العراق: قاتل هشام الهاشمي حر و«صفر دعاوى» ضد قتلة المتظاهرين

«الشرق الأوسط» تحصل على أول إفادة قضائية: براءة لعدم كفاية الأدلة

هشام الهاشمي (إكس)
هشام الهاشمي (إكس)
TT

العراق: قاتل هشام الهاشمي حر و«صفر دعاوى» ضد قتلة المتظاهرين

هشام الهاشمي (إكس)
هشام الهاشمي (إكس)

أكد القضاء العراقي تبرئة قاتل الباحث هشام الهاشمي والإفراج عنه، وفي حين رفضت عائلته التواصل مع جهات إنفاذ القانون لمتابعة القضية، عاد المتهم - المُدان بالجريمة - «بريئاً» إلى مهامه في وزارة الداخلية «بشكل طبيعي»، وفقاً لمصادر متقاطعة.

وقالت المتحدثة باسم مجلس القضاء العراقي، سنان غانم، في تصريح، لـ«الشرق الأوسط»، إن «محكمة عراقية أصدرت حكماً بالبراءة لصالح أحمد حمداوي الكناني؛ لعدم كفاية الأدلة».

وهذه أول إفادة عراقية رسمية بشأن القضية التي شغلت الرأي العام لفترة طويلة، بعد أيام من نشر تسريبات عن قيام محكمة الجنايات بإعادة محاكمة الكناني والإفراج عنه، بعد نحو 3 سنوات ونصف السنة على مقتل الهاشمي في بغداد.

وقال مصدر قضائي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الكناني أنكر ارتكابه الجريمة أمام القاضي، في جلسة كانت مخصصة لإعادة النظر بالقضية».

أحمد الكناني الذي أدين بقتل الهاشمي عام 2020 وجرت تبرئته أخيراً (إعلام أمني)

وكانت السلطات الأمنية العراقية قد بثت اعترافات الكناني، في 16 يوليو (تموز) 2020، بعد 10 أيام من وقوع الجريمة، قال فيها إنه «من ضمن مجموعة أشخاص خططوا ونفذوا القتل بعد متابعة لتحركات الهاشمي حتى وصل إلى منزله».

وحينها كان الهاشمي يركن سيارته ليلاً في حي زيونة، شرق العاصمة، عندما نزل القاتل من دراجة نارية واتجه نحو الضحية وأرداه بأربع رصاصات.

وظهر الكناني، خلال فيديو الاعتراف، وهو يؤشر على مُنفذ الجريمة في شاشة كانت تعرض محتوى من كاميرا مراقبة، وقال: «سحبت مسدس الشرطة الخاص بي، وقتلت الهاشمي أمام منزله»، بعدما فشل في إطلاق النار من سلاحه الشخصي نوع «رشاش»، ويُعرف محلياً بـ«الغدارة».

الكناني وهو يشير إلى نفسه في مشهد كاميرا مراقبة وهو يطلق النار على الهاشمي (إعلام أمني)

وعرضت السلطات الأمنية صوراً للسلاح المستخدم ورقمه، مع صورة لخرطوش الرصاص الذي قُتل به الهاشمي، وقالت إنها مطابقة لأقوال الكناني وسلاحه الرسمي.

واستغرب ناشطون كيف أفرج القضاء عن الكناني بوجود دليل عن السلاح المستخدم، والموثق في اعترافات بثتها السلطات الرسمية.

لكن محامياً عراقياً على اطلاع وثيق بالقضية قال، لـ«الشرق الأوسط»، إن «محاكم التمييز لا تعتد بمقاطع الفيديو دليلاً كافياً للإدانة، وتحتاج إلى شيء ملموس كالاعتراف والشهود قد تقر حكماً باتّاً».

وفي العادة، تحرر السلطات القضائية للإعلام بيانات صحافية عن أحكامها، لكنها لم تفعل ذلك بعد صدور قرار براءة الكناني. في حين قال المحامي، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، إن «روتين المحاكم يقضي بطباعة الأحكام بعد أسبوع تقريباً من صدورها».

صورة عرضتها السلطات العراقية صيف 2020 لسلاح حكومي استخدمه الكناني لقتل الهاشمي

من الإدانة إلى البراءة

كيف وصلنا إلى هنا؟ هذه أكثر قضائية جنائية شهدت تقلبات شديدة منذ الكشف عن مُنفذها؛ لارتباطها بشخص هشام الهاشمي نفسه، وتزامنها مع تحولات سياسية عاصفة.

وعُرف الهاشمي بأنه باحث مختص في شؤون الجماعات المتطرفة، وساعد السلطات الحكومية على تفكيك هيكل «داعش»، خلال معارك التحرير.

ويعتقد كثيرون من أصدقاء الهاشمي أن محاولته، في الأشهر الأخيرة قبل اغتياله، التعرض لمنظومة الفصائل المسلّحة الموالية لإيران، وانتقاده علناً أنشطتها في «الابتزاز والقتل» قادت إلى حتفه، في نهاية المطاف.

وهلل متطرفون مؤيدون لتنظيم «داعش»، لمقتل الهاشمي، كما سال حبر كثير للطعن فيه من قِبل ناشطين مناصرين للفصائل الشيعية.

ومرت قضية قاتل الهاشمي بمحطات مختلفة بدأت باعتقاله ثم الحكم عليه غيابياً بالإعدام، ثم نقض الحكم من قِبل محكمة التمييز، وإعادة محاكمته، وصولاً إلى تبرئته.

ويعتقد خبراء قانونيون أن قرار محكمة التمييز العراقية، صيف عام 2023، إلغاء لجنة شكّلها رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، اختصت بملاحقة «الجرائم الاستثنائية»، كان نقطة التحول في مسار قضية الكناني.

واللجنة المشار إليها كانت بإمرة الفريق أحمد أبو رغيف، وكُلفت بتنفيذ أوامر اعتقال بحق متهمين بالفساد وقضايا «كبرى»، والتحقيق معهم وإحالتهم إلى القضاء، وكانت قضية الهاشمي من بينها.

ووفق وثيقة قضائية صدرت، في 2 مارس (آذار) 2022، فإن والد الكناني؛ وهو حمداوي عويد معارض، رفع دعوى قضائية ضد رئيس الحكومة لإلغاء اللجنة التي اعتقلت ولده.

نسخة ضوئية لقرار المحكمة الاتحادية الطعن بلجنة الجرائم الكبرى التي حققت مع قاتل الهامشي

وقبلت المحكمة الاتحادية الدعوى وألغت اللجنة، وعدّت جميع الإجراءات التي اتخذتها باطلة منذ تشكلها في أغسطس (آب) 2020.

