نيجيرفان بارزاني يزور طهران في مسعى جديد لتأجيل انتخابات إقليم كردستان

صورة نشرتها رئاسة إقليم كردستان من لقاء نيجيرفان بارزاني ومستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي في بغداد الأسبوع الماضي
صورة نشرتها رئاسة إقليم كردستان من لقاء نيجيرفان بارزاني ومستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي في بغداد الأسبوع الماضي
TT

نيجيرفان بارزاني يزور طهران في مسعى جديد لتأجيل انتخابات إقليم كردستان

صورة نشرتها رئاسة إقليم كردستان من لقاء نيجيرفان بارزاني ومستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي في بغداد الأسبوع الماضي
صورة نشرتها رئاسة إقليم كردستان من لقاء نيجيرفان بارزاني ومستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي في بغداد الأسبوع الماضي

وصل رئيس إقليم كردستان العراقي نيجيرفان بارزاني، الأحد، إلى طهران في زيارة وصفها مصدر في الإطار التنسيقي الشيعي بأنها «الفرصة الأخيرة لتأجيل انتخابات برلمان الإقليم والحفاظ على وحدته».

وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن بارزاني سيلتقي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان.

ونقلت وكالة «أنباء العالم العربي» عن مصدر في الإطار التنسيقي الشيعي أحد مكونات تحالف إدارة الدولة الذي يضم أحزاباً شيعية وسُنية وكردية شكلت الحكومة العراقية الحالية، قوله إن «زيارة بارزاني إلى طهران تأتي في سياق مساعي الحزب الديمقراطي الكردستاني (بزعامة مسعود بارزاني) لتأجيل انتخابات برلمانهم لمنحه فرصة إجراء تعديلات على قرار المحكمة الاتحادية فيما يخص حصص الأقليات وإشراف مفوضية الانتخابات الاتحادية عليها بدلاً من مفوضية الإقليم».

وأفاد المصدر أن بارزاني سيركز على مطالبة طهران الضغط على حليفهم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يتزعمه بافل طالباني، للموافقة على تأجيل الانتخابات.

وأضاف: «يضع الإيرانيون على طاولتهم ملف المنظمات الإسرائيلية الموجودة في الإقليم والتي تستهدف أمن بلادهم باستمرار».

وكانت النائبة الكردية السابقة في البرلمان العراقي ريزان الشيخ دلير حذرت في وقت سابق من أن إجراء الانتخابات في موعدها في العاشر من يونيو (حزيران) «يعني انقسام الإقليم إلى إدارتين».

وتابع المصدر قائلاً: «الإيرانيون يرون أن بارزاني في موقف ضعيف، وهي فرصة ذهبية لمساومته على ملف المنظمات الإسرائيلية ومجموعات إيرانية مسلحة معارضة لطهران تتخذ من الإقليم مقرات لها ونقاط انطلاق إلى الداخل الإيراني عبر الحدود من أربيل، مقابل التدخل لدى حزب (الاتحاد)، والقبول بتأجيل انتخابات برلمان الإقليم والحفاظ على وحدة كيانه».

صورة نشرتها رئاسة إقليم كردستان من لقاء نيجيرفان بارزاني والسفير الإيراني في أربيل سبتمبر الماضي

وكان «الحزب الديمقراطي الكردستاني» قد قرر في مارس (آذار) مقاطعة انتخابات الإقليم احتجاجاً على حكم أصدرته المحكمة الاتحادية العليا بعدم دستورية مواد في قانون انتخابات برلمان الإقليم.

وأبلغ جبار ياور، عضو المجلس القيادي في حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، «وكالة أنباء العالم العربي» بأن الخلافات السياسية في الإقليم ستكون ضمن أجندة بارزاني في إيران، وكذلك القضايا الاقتصادية وأمن الحدود المهمة جداً لطهران.

وقال: «الإيرانيون كثيراً ما لعبوا دوراً في حل الخلافات بين الأحزاب الكردية وأيضاً بين الإقليم والحكومة الاتحادية».

