الخمول في الصغر قد يؤدي إلى التلف المبكر للكبد

العلاقة بين الخمول وتلف الكبد (جامعة جنوب أستراليا)
العلاقة بين الخمول وتلف الكبد (جامعة جنوب أستراليا)
TT

الخمول في الصغر قد يؤدي إلى التلف المبكر للكبد

العلاقة بين الخمول وتلف الكبد (جامعة جنوب أستراليا)
العلاقة بين الخمول وتلف الكبد (جامعة جنوب أستراليا)

أفادت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة شرق فنلندا، بأن الأطفال الذين يجلسون في وضع الاستقرار لأكثر من ست ساعات يومياً بدءاً من لحظة الاستيقاظ من دون بذل مجهود حقيقي، معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بمرض الكبد الدهني الشديد وتليّفه عند البلوغ.

وذكرت الدراسة التى عُرضت أمام الاجتماع السنوي لجمعية الغدد الصماء «ENDO 2024»، المنعقد في بوسطن بالولايات المتحدة، في الفترة من 1 إلى 4 يونيو (حزيران) الحالي، أنه «لكل نصف ساعة زيادة من الخمول والجلوس لأكثر من 6 ساعات يومياً، كان لدى الأطفال احتمالات أعلى بنسبة 15 في المائة للإصابة بمرض الكبد الدهني قبل أن يبلغوا سن 25 عاماً».

وقال الباحث الرئيسي للدراسة، البروفيسور أندرو أغباجي، من جامعة شرق فنلندا، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «العلاقة بين الخمول وتلف الكبد هي علاقة سببية على الأرجح».

ووفق الدراسة، فإن مرض الكبد الدهني هو تراكم للدهون الضارة في الكبد. وعندما لا تكون الحالة ناجمة عن الإفراط في استهلاك الكحول، ولكن بواحد على الأقل من خمسة مكونات لمتلازمة التمثيل الغذائي، فإنها تسمّى مرض الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي (MASLD).

ووفق النتائج، فقد كان معدل انتشار «MASLD» هو واحد من كل 40 مشاركاً (2.5 بالمائة) في سن 17 عاماً، وواحد من كل 5 مشاركين (20 في المائة) في سن 24 عاماً، ما وصفه أغباجي بـ«النتيجة المدهشة لأن خطر الإصابة بـ(MASLD) زاد ثمانية أضعاف في 7 سنوات فقط».

وكان نصف المصابين بـ«MASLD»، الذين يبلغون من العمر 24 عاماً، يعانون من مرض شديد، أو من كمية كبيرة جداً من الدهون الزائدة في الكبد، وهو ما علّق عليه أغباجي بأن «واحداً من كل 40 شاباً بالغاً لديه بالفعل علامات تندّب الكبد، وأن ثلاثة من كل 1000 شابٍ بالغٍ يستوفون معايير تشخيص تليّف الكبد».

وأضاف أغباجي، الذي يعمل أيضاً في جامعة إكستر بإنجلترا: «لا بدّ أن يكون عامة الناس على دراية بخطر حالة الخمول على صحة الأطفال والمراهقين والشباب»، موضحاً أن «مرض الكبد الدّهني المتقدم وكذلك مرض تليّف الكبد، يمكن أن يزيدا من خطر الإصابة بسرطان الكبد في المستقبل، ما قد يتطلب عملية زرع كبد».

في هذه الدراسة، حلّل أغباجي وزملاؤه بيانات دراسة طويلة لمجموعة كبيرة من المواليد في المملكة المتحدة، يُطلق عليها دراسة «أطفال التسعينات». شملت 2684 طفلاً قاموا بقياسات متكررة لحركاتهم باستخدام مقياس التسارع الذي يتم ارتداؤه على الخصر من سن 11 إلى 24 عاماً.

وفي عمر 17 و24 عاماً، خضع المشاركون في الدراسة لفحص الكبد بالموجات فوق الصوتية لتقييم الكبد الدّهني، والأدلة على تندّب (تشمّع) الكبد. كما أجروا فحوصات الدم لقياس مستويات إنزيمات الكبد لديهم في هاتين النقطتين الزمنيتين.

ووجد الباحثون أن الأطفال الذين شملتهم الدراسة أمضوا في المتوسط 6 ساعات يومياً جالسين؛ أي مستقرين من دون بذل أي نشاط، وهو ما زاد إلى 9 ساعات يومياً في مرحلة البلوغ.