ونفذت لجنة أبو رغيف حملة اعتقالات ضد مسؤولين بتُهم فساد، لكنها أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية وصل إلى درجة عدِّها «محكمة عرفية».

ورغم قرار المحكمة الاتحادية بنسف ملف قاتل الهاشمي، كانت لجنة أبو رغيف قد أكملت التحقيق وأحالته إلى المحكمة المركزية بالرصافة التي قضت بعد 8 تأجيلات بإعدامه غيابياً، في مايو (أيار) 2023.

وفي 31 يوليو 2023، نقضت محكمة التمييز، برئاسة رئيس مجلس القضاء الأعلى، القاضي فائق زيدان، حكم الإعدام، وقررت إعادة إضبارة الدعوى إلى محكمة التحقيق المركزية في الرصافة؛ للسير في الإجراءات التحقيقية «وفق الأصول والقانون».

وخلال تلك المرحلة، لم يحضر الكناني أي جلسة محاكمة، وفقاً لمصادر موثوقة، وكان أمر وجوده في السجن من عدمه لغزاً محيراً، وسرد كثيرون روايات مختلفة عن تهريبه أو هروبه، لم يكن من السهل إثباتها.

نسخة ضوئية من قرار محكمة التمييز الطعن بحكم الإعدام على الكناني

ويتداول سياسيون وصحافيون عراقيون معطيات تفيد بأن الكناني «اختفى تماماً» منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2022، وهو الشهر الذي شكل فيه تحالف «الإطار التنسيقي»، حكومة محمد شياع السوداني بعد معركة سياسية شرسة مع التيار الصدري الذي غادر المشهد تماماً منذ صيف ذلك العام.

لكن كان من الواضح أن التكتم على حالة المتهم ومكانه، طوال فترة المحاكمة، ونقاط التحول المفصلية التي رافقت الإجراءات، يعكس جميعها كيف وصلت القضية أخيراً إلى براءة المتهم الذي كان مداناً.

وساعد قرار محكمة التمييز على تصفير القضية، وفتح الملف «نظيفاً دون أدلة معتبرة»، لتقرر محكمة عراقية تبرئة الكناني؛ لعدم كفاية الأدلة، وفقاً لمحام عراقي قال إنه كان يحاول مساعدة عائلة الهاشمي على تسيير القضية، وفشل في ذلك.

ومع ذلك قال مصدر قضائي عراقي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «حكم البراءة لا يعني إغلاق قضية الهاشمي بشكل نهائي؛ لأن جرائم القتل لا تسقط بالتقادم».

وخلال سنتين من الآن، يمكن استئناف الدعوى القضائية ضد المتهم، الكناني أو غيره، في حال ظهور دليل جديد في القضية، على ما يقول المصدر القضائي.

«عاد إلى حياته والوظيفة»

في صفحة على منصة «فيسبوك»، نشر مدونون بدا أنهم مهتمون بنشاط قبيلة كنانة في العراق، تهنئة على إطلاق سراح «ولدهم أحمد حمداوي الكناني».

كان هذا بعد ساعات من تسريب معلومات عن قرار البراءة، مطلع هذا الأسبوع، تبعتها معلومات عن عودة الكناني إلى وظيفته الحكومية «بشكل طبيعي».

منشور من منصة «فيسبوك» يبدو أنها تهنئة من أقارب الكناني على البراءة

وقال مصدر أمني، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الكناني (وهو برتبة ملازم أول) باشر العمل في وزارة الداخلية». وأكد مصدر آخر أنه «تنسب على مديرية الأشغال الهندسية».

ووفق منصات رسمية لوزارة الداخلية، فإن «الأشغال الهندسية» تنفذ، منذ سنوات، أعمالاً بلدية تشمل إكساء شوارع في مناطق متفرقة، بالتعاون مع دوائر مدنية خِدمية.

وسألت «الشرق الأوسط» مسؤولين في وزارة الداخلية عما إذا كان الكناني قد عاد إلى العمل دون أن تحصل على أي رد، لكن ضابطاً عراقياً قال إنه «من الطبيعي حدوث ذلك بعد حكم البراءة».

والتحق الكناني، وهو من مواليد 1985، بسلك الشرطة عام 2007 بعد تخرجه في دورة ضباط بالعاصمة الأردنية عمان، وحينها كان العراق يرسل منتسبيه في أجهزة الأمن إلى هناك لحمايتهم من أعمال العنف التي كانت تستهدف مراكز التدريب والمعسكرات العراقية.

أحمد الكناني الضابط الذي اغتال هشام الهاشمي - صورة أرشيفية لعراقي أمام ملصق للباحث هشام الهاشمي الذي قُتل بالرصاص في بغداد يوليو 2020 (أ.ب)

«دية» الهاشمي... والعائلة تتوارى

بعد صدور حكم البراءة، حاولت «الشرق الأوسط» التواصل مع عائلة هشام الهاشمي، لكن كان من الصعب حدوث ذلك؛ لأن مقرَّباً قال، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تفضل التواري عن الأنظار بشكل نهائي».

وأوضح المقرب من العائلة، الذي شدد على عدم ذكر اسمه، أن «جهات قضائية وأمنية أبلغت العائلة، بعد صدور حكم البراءة، بالحضور وتسجيل موقف قانوني بشأن الهاشمي، لكنها رفضت بسبب خشيتها (مما لا تُحمد عقباه)»، على حد تعبيره.

وادعى المقرب، نقلاً عن العائلة، أنها لم توافق على غلق القضية بطريقة «دفع الدية»، ونفت أنها تلقت أي أموال مقابل التسوية.

وقال: «العائلة تفضل الآن الابتعاد والانشغال بتربية أبناء هشام، وهي لأجل ذلك تتحسب من أي خطوة قد تجعلها في مواجهة غير متوازنة مع الجهة التي أمرت وخططت لقتله».

ومنذ تبرئة الكناني، لم يحظ الحدث بتفاعل واسع، كما جرت العادة، خلال العامين الماضيين، كلما طرأ جديد في المحاكمة.

ويقول سياسي عراقي من تحالف «إدارة الدولة»، طلب عدم الإفصاح عن هويته، خلال اتصال هاتفي، إن «القوى السياسية الشيعية المعنية بملف الهاشمي لا تتوقع أي رد فعل غاضب من الرأي العام».

وأشار السياسي، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «القوى المتنفذة نجحت، خلال الفترة الماضية، في تحييد جميع مصادر القلق في الشارع العراقي».

وقال النائب المستقل سجاد سالم، لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذه رابع قضية تجري فيها تبرئة القتلة في جرائم راح ضحيتها متظاهرون وناشطون وباحثون». وأشار إلى أن «القوى المتنفذة نجحت الآن في تصفير كامل لجميع هذه القضايا».

