هل نجحت جهود منع وصول السلاح إلى ليبيا؟

بعد تمديد «مجلس الأمن» للعملية الأوروبية المُكلفة بتفتيش السفن

إحدى السفن التابعة لـ«إيريني» في البحر المتوسط قبالة الساحل الليبي (موقع العملية الأوروبية البحرية)
إحدى السفن التابعة لـ«إيريني» في البحر المتوسط قبالة الساحل الليبي (موقع العملية الأوروبية البحرية)
TT

هل نجحت جهود منع وصول السلاح إلى ليبيا؟

إحدى السفن التابعة لـ«إيريني» في البحر المتوسط قبالة الساحل الليبي (موقع العملية الأوروبية البحرية)
إحدى السفن التابعة لـ«إيريني» في البحر المتوسط قبالة الساحل الليبي (موقع العملية الأوروبية البحرية)

قبل 4 أعوام من الآن، تقريباً، أطلق الاتحاد الأوروبي عملية بحرية، بقصد تطبيق الحظر على توريد السلاح إلى ليبيا، عُرفت بـ«إيريني»، وقبل أن ينتهي التفويض هذا الأسبوع، مدد مجلس الأمن الدولي المهمة عاماً إضافياً.

ودُشنت «إيريني» على خلفية الحرب التي شنها «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، على العاصمة طرابلس، في 4 أبريل (نيسان) 2019؛ لكن بعد توقف الاقتتال لا تزال التقارير الأممية والمحلية تتحدث عن تسرب السلاح إلى ليبيا، وبشكل كبير، ما يعيد طرح السؤال حول أهمية هذه العملية البحرية.

العثور على شحنة تنتهك حظر الأسلحة في يوليو 2022 (موقع العملية الأوروبية البحرية)

ووسط ترحيب غربي وتحفظ روسي مع 5 دول أخرى، جدد مجلس الأمن يوم الجمعة الماضي، التفويض الممنوح للدول الأعضاء لتفتيش السفن المارة في المياه الدولية قبالة ليبيا، المشتبه في أنها تنتهك القرارات الأممية، بعدما انتهى التفويض الحالي في 2 يونيو (حزيران) الجاري.

وتتباين وجهات النظر السياسية والعسكرية في ليبيا بشأن «إيريني» منذ تدشينها، فهناك من يراها «متحيزة في تطبيقها للحظر، ما يسهم في مواصلة الصراع العسكري بدلاً من إنهائه»، غير أن الأكاديمي والباحث السياسي التركي، مهند حافظ أوغلو، يرى أن «كل طرف في ليبيا لديه توجس وعدم ثقة كامل، لذلك يستمر تدفق السلاح غير الشرعي إلى البلاد».

كواليس مجلس الأمن

وانعكست الحالة السياسية والعسكرية في ليبيا على كواليس اتخاذ قرار تمديد مهمة «إيريني» في مجلس الأمن؛ حيث وافقت عليه 9 دول (هي: فرنسا، والولايات المتحدة، وبريطانيا، واليابان، والإكوادور، ومالطا، وكوريا الجنوبية، وسلوفينيا، وسويسرا) بينما امتنعت 6 دول عن التصويت (هي: روسيا، والصين، والجزائر، وغيانا، وسيراليون، وموزمبيق).

ويمنح القرار الدول الأعضاء، أو منظمات إقليمية، صلاحيةً لتفتيش السفن في أعالي البحار المتجهة إلى ليبيا أو الآتية منها، في حال توفر أسباب معقولة للاعتقاد بأنها تنتهك قرار حظر الأسلحة الذي يفرضه مجلس الأمن على البلاد.

الانتقادات التي توجَّه للعملية الأوروبية البحرية، تنطلق من نقطة أن السلاح لا يزال يصل إلى ليبيا، عبر سفن محملة بأنواع وأصناف مختلفة، وهو ما يرجعه أوغلو في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى «هشاشة الوضع الأمني الداخلي في ليبيا؛ على الرغم من تحقيق تقدم ملحوظ على مستوى تفاهم الفاعلين في ليبيا».

واحدة من عمليات التفتيش قبالة الساحل الليبي في ديسمبر 2022 (موقع العملية البحرية)

ويشير الأكاديمي التركي إلى «التحسن الحاصل في التحالفات السياسية لأهداف اقتصادية بالدرجة الأولى»؛ لكنه يرى أن «الثغرة الأهم والأخطر هي على المستوى الأمني والعسكري». ويربط أوغلو ذلك: «بانشغال اللاعبين الإقليميين والدوليين بملفات أكثر سخونة؛ فضلاً عن الانقسام بين الأفرقاء الليبيين»، لذا فإنه يعتقد أن «الوضع سيراوح في مكانه لمدة ليست بالقصيرة، مع الأسف».

