لماذا يتكرّر ضرب النساء في أوساط مغنّي الراب؟

مغنّي الراب شون كومبز «ديدي» (أ.ب) وصديقته السابقة كاسندرا فينتورا «كاسي» (إنستغرام)
مغنّي الراب شون كومبز «ديدي» (أ.ب) وصديقته السابقة كاسندرا فينتورا «كاسي» (إنستغرام)
TT

لماذا يتكرّر ضرب النساء في أوساط مغنّي الراب؟

مغنّي الراب شون كومبز «ديدي» (أ.ب) وصديقته السابقة كاسندرا فينتورا «كاسي» (إنستغرام)
مغنّي الراب شون كومبز «ديدي» (أ.ب) وصديقته السابقة كاسندرا فينتورا «كاسي» (إنستغرام)

إنه شون كومبز المعروف بـ«ديدي»، نجم موسيقى الراب الأميركي، وهذه المرة ليس المسرح حلبتَه، بل رواقٌ في فندق. أما العرض فليس غنائياً، إنما هو استعراض قوّة ضد امرأة تُدعى كاسندرا فينتورا. يلحق بها، يمسكها من شعرها، ثم يرميها أرضاً ويبدأ بركلها وسحبها. وفي مشهد آخر، يرشق ديدي «كاسي» التي كانت حبيبته حينذاك، بإناءٍ يشبه المزهريّة.

تعود تلك المشاهد الصادمة إلى عام 2016 وقد تفرّدت شبكة «سي إن إن» بعرضها الحصري، نقلاً عن كاميرات المراقبة داخل الفندق. لم يتأخر كومبز (54 عاماً) في التعليق، فهو سارع إلى الاعتذار من خلال فيديو نشره على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة به، تحت عنوان «أنا آسف حقاً».

ليست المرة الأولى التي تُوجّه فيها تهمة العنف المنزلي إلى الفنان الأميركي، وهو ليس مغنّي الراب الوحيد المتورّط في قضايا عنف ضد النساء. كما لو أنّه سلوكٌ مشترك ما بين عشرات نجوم هذا الفن، الذي انطلق من أزقّة الأحياء الأميركية المحرومة في سبعينات القرن الماضي.

تكثر كلمات أغاني الراب التي تسوّق للعنف، وتستصغر النساء، وتحوّل أجسادهنّ إلى سِلَع، ثم يأتي عددٌ كبير من صنّاع تلك الأغاني ليترجموا الأقوال أفعالاً.

مغنّي الراب شون كومبز «ديدي» وحبيبته السابقة كاسندرا فينتورا عام 2018 (أ.ف.ب)

«ديدي» وزملاء التعنيف

كاسندرا نفسها كانت قد ادّعت على كومبز الخريف الماضي، بتهمة الاعتداء عليها واستغلالها جنسياً على مدى 10 أعوام أمضتها إلى جانبه. كما أنه متهمٌ بتفجير سيارة أحد الرجال الذين حاولوا التقرّب منها إعجاباً. تزامناً مع الدعوى التي رفعتها فينتورا في 2023، اتهمت سيدة أخرى ديدي بتخديرها والاعتداء عليها عام 1991 يوم كانت طالبة جامعيّة. كما أن الطاهية الخاصة به اتهمته بالتحرّش بها، لتتوالى التُّهم بعد ذلك، وكلّها تدور في فلك الاغتصاب الجماعي والاتجار بالنساء.

كان عام 1991 انتقالياً؛ إذ إنه شهد على بدايات مظاهر العنف من قبل فناني الراب، وقد افتتح المغنّي الشهير «دكتور دري» السلسلة الطويلة في تلك السنة، معتدياً بالضرب على الصحافية دي بارنز اعتراضاً على مقابلةٍ أجرتها مع فنان منافس ولم تَرُق له.

