الادعاء: أليك بالدوين «كذب بشكل صارخ» لتبرئة نفسه من مقتل مصورة

الممثل أليك بالدوين (أ.ف.ب)
الممثل أليك بالدوين (أ.ف.ب)
TT

الادعاء: أليك بالدوين «كذب بشكل صارخ» لتبرئة نفسه من مقتل مصورة

الممثل أليك بالدوين (أ.ف.ب)
الممثل أليك بالدوين (أ.ف.ب)

عدّ مدعون عامون مكلفون متابعة قضية إطلاق النار القاتل في تصوير فيلم «راست»، أن الممثل أليك بالدوين «كذب بشكل صارخ» لتبرئة نفسه من الحادث الذي أودى بحياة مصوّرة في موقع التصوير، قائلين إن إهمال النجم الهوليوودي أضرّ بسلامة التصوير.

وتحوّل تصوير هذا الفيلم إلى مأساة في أكتوبر (تشرين الأول) 2021 في مزرعة بولاية نيومكسيكو في جنوب غربي الولايات المتحدة.

وكان أليك بالدوين قد صوّب سلاحاً كان يُفترض أن يحتوي على رصاصات خلبية فقط، لكن مقذوفة حقيقية قتلت المصورة السينمائية هالينا هاتشينز، وأصابت المخرج جويل سوزا، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ويواجه الممثل، المتهم بالقتل غير العمد، عقوبة بالسجن لمدة تصل إلى 18 شهراً. ويؤكد أنه تلقى تطمينات بأن سلاحه غير ضار، ويحاول وكلاء الدفاع عنه إلغاء محاكمته المقررة في يوليو (تموز).

كذلك، ينفي أن يكون قد ضغط على الزناد، وهو أمر «سخيف للوهلة الأولى»، بحسب ما قال المدعون المسؤولون عن القضية، في وثائق نُشرت الاثنين، مطالبين بمواصلة المحاكمة.

وخلص تحقيق أجراه مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) إلى أن السلاح الذي كان يحمله الممثل لا يمكن أن يطلق النار من دون الضغط على الزناد.

وأضاف ممثلو الادعاء أن الممثل «كذب بشكل صارخ بشأن سلوكه» في موقع التصوير، وغيّر روايته لتجنب أي مسؤولية.

وفي أول استجواب خضع له لدى الشرطة، لم يقل الممثل إن الطلقة النارية انطلقت من المسدس تلقائياً، أو إن هاتشينز طلبت منه أن يوجّه السلاح نحوها. ويشير ممثلو الادعاء إلى أن هذه العناصر جزء من «الرواية» التي سوّق لها بالدوين لاحقاً في وسائل الإعلام الأميركية.

وينتقد ممثلو الادعاء موقف الممثل الذي كان أيضاً مشاركاً في إنتاج «راست». وبحسب الشهود، فإنه «كان يصرخ بانتظام» على الجميع، ويريد إنهاء الفيلم بأسرع وقت.

وقال الادعاء إن «ضغط بالدوين على الطاقم في موقع التصوير أدى إلى تعريض الأمن للخطر بشكل منتظم»، منتقداً «الرجل الذي لا يملك السيطرة على عواطفه».

وأُدينت المشرفة على استخدام الأسلحة في الفيلم، هانا غوتيريز ريد، بتهمة القتل غير العمد في أوائل مارس (آذار). ومن المقرر النطق بالحكم عليها الاثنين.

وبحسب النيابة، فإن إهمالها المتكرر سمح بإدخال الذخيرة الحية إلى موقع التصوير، في تحدٍ لجميع القواعد المعمول بها في قطاع السينما.

هانا غوتيريز ريد المشرفة على استخدام الأسلحة في فيلم «راست» (أ.ف.ب)

وقال ممثلو الادعاء: «إن الجمع بين إهمال هانا غوتيريز وقلة خبرتها، وعدم اهتمام أليك بالدوين التام بسلامة مَن حوله أثبت أنه مزيج قاتل».

وأثارت هذه الحادثة القليلة الحدوث في هوليوود صدمة في الأوساط السينمائية، ونتجت عنها دعوات لحظر الأسلحة النارية في مواقع التصوير.