وذكرت «وكالة أنباء العالم العربي» أن زيارة بارزاني إلى طهران، هي الخامسة له لإيران في أقل من عام، مع قرب انطلاق الحملة الانتخابية في الإقليم في وقت لاحق من الأسبوع الحالي.

وكتبت النائبة سروة عبد الواحد، رئيسة كتلة الجيل الجديد الكردستانية في البرلمان العراقي، في حسابها على منصة «إكس»، الأحد: «‏الحزب الديمقراطي يقول إنه لن يشارك في الانتخابات حتى لو جرى تأجيلها إذا لم يجرِ تنفيذ شروطه، وهي عدم الاعتراف بقرارات المحكمة الاتحادية، وحل المفوضية الحالية، وتشكيل مفوضية بمباركة الحزب الديمقراطي».

وأضافت: «الأحزاب الأربعة الرئيسية بعيداً عن الحزب الديمقراطي ما زالت مصممة على عدم التأجيل واحترام قرارات المحكمة الاتحادية».

وقضت المحكمة الاتحادية العليا في فبراير (شباط) الماضي بعدم دستورية مواد في قانون انتخابات برلمان كردستان، وقسمت قرارات المحكمة الإقليم لـ4 مناطق انتخابية، كما أقرت الاعتماد على مفوضية الانتخابات الاتحادية في إجراء انتخابات برلمان الإقليم، بدلاً من تلك التي شكَّلها البرلمان بوصفها غير دستورية.

وأضافت النائبة الكردية سروة: «في حال إصدار مرسوم من قبل رئيس حكومة الإقليم منتهية الولاية فإننا سنذهب إلى المحكمة للطعن، وسنطالب بحل الرئاسة لأن وجودها غير دستوري. ليس من حقه، وفق القانون، إلغاء أو تأجيل الانتخابات، بل مهمته تقتصر على تحديد الوقت، وقد جرى التحديد، والمفوضية صرفت ملايين الدولارات».


مقالات ذات صلة

العراق: الحزبان الكرديان يبحثان تشكيل حكومة الإقليم

المشرق العربي مسعود بارزاني وبرهم صالح خلال لقائهما يوم الأحد (الحزب الديمقراطي الكردستاني)

العراق: الحزبان الكرديان يبحثان تشكيل حكومة الإقليم

يزور وفد من حكومة كردستان، بغداد، لحل ملف رواتب موظفي الإقليم، وسط مباحثات كردية - كردية لتشكيل حكومة جديدة.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي وزير الدفاع التركي يسار غولر خلال استقبال نظيره العراقي سعيد ثابت العباسي في أنقرة السبت (الدفاع التركية)

تركيا تعلن استقرار الأمن على حدودها مع العراق بعد «تطهير زاب»

قال وزير الدفاع التركي يشار غولر إن بلاده أرست الأمن بطول حدودها مع العراق، وذلك بعدما أجرى مباحثات مع نظيره العراقي ثابت العباسي في أنقرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي أكراد سوريون فروا من منازلهم في ضواحي مدينة حلب الشمالية (أ.ف.ب)

سوريا: أكثر من 60 ألفاً نزحوا إلى مناطق «الإدارة الكردية» بعد هجوم الفصائل

قالت الإدارة الذاتية الكردية في شمال وشرق سوريا، الأربعاء، إن أكثر من 60 ألف شخص نزحوا إلى مناطقهم بعد تقدّم الفصائل السورية المسلحة في شمال غربي البلاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي أشخاص يتفقدون الدمار في موقع غارة جوية شنتها قوات الجيش السوري استهدفت حياً في مدينة إدلب التي تسيطر عليها الفصائل شمال سوريا (أ.ف.ب)

مصادر: جماعة مسلحة سورية تدعمها تركيا منعت خطط توسع كردية

قالت مصادر أمنية تركية اليوم (الأحد)، إن الجيش السوري منع محاولة من جماعات كردية لإقامة ممر يربط منطقة تل رفعت بشمال شرقي سوريا.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