وتحدّث سالم عن «تقديم مشروع قانون لمحاكمة القتلة لإنصاف الضحايا وتحقيق العدالة»، وقال إنه «خاطب الحكومة العراقية؛ لمعرفة رأيها بهذا الشأن».

لكن السياسي العراقي استبعد «حدوث اختراق» في هذا الملف؛ لأنه رأى أن «الإطار التنسيقي حفر نفوذه عميقاً في المؤسسات، ولم يترك مجالاً لسيناريو مختلف مستقبلاً، حتى لو عاد مقتدى الصدر». وقال إن «زعيم التيار الصدري حينما يعود سيضطر إلى العمل بأدوات سياسية مختلفة لن تشمل اجتثاث خصومه أو محاربتهم؛ لأنهم أغلقوا جميع الثغرات، ولم تكن قضية الهاشمي أكثرها خطورة عليهم».


مقالات ذات صلة

أب يقتل 12 من أفراد عائلته بالبصرة... وتشكيك في الدوافع

المشرق العربي عناصر من الشرطة العراقية (صفحة وزارة الداخلية العراقية عبر «فيسبوك»)

أب يقتل 12 من أفراد عائلته بالبصرة... وتشكيك في الدوافع

في جريمة مروعة، أقدم أب عراقي على قتل 12 شخصاً من أقربائه، بما فيهم أبناؤه، قبل أن يقدم على الانتحار في حي الموظفين بمنطقة شط العرب.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رافعة تنتشل رأس تمثال أبو جعفر المنصور من موقع انفجار استهدفه عام 2005 (أ.ف.ب)

رأس «المنصور» يقسم العراقيين

أثير جدل في العراق حول مطالبات بإزالة تمثال رأسي للخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، وسط بغداد، في حين أكد مسؤول أن النصب «لديه منزلة رفيعة لدى العراقيين».

حمزة مصطفى (بغداد)
شؤون إقليمية مقاتلون من الفصائل العراقية يتجهون من سوريا نحو العراق (رويترز)

فصائل عراقية تعلن استهداف قاعدة «نيفاتيم» الإسرائيلية

أعلنت فصائل عراقية مسلحة، اليوم (الخميس)، أنها استهدفت قاعدة «نيفاتيم» الإسرائيلية في بئر السبع بالطيران المسيَّر.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي 
السوداني خلال استقباله أوزرا زيا وكيلة وزير الخارجية الأميركي في بغداد أمس (إعلام حكومي)

«حزب الله» العراقي قلق من إنشاء «طريق التنمية»

انتقد «حزب الله» العراقي بشدة مشروع طريق استراتيجي تعمل الحكومة على إنشائه لنقل البضائع من الخليج إلى تركيا.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي عناصر من البيشمركة يتموضعون تحت صورة لمسعود بارزاني في ضواحي كركوك (أرشيفية - إ.ب.أ)

أربيل تكسب جولة الانتخابات بتأجيلها

كسبت أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، جولة حاسمة من «صراعها» مع المحكمة الاتحادية، ومع خصوم الحزب «الديمقراطي»، بعد تأجيل الانتخابات المحلية.

فاضل النشمي (بغداد)

قصف في غزة ووفدا «حماس» وإسرائيل يغادران محادثات القاهرة

دخان يتصاعد من غارات إسرائيلية على رفح في جنوب قطاع غزة في 9 مايو 2024، وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» (أ.ف..ب)
دخان يتصاعد من غارات إسرائيلية على رفح في جنوب قطاع غزة في 9 مايو 2024، وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» (أ.ف..ب)
TT

قصف في غزة ووفدا «حماس» وإسرائيل يغادران محادثات القاهرة

دخان يتصاعد من غارات إسرائيلية على رفح في جنوب قطاع غزة في 9 مايو 2024، وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» (أ.ف..ب)
دخان يتصاعد من غارات إسرائيلية على رفح في جنوب قطاع غزة في 9 مايو 2024، وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» (أ.ف..ب)

تكثّف إسرائيل ضرباتها في قطاع غزة، اليوم (الجمعة)، بعدما غادر طرفا النزاع طاولة المفاوضات دون اتفاق لتأمين هدنة ومنع هجوم إسرائيلي على رفح.

في الساعات الأولى من يوم الجمعة أفادت فرق وكالة الصحافة الفرنسية بحصول قصف مدفعي إسرائيلي باتجاه رفح على الحدود المصرية، بينما تحدث شهود عن غارات جوية على منطقة جباليا في شمال القطاع، إضافة إلى غارات مماثلة ومعارك في مدينة غزة (شمال).

في غضون ذلك بعثت «حماس» برسالة إلى الفصائل الفلسطينية الأخرى لشرح وجهة نظرها حول حالة المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، التي كانت جارية منذ الأربعاء في القاهرة.

وقالت «حماس»: «الوفد التفاوضي غادر القاهرة متجهاً للدوحة»، مضيفةً: «عملياً الاحتلال رفض المقترح المقدم من الوسطاء، ووضع عليه اعتراضات في عدة قضايا مركزية. موقفنا هو التمسك بالموقف الوطني الذي وافق على مقترح الوسطاء الأخير. بناءً عليه فالكرة الآن لدى الاحتلال بشكل كامل».

ودعت مصر «حماس» وإسرائيل إلى إبداء «مرونة» للتوصل إلى اتفاق بشأن هدنة في القطاع وتبادل الرهائن الإسرائيليين بمعتقلين فلسطينيين.

وأفادت الخارجية المصرية بأن الوزير سامح شكري بحث مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في «المرحلة الدقيقة التي تمر بها المفاوضات الجارية في القاهرة للتوصل إلى هدنة»، واتفقا على «أهمية حث الأطراف على إبداء المرونة وبذل الجهود اللازمة للتوصل إلى اتفاق هدنة يضع حداً للمأساة الإنسانية ويسمح بنفاذ المساعدات الإنسانية بصورة كاملة ومستدامة تلبي الاحتياجات العاجلة لسكان القطاع».

وجدّد شكري لنظيره تأكيد «مخاطر العمليات العسكرية الإسرائيلية في منطقة رفح الفلسطينية، وما ستسفر عنه من تداعيات إنسانية كارثية على أكثر من 1.4 مليون فلسطيني، وعواقب أمنية ستطول استقرار وأمن المنطقة»، مع تشديد الطرفين «على الرفض القاطع للتهجير القسري للفلسطينيين خارج أرضهم»، وفق البيان.

وانتهت أمس (الخميس) جلسة محادثات غير مباشرة في القاهرة بمغادرة ممثلي إسرائيل و«حماس»، حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية» القريبة من الاستخبارات المصرية.