وقد استؤنف تصوير فيلم «راست» بعد أشهر على الحادثة، وانتهى في مونتانا، حيث عمل ماثيو أرمل هالينا هاتشينز منتجاً تنفيذياً.

وفي نهاية عام 2022، تخلى ماثيو عن الإجراءات المدنية التي رفعها ضد أليك بالدوين إثر اتفاق لم يتم الكشف عن مبلغه.


مقالات ذات صلة

ريان رينولدز يعرض على محمد صلاح الانضمام لنادي ريكسهام

يوميات الشرق نجما هوليوود الممثلان ريان رينولدز (يمين) وهيو جاكمان ضمن ترويجهما لفيلم «ديدبول وولفرين» في نيويورك (رويترز)

ريان رينولدز يعرض على محمد صلاح الانضمام لنادي ريكسهام

وجّه نجما هوليوود الممثلان ريان رينولدز وهيو جاكمان، رسالة طريفة إلى اللاعب المصري في نادي ليفربول محمد صلاح.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا أصوات الذكاء الاصطناعي بنبرات أنثوية لها جرس جذاب

أصوات الذكاء الاصطناعي بنبرات أنثوية لها جرس جذاب

كيف يبدو صوت الذكاء الاصطناعي؟ لقد كانت «هوليوود» تتخيّل ذلك منذ عقود. أما الآن فيبتعد مطوّرو الذكاء الاصطناعي عن الأفلام، ويصنعون أصواتاً لآلات حقيقية.

أماندا هيس (نيويورك)
يوميات الشرق الحادث قلَبَ حياة أليك بالدوين (أ.ف.ب)

هوليوود تصرُّ على استخدام الأسلحة الحقيقية رغم مأساة «راست»

صدرت على إثر مأساة «راست» دعوات لحظر الأسلحة النارية في مواقع التصوير. لكن هوليوود فضَّلت خيارات أقل تطرّفاً.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مؤتمر صحافي في ختام القمة الـ75 لحلف شمال الأطلسي في مركز والتر إي واشنطن للمؤتمرات في العاصمة الأميركية واشنطن في 11 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

ضغوط على بايدن من هوليوود والمانحين الأثرياء للانسحاب

ماذا لو توقّفت هوليوود، التي تعدّ ركيزة مالية للديمقراطيين، عن تقديم التبرّعات لحملة جو بايدن، طالبة منه الانسحاب من السباق الرئاسي؟

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الممثل الأميركي أليك بالدوين يخرج من قاعة المحكمة بعد جلسة الاستماع في نيو مكسيكو (إ.ب.أ)

حادثة فيلم «راست»: بالدوين يُتَّهم بـ«انتهاك قواعد السلامة»

اتُّهم الممثل الأميركي أليك بالدوين خلال محاكمته، أمس (الأربعاء)، بـ«انتهاك القواعد الأساسية للسلامة».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مسرحية «جبل الأمل» تحية لأطفال جنوب لبنان

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
TT

مسرحية «جبل الأمل» تحية لأطفال جنوب لبنان

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)

18 طفلاً من جنوب لبنان اختارتهم «سيناريو» للتعليم التشاركي والفني لتقديم مسرحية بعنوان «جبل الأمل». الهدف من هذه المبادرة هو دعم هؤلاء الأطفال وتزويدهم بفسحة أمل. فما يعانونه من الحرب الدائرة في بلداتهم وقراهم دفعهم إلى النزوح وترك بيوتهم.

تأتي هذه المسرحية من ضمن برنامج «شو بيلد» (إظهار البناء) الذي بدأته «سيناريو» في 22 يوليو (تموز) الجاري في بلدة الزرارية الجنوبية. فأقيمت التمارين للمسرحية التي ستعرض في 29 الجاري، وتستضيفها مؤسسة سعيد وسعدى فخري الاجتماعية في البلدة المذكورة.

