احمرار يظهر على خدّيك... ما مرض الوردية؟ وهل من علاج؟

معظم الأشخاص الذين يعانون مرض الوردية تتراوح أعمارهم بين 30 عاما وما فوق (إندبندنت)
معظم الأشخاص الذين يعانون مرض الوردية تتراوح أعمارهم بين 30 عاما وما فوق (إندبندنت)
TT

احمرار يظهر على خدّيك... ما مرض الوردية؟ وهل من علاج؟

معظم الأشخاص الذين يعانون مرض الوردية تتراوح أعمارهم بين 30 عاما وما فوق (إندبندنت)
معظم الأشخاص الذين يعانون مرض الوردية تتراوح أعمارهم بين 30 عاما وما فوق (إندبندنت)

عادةً ما يتم الخلط بين مرض الوردية وحبوب الشباب لدى الناس. ووفقاً لجمعية الوردية الوطنية، فإن الوردية هي حالة جلدية مزمنة طويلة الأمد تؤثر في الجزء المركزي من الوجه، حسب تقرير لصحيفة «إندبندنت».

على الرغم من أنها يمكن أن تتطور في أي عمر، فإن الدراسات الاستقصائية للمرضى أظهرت أن معظم الأشخاص الذين يعانون الوردية تتراوح أعمارهم بين 30 عاماً وما فوق.

قد يتطور بعض التغيرات الجلدية على مر السنين، لذلك لا تعد أعراض الاحمرار وحساسية الجلد من العلامات المبكرة لمرض الوردية.

قالت د.زينب لفتة، استشارية الأمراض الجلدية في «غيت هارلي GetHarley»: «قد يكون المرض وراثياً أيضاً، وغالباً ما تعد الخدود الحمراء الوردية سمة عائلية، لذلك لا يتم تشخيص الأمر بسرعة».

ما العلامات والأعراض المبكرة؟

بالنسبة إلى د.زينب لفتة، فإن أول علامة على الإصابة بالوردية هي حساسية الجلد والاحمرار الناتج عن الحرارة والكحول.

وقالت: «عادةً ما يُبلغ المرضى عن إحساسهم بالحرقان أو اللسع بسبب منتجات العطور أو المكونات التي يمكن أن تترك الجلد جافاً».

ما الذي يسبب الوردية؟

مثل العديد من الأمراض الجلدية، يمكن أن تتفاقم الأعراض.

قال فيل داي، الصيدلي المشرف في «فارماسي تو يو Pharmacy2U»: «قد يكون ذلك بسبب التغيرات المفاجئة في الضوء ودرجة الحرارة، ولكن الحالة تميل إلى أن تكون طويلة الأمد».

وتابع: «لا أحد يعرف حقاً السبب الجذري للمرض الجلدي، ولكن هناك محفزات معروفة تزيد الأمر سوءاً. عادةً ما تكون هذه عوامل تتعلق بنمط الحياة، مثل الكحول، أو الأطعمة الغنية بالتوابل، أو المشروبات الساخنة، أو في بعض الأحيان ممارسة التمارين الرياضية القوية والإجهاد».

على الرغم من أن سبب الوردية غير معروف، فإنه يعد متعدد العوامل.

وأضافت لفتة: «يتغير ميكروبيوم الجلد مع خلل في الاستجابة المناعية، مما يؤدي إلى زيادة الالتهاب وزيادة الأوعية الدموية وتوسعها. هناك قابلية وراثية ومحفزات بيئية معروفة بما في ذلك ضوء الشمس والحرارة».

كيف يمكنك علاجها؟

يتكون العلاج من تجنب المحفزات المعروفة والحد منها، مثل الكحول والأطعمة الغنية بالتوابل.

قالت لفتة: «العناية بالبشرة مهمة أيضاً... يُنصح باستخدام المنظفات والمرطبات اللطيفة، مع واقي الشمس اليومي. إذا كان هناك التهاب كبير، فقد تكون هناك حاجة إلى كريمات طبية و/أو أدوية عن طريق الفم. ويمكن استخدام الليزر لعلاج الأوعية الدموية المتوسعة».

وأضاف داي: «إذا كنت تشعر بأنه قد تكون لديك أعراض الوردية، فمن الأفضل الاتصال بطبيبك العام أو زيارة الصيدلي المحلي».

المحفزات

ليس من المعروف ما الذي يسبب العدّ الوردي، ولكنّ بعض الأشياء يمكن أن تجعل الأعراض أسوأ، مثل:

- الكحول.

- الطعام الحار.

- المشروبات الساخنة.

- ضوء الشمس.

- درجات الحرارة الساخنة أو الباردة.

- التمارين الرياضية، مثل الجري.

- التعرض للتوتر.