أعلنت تركيا تطهير مناطق في شمال العراق من مسلحي «حزب العمال الكردستاني» المحظور، وأكدت أن علاقاتها بالعراق تحسنت في الآونة الأخيرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

لماذا يزداد التفاؤل بشأن إمكانية التوصل لوقف إطلاق النار في غزة؟

TT

لماذا يزداد التفاؤل بشأن إمكانية التوصل لوقف إطلاق النار في غزة؟

دخان يتصاعد من غارات إسرائيلية على رفح في وقت سابق (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد من غارات إسرائيلية على رفح في وقت سابق (أ.ف.ب)

طرحت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية سؤالاً بشأن ازدياد التفاؤل بشأن إمكانية التوصل لوقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة «حماس»، وقالت إن وتيرة المفاوضات تسارعت مدفوعة بعوامل متعددة، بما في ذلك حربا لبنان وسوريا، وفوز دونالد ترمب في الانتخابات الأميركية.

ونقلت عن مسؤوليْن قولهما إن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، ويليام بيرنز، وصل إلى قطر يوم الأربعاء لمحاولة التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة، وتحرير الرهائن المحتجزين هناك.

وكان بيرنز المفاوض الأميركي الرئيس في جهود وقف إطلاق النار التي استمرت شهوراً، ويقول مسؤولون من الدول المشاركة في المحادثات إن الجانبين قد يقتربان من هدنة في الحرب التي بدأت بهجمات «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وإذا تم التوصل إلى اتفاق، فسيكون هذا أول توقف في القتال منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 عندما وافقت إسرائيل و«حماس» على وقف إطلاق للنار لمدة أسبوع أعطى سكان غزة فترة راحة قصيرة وأطلق سراح 105 رهائن.

متظاهرون إسرائيليون يحملون لافتات خلال احتجاج مناهض للحكومة يطالبون فيها باتخاذ إجراءات للإفراج عن الرهائن لدى حركة «حماس» 30 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

ماذا على الطاولة؟

ولفتت الصحيفة إلى أنه في تغيير عن المفاوضات السابقة، امتنع الجانبان عموماً عن تسريب تفاصيل المحادثات إلى وسائل الإعلام، وقال بعض المحللين إنهم يعتقدون أن التعتيم يشير إلى أن إسرائيل و«حماس» أكثر جدية بشأن التوصل إلى اتفاق هذه المرة.

ووفقاً لمسؤولين مطلعين على المحادثات، طرح الوسطاء وقف إطلاق النار بدءاً بهدنة لمدة 60 يوماً، وخلال هذه المرحلة، ستفرج «حماس» عن بعض الرهائن المائة أو نحو ذلك، الذين ما زالوا محتجزين في غزة - بعضهم قتلى - في مقابل إطلاق سراح الفلسطينيين المسجونين في إسرائيل.

ويأمل الوسطاء القطريون والمصريون، الذين توسطوا في المحادثات إلى جانب الولايات المتحدة، أن تستمر الهدنة الأولية في وقف إطلاق نار دائم. وطالبت إسرائيل أن تظل قواتها إلى حد كبير في قسمين من غزة: الأول المعروف باسم ممر نتساريم، عبر وسط غزة، ويقسم الأجزاء الشمالية والجنوبية من القطاع، والآخر ممر فيلادلفيا على طول حدود المنطقة مع مصر.

وفي المقابل، طالبت «حماس» في السابق بخروج إسرائيلي سريع وكامل من القطاع، ولكن الحركة مستعدة الآن للتسامح مع وجود إسرائيلي ممتد في أجزاء من هذين الممرين، ما دام انسحبت إسرائيل في النهاية، وفقاً لشخص مطلع على خطط «حماس».

لماذا استمرت الحرب لفترة طويلة؟

وصلت إسرائيل و«حماس» إلى طريق مسدودة جراء تعهد القادة الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالقضاء على «حماس» في غزة.