ونقلت القناة عن مصدر مصري رفيع المستوى أن «الجهود المصرية وجهود الوسطاء مستمرة في تقريب وجهات النظر بين الطرفين» توصّلاً إلى هدنة في غزة.

وقال البيت الأبيض من جهته إن مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز الذي شارك بشكل كبير في المحادثات وكان حاضراً في القاهرة والقدس هذا الأسبوع، سيعود إلى الولايات المتحدة الجمعة.

وكانت «حماس» وافقت الاثنين على مقترح هدنة عرضه الوسطاء، إلا أن إسرائيل أكدت أن هذا الطرح «بعيد جداً» عن مطالبها، وكررت معارضتها وقفاً نهائياً لإطلاق النار طالما «لم تهزم»، «حماس» التي تتولى السلطة في غزة منذ 2007، وتعدها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي «منظمةً إرهابيةً».

وبعد ساعات من إعلان «حماس» موافقتها، بدأت القوات الإسرائيلية عملية برية في رفح بأقصى جنوب القطاع.

«سنقف وحدنا»

ويهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ أسابيع بشن هجوم على مدينة رفح التي يعدها آخر معاقل حركة «حماس»، ويتكدس فيها بسبب الحرب 1.4 مليون فلسطيني، غالبيتهم نازحون.

في وقت سابق من الأسبوع الحالي، وفي تحدٍ للتحذيرات الدولية، دفع الجيش الإسرائيلي بدبابات في المدينة حيث سيطر على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي مع مصر الذي تمر عبره قوافل مساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصر.

وحذرت الولايات المتحدة للمرة الأولى بوقف بعض إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل إذا شنت هجوماً واسعاً على رفح.

ويعدُّ هذا أشد تحذير توجهه واشنطن لإسرائيل في ما يتعلق بمسار حربها.

اندلعت الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) بعدما نفذت «حماس» هجوماً غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصاً، حسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وخطف أكثر من 250 شخصاً ما زال 128 منهم محتجزين في غزة توفي 37 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليين.

رداً على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ«القضاء» على «حماس» وتنفذ مذاك حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة تسببت بسقوط 34904 قتلى، غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».

وفي رد منه على الموقف الأميركي، قال نتنياهو مساء الخميس: «إذا اضطررنا للوقوف وحدنا سنقف وحدنا». وأضاف: «قلت إنه لو لزم الأمر سنقاتل بأظافرنا».

من جهته أكد المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري أن الجيش «يملك أسلحة كافية لإنجاز مهمته في رفح».

وكانت الخارجية الأميركية أكدت في وقت سابق أن بلينكن كرّر لشكري معارضة واشنطن أي تهجير قسري للفلسطينيين.

وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الخميس أنها أغلقت مؤقتاً مجمع مكاتبها في القدس الشرقية المحتلة بعدما حاول «متطرفون إسرائيليون» إحراقه مرتين.

وأشارت الوكالة إلى أن حوالي 80 ألف شخص فروا من رفح منذ 6 مايو (أيار) الماضي عندما أمرت إسرائيل الفلسطينيين الذين يعيشون في شرق المدينة بإخلائها.

وشق البعض طريقهم إلى خان يونس، المدينة المدمرة على بعد كيلومترات قليلة إلى الشمال، بينما كان آخرون لا يزالون يتساءلون إلى أين يذهبون.

وقال النازح عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «الدبابات والمدفعية ودوي القصف لا ينقطع. الناس خائفون ويريدون البحث عن مكان آمن».


مكالمة «مشحونة» مع نتنياهو وراء وقف بايدن إرسال أسلحة لإسرائيل

الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)
TT

مكالمة «مشحونة» مع نتنياهو وراء وقف بايدن إرسال أسلحة لإسرائيل

الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)

قال مسؤول أميركي إن الرئيس جو بايدن أمضى شهوراً يحث فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على حماية المدنيين في غزة، لكن القرار الأميركي بوقف بعض المساعدات العسكرية لإسرائيل يرتبط مباشرةً بمكالمة هاتفية مشحونة أجرياها قبل شهر.

فقد وجه بايدن إنذاراً لنتنياهو في مكالمة في الرابع من أبريل (نيسان)، بعد وقت قصير من مقتل سبعة من موظفي الإغاثة التابعين لمنظمة «ورلد سنترال كيتشن» في قصف جوي إسرائيلي، مفاده أنه إما أن يحمي المدنيين وموظفي الإغاثة، أو ستتغير السياسة الأميركية.

وتعرض بايدن لضغوط من الحلفاء الدوليين ومن كثيرين من أعضاء الحزب الديمقراطي في الداخل كي يجعل تقديم مليارات الدولارات من المساعدات لإسرائيل مشروطاً في ظل عدد القتلى الهائل الناجم عن الهجوم المستمر على غزة. وقال المسؤول إنه من بين مكالمات صعبة كثيرة بين الزعيمين، شكلت مكالمة الرابع من أبريل نقطة تحول. فقبل ذلك، لم يهدد بايدن بوقف المساعدات على الرغم من المحادثات التي تزداد توتراً.

والأسبوع الماضي، تحرك البيت الأبيض بناءً على الإنذار. وأوقفت الولايات المتحدة إرسال شحنة تضم آلاف القنابل الثقيلة في ظل القلق من الهجوم الإسرائيلي البطيء في رفح، حيث تعارض واشنطن تنفيذ اجتياح إسرائيلي كبير دون ضمانات بحماية المدنيين.

وقال بايدن، يوم الأربعاء، في أول تصريح علني عن وقف إرسال الأسلحة: «قُتل مدنيون في غزة نتيجة هذه القنابل وغيرها من الوسائل التي يستهدفون بها المراكز السكانية». وأشار وزير الدفاع لويد أوستن للصحافيين في اليوم نفسه إلى أن أسلحة أخرى قد تُحجب.

والولايات المتحدة هي أكثر حليف موثوق لإسرائيل التي تمثل أكبر متلقٍ للمساعدات الأميركية منذ إعلان قيام الدولة اليهودية بعد الحرب العالمية الثانية.

ووقف بايدن شحن الأسلحة لا يضاهي مطلقاً الحظر الذي فرضه الرئيس رونالد ريغان عام 1982 على بيع القنابل العنقودية لإسرائيل، لكنه يمثل نقطة تحول في العلاقات المتوترة بين إسرائيل وحليفتها الأكثر موثوقيةً وأكبر مقدم مساعدات لها.

وقال بروس ريدل الذي عمل 30 عاماً في وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) والخبير في شؤون الشرق الأوسط في «معهد بروكنجز» حالياً: «هذا ليس وقفاً لجميع مبيعات الأسلحة الهجومية إلى إسرائيل، لكنه تعزيز للضغط بأن الولايات المتحدة لا تريد حقاً عملية رفح».

وقصفت إسرائيل، أمس الخميس، شرق رفح، بعد أن انهارت فيما يبدو محاولة التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن الرهائن، وحذرت الولايات المتحدة من أن الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية على خطأ.

وقال مسؤول أميركي ثانٍ إن الإدارة كانت تنوي إبقاء وقف الأسلحة طي الكتمان لكنها تحدثت عنه بعد أن سرب الإسرائيليون الخبر.

ويقول بعض المؤيدين إن إفشاء هذه الخطوة قد يصب في مصلحة بايدن.

وقال جيرمي بن عامي، رئيس منظمة «جيه ستريت» اليهودية الليبرالية: «شهور وشهور مرت من النقاش حول ما الرسائل التي تنقلها هذه الحكومة إلى الحكومة الإسرائيلية، وإلى أي مدى يأخذون الأمر على محمل الجد".

وأضاف بن عامي: «حقيقة أن هذا أصبح معلناً هي جزء من الرسالة... إنها رسالة إلى العالم مفادها... لا ضمان مطلق للمساعدات الأميركية».

وجاءت الانتقادات لاذعة من المعارضة الجمهورية التي تدعم بكاملها تقريباً نتنياهو، إذ اتهمت الرئيس الأميركي بتقويض أمن إسرائيل. وقال المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترمب، أمس الخميس، على وسائل التواصل الاجتماعي: «إذا صوت أي يهودي لصالح جو بايدن، فيجب أن يخجل من نفسه».

تحدي بايدن

يعدُّ بايدن قدرته على التفاوض مع الزعماء الأجانب، حتى الذين يختلف معهم كثيراً مثل نتنياهو، من العلامات المميزة لرئاسته. وقالت إدارته إنها تبقي نتنياهو اليميني المتطرف على مقربة منها لأنها بهذه الطريقة تتمتع بنفوذ أكبر على الزعيم الإسرائيلي.

ووضع تحدي نتنياهو المعلن لنصيحة بايدن فيما يتعلق برفح صورة الرئيس الأميركي كخبير في السياسة الخارجية موضع اختبار، كما فاقم الضغوط عليه في الداخل.

وبعد أن حثه بايدن يوم الاثنين على عدم مهاجمة رفح، رفض نتنياهو اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي قبلته حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، وبدأ في قصف رفح. وقال مسؤول أميركي ثالث لـ«رويترز» حينها إن الإسرائيليين لا يتفاوضون بنية حسنة فيما يبدو على اتفاق وقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن الرهائن.

جنود إسرائيليون يشاركون بالتوغل البري في غزة (أ.ب)

وجاء قرار نتنياهو بالمضي قدماً بعد أيام فحسب من توقيع 57 من أصل 212 ديمقراطياً في مجلس النواب الأميركي على رسالة تدعو إدارة بايدن إلى اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لثني الزعيم الإسرائيلي عن شن هجوم شامل على المدينة الواقعة على الحدود المصرية.

وأمضى كبار المسؤولين الأميركيين، بدءاً من بايدن ومن يليه في تسلسل القيادة، أسابيع في التأكيد علناً، وفي المحادثات الخاصة، على أنه يجب على إسرائيل وضع خطة بشأن رفح تقلص إلى أدنى حد الضرر الذي قد يلحق بمئات الآلاف الذين لجأوا إليها بعد فرارهم من القصف الإسرائيلي في شمال القطاع.

وقال البيت الأبيض إنه في مكالمة هاتفية بين بايدن ونتنياهو في 11 فبراير (شباط)، أكد بايدن «من جديد وجهة نظره بأنه يجب عدم الشروع في عملية عسكرية في رفح ما لم تكن هناك خطة موثوق بها وممكنة التنفيذ لضمان سلامة أكثر من مليون شخص لجأوا هناك ودعمهم».

ومع ازدياد المخاوف من خطط إسرائيل في رفح، أثار مسؤولون من إدارة بايدن أيضاً تساؤلات حول مشروعية المراحل السابقة من الحملة الإسرائيلية على غزة.

وأبلغ عدد من المسؤولين الأميركيين البارزين، وزير الخارجية أنتوني بلينكن، بأنهم لا يرون «مصداقية ولا موثوقية» في تأكيدات إسرائيل بأنها تستخدم الأسلحة التي تزودها بها الولايات المتحدة بما يتفق مع القانون الدولي الإنساني.

وذكر مسؤولون أميركيون، الأسبوع الماضي، أن الإسرائيليين أعطوهم فكرة عامة عن خططهم في رفح، لكنهم لم يقدموا تصوراً كاملاً حول كيفية حماية المدنيين في غزة، وهو مطلب رئيسي للولايات المتحدة.

وقال وزير الدفاع أوستن للصحافيين الأسبوع الماضي: «حالياً، الظروف ليست مواتية لأي نوع من العمليات. كنا واضحين بهذا الشأن... من الضروري مراعاة السكان المدنيين الموجودين في هذه المنطقة قبل حدوث أي شيء آخر».

وأصبحت مطالبات أوستن بدخول المساعدات الإنسانية إلى رفح جانباً ثابتاً في مكالماته الأسبوعية الخاصة مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، بما في ذلك مكالمة جرت مساء يوم الأحد.

لكن مكتب غالانت أصدر بياناً في اليوم التالي عبر فيه عن ضرورة تنفيذ عمل عسكري «بما في ذلك في منطقة رفح».


«حماس»: «كرة الهدنة» في ملعب إسرائيل بالكامل

رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (رويترز)
رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (رويترز)
TT

«حماس»: «كرة الهدنة» في ملعب إسرائيل بالكامل

رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (رويترز)
رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (رويترز)

أعلنت حركة حماس، فجر اليوم (الجمعة)، بعد مغادرة وفدها من مصر حيث تجري المحادثات، أن «الكرة بالكامل في ملعب إسرائيل» للتوصل إلى اتفاق هدنة في قطاع غزة.

وقالت حماس في بيان وجهته الى الفصائل الفلسطينية، إن «الوفد التفاوضي غادر القاهرة متجها للدوحة»، مضيفة «عملياً الاحتلال رفض المقترح المقدم من الوسطاء ووضع عليه اعتراضات في عدة قضايا مركزية. موقفنا هو التمسك بالموقف الوطني الذي وافق على مقترح الوسطاء الأخير. بناءً عليه فالكرة الآن لدى الاحتلال بشكل كامل».


