ظافر العابدين لـ«الشرق الأوسط»: اختلاف اللهجات لا يعيق أحلامي

رأى أن اختياراته الفنية بعيدة عن «المناطق الآمنة»

ظافر العابدين (حسابه على {فيسبوك})
ظافر العابدين (حسابه على {فيسبوك})
TT

ظافر العابدين لـ«الشرق الأوسط»: اختلاف اللهجات لا يعيق أحلامي

ظافر العابدين (حسابه على {فيسبوك})
ظافر العابدين (حسابه على {فيسبوك})

قال الفنان ظافر العابدين إنه يسعى دائماً لاكتشاف مناطق جديدة في التمثيل والإخراج، وإن اختياراته الفنية تبتعد عن المناطق الآمنة، كما أبدى سعادته بردود الفعل في الدول العربية والمهرجانات السينمائية حول فيلمه السعودي «إلى ابني».

ولقي الفيلم انتشاراً واسعاً منذ عرضه الأول في مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الماضية، مروراً بطرحه في الصالات السعودية خلال فبراير (شباط) الماضي، وصولاً لعرضه في مهرجانات سينمائية خارج السعودية.

وقال العابدين في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن «فكرة الفيلم جاءت من شركة الإنتاج التي قدمت معها فيلمي الأول مخرجاً (غدوة)، وتحمست لفيلم (إلى ابني)؛ كونه فكرة إنسانية عن العائلة والأسرة، وبدأت كتابة السيناريو مع صفاء المسعدي، وأقمت في أبها شهرين قبل انطلاق التصوير».

من العرض الخاص للفيلم في السعودية (حساب العابدين على {انستغرام})

وحصد الفيلم السعودي «إلى ابني» جائزة لجنة التحكيم الخاصة بالسيناريو مناصفة بين كاتبي سيناريو الفيلم ظافر العابدين وصفاء المسعدي، في الدورة الماضية من مهرجان «هوليوود» للفيلم العربي، بالإضافة إلى الجائزة البلاتينية.

وذكر عابدين أنه لم يتوقع عرض الفيلم بمهرجانات سينمائية «لكونه يتناول قصة حياة عائلة ميسورة مالياً، بينما تفضل المهرجانات عادة عرض أفلام تتضمن معاناة أو مآسي حياتية»، لافتاً إلى أن الفيلم «حمل معاناة من نوع آخر».

وقال إنه خلال التحضير للفيلم «ركز على رغبته في تقديم عمل يشاهده الجمهور، ويحمل أفكاراً تناسب قناعاته، بغض النظر عن أي أمور تسويقية أخرى».

أحد الملصقات الدعائية للفيلم (حساب العابدين على {انستغرام})

واعتبر العابدين «ردود الفعل التي لمستها مع عرض الفيلم في تونس وعدة بلدان عربية كانت رائعة، والمكسب الأهم من وجهة نظري أن يشاهد الجمهور العربي أعمالاً سينمائية لقصص من واقع الدول العربية».

وحول الانتقادات التي تعرض لها بسبب طريقة حديثه باللهجة السعودية خلال الفيلم، أبدى الفنان التونسي احترامه لجميع الآراء السلبية والإيجابية عن العمل، مع الإشارة إلى أن «مسألة اللهجة يتم التطرق لها عادة عندما يقدم ممثل من جنسية مختلفة لدور ابن البلد».

تفضل المهرجانات عادة عرض أفلام تتضمن «مآسي حياتية» و«إلى ابني» حمل معاناة من نوع آخر

ورغم تجربة ظافر في التمثيل باللهجات التونسية والمصرية واللبنانية فإن الفيلم كان تجربته الأولى في التمثيل باللهجة السعودية، وهو «أمر يراه يتسق مع سعيه للانفتاح على الوجود في مجتمعات لم يقدم بها أدواراً من قبل»، مشيراً إلى أنه «قام بالتمثيل بالإنجليزية والفرنسية».