مع ذلك، وفق د.ليا توتون، مؤسسة عيادات «دكتورة ليا التجميلية للبشرة»، فإن العناية الصحيحة بالبشرة وحدها يمكن أن تحسّن احمرار الوجه بنسبة 20 - 30 في المائة، لكن هذا يعتمد على شدة الحالة.

وتابعت: «قد تكون البشرة الحساسة مشكلة للأشخاص الذين يعانون العدّ الوردي، لذا فإن اختيار منتجات العناية بالبشرة اللطيفة أمر حيوي... تطلع إلى استخدام منظف لطيف خالٍ من البارابين والعطور. يحتاج الأشخاص الذين يعانون المرض إلى مرطب طبي مناسب لتهدئة وترطيب البشرة، حيث إن البشرة الجافة والحساسة يمكن أن تؤدي إلى مزيد من الاحمرار. يجب أن تكون المرطبات مناسبة للبشرة الحساسة ولا تسدّ المسام».

وأضافت توتون أن التعرض لأشعة الشمس قد يؤدي إلى الإصابة بالوردية، لذا فإن استخدام واقي الشمس (SPF) خطوة مهمة.

وأشارت إلى أنه قد يكون سيروم فيتامين «سي» مفيداً لأولئك الذين يعانون الوردية، ولكن ذلك يعتمد على بشرة المريض. وتابعت: «يعمل فيتامين أ (الريتينول) على تقليل أعراض المرض، وذلك لقدرته على تقوية حاجز الجلد. ومع ذلك، فإن الرتينويدات (مشتقات فيتامين أ) قد تهيّج الجلد، لذا يوصى باستشارة الطبيب قبل اختيار أي علاج».


مقالات ذات صلة

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

صحتك إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

كان الملح جزءاً أساسياً من الحضارة لآلاف السنين. وأثبت أنه ذو قيمة كبيرة بصفته مادة حافظة للأغذية، واستُخدم سابقاً عملةً في التجارة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

تحوّل «كوفيد-19» على مر السنوات الماضية من جائحة عالمية إلى فيروس «مستوطن» وفق خبراء الصحة، ما يعني أن وجوده سيصبح مستمراً، فكيف يجب أن نتعامل معه؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الناس يشعرون بعدم الثقة جرّاء ضغوط في العمل (أ.ف.ب)

نصائح لتعزيز الثقة بالنفس وزيادة القدرات الذهنية

يُعدّ الشعور بعدم الثقة بالنفس من المشاعر التي يصعب التعامل معها، وقد نشعر بها جرّاء عوامل خارجية، مثل اجتماع سيئ مع المدير في العمل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك «أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

«أوزمبيك»... «نافورة شباب» تبطئ الشيخوخة

وجد باحثون أن دواء إنقاص الوزن الشهير «أوزمبيك» قد يبطئ الشيخوخة وله «فوائد بعيدة المدى» تتجاوز ما كان متصوراً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أفريقيا تظهر العلامات على يد طفلة بعد تعافيها من جدري القردة (رويترز)

منظمة الصحة: تفشي جدري القردة في أفريقيا قد ينتهي خلال 6 أشهر

أعرب رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن اعتقاده أن تفشي فيروس جدري القردة في أفريقيا قد يتوقف في الأشهر الستة المقبلة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية
إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية
TT

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية
إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية

كان الملح جزءاً أساسياً من الحضارة لآلاف السنين، وأثبت أنه ذو قيمة كبيرة بصفته مادة حافظة للأغذية، واستُخدم سابقاً عملةً في التجارة، لكن الآن، يُسبب لنا ضرراً لأننا، وفق موقع «ذا تلغراف»، نتناول منه نحو 8.4 غرام في اليوم، وهو أكثر من الحد الأقصى المسموح به، الذي يعادل ملعقة صغيرة واحدة (أي نحو 6 غرامات).

يسهم هذا الاستهلاك المرتفع في ارتفاع ضغط الدم، الذي يصيب واحداً من بين كل 3 أشخاص، ويزيد احتمال الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، واكتشف العلماء الآن أنه يعرض سلامتنا للخطر من خلال اضطراب الأمعاء.

تقول الطبيبة، إميلي ليمينغ، عالمة الميكروبيوم (الميكروبات) واختصاصية التغذية، إن استهلاك كمية كبيرة من الملح تحدث خللاً في توازن الميكروبات في الأمعاء.

تشير إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة «نيتشر»، وشملت 12 مشاركاً تناولوا كبسولة يومية تحتوي على 6 غرامات من الملح إلى جانب نظامهم الغذائي المعتاد، ما رفع استهلاكهم اليومي من الملح إلى نحو 14 غراماً، إلى أن الميكروبات المفيدة «اللاكتوباسيلس» كانت قد اختفت.