«حزب الله» يعلن قصف موقع للجيش الإسرائيلي في المالكية

جندي إسرائيلي يراقب نيران اندلعت بسيارة في كريات شمونة إثر صواريخ انطلقت من جنوب لبنان (رويترز)
جندي إسرائيلي يراقب نيران اندلعت بسيارة في كريات شمونة إثر صواريخ انطلقت من جنوب لبنان (رويترز)
TT

«حزب الله» يعلن قصف موقع للجيش الإسرائيلي في المالكية

جندي إسرائيلي يراقب نيران اندلعت بسيارة في كريات شمونة إثر صواريخ انطلقت من جنوب لبنان (رويترز)
جندي إسرائيلي يراقب نيران اندلعت بسيارة في كريات شمونة إثر صواريخ انطلقت من جنوب لبنان (رويترز)

قال «حزب الله» اللبناني، إنه قصف موقعاً للجيش الإسرائيلي في المالكية جنوب لبنان في ساعة مبكرة اليوم الجمعة، مشيراً إلى أنه حقق «إصابات مؤكدة».

وأوضح «حزب الله» في بيان، أن القصف يأتي «دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادً لمقاومته الباسلة ‌‏‌‌‌‏والشريفة».

وأضاف: «بعد رصد ‏وترقب لقوات العدو الإسرائيلي وعند وصول آلياته إلى موقع المالكية استهدفها مجاهدو المقاومة ‏الإسلامية.. بقذائف المدفعية وحققوا ‏إصابات مؤكدة».

من جهتها قالت فصائل عراقية مسلحة، اليوم، إنها قصفت ما وصفته بأنه «هدف حيوي» في إيلات الإسرائيلية بواسطة طائرات مسيّرة.

وأشارت الفصائل التي تطلق على نفسها اسم «المقاومة الإسلامية في العراق» إلى أن القصف يأتي نُصرة لأهلنا في غزّة".


«حزب الله» يصعد لما بعد حرب غزة

السيارة التي استهدفت بغارة إسرائيلية في بلدة بافليه الجنوبية وأدت إلى مقتل 4 عناصر من «حزب الله» (متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي)
السيارة التي استهدفت بغارة إسرائيلية في بلدة بافليه الجنوبية وأدت إلى مقتل 4 عناصر من «حزب الله» (متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي)
TT

«حزب الله» يصعد لما بعد حرب غزة

السيارة التي استهدفت بغارة إسرائيلية في بلدة بافليه الجنوبية وأدت إلى مقتل 4 عناصر من «حزب الله» (متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي)
السيارة التي استهدفت بغارة إسرائيلية في بلدة بافليه الجنوبية وأدت إلى مقتل 4 عناصر من «حزب الله» (متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي)

انتقل «حزب الله» إلى استراتيجية «الضغوط القصوى» على إسرائيل، مُصعّداً عملياته العسكرية ضدها في تمهيد لمرحلة ما بعد حرب غزة.

ومنذ إعلان تل أبيب السيطرة على معبر رفح، وبدء عملياتها شرق المدينة بالتزامن مع ترنح مفاوضات الهدنة، كثّف «حزب الله» بشكل غير مسبوق عملياته باتجاه شمال إسرائيل، بهدف إيقاع قتلى وجرحى في صفوف الجنود الإسرائيليين.

ويقول مصدر مُطّلع إن «(حزب الله) انتقل فعلياً من سياسة (ضبط النفس) إلى استراتيجية (الضغوط القصوى)، بهدف تثبيت معادلات الردع في آخر مرحلة من مراحل الحرب على غزة»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الأداء العسكري الحالي مدروس جداً كي لا يؤدي لحرب موسعة، لطالما أرادتها إسرائيل».

من جهته، يشير العميد الركن المتقاعد، بسام ياسين، إلى أن «حزب الله» وإيران وحلفاءهما «كانوا واضحين منذ البداية، بحيث أكدوا أنه لن يتم السكوت عن معركة رفح. لذلك سيحصل ضغط من كل الجبهات، وبخاصة جبهة الجنوب اللبناني من دون أن تتدخل إيران بشكل مباشر، لأن ذلك سيعني حينها حرباً بين دولتين».

وأوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «كلما زاد الضغط على رفح، سيكون هناك ضغط إضافي مما يسمى جبهات الدعم. وإن كان ذلك لا يؤثر من الناحية العسكرية على رفح، فلكل منطقة وحداتها القتالية، إنما التعويل على أن يؤدي سقوط قتلى وجرحى إسرائيليين لضغط الرأي العام الإسرائيلي على الحكومة الإسرائيلية للتهدئة، والسير مجدداً بالهدنة».


انقسام عراقي حول «رأس المنصور»

ساحة ونصب أبو جعفر المنصور وسط بغداد (غيتي)
ساحة ونصب أبو جعفر المنصور وسط بغداد (غيتي)
TT

انقسام عراقي حول «رأس المنصور»

ساحة ونصب أبو جعفر المنصور وسط بغداد (غيتي)
ساحة ونصب أبو جعفر المنصور وسط بغداد (غيتي)

انقسم العراقيون حول دعوة لإزالة تمثال رأسي للخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، وسط بغداد، فيما رفضت وزارة الثقافة التعرض لـ«رمز تاريخي» في العاصمة.

وطالب معلقون سياسيون، ظهروا في محطات محلية خلال الأيام الماضية، بإزالة التمثال استناداً إلى سرديات خلافية بين المذهبين الشيعي والسني في العراق. وقال محللون مقربون من قوى «الإطار التنسيقي» إن التمثال «يستفز أكثر من نصف الشعب العراقي»، وإنه من «الضروري رفعه من هذا المكان».

وتصاعدت أصوات مدوّنين في مواقع التواصل رفضاً للمقترح، واضطرت الشرطة إلى نشر عناصرها في محيط التمثال. ورفضت السلطات الإساءة للتمثال، وقال وكيل وزارة الثقافة فاضل البدراني لـ«الشرق الأوسط»، إن «الوزارة حريصة على وجود التمثال في موقعه المعروف، ولا تسمح بأي إساءة أو تجاوز».

ووصف كتّاب دعوات الإزالة بأنها «ثرثرة طائفية» تعكس «مسار التفاهة في النظام السياسي». وقال الصحافي أحمد الشيخ ماجد إن «الأنظمة المحترمة تحافظ على هويات مدنها، لكن العراق (...) خسر كثيراً في هذا السياق». وليست هذه هي المرة الأولى التي تظهر علناً دعوات إلى إزالة التمثال، وكانت تنتهي خلال السنوات الماضية بحماية النصب واختفاء الأصوات المطالبة بإزالته أو هدمه.

وأزيح الستار عن التمثال في جانب الكرخ ببغداد عام 1977 في عهد الرئيس العراقي الأسبق أحمد حسن البكر، وهو عمل نحتي للفنان خالد الرحال. وتعرّض النصب إلى تفجير بعبوة ناسفة عام 2005، نُسبت حينها لـ«مسلحين مجهولين»، لتقوم السلطات بنقله وصيانته في مكان آمن، قبل أن تعيده إلى مكانه في حي المنصور بالتزامن مع تحسن نسبي في الوضع الأمني عام 2008.


جامعة كسفاريوس تلغي خطاب السفيرة الأميركية لدى «الأمم المتحدة» بعد احتجاج الطلاب

المندوبة الأميركية الدائمة لدى «الأمم المتحدة» ليندا توماس غرينفيلد (أ.ب)
المندوبة الأميركية الدائمة لدى «الأمم المتحدة» ليندا توماس غرينفيلد (أ.ب)
TT

جامعة كسفاريوس تلغي خطاب السفيرة الأميركية لدى «الأمم المتحدة» بعد احتجاج الطلاب

المندوبة الأميركية الدائمة لدى «الأمم المتحدة» ليندا توماس غرينفيلد (أ.ب)
المندوبة الأميركية الدائمة لدى «الأمم المتحدة» ليندا توماس غرينفيلد (أ.ب)

ألغت جامعة كسفاريوس في ولاية لويزيانا الأميركية خطاباً لسفيرة الولايات المتحدة لدى «الأمم المتحدة»، ليندا توماس غرينفيلد، كان من المقرر أن تلقيه، السبت، بعد أن أثارت أنباء ظهورها غضباً بين بعض الطلاب، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس» الأميركية للأنباء.

وأعلن رئيس الجامعة رينولد فيريت القرار، في رسالة بالبريد الإلكتروني، يوم الأربعاء، أرسلها إلى أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب، حيث قال: «الجميع يهدف لإقامة حفل تخرج يكرم الخريجين وإنجازاتهم بشكل مناسب، وتريد الغالبية العظمى من الطلاب أن يكونوا قادرين على الاستمتاع بحفل التخرج، من دون أي اضطرابات. لذلك، لن نمضي قدماً مع المتحدثة الرئيسية كما كان مخططاً».

وكان الطلاب غاضبين من دعوة غرينفيلد للتحدث بسبب مواقفها السابقة للولايات المتحدة بشأن الحرب في غزة.

وقبل تقديم مشروع قرار في مارس (آذار) إلى مجلس الأمن التابع لـ«الأمم المتحدة»، يدعو إلى «وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة»، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد 3 مشروعات قرارات أخرى لوقف إطلاق النار، اقترحتها دول أخرى.

وفي تفسيرها لاستخدام الفيتو، قالت غرينفيلد إن الولايات المتحدة لا تستطيع دعم قرارات وقف إطلاق النار التي «لا تذكر حق إسرائيل في الدفاع عن النفس».

وفي تفسير آخر، قالت إن الولايات المتحدة لا يمكنها دعم وقف إطلاق النار حتى تقوم حركة «حماس» بإطلاق سراح الرهائن الذين احتجزتهم خلال هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول).

ووصف فيريت الإلغاء بأنه «نتيجة مؤسفة»، وقال إن القرار اتخذ بالشراكة مع السفيرة.

ولم تعلق غرينفيلد على القرار، وقد واجهت ردّ فعل عنيفاً مماثلاً في جامعة فيرمونت، حيث كان من المقرر أن تلقي خطاب التخرج في 19 مايو (أيار)، ودعا الطلاب المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين الجامعة إلى إلغاء خطابها، مستشهدين بقرارات وقف إطلاق النار التي تم اعتراضها، وأعلنت الجامعة يوم الجمعة أنها لن تلقى الخطاب.

وأشاد تشيس باترسون، رئيس رابطة الطلاب الحكوميين في كسفاريوس، الذي كتب رسالة إلى المسؤولين الإداريين يدعوهم فيها إلى إعادة النظر في اختيارهم لبدء الدراسة، بقرار فيريت بالاستماع إلى معارضتهم.


«الأونروا» تغلق مقرها في القدس الشرقية بعد إشعال النيران في محيطه مرتين

فيليب لازاريني المفوض العام لـ«وكالة غوث وتشغيل اللاجئين - أونروا» (رويترز)
فيليب لازاريني المفوض العام لـ«وكالة غوث وتشغيل اللاجئين - أونروا» (رويترز)
TT

«الأونروا» تغلق مقرها في القدس الشرقية بعد إشعال النيران في محيطه مرتين

فيليب لازاريني المفوض العام لـ«وكالة غوث وتشغيل اللاجئين - أونروا» (رويترز)
فيليب لازاريني المفوض العام لـ«وكالة غوث وتشغيل اللاجئين - أونروا» (رويترز)

قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، الخميس، إن الوكالة قررت إغلاق مقرها في القدس الشرقية بعد إضرام إسرائيليين النار في محيطه مرتين اليوم.

وأضاف مفوض «الأونروا»، في بيان، عبر حسابه على منصة «إكس»، إنه «لا إصابات بين موظفينا جراء إضرام النار في محيط مقرنا بالقدس الشرقية، لكنّ أضراراً جسيمة لحقت بالمناطق الخارجية للمبنى».

وأكد أن مدير المكتب أخمد الحريق بمساعدة الموظفين، مشيراً إلى أن الشرطة الإسرائيلية وفرق الإطفاء أخذت وقتاً حتى وصلت.

وتابع أن حشداً أمام المقر، بعضهم كان يحمل أسلحة، أخذ يهتف: «احرقوا (الأمم المتحدة)».

وقال: «إضرام النار في محيط مقرّنا بالقدس الشرقية تطور شائن، عرّض حياة موظفي (الأمم المتحدة) لخطر جسيم».

وحمّل مفوض «الأونروا» إسرائيل مسؤولية ضمان حماية موظفي «الأمم المتحدة» ومرافقها، مضيفاً: «تجب محاسبة المسؤولين عن الهجمات».


السيسي وغوتيريش يحذران من العواقب الإنسانية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح

السيسي وغوتيريش خلال لقائهما بالقاهرة (أرشيفية - الرئاسة المصرية)
السيسي وغوتيريش خلال لقائهما بالقاهرة (أرشيفية - الرئاسة المصرية)
TT

السيسي وغوتيريش يحذران من العواقب الإنسانية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح

السيسي وغوتيريش خلال لقائهما بالقاهرة (أرشيفية - الرئاسة المصرية)
السيسي وغوتيريش خلال لقائهما بالقاهرة (أرشيفية - الرئاسة المصرية)

صرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في مصر، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تلقى اتصالاً هاتفياً من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عرضا فيه مستجدات الأوضاع في قطاع غزة على جميع الأصعدة.

وجاء في بيان الرئاسة المصرية عبر صفحتها على «فيسبوك»، أن الاتصال تناول الجهود المصرية المكثفة للتوصل إلى وقف إطلاق للنار واتفاق للهدنة في القطاع، وما تتطلبه الظروف الراهنة من تضافر جميع الجهود الدولية لإنجاح مساعي الوساطة الحالية، سعياً لتحقيق انفراجة لهذا الوضع المتأزم وتجنباً لتوسيع دائرة الصراع، فضلاً عن ضمان الإنفاذ الفوري والكامل للمساعدات الإغاثية لمناطق القطاع كافة بشكل مستدام وبلا عوائق، لا سيما مع انهيار المنظومة الإنسانية وتعرُّض أهالي القطاع لمخاطر المجاعة والأوبئة، الأمر الذي يتطلب ضرورة استمرار الدعم الكامل لعمل وكالة «الأونروا» التي تقوم بدور محوري في دعم الشعب الفلسطيني.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الاتصال تضمن كذلك التحذير من العواقب الإنسانية الهائلة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، التي تمثل عائقاً خطيراً أمام انتظام عمليات خروج الجرحى والمرضى لتلقي العلاج، ودخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.

كما شهد الاتصال التشديد على ضرورة العمل على ضمان حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره عبر إنفاذ الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وذلك للحيلولة دون تفاقم الصراع، وإرساءً للاستقرار والتعايش بين شعوب المنطقة.


إسرائيل تطلب تدخل بايدن لإجهاض الاعتراف بالدولة الفلسطينية

أعضاء مجلس الأمن خلال تصويت سابق على منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة (الأمم المتحدة)
أعضاء مجلس الأمن خلال تصويت سابق على منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة (الأمم المتحدة)
TT

إسرائيل تطلب تدخل بايدن لإجهاض الاعتراف بالدولة الفلسطينية

أعضاء مجلس الأمن خلال تصويت سابق على منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة (الأمم المتحدة)
أعضاء مجلس الأمن خلال تصويت سابق على منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة (الأمم المتحدة)

ضمن حملة دولية لمكافحة مشروع الاعتراف العالمي بالدولة الفلسطينية، خلال التصويت على مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة، توجهت الحكومة الإسرائيلية إلى الرئيس الأميركي جو بايدن بطلب ممارسة الضغوط على دول الغرب وغيرها لإجهاضه.

وقالت مصادر سياسية في تل أبيب إنه «رغم الخلافات السياسية بين البلدين حول العملية الإسرائيلية لاجتياح رفح وما يسمعه وزراء في الحكومة ضد الولايات المتحدة، تجد إسرائيل الحق في أن تطالب بايدن بالوقوف إلى جانبها واستخدام نفوذه لمنع هذا التطور»، الذي تعتبره «ضربة لجهود السلام وللمصالح الاستراتيجية المشتركة للدولتين».

وبحسب صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية، يسود تخوف في إسرائيل من إعلان محتمل للاتحاد الأوروبي حول الاعتراف بدولة فلسطينية رداً على اجتياح رفح، بعد إعلان ست دول في الاتحاد عزمها الاعتراف بدولة فلسطين. والدول الست هي إسبانيا، آيرلندا، بلجيكا، مالطا، لوكسمبورغ، وسلوفينيا.

ست دول

وأفادت الصحيفة بوصول معلومات إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية حول مبادرة الدول الست لاعتراف الاتحاد الأوروبي بدولة فلسطين، وأن التقديرات في الخارجية الإسرائيلية تشير إلى أن خطوة كهذه ستخرج إلى حيز التنفيذ خلال أسابيع معدودة، خاصة في حال اجتياح إسرائيلي لرفح. وأضافت الصحيفة أن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أوعز بتشكيل طاقم عمليات خاص ضد اعتراف دول بدولة فلسطين، وأنه صدرت تعليمات لسفراء إسرائيل بالعمل مقابل وزارات خارجية وجهات مؤثرة في الدول الأوروبية الست المذكورة.

وتعتزم إسرائيل التوجه إلى دول وصفتها بأنها ودية تجاه إسرائيل، وهي: ألمانيا، النمسا، إيطاليا، هنغاريا والتشيك، من أجل أن تسعى إلى منع اتخاذ قرار بالاعتراف بدولة فلسطينية في مؤسسات الاتحاد الأوروبي، علماً بأن قراراً كهذا في الاتحاد الأوروبي يستوجب إجماعاً كاملاً من جانب الدول الأعضاء في الاتحاد.

جنود إسرائيليون داخل قطاع غزة (رويترز)

لجم اعتراف

لكن الصحيفة، التي تنشر في صفحاتها العديد من المقالات التي تهاجم الإدارة الأميركية وتشكك في مصداقيتها، ترى أن بإمكان الولايات المتحدة لجم اعتراف دول أوروبية بدولة فلسطين «إذا أرادت ذلك». ونقلت الصحيفة عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله إن الإدارة الأميركية تستطيع، بموجب القانون الأميركي، أن تتخذ إجراءات عقابية لمن لا يسير على نهجها في هذا الأمر. كما تستطيع الولايات المتحدة التوقف فوراً عن تحويل كافة الميزانيات إلى الأمم المتحدة في حال مصادقتها على اعتراف بدولة فلسطين، والتي يصل مجموعها إلى مبلغ 20 مليار دولار، كميزانيات مباشرة وغير مباشرة، وتشكل خُمس ميزانية الأمم المتحدة الإجمالية.

وتحدث وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، مع وزراء خارجية دول أوروبية، في الأيام الأخيرة، وأبلغهم بالمعارضة الإسرائيلية الشديدة للاعتراف بدولة فلسطين، واصفاً إياه بأنه «اعتراف أحادي الجانب يمس بفرص تحقيق السلام في المستقبل». لكن مسؤولي الخارجية يرون أن الجهد الأكبر يجب أن يتركز على الولايات المتحدة كونها صاحبة أكبر نفوذ.

وتعتزم إسرائيل القيام بحملة إعلامية موجهة إلى الرأي العام الأوروبي والغربي، عنوانها المركزي هو أن «اعترافاً أحادي الجانب بدولة فلسطينية يعد جائزة لحركة (حماس) على الفظائع التي ارتكبتها في 7 أكتوبر (تشرين الأول)»، وهي تجند في هذه المعركة أصدقاء إسرائيل في وسائل الإعلام وفي الشبكات الاجتماعية، فضلاً عن الجهود الدبلوماسية الواسعة مع دول الغرب.