يمكن للنشاط البدني خفيف الشدة أن يقلل فرص الإصابة بأمراض الكبد (جامعة يوفاسكولا)

وقال أغباجي إن «الترياق الأكثر فاعلية للآثار الصحية المدمرة الناجمة عن قلّة الحركة في مرحلة الطفولة، ليس هو النشاط البدني المعتدل إلى القوي الذي يُعلن عنه كثيراً لمدة 60 دقيقة يومياً، بل هو فقط ذلك النشاط البدني الخفيف الذي يتم التغاضي عنه ولو لمدة 3 إلى 4 ساعات يومياً».

وذكر أمثلة للنشاط البدني الخفيف مثل «الألعاب في الهواء الطلق، أو في الملاعب الرياضية، أو اصطحاب الكلاب للتمشية، أو أداء المهمات المنزلية للوالدين، أو المشي وركوب الدراجات». وشدّد على ضرورة تدخل الآباء لتقليل الوقت الذي يقضيه أطفالهم على وسائل التواصل الاجتماعي وألعاب الفيديو.


مقالات ذات صلة

3 اختلافات مهمة بينك وبين الرياضي الأولمبي

صحتك تتنافس الألمانيتان لينا هينتشيل وجيت مولر في نهائي مسابقة الغطس المتزامن للسيدات 27 يوليو (د.ب.أ)

3 اختلافات مهمة بينك وبين الرياضي الأولمبي

بينما لا تتنافس من أجل الحصول على ميدالية، يمكنك التعلم من أولئك الذين يفعلون ذلك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أنتجت خلايا الغضروف البشرية المعالجة مزيداً من الكولاجين الثاني (نورث وسترن)

تقنية واعدة لتجديد الغضاريف في 3 أيام

نجحت استراتيجية علاجية جديدة وضعها باحثون من جامعة نورث وسترن الأميركية في تنشيط الجينات اللازمة لتجديد الغضاريف التالفة في 3 أيام فقط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)

تدريب لتحسين حياة مرضى سرطان الثدي

أظهرت دراسة ألمانية أن برنامجاً يركز على التدريبات البدنية يمكن أن يحسن جودة الحياة لدى مرضى سرطان الثدي النقيلي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الدكتور وونغ - كي كيم الباحث الرئيسي في الدراسة (جامعة تولين)

دواء جديد يقضي على الإيدز في خلايا الدماغ

توصلت دراسة أميركية إلى أن دواء تجريبياً قد يساعد في التخلص من فيروس نقص المناعة البشرية «الإيدز» (HIV) من الخلايا المصابة في الدماغ.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق ما هو التفكير المُفرط

«كفأرٍ يركض على عجلة»... 15 عادة تؤدي للإفراط في التفكير

هل شعرت يوماً أن عقلك عبارة عن فأر يركض على عجلة، ولا يتوقف أبداً للراحة؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

مارسيل خليفة يضيء مسرح الساحة الرئيسية في جرش

مارسيل خليفة في جرش (المهرجان)
مارسيل خليفة في جرش (المهرجان)
TT

مارسيل خليفة يضيء مسرح الساحة الرئيسية في جرش

مارسيل خليفة في جرش (المهرجان)
مارسيل خليفة في جرش (المهرجان)

استعاد مهرجان جرش روح درويش في أمسية فنية تألق بها الموسيقار اللبناني مارسيل خليفة، وسط حضور جماهيريّ كبير، ليكون حفلاً لكل محب للفن الأصيل بصوت خليفة، وللشعر الجميل بقصائد الشاعر الفلسطيني محمود درويش.

وفي ثالث ليالي مهرجان جرش في نسخته الـ38، عاش الجمهور على خشبة مسرح الساحة الرئيسية ليلةً مع الفن الملتزم والكلمة المعبِّرة، التي قدمها الموسيقار مارسيل خليفة واسترجع بها ذكرياته مع كلمات الشاعر محمود درويش والشاعر سميح القاسم والشاعر علي فودة، وغيرهم من شعراء المقاومة والشعراء الذين كتبوا للوطن.

حضرت الحفل رئيسة اللجنة العليا لمهرجان جرش وزيرة الثقافة هيفاء النجار، والمدير التنفيذي لمهرجان جرش أيمن سماوي والشاعر اللبناني زاهي وهبي.

ووسط تفاعل كبير قدَّم خليفة نخبة من أجمل ما غنى، منها: «أيها المارون» وردَّد الأبيات الأولى من القصيدة قبل أن ينشدها بصوته العذب، و«منتصب القامة أمشي» للشاعر الفلسطيني سميح القاسم التي تعالت معها أصوات الجمهور ليشاركه الغناء.

واستكمل خليفة أمسيته الفنية بغناء «إني اخترتك يا وطني» للشاعر الفلسطيني علي فودة، و«تانغو لعيون حبيبتي»، وختم أمسيته الفنية بتوجيه رسالة صمود لشعب غزة بأغنية «شدو الهمة الهمة قوية».