عبوة ملح على طاولة الطعام (غيتي)

وتوضح إميلي ليمينغ: «هذا يعني أن بكتيريا الأمعاء أصبحت أقل قدرة على صنع جزيئات خاصة تُعرف باسم الأحماض الدهنية ذات السلسلة القصيرة التي تُساعد على خفض الالتهابات، واسترخاء الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم».

وتشير الأبحاث أيضاً، وفقاً لموقع «ذا تلغراف»، إلى أن استهلاك كمية أكبر من الملح يؤدي لاختلال الشهية لأنه يتدخل في إطلاق هرمون «ببتيد شبيه بالغلوكاكون- 1» (GLP-1) وهو هرمون تنتجه الأمعاء بعد تناول الطعام لإطلاق الشعور بالشبع.

وتضيف ليمينغ: «هذه النتائج ترجح أن الأنظمة الغذائية الغنية بالملح قد تجعلنا أكثر جوعاً».

وتابعت: «هناك ارتباط مقلق بالسرطان أيضاً، فنحو 4 حالات من بين كل 10 حالات من سرطان المعدة تسببها العدوى ببكتيريا (الهليكوباكتر بيلوري). واستهلاك كميات زائدة من الملح يمكن أن يتلف طبقة المعدة، ما يجعلها أكثر عرضة لهذه العدوى».

ومع ذلك، هذا لا يعني أنه يجب التخلي تماماً عن الملح في نظامنا الغذائي.

إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية

تقول ليمينغ: «الملح مهم لأنه يساعد عضلاتنا على العمل بشكل صحيح، ويتيح للأعصاب إرسال الإشارات، ويحافظ على توازن الماء والمعادن في أجسامنا».

ومع ذلك، تقدر أن الجسم يحتاج فقط إلى ربع ملعقة صغيرة (نحو 1.25 غرام) يومياً، والتي يحصل عليها معظم الأشخاص من نظامهم الغذائي دون وضع عبوة ملح على مائدة الطعام، حتى لو كانوا يتجنبون عموماً الأطعمة المعالجة.

كيفية تقليل استهلاك الملح

تقول إميلي ليمينغ: «أول خطوة هي استخدام كمية أقل من الملح أثناء الطهي، أو على طاولة العشاء وتعويض الطعم بإضافة الأعشاب والتوابل».

وينقل «ذا تلغراف» عن أبحاث، أن استخدام القرفة أو الثوم يساعد في خفض ضغط الدم، في حين يمكن للفلفل الحار والزنجبيل والروزماري أن تساعد في إدارة مستويات السكر في الدم. أو استخدام الملح قليل الصوديوم، الذي يُشبه مذاقه الملح العادي، لكن يحتوي على جزء بسيط من الصوديوم، وهو أحد العناصر الكيميائية التي ترفع ضغط الدم.

استخدام بديل الملح عند الطهي ارتبط بانخفاض خطر الوفاة المبكرة لأي سبب (رويترز)

ويضيف: «مع ذلك، فإن هذه التغييرات ستقلل استهلاكك إلى حد معين فقط؛ إذ يتم تضمين نحو ثلاثة أرباع كمية الملح التي نستهلكها في نظامنا الغذائي مسبقاً في الأطعمة التي نشتريها. فيحتوي الكاتشب على نحو 0.3 غرام لكل جرعة، والبيتزا ما بين 2-4 غرامات، والخبز نحو 0.4 غرام لكل شريحة، والشوربة نحو 2.2 غرام لكل طبق».

وتقترح الطبيبة إميلي ليمينغ «النظر إلى المكتوب على ظهر عبوة المنتج، واختيار المنتجات ذات الكميات الأقل ملحاً». وكذلك توصي بأن يكون «نصف طبق وجبتي الغداء والعشاء من الخضراوات وتناول الفواكه مرتين يومياً على الأقل».

بائع يعرض العنب للبيع (إ.ب.أ)

وتشير إميلي ليمينغ إلى أن «بعض الأبحاث الحديثة سلطت الضوء على أن النسبة بين الصوديوم والبوتاسيوم قد تكون أكثر أهمية للصحة، من قياس مستويات الصوديوم وحدها». والبوتاسيوم، الذي يوجد في الموز والفطر والأفوكادو، يساعد في إزالة الملح من مجرى الدم.

وتختتم: «لذلك، فإن الأطعمة المخمرة لا تزال خياراً صحياً، رغم احتوائها على كميات عالية من الملح، لأنها غنية بالبوتاسيوم والألياف، إضافة إلى مواد نباتية ثانوية مفيدة أخرى».