بجانب ذلك، فإن الأحاديث والتقارير التي تتوالى عن تسرُّب السلاح إلى ليبيا كثيرة، منها سفن وطائرات تركية تهبط في موانٍ بغرب البلاد، في موازاة سفن وطائرات حربية تهبط في شرق البلاد، تفيد المعلومات بأنها روسية... ومن هناك جاء الانقسام حول الموافقة على التمديد لـ«إيريني»، حسب متابعين.

وتتحدث تقارير من بينها ما نشرته صحيفة «التايمز» اللندنية منتصف أبريل الماضي، عن سفينة روسية محملة بالأسلحة، رست في ميناء طبرق، في الثامن من الشهر نفسه، بعد إبحارها من موسكو.

وفي سبتمبر (أيلول) 2023، أفاد تقرير لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة، بأن إحدى السفن سلَّمت عتاداً في مدينة بنغازي. وتحدث عن أن «إيريني» ضبطت سفينتين تجاريتين كانتا متجهتين إلى بنغازي، وعلى متنهما عتاد عسكري. وأجرت لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة عمليتَي تفتيش ميدانيتين لهذا العتاد العسكري المضبوط.

ويعتقد مسؤول سياسي ليبي أن السلاح الذي يصل إلى «جبهتَي شرق ليبيا وغربها»: «كبير ومتنوع» حسب تعبيره. ويقول في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن ما تعلن عنه العملية الأوروبية من ضبط للسلاح «قليل جداً وهزيل».

وتساءل المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته: «انظر إلى العروض العسكرية التي يجريها (الجيش الوطني) في شرق البلاد، ونظيره في غرب البلاد، وما يظهر فيهما من تجهيزات عسكرية حديثة؛ كل هذا جاء من أين؟».

غير أن ممثلة مالطا التي أثنت على «إيريني» أمام جلسة مجلس الأمن، تحدثت عن أن العملية فتشت 27 سفينة، وأجرت أكثر من 14 ألف عملية نداء، و600 اقتراب ودي، وقدمت أكثر من 50 تقريراً إلى لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة.

وسبق لمجلس الأمن الدولي أن أصدر قراراً في مارس (آذار) 2011 بـ«منع بيع أو توريد الأسلحة وما يتصل بها من عتاد إلى ليبيا. ويشمل ذلك الأسلحة والذخيرة، والمركبات، والمعدات العسكرية، والمعدات شبه العسكرية، وقطع الغيار».

التخوف من روسيا

ويقول المسؤول السياسي الليبي، إن أحد أسباب الانقسام الذي شهده مجلس الأمن حول قرار التجديد لـ«إيريني»، هو «التخوف الغربي من النشاط الملحوظ لروسيا، وازدياد نفوذها، وعملها على التمدد من الأراضي الليبية إلى دول أفريقية»، مذكِّراً بتنديد سابق للسفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا عام 2022، بـ«القبضة الخانقة التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على نظام تفتيش السفن».

والرفض الروسي لقرار التمديد لـ«إيريني» وصفه أوغلو بأنه «ليس غريباً». وقال: «روسيا تعد نفسها مستهدفة بهذه العملية، مثل تركيا، وترى أن وجودها في ليبيا شرعي بطريقة ما».

أعلام الدول المشاركة في العملية الرقابية (الشرق الأوسط)

ويرى الأكاديمي التركي أوغلو، أن حفتر «يطلب دوماً التنسيق مع روسيا لاستنهاض القوات العسكرية، ولكن الغرب يريد الضغط على روسيا وتركيا من خلال (إيريني)».

وسبق للبعثة الأممية إلى ليبيا الحديث عن أنه «لا يمكن إعادة الاستقرار من دون مواجهة التدخلات الأجنبية، ومنع دخول السلاح لأطراف النزاع».

وفي تقرير أصدره المكتب الأممي المعني بمكافحة المخدرات والجريمة عام 2023، رصد أن ليبيا أصبحت مصدراً «لإمداد مناطق الساحل الأفريقي المجاورة بالأسلحة المصنَّعة حديثاً»، ونوه إلى أن حالة الفوضى التي غرقت فيها ليبيا منذ الإطاحة بنظام الرئيس الراحل معمر القذافي، أدت إلى تدفق الأسلحة من الدولة الواقعة في شمال القارة إلى دول الساحل الواقعة جنوبها.