وأوضح أنه «درس طريقة العمل على اللغويات وتعلمها بمعهد التمثيل، وهو الأمر الذي يجعله يركز على كل لهجة يقدم بها أدواره»، مؤكداً تفضيله «الابتعاد في اختياراته الفنية عن المناطق الآمنة والبحث دائماً عن اختيارات جديدة، وتجارب لم يخضها من قبل».

 

الأعمال الجيدة هي التي تحدد وجهتي سواء في الدراما المصرية أو التونسية أو الخليجية

وعن مدى تجاوبه مع ردود الفعل على كل تجربة يخوضها، يقول: «هذا أمر قد يقيد ما أسعى لتقديمه، لذلك أفضل عدم التفكير في ردود الفعل على الأدوار التي أقدمها عند العمل عليها، لكن في الوقت ذاته أحرص على بذل أقصى مجهود لتخرج بشكل جيد على الشاشة».

وحول تجربته في الجزء الثاني من مسلسل «البحث عن علا»، يبدي ظافر سعادته بتكرار التعاون مع هند صبري في العمل المقرر عرضه قريباً على «نتفلكس»، مؤكداً أن «الجزء الجديد، وإن كان يحمل طريقة سرد مختلفة، فهو يواصل السير على الأسلوب نفسه في الجزء الأول».

سعيد بتكرار التعاون مع هند صبري... والجزء الثاني من «البحث عن علا» يحمل طريقة سرد مختلفة

ويحضر العابدين لفيلم جديد بصفته مخرجاً ومؤلفاً، وهو المشروع الذي يعمل عليه في الوقت الحالي، وسيكون مزيجاً بين الإنجليزية والعربية، وسيجري تصويره بين بلدين لم يتم الاستقرار عليهما، وفق قوله. مؤكداً أن «بحثه عن الأعمال الجيدة هو الذي يحدد وجهته، سواء في الدراما المصرية أو التونسية أو الخليجية».

 

المكسب الأهم من وجهة نظري أن يشاهد الجمهور أعمالاً سينمائية لقصص من واقع الدول العربية

ويرى الفنان التونسي أن «التغير الذي شهدته الدراما والسينما العربية بوجود أعمال فنية بإمكانيات إنتاجية ضخمة تجمع أكثر من نجم في أدوار مختلفة ومتنوعة أمر إيجابي يؤدي لدعم الصناعة»، مشيراً إلى أنه لن يتردد في الموافقة على خوض أي تجربة يراها مناسبة له بوصفه ممثلاً.

التغير الذي شهدته الدراما والسينما العربية بوجود أعمال فنية بإمكانيات إنتاجية ضخمة أمر إيجابي يؤدي لدعم الصناعة

جوائز الفيلم من مهرجان هوليوود للفيلم العربي (حساب العابدين على {انستغرام})

 


مقالات ذات صلة

أربعينات القرن الماضي تجذب صناع السينما في مصر

يوميات الشرق أحمد عز في لقطة من فيلم «فرقة الموت» (الشرق الأوسط)

أربعينات القرن الماضي تجذب صناع السينما في مصر

يبدو أن سحر الماضي دفع عدداً من صناع السينما المصرية إلى اللجوء لفترة الأربعينات من القرن الماضي بوصفها مسرحاً لأحداث أفلام جديدة.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق مهرجان القاهرة السينمائي لتنظيم ورش على هامش دورته الـ45 (القاهرة السينمائي)

«القاهرة السينمائي» يدعم صناع الأفلام بالتدريبات

أعلن «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» عن تنظيم مجموعة متخصصة من الورش لصنّاع الأفلام.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج معتز التوني يتوسط وأمينة خليل فريق العمل خلال العرض الخاص بالقاهرة (الشركة المنتجة)

«X مراتي» فيلم مصري جديد يراهن على «الضحك» فقط

يرفع الفيلم المصري «X مراتي» شعار «الضحك للضحك» عبر كوميديا المواقف الدرامية التي تفجرها قصة الفيلم وأداء أبطاله.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق  الحدث يهتم بالتنوّع البيولوجي والسينما (مهرجانات ريف)

