الثالثة بعد مصر (28 في المائة) والجزائر (20 في المائة). ولا يخفي المسؤولون الروس رغبتهم في تعزيز التبادل التجاري مع السنغال، بوصفه بوابة مهمة لدخول أسواق غرب أفريقيا.