مقالات ذات صلة

«دماء ورصاص» في الذكرى الـ55 لـ«ثورة القذافي»

شمال افريقيا أنصار القذافي يُنزلون صورة الملك إدريس السنوسي (أرشيفية متداولة على صفحات أنصار النظام السابق)

«دماء ورصاص» في الذكرى الـ55 لـ«ثورة القذافي»

مناشدات بالتحرك الفوري لحقن الدماء وتهدئة الأوضاع في المدينة التي تشهد اضطرابات واسعة دفعت بعض أهالي المقتولين إلى إضرام النار في منزل أحد المتهمين بقتله.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا صورة لحقول نفط تم إعادة تشغيلها في ليبيا (القوات البرية بـ«الجيش الوطني»)

ليبيا: استئناف الإنتاج بحقول نفطية بضغط أميركي

قال منسّق «حراك فزان في ليبيا» بشير الشيخ، إنه تم استئناف إنتاج النفط في بعض حقول الجنوب الشرقي «بضغط أميركي».

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا عناصر من هيئة البحث عن المفقودين يتفقدون موقعاً لمقابر جماعية تم العثور عليها في ترهونة (الهيئة)

مطالب أممية بمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان في ترهونة الليبية

حذّر تقرير للأمم المتحدة من أن غياب المساءلة، والسنوات الطويلة من إفلات المتسببين في انتهاكات حقوق الإنسان، والتجاوزات المرتكبة في مدينة ترهونة الليبية

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا محافظ المصرف المركزي الجديد خلال اجتماع بمساعديه (المصرف المركزي)

«النواب» الليبي يُصر على رفض محافظ «المركزي»... ويدعو للتهدئة

دخلت أزمة المصرف المركزي الليبي، مرحلة جديدة، السبت، وسط محاولة من حكومة الوحدة المؤقتة في العاصمة طرابلس، لاحتواء لانتقادات أميركية.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا لقاء سابق يجمع صالح والمشري وستيفان ويليامز المبعوثة الأممية بالإنابة (المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب الليبي)

ليبيون يعلّقون آمالهم على تقارُب صالح والمشري لإحياء المسار الانتخابي

تدفع أزمة المصرف المركزي الليبي بإمكانية العودة إلى بحث العملية السياسية، في ظل عقد البعض آمالاً على عودة التقارب بين مجلسَي النواب و«الأعلى للدولة».

جاكلين زاهر (القاهرة)

«مقتل رهائن» و«ضغوط الداخل» الإسرائيلي... هل يعجّلان «هدنة غزة»؟

فلسطينيون يتفقدون منازلهم شرق دير البلح وسط قطاع غزة بحثاً عن أشياء يمكن انتشالها من بين الأنقاض (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتفقدون منازلهم شرق دير البلح وسط قطاع غزة بحثاً عن أشياء يمكن انتشالها من بين الأنقاض (أ.ف.ب)
TT

«مقتل رهائن» و«ضغوط الداخل» الإسرائيلي... هل يعجّلان «هدنة غزة»؟

فلسطينيون يتفقدون منازلهم شرق دير البلح وسط قطاع غزة بحثاً عن أشياء يمكن انتشالها من بين الأنقاض (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتفقدون منازلهم شرق دير البلح وسط قطاع غزة بحثاً عن أشياء يمكن انتشالها من بين الأنقاض (أ.ف.ب)

فجَّر إعلان إسرائيل العثور على جثث رهائن بقطاع غزة، موجة احتجاجات واسعة؛ رفضاً لسياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وسط مطالبات بتحركات عاجلة تهدف إلى إنجاز اتفاق لإنقاذ حياة المحتجزين المتبقّين أحياءً.

ويرى خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن التطورات الجديدة تضع حكومة نتنياهو تحت ضغط كبير، خصوصاً مع تبنّي وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، ونقابات عديدة، للاحتجاجات، والمطالبة بإبرام الصفقة التي يعطّلها رئيس الوزراء لـ«الحفاظ على بقائه السياسي» أطول فترة ممكنة. وأكّدوا أن إدارة الرئيس جو بايدن أمام خيار صعب بعد تأكد مقتل أحد الرهائن الأميركيين، مع قرب الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

في حين تباينت آراء الخبراء حول ما إذا كان مقتل الرهائن والانتقاد داخل إسرائيل سيدفعان إلى «تقدّم ملموس في ملف هدنة غزة خلال الفترة المقبلة».

وقال بايدن، الأحد، إنه تم العثور في قطاع غزة على جثث 6 رهائن، بينهم أميركي، مؤكداً أنه «سيواصل العمل على مدار الساعة للتوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح الرهائن المتبقين»، بعد ساعات قليلة من حديثه أن الاتفاق «وشيك». وأكّد الجيش الإسرائيلي، في إفادة، العثور عليهم في نفق تحت الأرض، متهماً «حماس» بقتلهم.

طفل فلسطيني يسير أمام أنقاض المباني في مدينة غزة (أ.ف.ب)

وعقب الإعلان عن العثور على جثث الأسرى، انضم زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، إلى المطالبة بإعلان إضراب عام في إسرائيل، واحتجاجات ومطالب بانعقاد جلسة خاصة للكنيست (البرلمان)؛ لمناقشة صفقة وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن، وفقاً لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، بينما الكنيست لا يزال في فترة راحة، ويتطلّب عقد جلسة عامة عادية دعم 25 نائباً.