وقالت «حماس» إنها لن تطلق سراح مزيد من الرهائن ما لم توافق إسرائيل على إنهاء الحرب، وسحب قواتها بالكامل وإطلاق سراح عشرات الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

ولقد دفعت قطر ومصر، وكذلك إدارة جو بايدن، الجانبين إلى اتفاق من ثلاث مراحل، على أمل بناء الزخم، وقد انهارت هذه الجهود مراراً وتكراراً.

ويتهم المنتقدون الإسرائيليون نتنياهو بوضع مصالحه السياسية ورغبات حلفائه السياسيين فوق مصير الرهائن.

ويعتمد ائتلافه الحاكم على أحزاب اليمين المتطرف التي عارضت إنهاء الحرب، على أمل السيطرة على غزة وبناء المستوطنات اليهودية.

ويقول نتنياهو إنه يبذل قصارى جهده لتحرير الرهائن، على الرغم من أنه قال إنه لن يتنازل عن القضاء على «حماس».

وواصلت «حماس» القتال على الرغم من الثمن الباهظ الذي دفعه سكان غزة: نحو 45 ألف قتيل وعدد أكبر من الجرحى، وفقاً للسلطات الصحية في غزة، وأُجبر ما يقرب من مليوني شخص - الغالبية العظمى من سكان القطاع - على ترك منازلهم وسط دمار واسع النطاق.

ولكن هل كان من الممكن أن يتغير هذا الوضع؟ ففي الأشهر القليلة الماضية، تحول الزخم في الشرق الأوسط بشكل جذري، الأمر الذي خلق ما يسميه بعض المسؤولين والدبلوماسيين الظروف المواتية للتوصل إلى اتفاق.

دبابات إسرائيلية في مناورة على حدود غزة (رويترز)

ففي أوائل ديسمبر (كانون الأول)، تعهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي بأن «جحيم سيُدفَع ثمنه» ما لم يتم إطلاق سراح الرهائن بحلول موعد تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني). و«سوف يتضرر المسؤولون عن ذلك أكثر من أي شخص آخر».

ورأى كثيرون في إسرائيل أن هذه الرسالة موجهة إلى نتنياهو وكذلك «حماس».

ودعا ترمب إسرائيل إلى «إنهاء» الحرب، على الرغم من أن رؤيته للتسوية بعد الحرب في غزة لا تزال غير واضحة.

وتسارعت وتيرة المحادثات بعد أن التقى ستيفن ويتكوف، الذي عينه مبعوثه إلى الشرق الأوسط، مع نتنياهو ورئيس الوزراء القطري في نوفمبر.

ويرجح المسؤولون الأميركيون أن إسرائيل أنجزت كل شيء ممكن تقريباً من خلال العمل العسكري في غزة، كما يشعر كثير من الإسرائيليين بقلق عميق بشأن مصير الرهائن المتبقين، الذين تخشى أسرهم ألا يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة لشتاء آخر.

وفي الوقت نفسه، قُتل كثير من قادة وعناصر «حماس»، وأصبحت أكثر عزلة من أي وقت مضى، ويقول المسؤولون الإسرائيليون إنهم يأملون أن يدفعها ذلك نحو التوصل إلى تسوية.

وأصر «حزب الله» حليف «حماس» على أنه سيستمر في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل حتى تنتهي الحرب في غزة، ولكن بعد أن قتلت إسرائيل كثيراً من قادة وعناصر «حزب الله»، استسلمت الجماعة المسلحة اللبنانية، ووافقت على سلام منفصل الشهر الماضي.

وبعد فترة وجيزة، اجتاحت الفصائل العاصمة السورية دمشق، وأطاحت بحكم بشار الأسد الذي دام عقوداً، وكان الأسد حليفاً رئيساً لإيران، التي تدعم أيضاً «حماس» و«حزب الله».

وكان قادة «حماس» يحلمون ذات يوم بحرب إقليمية ضد إسرائيل إلى جانب الميليشيات الأخرى المدعومة من إيران، لكنهم يدركون الآن أن «الفرسان لن يأتوا لإنقاذنا»، كما قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن..