ميقاتي يدعو لإعلان الجنوب منطقة منكوبة زراعياً والبحث عن تمويل إعادة الإعمار

الحكومة ترفع الحد الأدنى للأجور إلى 200 دولار وتلغي الشهادة المتوسطة الرسمية

نجيب ميقاتي مترئساً جلسة الحكومة (موقع رئاسة الحكومة اللبنانية)
نجيب ميقاتي مترئساً جلسة الحكومة (موقع رئاسة الحكومة اللبنانية)
TT

ميقاتي يدعو لإعلان الجنوب منطقة منكوبة زراعياً والبحث عن تمويل إعادة الإعمار

نجيب ميقاتي مترئساً جلسة الحكومة (موقع رئاسة الحكومة اللبنانية)
نجيب ميقاتي مترئساً جلسة الحكومة (موقع رئاسة الحكومة اللبنانية)

دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى إعلان منطقة جنوب لبنان منكوبة زراعيا، مشيرا إلى أولوية البحث عن مصادر التمويل لإعادة إعمار ما تهدّم.

وجاءت مواقف ميقاتي في جلسة الحكومة التي عقدت الخميس وأصدرت عددا من القرارات منها، رفع الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص إلى 18 مليون ليرة لبنانية (أي نحو 200 دولار أميركي) وإلغاء الشهادة المتوسطة الرسمية (الصف التاسع).

ولفت ميقاتي في كلمة له في مستهل الجلسة إلى أنه عقد اجتماعا مع منظمات الأمم المتحدة وسفراء الدول المانحة والمعنية، حيث كان نقاش حيال ما يحصل في الجنوب «وطلبنا المساعدة السريعة، خصوصا أن هناك نحو 100 ألف نازح من قرى الجنوب و331 شهيدا ونحو 1000 جريح، والكارثة الكبرى هي في الأضرار الحاصلة في القطاع الزراعي حيث هناك 800 هكتار تضررت بشكل كامل، و340 ألف رأس ماشية فقدت ونحو 75 في المائة من المزارعين فقدوا مصدر دخلهم النهائي»، داعيا إلى وجوب إعلان «منطقة الجنوب منكوبة زراعيا، خصوصا أن هذه المشكلة ستنسحب على السنوات المقبلة، وهو الأمر نفسه بالنسبة إلى القطاع التربوي حيث هناك نحو 75 مدرسة مغلقة نهائيا، ناهيك عن ملف إعادة إعمار ما تهدم وأولوية البحث عن مصادر التمويل».

وأضاف: «نحن نؤكد أن السلام الحقيقي الذي ننشده هو (سلام العدالة الإنسانية) ونرفع الصوت إلى المجتمع الدولي منددين بالاعتداءات ومطالبين بردع العدو ووقف الحرب وإحلال السلام وإبعاد الحرب عن المنطقة»، لافتا إلى أن «للبنان أصدقاء في كل دول العالم يعملون بصدق للضغط على العدو الإسرائيلي لوقف عدوانه على لبنان»، ومثمنا الاتصالات والزيارات التي تقوم بها مراجع دولية صديقة ومحبة للبنان سعياً للإسهام بإيجاد مخارج حل للأزمة الرئاسية.

وأكد أن «انتخاب رئيس للجمهورية هو مطلب الجميع وهو في أولويات خياراتنا التي تعزز الثقة بلبنان كدولة ووطن، مسؤوليتنا جميعا أن نهتم بأحوالنا بمقدار اهتمام الدول بنا... التلاقي والتحاور هما أقصر طريق لإنقاذ وطننا من خطر الفراغ والأزمات المفتوحة على أخطار كثيرة».

وتطرق ميقاتي إلى ملف النازحين، حيث لفت إلى أن وزير الشؤون الاجتماعية قدم ورقة «حددت بوضوح مطالب لبنان وأهمها مطالبة مفوضية الأمم المتحدة للاجئين بتزويدنا بالداتا الكاملة عن أوضاع النازحين، لكون الداتا التي وصلتنا لا تحدد تاريخ دخول النازحين إلى لبنان».

وفي ملف إعادة هيكلة المصارف، نفى ميقاتي المعلومات التي تشير إلى أن هذا الملف قد طوي، مؤكدا أنه «يدرس بهدوء وعندما تكتمل عناصره سندعو إلى اجتماع وزاري لدرسه قبل عرضه على مجلس الوزراء وفق رؤية تنظيمية واضحة يتبناها الجميع».

وبعد الجلسة أعلن وزير العمل مصطفى بيرم أن مجلس الوزراء وافق «على رفع الحد الأدنى في القطاع الخاص إلى 18 مليون ليرة لبنانية»، إضافة إلى تسعة ملايين ليرة لبنانية بدلا للنقل كانت أقرت سابقا «بحيث لن يتقاضى أحد في القطاع الخاص أقل من 300 دولار».

ورأى أن «أهمية تحديد الحد الأدنى هي إلزام المؤسسة، وصاحب العمل لن يصرح بهذا الحد الأدنى للضمان، ما يحمي العامل في تعويض نهاية الخدمة ويؤمن واردات كبيرة للضمان الاجتماعي، ما سينعكس قريبا على تحسين الأدوية والاستشفاء في الضمان الاجتماعي...».

من جهته، أعلن وزير التربية عباس الحلبي أن مجلس الوزراء وافق على مرسوم الاستعاضة عن امتحان الشهادة المتوسطة (الصف التاسع) بامتحان اختبار وطني موحد تجريه المدارس الرسمية والخاصة، وتضع الأسئلة وزارة التربية وتراقب وتضع أيضا معايير التصحيح وتوزعها على كل المدارس على أن تتم الامتحانات في المدارس نفسها بمراقبة مُديري هذه المدارس والهيئات التعليمية فيها. أما بالنسبة إلى أهالي الجنوب فأشار الحلبي إلى أن «هناك أحكاما خاصة بالمرسوم وعندما تتضح صورة الوضع الأمني في الجنوب يبنى على الشيء مقتضاه بقرار من وزير التربية».


مقالات ذات صلة

هرباً من الحرب... لبنانيون يلجأون إلى البحر والبر بديلاً عن رحلات جوية «خطرة ومكتظة»

المشرق العربي مسافرون قادمون من لبنان يسيرون عند معبر جديدة يابوس الحدودي في جنوب غربي سوريا (أ.ف.ب)

هرباً من الحرب... لبنانيون يلجأون إلى البحر والبر بديلاً عن رحلات جوية «خطرة ومكتظة»

وسط حالة عدم اليقين التي تسيطر على الأجواء في لبنان، تبرُز مشكلة يواجهها الأشخاص الذين يبحثون عن سُبل لمغادرة البلاد هرباً من الحرب.

تمارا جمال الدين (بيروت)
تحليل إخباري نائب الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم خلال إلقاء كلمته في ذكرى «إسناد غزة» (إ.ب.أ)

تحليل إخباري خطاب نعيم قاسم... محاولة لرفع معنويات جمهوره و«فك» ضمني لوحدة الساحات

حمل الخطاب الثاني لنائب الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم عدداً من الرسائل، أبرزها فتح الطريق أمام وقف للنار يتخطى ضمناً مبدأ «وحدة الساحات» مع غزة.

كارولين عاكوم
المشرق العربي برّي متوسطاً ميقاتي وجنبلاط في لقاء عين التينة الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)

التباين يطغى على علاقة «حزب الله» - «التقدمي الاشتراكي»

مواقف رئيس الحزب «التقدّمي الاشتراكي»، وليد جنبلاط، الأخيرة، كشفت عن حجم التباين بينه وبين «حزب الله» في مقاربة الملفات الأساسية، وعلى رأسها ملف الحرب.

بولا أسطيح (بيروت)
شؤون إقليمية امرأة تلتقط صورة «سيلفي» بينما يسير المتظاهرون خلال تجمع لدعم الشعب الفلسطيني بالتزامن مع ذكرى 7 أكتوبر في أنقرة أول من أمس (إ.ب.أ)

تركيا ستجلي رعاياها من لبنان غداً عن طريق البحر

ستقوم تركيا بإجلاء نحو ألفَي مواطن تركي من لبنان عن طريق البحر غداً (الأربعاء)، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
خاص من داخل «سكاي بار» في وسط بيروت الذي يستقبل النازحين اللبنانيين (الشرق الأوسط) play-circle 00:55

خاص «سكاي بار» بيروت... من ملهى صاخب إلى مركز إيواء للنازحين

في ملهى «سكاي بار» الليلي وسط بيروت، ضيفة صغيرة، لا تشبه زوار الملهى التقليديين، لا عمراً ولا شكلاً.

لينا صالح (بيروت)

«دمار هائل» جراء سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت

الدخان يتصاعد من الضاحية الجنوبية لبيروت عقب غارة إسرائيلية في 8 أكتوبر 2024 (رويترز)
الدخان يتصاعد من الضاحية الجنوبية لبيروت عقب غارة إسرائيلية في 8 أكتوبر 2024 (رويترز)
TT

«دمار هائل» جراء سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت

الدخان يتصاعد من الضاحية الجنوبية لبيروت عقب غارة إسرائيلية في 8 أكتوبر 2024 (رويترز)
الدخان يتصاعد من الضاحية الجنوبية لبيروت عقب غارة إسرائيلية في 8 أكتوبر 2024 (رويترز)

أفاد الإعلام الرسمي اللبناني، الثلاثاء، بتعرض الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الأساسي لـ«حزب الله»، لسلسلة غارات إسرائيلية أدت إلى «دمار هائل»، بعدما كانت إسرائيل حذّرت سكان الأحياء المستهدفة بوجوب الإخلاء، فيما قالت وزارة الصحة اللبنانية إن 36 شخصا قتلوا وأصيب 150 آخرون في هجمات إسرائيلية في أنحاء لبنان أمس الاثنين.

وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية، مساء الثلاثاء: «لا تزال الضاحية الجنوبية لبيروت تتعرض لسلسلة غارات، كان آخرها عند نزلة الكفاءات، وقد تسببت بدمار هائل، ولا سيما برج البراجنة والكفاءات والليلكي»، وهي مناطق أفادت بيانات سابقة بتعرضها لغارات إسرائيلية، فيما تتواصل منذ 23 سبتمبر (أيلول) حملة القصف الجوي، التي تقول إسرائيل إنها تستهدف بنى تحتية ومنشآت لـ«حزب الله».

وافادت الوكالة في وقت لاحق بـ«انهيار أربعة مبان سكنية متلاصقة في منطقة برج البراجنة إثر الغارة الاسرائيلية الأخيرة»، دون أن توضح ما إذا سقط ضحايا من جراء الهجوم.في الأسبوع الماضي، اغتالت إسرائيل الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله في قصف على حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، وهي منطقة مكتظة فرّ قسم كبير من سكانها بسبب القصف الإسرائيلي المكثف.ومذاك الحين، تشهد المنطقة غارات إسرائيلية عنيفة يتردد صدها في أرجاء العاصمة اللبنانية.