وفد درزي سوري يتوجه إلى إسرائيل

رجال دين دروز في انتظار الحافلات التي تقل أعضاء من المجتمع الدرزي السوري للعبور من سوريا نحو إسرائيل... الصورة في قرية مجدل شمس بمرتفعات الجولان السورية التي تسيطر عليها إسرائيل في 14 مارس 2025 (أ.ب)
رجال دين دروز في انتظار الحافلات التي تقل أعضاء من المجتمع الدرزي السوري للعبور من سوريا نحو إسرائيل... الصورة في قرية مجدل شمس بمرتفعات الجولان السورية التي تسيطر عليها إسرائيل في 14 مارس 2025 (أ.ب)
TT
20

وفد درزي سوري يتوجه إلى إسرائيل

رجال دين دروز في انتظار الحافلات التي تقل أعضاء من المجتمع الدرزي السوري للعبور من سوريا نحو إسرائيل... الصورة في قرية مجدل شمس بمرتفعات الجولان السورية التي تسيطر عليها إسرائيل في 14 مارس 2025 (أ.ب)
رجال دين دروز في انتظار الحافلات التي تقل أعضاء من المجتمع الدرزي السوري للعبور من سوريا نحو إسرائيل... الصورة في قرية مجدل شمس بمرتفعات الجولان السورية التي تسيطر عليها إسرائيل في 14 مارس 2025 (أ.ب)

توجّه نحو ستين رجل دين درزياً صباح الجمعة من محافظة القنيطرة في جنوب سوريا، نحو إسرائيل، وفق ما أفاد مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية»، في زيارة غير مسبوقة.

وجاءت الزيارة تلبية لدعوة وجهها الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل الشيخ موفق طريف، وتتخللها زيارة مقام ديني، ما أثار انتقادات عدد من الدروز، لا سيما أنها تأتي بعد تصريحات إسرائيلية تعهدت بحماية دروز سوريا.

وتجمّع نحو ستين رجل دين درزياً صباح الجمعة، عند أطراف قرية حضر، الواقعة في المنطقة العازلة بمرتفعات الجولان التي تحتل إسرائيل القسم الأكبر منها، على مرأى من الجنود الإسرائيليين المتمركزين في نقاط مستحدثة بأطراف القرية.

وشاهد مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية» حافلتين دخلتا من الجانب الإسرائيلي، وسط تدابير أمنية مشددة.

حافلات تعبر إلى سوريا، كما تظهر من منطقة قريبة من قرية مجدل شمس الدرزية في مرتفعات الجولان السورية التي تسيطر عليها إسرائيل، 14 مارس 2025 (إ.ب.أ)
حافلات تعبر إلى سوريا، كما تظهر من منطقة قريبة من قرية مجدل شمس الدرزية في مرتفعات الجولان السورية التي تسيطر عليها إسرائيل، 14 مارس 2025 (إ.ب.أ)

وقال مصدر مواكب للزيارة من دون الكشف عن اسمه لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن الجيش الإسرائيلي منع الوفد من حمل هواتف خلوية معهم، أو اقتراب الصحافيين منهم أثناء تجمعهم.

وتتخلل الزيارة، وفق ما أفاد مصدر مقرب من الوفد الخميس، زيارة مقام النبي شعيب الذي له مكانة خاصة عند الدروز عصر الجمعة، كما يشارك الوفد صباح السبت، في افتتاح مقر ديني بقرية البقيعة شمال إسرائيل، بحسب برنامج الدعوة الموجّه من الشيخ طريف.

ويتوزّع الدروز بين لبنان وإسرائيل والجولان المحتل وسوريا، حيث تشكل محافظة السويداء (جنوب) المجاورة للقنيطرة، معقلهم الرئيسي.

رجال وشبان دروز في انتظار الحافلات التي تقل أعضاء من المجتمع الدرزي السوري للعبور من سوريا إلى إسرائيل في قرية مجدل شمس السورية الواقعة بمرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل الجمعة 14 مارس 2025 (أ.ب)
رجال وشبان دروز في انتظار الحافلات التي تقل أعضاء من المجتمع الدرزي السوري للعبور من سوريا إلى إسرائيل في قرية مجدل شمس السورية الواقعة بمرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل الجمعة 14 مارس 2025 (أ.ب)

ومنذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، تخلف عشرات آلاف الشبان الدروز عن التجنيد الإجباري في الجيش، مستعيضين عن ذلك بحمل السلاح دفاعاً عن مناطقهم فقط، بينما غضّت دمشق النظر عنهم.