وجاء بيان لابيد بعد أن دعا «منتدى عائلات الأسرى والمفقودين»، الأحد، في بيان نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إلى إضراب عام للاحتجاج، الاثنين؛ لعدم التوصل إلى صفقة لتبادل المحتجزين المتبقين في قطاع غزة، والخروج في مظاهرة ضخمة لإغلاق الطرق بشكل كامل.

كما دعا رئيس حزب «معسكر الدولة»، بيني غانتس، الجمهور الإسرائيلي للخروج إلى الشارع؛ للتظاهر ضد حكومة نتنياهو. وأضاف أنه «حان الوقت لاستبدال حكومة الفشل المطلق»، موضحاً أن نتنياهو يتردّد ويخاف، ويلعب على فكرة «كسب الوقت» لصالحه، لاعتبارات سياسية.

ورداً على الاتهامات ضده، قال نتنياهو في بيان إن «الجهود لتحرير المخطوفين متواصلة منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي، و(حماس) ترفض إجراء مفاوضات حقيقية»، مؤكداً أن إسرائيل «لن تهدأ حتى تصل إلى قتلة الرهائن في (حماس)».

في المقابل، قال عضو المكتب السياسي لـ«حماس»، عزت الرشق، الأحد: «من يتحمل مسؤولية موت الأسرى هو الاحتلال الذي يُصِرّ على مواصلة حرب الإبادة الجماعية، والتهرب من الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار، والإدارة الأميركية، بسبب انحيازها ودعمها وشراكتها في هذا العدوان»، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

امرأة فلسطينية ترتب الملابس على خط في مخيم بالقرب من مستشفى ناصر بخان يونس (إ.ب.أ)

مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير علي الحفني، يرى أنه ليس من مصلحة «حماس» التخلص من الرهائن؛ كونها ورقة رابحة في يدها، لكن الاتهامات الإسرائيلية تأتي في إطار «حرب نفسية، والرد على عدم حسم اتفاق حتى الآن».

ولا يعتقد الحفني أن ضغوط الشارع الإسرائيلي ستسمح بتغيّر موقف نتنياهو، الذي يحتاج إلى ضغوط أكبر من ذلك ليتقبل الذهاب لاتفاق لا يريده؛ حفاظاً على بقائه السياسي، مشيراً إلى أن الأحاديث الأميركية بقرب التوصل لاتفاق «أحاديث استهلاكية انتخابية تُسمع من شهور بلا أثر».

في المقابل، يعتقد الأكاديمي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور أحمد فؤاد أنور، أن نتاج مقتل الرهائن، والتصاعد اللافت في الاحتجاجات والانتقاد داخل إسرائيل، سيدفع إلى «تقدّم حاسم وملموس، خصوصاً من واشنطن في ملف الهدنة».

ويرى أن موجة الغضب هذه المرة مختلفة، وتتبنّاها جهات عديدة، بخلاف المعارضة ضد نتنياهو، متوقعاً أن تجبر نتنياهو - لو تواصلت بنفس القوة - للقبول باتفاق، وتغيير مواقفه في العقبات الرئيسية، وأبرزها البقاء في «محور فيلادلفيا».

وليست المعارضة أو عائلات المحتجزين التي تطالب بموقف مغاير من نتنياهو، بل أيضاً يوآف غالانت، الذي دعا، الأحد، عبر تغريدة بمنصة «إكس»، إلى دعوة المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) للانعقاد، وإلغاء القرار الذي صدر عنه، الخميس الماضي، بشأن استمرار بقاء الجيش الإسرائيلي في «محور فيلادلفيا»، للذهاب لاتفاق محتمل حول صفقة تبادل أسرى.

الحفني يرى أن نتنياهو لن يستجيب لغالانت، وسيستمر في مساعي عرقلته أي اتفاق حتى الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، على أمل وصول حليفه دونالد ترمب؛ للحصول على دعم أكبر لبقائه السياسي، مؤكداً أن المطلب المصري السعودي حلٌّ آمِن وسريع لإنقاذ المنطقة مما يقودها إليه نتنياهو، ويجب الاستجابة لها في أقرب وقت.

وبحذر يتفاءل فؤاد أنور بإمكانية أن يتراجع نتنياهو تحت الضغوط الداخلية المتصاعدة عن عقبة محور فلادليفيا، مؤكداً أن بايدن بحاجة إلى الاتفاق قبل الانتخابات الرئاسية، ولن ينتظر كثيراً، والفرصة حالياً بعد حادث مقتل الرهائن مهيّأة، مشيراً إلى أهمية الاستجابات للمطالبات العربية بإنجاز اتفاق يُهدّئ التصعيد بالمنطقة.