قال مصدر فلسطيني مطلع إن «السداسية العربية»ستناقش مع وزير الخارجية الأميركي في مصر، الخميس، تصوراً عربياً لخطة سلام إقليمي شامل، تبدأ بإنهاء الحرب على قطاع غزة ثم إطلاق مسار يقود إلى إقامة الدولة الفلسطينية، مقابل تطبيع عربي واسع مع إسرائيل.
وأضاف المصدر لـ«الشرق الأوسط»: إن «الخطة تستند إلى مبادرة السلام العربية».
وأكد المصدر أن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، الذي زار الدوحة والبحرين والمملكة العربية السعودية في الأيام القليلة الماضية، وقبلها الإمارات العربية، ناقش الخطة مع المسؤولين هناك، والتي تعالج أيضاً ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي.
وتابع المصدر أن تشكيل حكومة فلسطينية جديدة جزء من التصور القائم على ضرورة ترتيب الوضع الفلسطيني الداخلي قبل إنهاء الحرب من أجل تسلم السلطة مسؤولياتها في قطاع غزة والضفة الغربية على طريق إقامة الدولة الفلسطينية.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس كلّف محمد مصطفى، الخميس الماضي، تشكيل الحكومة الفلسطينية التاسعة عشرة، محدداً 11 أولوية لها، من بينها قيادة وتنسيق جهود الإغاثة في قطاع غزة، والانتقال من مرحلة الإغاثة الإنسانية إلى الانتعاش الاقتصادي، ومن ثم تنظيم ملف إعادة الإعمار، وإعادة بناء ما دمّرته الحرب الإسرائيلية على المحافظات الجنوبية والشمالية، على أن تكون هذه الجهود ضمن رؤية واضحة تضع معالم دولة فلسطين المستقلة مؤسساتياً، وبنى تحتية وخدمات.
وتضمنت الأولويات كذلك وضع الخطط وآليات التنفيذ لعملية إعادة توحيد المؤسسات ما بين محافظات الوطن، كوحدة جغرافية وسياسية، ووطنية، ومؤسساتية، واحدة.
وتم تكليف مصطفى، وهو رجل أعمال معروف وخبير اقتصادي، بعد استقاله رئيس الوزراء السابق محمد أشتية، استجابة لطلبات أميركية ودولية وعربية بإجراء إصلاحات في السلطة الفلسطينية.
وتشكيل حكومة جديدة اتُخذ في سياق تفاهمات مع دول عربية وغربية منخرطة في الترتيبات لليوم التالي في غزة، وأهمها «السداسية العربية»، بحسب ما تقول مصادر فلسطينية.
وكانت الحكومة وخطواتها التالية جزءاً من نقاشات الشيخ في الإمارات والبحرين وقطر والسعودية، إضافة إلى المسارات الأخرى المرتبطة بذلك، مثل الضغط على الولايات المتحدة لوقف الحرب، وتمكين السلطة الفلسطينية في غزة والضفة، وإطلاق عملية تقود إلى الدولة الفلسطينية، وما هي أنجع الطرق لتحقيق ذلك.
ويشارك الشيخ، الخميس، في اجتماع السداسية العربية الذي سيجري في القاهرة مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والذي يحضره إلى جانب الشيخ، وزراء خارجية المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات ومصر والمملكة الأردنية.
وقالت المصادر إن الخطة ما زالت في حاجة إلى نضوج، وهي في طور المباحثات مع الأميركيين.
وأضافت: «تتخذ الخطة الشاملة التي يجري إعدادها أهمية كبرى هذه المرة بسبب طبيعة الدول التي تصوغها. دول كبيرة ومؤثرة على الأميركيين وفي المنطقة. وتربط علاقتها الطبيعية مع إسرائيل بإنهاء الحرب وإقامة الدولة الفلسطينية. ناهيك عن رغبة أميركية في تحقيق ذلك».
وأكدت المصادر أن «النقاشات مستمرة، لكن الدور الأميركي هو الحاسم. فالولايات المتحدة فقط هي التي تستطيع وقف الحرب وإجبار إسرائيل على القبول بدولة فلسطينية».
ووصل بلينكن إلى المنطقة الأربعاء في جولة هي السادسة منذ اندلاع الحرب.
وقال ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن بلينكن سيناقش في جدة وفي القاهرة، الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق فوري لوقف لإطلاق النار يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، وتكثيف الجهود الدولية لزيادة المساعدات الإنسانية لغزة والتنسيق بشأن التخطيط لمرحلة ما بعد النزاع في غزة، بما في ذلك ضمان عدم قدرة «حماس» على الحكم أو تكرار هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول).
وسيناقش بلينكن أيضاً «مساراً سياسياً للشعب الفلسطيني مع ضمانات أمنية مع إسرائيل، وهيكلاً لسلام وأمن دائمَين في المنطقة»، وفق بيان الخارجية.
وأكد بلينكن أنه يهدف إلى «مناقشة الأساس السليم لسلام إقليمي دائم».
وأضاف: «أبلغنا إسرائيل أيضاً بضرورة أن يكون لديها خطة لغزة عندما ينتهي الصراع، والذي نأمل أن يحدث في أقرب وقت ممكن، بما يتوافق مع احتياجات إسرائيل للدفاع عن نفسها والتأكد من عدم تكرار أحداث السابع من أكتوبر مرة أخرى أبداً».
وترفض إسرائيل نهائياً فكرة إقامة دولة فلسطينية، وتقول إنها ستشكل خطراً على وجودها.
لكن المقترحات التي يجري مناقشتها ستتطرق في مرحلة لاحقة للضمانات الأمنية التي يجب إعطاؤها لإسرائيل، بما في ذلك شكل الدولة الفلسطينية وحدودها، وطبيعة تسليحها، وانخراط إسرائيل في علاقات طبيعية مع محيطها الإقليمي.
واجتماع السداسية في مصر هو الثاني بعد اللقاء الذي جمع وزراء الخارجية في المملكة العربية السعودية قبل نحو شهر، وانتهى ببيان يطالب بوقف وإنهاء الحرب والتوصل إلى وقف فوري وتام لإطلاق النار، واتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطينية على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.