انطلاق «مهرجانات ريف»... ومشكلات بيئة جنوب لبنان في الصدارة

تُعدّ «مهرجانات ريف» المُقامة في بلدة القبيات، الوحيدة لبنانياً التي تتناول موضوعات البيئة، فتضيء على مشكلاتها وتزوّد روّادها بحلول لمعالجتها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق حورية فرغلي (إنستغرام)

حديث حورية فرغلي عن حياتها الشخصية يلفت الانتباه في مصر

لفتت الفنانة المصرية، حورية فرغلي، الانتباه في مصر بعد حديثها عن تفاصيل في حياتها الشخصية، والسبب الذي لأجله قالت إنها «تمنت الموت».

محمد الكفراوي (القاهرة )

ليلى علوي: التعاون السعودي - المصري سيثمر أفلاماً عالمية

ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)
ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)
TT

ليلى علوي: التعاون السعودي - المصري سيثمر أفلاماً عالمية

ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)
ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)

قالت الفنانة ليلى علوي إن شخصية «نوال» التي تجسدها في فيلم «جوازة توكسيك» موجودة في كثير من بيوتنا، فهي الزوجة والأم التي تحاول الحفاظ على بيتها، مشيرة إلى أنها لم تتعاطف مع الشخصية بقدر تصديقها لها.

وقالت علوي في حوارها مع «الشرق الأوسط» إن فكرة الفيلم تؤكد على ضرورة تقبل الآخر في حياتنا، موضحة أن نجاح فيلمي «ماما حامل» عام 2021، و«شوجر دادي» عام 2023 شجعنا للتعاون لثالث مرة توالياً، وربما لمرات أخرى مقبلة. وأشادت ليلى بالتعاون السينمائي بين السعودية ومصر، وأنه سوف يثمر أفلاماً تصل للمنافسة عالمياً، منوهة إلى أن التنوع والتجديد أكثر ما تحرص عليهما في اختياراتها الفنية.

وتفاعلت ليلى مع شخصية «نوال» التي أدتها، معبرة عن المرأة وحاجتها للاهتمام بمشاعرها في كل مراحل حياتها، قائلة: «(نوال) موجودة في كثير من بيوتنا، فهي المرأة التي تسعى للحفاظ على أسرتها وتعتبر أولادها أهم ما في حياتها، ورغم أنها تواجه ضغوطاً عديدة، وتقابل بعدم اهتمام من الطرف الآخر، فإنها في كل الأحوال تظل زوجه محبة، وحتى تصرفاتها كحماة نابعة من حبها لابنها ولأنها تربت على أفكار محددة، لكن مع الوقت والمواقف المختلفة يكون لديها تقبل».

وتفسر الفنانة المصرية أسباب حماسها لفكرة الفيلم، قائلة: «أرى أن مساحات التقبل لدينا تحتاج إلى أن تزداد مع تنوع اختلافاتنا، وأعجبني أن الفيلم يناقش (التابوهات) الموجودة في المجتمع، فليس ما يعجبني وأقتنع به وأراه صحيحاً يسعد أولادي، كما يعلمنا الفيلم كيف نقترب من أولادنا ونفهمهم أكثر».

ولفتت إلى أن الفيلم حاول تغيير الصورة الذهنية للطبقة الأرستقراطية في مصر «كنا نرى هذه الطبقة على الشاشة وبها قدر من التحرر وعدم المسؤولية، وهذا غير صحيح، لذلك ظهروا في عملنا كأشخاص متواضعين يحبون عمل الخير وغير مؤذين لأحد، إذ يظل بداخل كل منا جانبا الخير والشر».

وظهرت ليلى في الجزء الثاني من الفيلم بشكل مغاير بملابسها وطريقة تفكيرها وقراراتها: «قابلت في حياتي كثيراً من السيدات اللواتي يشبهن (نوال) رغم حبهن وارتباطهن بالبيت والأولاد لكنهن يفتقدن السعادة، فتحاول كل منهن بعد أن أنهت مهمتها في تنشئة أولادها أن تبحث عن حياتها هي، ويكون الحل الوحيد في الانفصال والطلاق؛ لأن الطرف الثاني يكون من الصعب أن يتغير، وقد نشأنا في مجتمعاتنا على أن المرأة هي التي يجب أن تتحمل لكي تحقق الأمان للأسرة، لكن في وقت من الأوقات طاقة التحمل تنتهي ويكون من الصعب إعادة شحنها». وفق تعبيرها.