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)

غالبية الأطفال يقيمون في البلدة وبعضهم الآخر يأتيها من بلدتي أرزاي والخرايب على الشريط الحدودي. وتشير مخرجة المسرحية ومدرّبتهم زينة إبراهيم، إلى أن فكرة العمل وضعها الأطفال بأنفسهم. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد زودناهم بكلمات محددة كي يستلهموا منها أفكارهم. وتتألف هذه الكلمات من حب وسفر وأمل ورحلة ومغامرة واكتشاف... وغيرها. وعلى أساسها كتبوا قصة المسرحية بعنوان (جبل الأمل). وكما تلاحظون ابتعدنا عن استخدام كلمة حرب ضمن المفردات التي عرضناها عليهم».

يتراوح أعمار الأولاد المشاركين ما بين 10 و17 عاماً. خضعوا في برنامج «شو بيلد» إلى 7 جلسات شائقة تركز على اللعب والتمثيل والأداء المسرحي. وتستغرق كل جلسة نحو ساعتين، وذلك على مدى أسبوعين. وتأتي هذه المسرحية لتختتم البرنامج الفني لـ«سيناريو». وتضيف إبراهيم: «هذا البرنامج يوفّر للأولاد متنفساً للتعبير والإبداع، لا سيما خلال هذه الأوقات الصعبة التي يعيشونها في منطقة الجنوب».

تصف زينة إبراهيم هذه التجربة باللبنانية بامتياز. فقد سبق أن قامت ببرامج تعليمية سابقة شملت أولاداً لبنانيين وغيرهم من فلسطينيين وسوريين. وتقول إننا نرى قلقاً كبيراً في عيون أطفال الجنوب. وتتابع: «أكثر ما يخافونه هو أصوات الانفجارات. فهي تشكّل مفتاح الرعب عندهم، ويحاولون قدر الإمكان تجاوزها بابتسامة. وبينهم من كان يطمئنني ويقول لي (لا تخافي إنه ببساطة خرق لجدار الصوت). لا أعرف ما إذا كان تجاوزهم لهذه الأصوات صار بمثابة عادة يألفونها. وقد يكون أسلوباً للهروب من واقع يعيشونه».

تتناول قصة المسرحية رحلة تخييم إلى جبل يصادف فيه الأولاد مجموعة مساجين. وعندما يهمّون بالتواصل معهم يكتشفون أنهم يتحدثون لغة لا يفهمونها. ولكنهم ينجحون في التعبير عن أفكارهم المشتركة. ويقررون أن يمكثوا على هذا الجبل حيث يشعرون بالأمان.

وتعلق المخرجة إبراهيم: «اسم المسرحية استوحيته من عبارة قالتها لي فتاة في العاشرة من عمرها. فبرأيها أن الأمل هو نتيجة الأمان. وأنها ستحارب للوصول إلى غايتها هذه. أما فكرة اللغة غير المفهومة فنشير فيها إلى ضرورة التواصل مع الآخر مهما اختلف عنا».

تروي إبراهيم عن تجربتها هذه أنها أسهمت في تقريب الأولاد بعضهم من بعض: «لقد بدوا في الجلسة الأولى من برنامج (شو بيلد) وكأنهم غرباء. حتى في الحلقات الدائرية التي كانوا يرسمونها بأجسادهم الصغيرة كانوا يحافظون على هذا البعد. أما اليوم فتحولوا إلى أصدقاء يتحدثون في مواضيع كثيرة. كما يتشاركون الاقتراحات حول أفكار جديدة للمسرحية».

أثناء التدريبات على مسرحية «جبل الأمل» (سيناريو)

إضافة إلى التمثيل ستتلون مشاهد المسرحية بلوحات راقصة وأخرى غنائية. وتوضح إبراهيم: «حتى الأغنية كتبوها بأنفسهم ورغبوا في أن يقدموا الدبكة اللبنانية كتحية للبنان».

إحدى الفتيات المشاركات في العمل، وتدعى غزل وعمرها 14 عاماً، تشير في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذه المسرحية تعني لها الكثير. وتتابع: «لقد نقلتني من مكان إلى آخر وزادتني فرحاً وسعادة. وكان حماسي كبيراً للمشاركة في هذه المسرحية التي نسينا معها أننا نعيش حالة حرب».

بدورها، تقول رهف ابنة الـ10 سنوات: «كل شيء جميل في هذا المكان، ويشعرني بالسعادة. أنا واحدة من أبطال المسرحية، وهي جميلة جداً وأدعوكم لمشاهدتها».