وأثارت تصريحات إسرائيلية مؤخراً بلبلة في سوريا، بعدما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مطلع الشهر الحالي، إنه «إذا أقدم النظام على المساس بالدروز فإننا سنؤذيه»، وذلك إثر اشتباكات محدودة في مدينة جرمانا الواقعة بضاحية دمشق والتي يقطنها دروز ومسيحيون.

مركبة عسكرية إسرائيلية تستعد للعبور إلى المنطقة العازلة على طول الحدود بين إسرائيل وسوريا بالقرب من قرية مجدل شمس الدرزية بمرتفعات الجولان السورية 14 مارس 2025 (إ.ب.أ)
مركبة عسكرية إسرائيلية تستعد للعبور إلى المنطقة العازلة على طول الحدود بين إسرائيل وسوريا بالقرب من قرية مجدل شمس الدرزية بمرتفعات الجولان السورية 14 مارس 2025 (إ.ب.أ)

وأبدى قادة ومرجعيات دينية درزية رفضهم التصريحات الإسرائيلية. وأكدوا تمسكهم بوحدة سوريا، وهو ما أكده الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، بدعوته المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل للانسحاب «الفوري» من مناطق توغلت فيها بجنوب سوريا، عقب إطاحة الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وتجري حالياً محادثات بين ممثلين عن الطائفة الدرزية والإدارة الجديدة في سوريا، للتوصل إلى اتفاق يضمن دمج فصائلهم المسلحة في وزارة الدفاع السورية.


مقالات ذات صلة

تقارير: الأمن السوري يقبض على عميد في نظام الأسد متهم بارتكاب انتهاكات

المشرق العربي عنصر من قوات الأمن السورية في دمشق (أرشيفية - رويترز)

تقارير: الأمن السوري يقبض على عميد في نظام الأسد متهم بارتكاب انتهاكات

أفادت قناة «حلب اليوم» بأن إدارة الأمن العام في دير الزور ألقت القبض على العميد في النظام السوري السابق، صالح البسيس، المتهم بارتكاب انتهاكات بحق أهالي المدينة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي لقاء الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية مع عضو الكونغرس كوري لي ميلز (سانا)

الشرع يستقبل نائباً أميركياً جمهورياً

استقبل الرئيس السوري، أحمد الشرع، النائب الجمهوري في الكونغرس الأميركي كوري ميلز، في القصر الجمهوري، يوم الجمعة.

سعاد جروس (دمشق)
المشرق العربي انتشار أمني في محيط ساحة الساعة بحمص (وزارة الداخلية)

حملات الأمن العام السوري تصطدم بـ«ثوار الأمس»

واصلت قوى الأمن العام السوري حملاتها في مناطق مختلفة من البلاد، وتعزيز انتشارها في محيط الكنائس لحماية تجمعات إحياء طقوس عيد الفصح في المدن والبلدات.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عضوا الكونغرس الأميركي كوري ميلز ومارلين ستوتزمان يلتقيان بقيادات دينية مسيحية في دمشق (رويترز)

أول زيارة لمشرعين أميركيين إلى سوريا منذ الإطاحة بالأسد

وصل عضوان بالكونغرس الأميركي إلى دمشق، الجمعة، للاجتماع مع مسؤولين سوريين، في أول زيارة لمشرعين أميركيين منذ الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي جنود أميركيون في سوريا (أرشيفية - رويترز)

البنتاغون يعلن عزمه سحب نحو ألف جندي من سوريا

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، الجمعة، أنها ستخفض عدد الجنود الأميركيين المنتشرين في سوريا لمحاربة الإرهابيين، من نحو ألفي جندي إلى أقل من ألف في الأشهر المقبلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تقرير: إسرائيل تفضل ضرب إيران قبل رحيل قائد القيادة المركزية الأميركية من منصبه

قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)
قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)
TT
20

تقرير: إسرائيل تفضل ضرب إيران قبل رحيل قائد القيادة المركزية الأميركية من منصبه

قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)
قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)

سلطت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية الضوء على قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال مايكل كوريلا، الذي وصفته بأنه «الجنرال الأميركي الذي لا تريد إسرائيل ضرب إيران من دونه».

وقالت إن كوريلا يُعد حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة وإسرائيل، و يؤيد توجيه ضربة مشتركة للمواقع النووية الإيرانية، ومع اقتراب نهاية ولايته، يتوق المسؤولون الإسرائيليون إلى التحرك ضد طهران، وذكرت أنه بنى «مظلة إقليمية» من العلاقات الدفاعية.

ولفتت إلى أن صحيفة «نيويورك تايمز» ذكرت، السبت، أن الجنرال مايكل كوريلا يُعد أحد أقوى حلفاء إسرائيل في المؤسسة الدفاعية الأميركية، وأصبح الصوت الوحيد داخل الجيش الأميركي الداعي إلى توجيه ضربة مشتركة مع إسرائيل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

الجنرال مايكل إريك كوريلا قائد القيادة المركزية الأميركية يتحدث خلال مؤتمر صحافي في قاعدة جوية في عمّان الأردن 12 سبتمبر 2022 (رويترز)
الجنرال مايكل إريك كوريلا قائد القيادة المركزية الأميركية يتحدث خلال مؤتمر صحافي في قاعدة جوية في عمّان الأردن 12 سبتمبر 2022 (رويترز)

وتابعت الصحيفة الإسرائيلية أنه منذ هجوم «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، لعب كوريلا دوراً محورياً في تعزيز التنسيق العسكري بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بما في ذلك نشر حاملات الطائرات الأميركية في المنطقة.

والآن، وعلى عد بضعة أشهر فقط من انتهاء ولايته، يقود كوريلا فريقاً في واشنطن يدفع باتجاه عمل عسكري منسق ضد إيران وهو موقف يعارضه آخرون في إدارة دونالد ترمب ممن يفضلون الدبلوماسية.

ووفقاً لتقرير «نيويورك تايمز»، انقسمت المناقشات الداخلية الأميركية خلال الأشهر الأخيرة إلى معسكرين: أحدهما بقيادة كوريلا مؤيد لضربة عسكرية مشتركة، والآخر مؤيد للدبلوماسية لكبح طموحات إيران النووية. في النهاية، انحاز الرئيس دونالد ترمب إلى المعسكر الثاني، مؤجلاً الخطط العملياتية الإسرائيلية.

ووفقاً للتقارير، سافر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن في محاولة أخيرة لإقناع ترمب بالموافقة على العملية، لكنه فشل.

وصرح مسؤولون إسرائيليون لصحيفة «نيويورك تايمز» بأن الجيش الإسرائيلي قد وضع خطة تتضمن ضربة جوية وهجوماً مشتركاً للقوات الخاصة، لكنه لم يكن جاهزاً عملياً قبل أكتوبر.

ونتيجة لذلك، تحولت إسرائيل نحو التخطيط لهجوم جوي منفرد، الأمر الذي تطلب دعماً أميركياً.

وقام كوريللا ومستشار الأمن القومي مايك والتز بتقييم كيفية تقديم الولايات المتحدة للمساعدة، حيث نشرت وزارة الدفاع (البنتاغون) أصولاً عسكرية في المنطقة، بما في ذلك حاملتا طائرات، وبطاريات باتريوت وثاد، وقاذفات، وهي خطوة فُسِّرت على نطاق واسع بأنها تحضير لضربة إسرائيلية محتملة.

ويقول محللون دفاعيون إسرائيليون إن فرصة شن هجوم ناجح على البرنامج النووي الإيراني تتضاءل بسرعة.

ووفقاً لمصادر استخباراتية إسرائيلية وأميركية، فإن مزيج المكاسب العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في غزة، والاضطرابات الداخلية في إيران، والتوافق الجيوسياسي الحالي، توفر فرصة نادرة لشن ضربة فعّالة. قد تضيق هذه الفرصة بشكل كبير بمجرد تنحي كوريلا، حيث لا يزال موقف خليفته غير واضح.

ويحظى كوريلا بإشادة واسعة في تل أبيب وواشنطن على حد سواء لأسلوبه القيادي التعاوني وغير المتعالي، وتواصله المباشر مع الجنرالات الإسرائيليين من المستوى المتوسط، وطلبه مساهماتهم.

قائد القيادة الأميركية الوسطى «سينتكوم» الجنرال مايكل كوريلا (أ.ب)
قائد القيادة الأميركية الوسطى «سينتكوم» الجنرال مايكل كوريلا (أ.ب)

وفي عهده، شهدت القيادة المركزية الأميركية تحولاً تكنولوجياً كبيراً، حيث طوّر البنية التحتية السيبرانية، وأطلق قسماً متخصصاً بالتكنولوجيا، كل ذلك مع الحفاظ على القيادة اليومية للعمليات ضد الحوثيين والميليشيات العراقية وإيران.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية: «مع استعداد كوريلا لإنهاء قيادته، لا تزال هناك تساؤلات حول ما إذا كان خليفته سيحافظ على الموقف العدواني نفسه تجاه إيران وما إذا كانت فرصة العمل العسكري الإسرائيلي ستضيع برحيله».