لذلك ترى ليلى أن «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على التفكير النمطي الذي اعتادته، وتقول إن ذلك استدعى أن تجلس طويلاً للتحاور مع المؤلف والمخرج في التحول الذي طرأ على الشخصية: «هذه جزئية أحبها في التمثيل لأن الإنسان بطبعه متغير وهناك مساحة لتطور أفكاره أو تراجعها، فنحن نعيش عمرنا كله نتعلم، ليس فقط العلوم المختلفة، لكن نتعلم أيضاً كيف نعيش الحياة وما هو الشيء المناسب لكل منا».

بعد ثلاثية «ماما حامل» و«شوجر دادي» و«جوازة توكسيك»، تتوقع ليلى أن تجمع فريق العمل أفلام أخرى: «العمل الفني حين تكون عناصره مريحة في التعامل وكواليسه جميلة، يكون الكل متحمساً لإعادة التجربة مرات عدة، طالما توافرت القصة الجديدة وحقق الفيلم نجاحاً مع الجمهور، وهذا ما حدث معنا وقد يتكرر لقاؤنا مجدداً، لا سيما وقد أصبح بيننا (كيميا) واضحة، وتفاهم وتناغم بعد أن قدمنا 3 أفلام ناجحة».

وفيما تتابع ليلى ردود الأفعال على فيلمها، فإن هناك أشخاصاً تنتظر رأيهم بشغف وهم «نجلها خالد وشقيقتها لمياء وبناتها وأصدقاؤها المقربين، لكنها تعود لتؤكد أن الرأي الأول والأخير يكون للجمهور».

وتنفي علوي تركيزها على الكوميديا في السنوات الأخيرة قائلة: تركيزي اعتمد على التنوع والاختلاف، فمثلاً أدواري في أفلام «200 جنيه» و«مقسوم» و«التاريخ السري لكوثر» كلها شخصيات متنوعة ومختلفة بالنسبة لي، وحتى الشخصيات الثلاث التي قدمتها مع لؤي السيد ومحمود كريم جاءت كل منها مختلفة بحكايتها وأحاسيسها وشكلها؛ لأنني حريصة على التنوع والتجديد، ولكن في إطار الرسالة الاجتماعية المقدمة في الأفلام كلها.

وعن تعثر تصوير وعرض «التاريخ السري لكوثر» الذي تقدم ليلى بطولته تقول: «أي عمل فني أقوم به يكون مهماً بالنسبة لي، أما عن تعثر ظهوره فتُسأل في ذلك جهة الإنتاج، ومن المفترض أنه سيتم عرضه عبر إحدى المنصات وليس في السينما».

وترى ليلى أن الإنتاج السينمائي السعودي المصري المشترك مهم لصناعة السينما في كل من مصر والسعودية والوطن العربي كله: «أشكر كل القائمين على هذا التعاون في البلدين، فهو يرفع من جودة الإنتاج ويجعلنا أكثر قدرة على المنافسة عالمياً، وهو يعود بالفائدة على الجمهور الذي يشاهد تنوعاً وجودة وقصصاً مختلفة، كما يحقق هذا التعاون أحلام كثير من السينمائيين في نوعية الأفلام التي يتمنون العمل عليها، وقد حققت ذلك السينما الأوروبية والعالمية في كثير من الأفلام التي نشاهدها في السينما والمهرجانات».

وعلى مدى عامين غابت ليلى عن دراما رمضان، وهي تتمنى أن تعود بعمل مختلف: «مثلما يهمني التنوع في السينما، أبحث كذلك عن الاختلاف والتنوع في الدراما التلفزيونية».