مغنّي الراب الأميركي أندريه يونغ المعروف بـ«دكتور دري» (إنستغرام)

كدمات ريهانا

كرّت السبحة لتشمل قائمة طويلة من المغنّين الذين تورّطوا في قضايا عنف منزلي وتعرّضوا بالضرب للنساء. من بين أبرز الضحايا، المغنية العالمية ريهانا التي ظهرت عام 2009 بوجهٍ تملأه الكدمات، ليتبيّن أنها تعرّضت للضرب من قبل صديقها آنذاك مغنّي الراب كريس براون.

أحدثت القضية ضجةً واسعة في الأوساط الفنية والحقوقية، وقد أقرّت ريهانا لاحقاً بأنّ براون لكمها وضربها بعد أن اعترضت على رسالة وردت إلى هاتفه من امرأة أخرى. وعندما قالت إنها ستتصل بالشرطة، هدّدها بالقتل. استعاد براون حرّيته حينها بكفالة قدرها 50 ألف دولار، ووُضع تحت المراقبة لمدّة 5 سنوات.

المغنية ريهانا بعد تعرّضها للضرب على يد صديقها مغنّي الراب كريس براون عام 2009 (إنستغرام)

أما المغنّي «آر كيلي» فقد وُجّهت إليه 10 تهم بارتكابه اعتداءات جسدية على نساء، من ضمنها التعنيف والتحرّش، وذلك بين عامَي 1998 و2010. وكانت 3 من بين ضحاياه الـ10 تتراوح أعمارهنّ ما بين 13 و16 سنة.

على قائمة المتهمين بتعنيف شريكاتهم كذلك، مغنّي الراب «إكس إكس إكس تنتايشن» الذي اعتدى بالضرب على صديقته وهي حامل، ثم من خلال أغنية، اعتبر أن اتهاماتها له ليست سوى أكاذيب قائلاً: «اتُّهمت زوراً، جرى استغلالي وتضليلي». وتابع مرتكباً عذراً أقبح من ذنب: «أتمنّى أن ترقدي بسلام».

مغنّي الراب آر كيلي في إحدى محاكم شيكاغو عام 2019 (أ.ف.ب)

التعنيف لا يعني التعميم

جولة سريعة على السجلّات القضائية العائدة لبعض مغنّي الراب تُظهر عناوين مثل: «ليل أوزي فيرت يضرب صديقته ويهدّدها بواسطة مسدّس»، و«تايغا موقوف بتهمة الاعتداء بالضرب على حبيبته كامارين سوانسون»، و«الرابر كيفن غيتس يركل إحدى معجباته في صدرها»، و«فابولوس يحطّم أسنان صديقته ويهدّدها ووالدها بالقتل»، و«غوتشي ماين يرمي بسيدة من داخل السيارة».

لا يعني تورّط هؤلاء جميعاً في قضايا عنف ضدّ النساء، أنّ كلّ مغنّي الراب هم من فصيلة المعنّفين، وبالتالي لا يجوز التعميم. لكنّ المؤكّد هو أنّ العنف جزء لا يتجزّأ من كلمات أغاني الراب، والمقصود هنا تلك الأغاني التي سوّقت لمفاهيم مثل كراهية النساء، والتمييز الجندري، والعنف الجسدي. وغالباً ما حقّرت الأغاني والفيديو كليبات النساء وأطلقت عليهنّ تسمياتٍ بذيئة. أدّى هذا الأمر إلى سجالات واسعة واعتراضات لدى الرأي العام الأميركي، حتى إن القضية نوقشت داخل مجلس الشيوخ خلال التسعينات. ولم يقتصر الاعتراض على الجهات السياسية والشعبية فحسب، بل برزت مجموعة من مغنّي الراب أنفسهم الذين امتنعوا عن غناء أي محتوى بذيء أو عنيف، مستبدلين بذلك المعاني الإيجابية والمسالمة.

مجموعة من مغنّي الراب الذين سبق أن تورّطوا في قضايا عنف ضد النساء

عنفُ ما بين السطور

يعتبر النقّاد أن اللغة البغيضة ضد النساء في الراب تشجّع على العنف والاعتداءات الجنسية وتجعل الأمر يبدو طبيعياً. أما الأخطر فهو التحذير الذي وجّهته «الأكاديميّة الأميركية لأطبّاء الأطفال» من تشوّه صورة العلاقات العاطفية في أذهان الأطفال والمراهقين الذين يتعرّضون لهذا النوع من الموسيقى، لا سيّما في عصر التكنولوجيا ومنصات البثّ التي تُتيح الوصول إلى هكذا محتوى بسهولة.

عام 1999 أصدر أحد أشهر مغنّي الراب في التاريخ، إمينيم، أغنيةً بعنوان «كيم»، وهو اسمُ زوجته آنذاك. وصف في تلك الأغنية مشهداً متخيّلاً يقتل فيه زوجته ويضع جثتها في صندوق السيارة. ولا تقتصر قائمة مغنّي الراب الذين سوّقوا للعنف المنزلي على إمينيم، بل إنها تشمل عدداً كبيراً من زملائه أمثال دكتور دري، وجارول، وسنوب دوغ، وكانييه وست، وجاي زي، وغيرهم ممّن قدّموا أغاني تحقّر النساء وتشيّئ أجسادهنّ وكأنها مجرّد أغراض صالحة للتعنيف والضرب.


مقالات ذات صلة

«أسبوع الرياض الموسيقي» يحتفي بالمواهب الإبداعية في الفضاءات العامة

يوميات الشرق يُقدم «أسبوع الرياض الموسيقي» سلسلة فعاليات وعروضاً موسيقية متنوعة في الفضاءات العامة (الشرق الأوسط)

«أسبوع الرياض الموسيقي» يحتفي بالمواهب الإبداعية في الفضاءات العامة

يُقدم «أسبوع الرياض الموسيقي» سلسلة فعاليات Fringe وعروضاً موسيقية متنوعة في الفضاءات العامة خلال الفترة من 7 إلى 10 ديسمبر

يوميات الشرق شعار مسابقة الأغنية الأوروبية 2025 يظهر على لافتة (د.ب.أ)

مع التصويت على مشاركة إسرائيل... مسابقة «يوروفيجن» تواجه اختباراً كبيراً

تواجه مسابقة الأغنية الأوروبية «لحظة فاصلة» يوم الخميس عندما يصوت أعضاء الهيئة المنظمة للمسابقة على ما إذا كان بإمكان إسرائيل المنافسة في نسخة العام المقبل.

«الشرق الأوسط» «الشرق الأوسط» (جنيف)
«ذا فويس 6» والمدرّبون ناصيف زيتون وأحمد سعد ورحمة رياض (إنستغرام)

مدرّبو «ذا فويس»: الموسم السادس يحمل مواهب استثنائية

كانت لـ«الشرق الأوسط» لقاءات مع المدرّبين الثلاثة خلال تسجيل إحدى حلقات الموسم السادس، فأبدوا رأيهم في التجربة التي يخوضونها...

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق فكرة عقد المؤتمر جاءت استجابة لاحتياجات المشهدين الفني والبحثي في العالم العربي (هيئة الترفيه)

أول مؤتمر للموسيقى العربية في الرياض يوصي بتوثيق وصون التراث الشرقي

أوصى أول مؤتمر للموسيقى العربية عُقد في الرياض بأهمية تنفيذ مشروع عربي شامل، لتوثيق المقامات والإيقاعات والآلات الموسيقية، وفق منهجيات علمية دقيقة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الوتر السادس مصطفى الجارحي: أغنياتي مُحمّلة بطاقات شعرية لا تخضع لحسابات السوق

مصطفى الجارحي: أغنياتي مُحمّلة بطاقات شعرية لا تخضع لحسابات السوق

كان لأغنيات الشاعر مصطفى الجارحي التي لحنها وغناها الفنان مصطفى رزق، مطرب الجاز المصري، حضور كبير في النسيج الدرامي لمسلسل «ولاد الشمس».

حمدي عابدين (القاهرة)

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
TT

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)

أصدر النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو تحذيراً للممثلين الشباب، موضحاً سبب رفضه عروضاً ضخمة في بداية مسيرته الفنية الحافلة.

وأكد دي كابريو، البالغ من العمر 51 عاماً، أن الإفراط في الظهور قد يضر بالممثل الطموح الذي يتطلع إلى النجاح في هوليوود، وفقاً لشبكة «فوكس نيوز».

وقال نجم فيلم «تايتانيك»: «أكثر ما يمكنني قوله هو إنه إذا كنت تحب هذه المهنة، إذا كنت تحب التمثيل، فعليك أن تدرك أنها أشبه بماراثون، وليست سباقاً قصيراً».

وأضاف: «هذا لا يعني أن هذه كلها خيارات مصيرية. لا تجرّبوا شيئاً تجارياً. لا تفعلوا هذا مبكراً جداً.. يتعلق الأمر بفكرة النظر إلى مسيرتكم المهنية بعد 20، 30، 40، 50 عاماً من الآن، ووضع هذه العناصر معاً لضمان استمراريتها».

وتابع: «ربما يكون الإفراط في التعرض مضراً... أعتقد، إن لم يكن هناك أي شيء، أنني كنتُ أملك حدساً مبكراً بشأن الإفراط في التعرض. صحيحٌ أن ذلك كان زمناً مختلفاً. كان زمناً شاهدتُ فيه ممثلين اختفوا عن الأنظار، ولم نكن نعرف الكثير عنهم. أما الآن، فقد اختلف الأمر كثيراً مع وسائل التواصل الاجتماعي. لكنني لم أتمكن من معرفة الكثير عنهم إلا ما رأيته على الشاشة».

أشار دي كابريو إلى أن الزمن تغير بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، لكن مشاهدة ممثلين آخرين يبنون ببطء أعمالاً قوية أثّرت على قراراته المهنية.

وشرح: «رأيتهم يبنون أعمالاً رائعة مع مرور الوقت. لم أُغمر بفيضٍ هائل من أفلامهم في عام أو عامين. هذا لا يعني أنه لا يجب عليك قبول العمل عندما يُعرض عليك، ولكن الفكرة هي توزيعه، أو ربما مجرد اختيار الأفلام التي تضم شخصيات ثانوية رائعة ومثيرة للاهتمام وتترك بصمتك في هذا المجال».

اشتهر دي كابريو برفضه دوراً في فيلم «هوكس بوكس»، وهو أعلى أجر كان سيحصل عليه آنذاك. وبدلاً من ذلك، قبل دور «ما الذي يزعج جيلبرت جريب»، الذي نال عنه أول ترشيح لجائزة الأوسكار. وصرح الممثل أن نقطة التحول في مسيرته كانت فيلم «تايتانيك»، الذي مكّنه من اختيار أفلامه بنفسه.

وأوضح: «كنت محظوظاً جداً في البداية. وكما ذكرتُ مع فيلم (تايتانيك)، كانت تلك نقطة التحول الحقيقية، عندما أتيحت لي فرصة اختيار أفلامي بنفسي. ولكن حتى ذلك الحين، كنتُ أشارك في العديد من الأفلام المستقلة. كنتُ أختار الشخصية التي أجدها الأكثر إثارة للاهتمام، والتي أستمتع بها».


«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
TT

«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

في لحظة يصعب نسيانها، ظهر النجم الأميركي فين ديزل، وهو يدفع الأسطورة البريطانية مايكل كين على كرسيه المتحرّك فوق خشبة مسرح حفل افتتاح مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، مساء الخميس، في مشهد بدا كأنه يُلخّص روح دورة خامسة تجمع بين شغف السينما وامتنانها لرموزها، وبين حضور دولي يُرسّخ جدة منصةً تلتقي فيها قصص نجوم «هوليوود» و«بوليوود» والعالم العربي.

وقف ديزل على المسرح لتقديم الجائزة التكريمية، قائلاً: «هذه الليلة مميّزة بالنسبة إليّ، لأنني أقدّم جائزة لشخص تعرفونه جميعاً بأنه من أفضل الممثلين الذين عاشوا على الإطلاق... مايكل كين يملك من الكاريزما ما يفوق ما لدى معظم نجوم هوليوود». أمّا كين، الذي بلغ التسعين من عمره، فصعد إلى المسرح بدعم 3 من أحفاده، وقال مازحاً: «أتيتُ لأتسلم جائزة، ولا يفاجئني ذلك... فقد فزت بأوسكارين».

مايكل كين متأثّراً خلال كلمته على المسرح (إدارة المهرجان)

كان ذلك المشهد الشرارة التي أعطت مساء الافتتاح طابعاً مختلفاً؛ إذ لم تكن الدورة الخامسة مجرّد احتفاء بفنّ السينما، وإنما إعلان عن نقلة نوعية في موقع السعودية داخل الخريطة العالمية، حيث تتقاطع الأضواء مع الطموح السينمائي، ويتحوَّل الافتتاح من استقطاب للنجوم وعروض الأفلام، إلى قراءة لصناعة تتشكَّل أمام العالم.

وانضم إلى مايكل كين في قائمة النجوم المكرّمين لهذا العام: سيغورني ويفر، وجولييت بينوش، ورشيد بوشارب، وستانلي تونغ، فيما استمرَّت أسماء عالمية في التوافد إلى جدة في اليومين الماضيين، من بينهم جيسيكا ألبا، وأدريان برودي، والمخرجة كوثر بن هنية.

وينسجم ذلك مع كلمة وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، خلال الحفل، بأنّ المهرجان أصبح منصةً تعكس التحوّل الكبير الذي يشهده القطاع الثقافي في المملكة، ويُظهر دور الشباب في تشكيل مشهد سينمائي ينسجم مع طموحات «رؤية 2030»، مشيراً إلى أنّ الثقافة تُعد إحدى أقوى أدوات التأثير عالمياً.

حشد سينمائي عالمي كبير في الحفل (إدارة المهرجان)

السعودية... بدايات هوليوود

ومثل عادة المهرجانات، اتّجهت الأنظار نحو السجادة الحمراء، فامتلأت «الريد كاربت» الواقعة في منطقة البلد التاريخية بطيف نادر من نجوم السينما العالمية؛ من داكوتا جونسون، وآنا دي أرماس، ورئيس لجنة التحكيم شون بيكر وأعضاء اللجنة رض أحمد، وناعومي هاريس، ونادين لبكي، وأولغا كوريلنكو، إضافة إلى كوين لطيفة، ونينا دوبريف؛ اللتين شاركتا في جلسات حوارية مُعمَّقة قبل الافتتاح.

وخلال الحفل، أكد رئيس لجنة التحكيم شون بيكر، أنه متحمّس جداً للحضور في السعودية، التي شبَّهها بـ«هوليوود في أيامها الأولى»، مضيفاً: «بينما نُقاتل للحفاظ على دور العرض في الولايات المتحدة، افتُتِحت هنا مئات الصالات خلال 5 سنوات، لتصبح السعودية أسرع أسواق شباك التذاكر نمواً في العالم. ما يحدث هنا مُلهم ودافئ للقلب».

رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد (إدارة المهرجان)

من جهتها، تحدَّثت رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي»، جمانا الراشد، عن أثر المؤسّسة خلال السنوات الخمس الماضية، قائلة: «لقد بنينا بهدوء ما كان كثيرون يرونه مستحيلاً: منظومة تمنح صنّاع الأفلام من آسيا وأفريقيا والعالم العربي القدرة على القيادة». وأشارت إلى أنّ 7 أفلام دعمها «صندوق البحر الأحمر» اختارتها بلدانها لتمثيلها في «الأوسكار»، وهو دليل على أثر الصندوق الذي دعم أكثر من 130 مشروعاً خلال 5 سنوات فقط. وأوضحت أنّ الدورة الخامسة تضم هذا العام 111 فيلماً من أكثر من 70 دولة، وتسلّط الضوء على 38 مُخرجة، مؤكدة أنّ حضور المرأة في هذه الدورة يُسهم في إعادة تعريف حدود السرد السينمائي، ويشكّل جزءاً أساسياً من روح المهرجان.

 

«العملاق»... فيلم الافتتاح

وفي نهاية الحفل، بدأ عرض فيلم الافتتاح «العملاق» للمخرج البريطاني - الهندي روان أثالي، وهو عمل يستعيد سيرة الملاكم البريطاني - اليمني الأصل نسيم حمد «برنس ناز»، والفيلم من إنتاج سيلفستر ستالون، ويقدّم فيه الممثل المصري - البريطاني أمير المصري أهم أدواره حتى الآن، بينما يلعب بيرس بروسنان دور المدرّب الذي شكّل مسيرة ناز.

ورغم أنّ السِّير الرياضية مألوفة في السينما العالمية، فإنّ اختيار هذا الفيلم تحديداً يحمل دلالة ضمنية؛ فهو عن شاب صنع مساراً لم يكن موجوداً، وعَبَر حدود التصوّرات الطبقية والثقافية ليصنع له مكاناً يُشبهه. بما يُشبه إلى حد كبير قصة الصناعة السينمائية المحلّية التي تُحاول إعادة تعريف صورتها أمام العالم، وتبني حضورها من نقطة البدايات، بمزيج من الحلم والهوية والإصرار، لتصل اليوم إلى مرحلة النضج في دورة تحتفي بشعار «في حبّ السينما»، وتحمل معها 10 أيام من عروض وتجارب تُعيد إلى الفنّ السابع قدرته الأولى على الدهشة.


ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
TT

ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)

كشفت شرطة نيوزيلندا، التي أمضت 6 أيام في مراقبة كل حركة أمعاء لرجل متهم بابتلاع قلادة مستوحاة من أحد أفلام جيمس بوند من متجر مجوهرات، اليوم (الجمعة)، أنها استعادت القلادة المزعومة.

وقال متحدث باسم الشرطة إن القلادة البالغة قيمتها 33 ألف دولار نيوزيلندي ( 19 ألف دولار أميركي)، تم استردادها من الجهاز الهضمي للرجل مساء الخميس، بطرق طبيعية، ولم تكن هناك حاجة لتدخل طبي.

يشار إلى أن الرجل، البالغ من العمر 32 عاماً، والذي لم يكشف عن هويته، محتجز لدى الشرطة منذ أن زعم أنه ابتلع قلادة الأخطبوط المرصعة بالجواهر في متجر بارتريدج للمجوهرات بمدينة أوكلاند في 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، وتم القبض عليه داخل المتجر بعد دقائق من السرقة المزعومة.

وكانت المسروقات عبارة عن قلادة على شكل بيضة فابرجيه محدودة الإصدار ومستوحاة من فيلم جيمس بوند لعام 1983 «أوكتوبوسي». ويدور جزء أساسي من حبكة الفيلم حول عملية تهريب مجوهرات تتضمن بيضة فابرجيه مزيفة.

وأظهرت صورة أقل بريقاً قدمتها شرطة نيوزيلندا يوم الجمعة، يداً مرتدية قفازاً وهي تحمل القلادة المستعادة، التي كانت لا تزال متصلة بسلسلة ذهبية طويلة مع بطاقة سعر سليمة. وقال متحدث إن القلادة والرجل سيبقيان في حوزة الشرطة.

ومن المقرر أن يمثل الرجل أمام محكمة مقاطعة أوكلاند في 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وقد مثل أمام المحكمة لأول مرة في 29 نوفمبر.

ومنذ ذلك الحين، تمركز الضباط على مدار الساعة مع الرجل لانتظار ظهور الدليل.