«البروش» يأخذ موقفاً رجولياً ويستقوي بروح الجماعة

كيف خطف النجوم البريق في حفل الأوسكار لعام 2024؟

الممثل ماثيو ماكونوهي برفقة زوجته... ويبدو بروش من سيندي تشاو على ياقة السترة (إ.ب.أ)
الممثل ماثيو ماكونوهي برفقة زوجته... ويبدو بروش من سيندي تشاو على ياقة السترة (إ.ب.أ)
TT

«البروش» يأخذ موقفاً رجولياً ويستقوي بروح الجماعة

الممثل ماثيو ماكونوهي برفقة زوجته... ويبدو بروش من سيندي تشاو على ياقة السترة (إ.ب.أ)
الممثل ماثيو ماكونوهي برفقة زوجته... ويبدو بروش من سيندي تشاو على ياقة السترة (إ.ب.أ)

في حفلي توزيع جوائز «الأوسكار» هذا العام، و«فانيتي فير»، الأخيرين، رفع النجوم راية التمرد على الأدوار الثانوية. أجمعوا على المطالبة بأدوار بطولة مشتركة مع النجمات على السجاد الأحمر. دور المرافق المساند لم يعد يُرضيهم. سلاحهم هذه المرة لم يكن بدلات مفصلة، أو سترات توكسيدو في غاية الأناقة؛ بل قطعة مجوهرات تفاوتت حجماً ولوناً، لكنها كلها رُصِعت بالماس والأحجار الكريمة. هذه القطعة؛ أو «البروش» مكنهم من الحصول على نسبة لا يستهان بها من البريق هذا العام، مع أن الحقيقة التي لا بأس من الاعتراف بها أن الأمر لم يكن صعباً.

اختار دونالد جلوفر بروش من «بوشرون»... (أ.ب)

فأزياء النجمات هذا العام لم تكن مثيرة أو ملهمة بأي شكل من الأشكال، باستثناء إطلالات قليلة جداً. عدد قليل منها كان عادياً بكلاسيكيته وقصاته التقليدية في أحسن الأحوال، والأغلبية أقل من عادية، لا سيما من ناحية التنفيذ واللمسات النهائية؛ الأمر الذي أثار حفيظة بعض المتابعين على السوشيال ميديا، الذين لم يروا فرقاً بينها وبين ما تطرحه محلات «زارا». ما زاد من سوء الأمر أنها بتوقيع بيوت أزياء عالمية مثل «لوي فويتون» وبأسعار تقدر بآلاف الدولارات، مما جعل المقارنة قاسية وفي الوقت ذاته يصعب تفنيدها.

لحسن الحظ أن ما افتقدناه من إثارة في العرض النسائي، إذا أخذنا في الحسبان أن حفلي «الأوسكار» و«فانيتي فير» يعدّان، ومنذ سنوات، من أهم عروض الأزياء العالمية التي يتابعها ملايين المشاهدين حول العالم، عوضه لنا النجوم الرجال... لأول مرة تقريباً، تابعنا اهتماماً أكبر بتفاصيل أناقتهم يتعدى البدلات الرسمية وربطات «البابيون» ومنديل الجيب. كانت هناك ألوان وخامات جديدة، إضافة إلى تصاميم مبتكرة أضاف إليها كل منهم لمساته الخاصة. حتى طريقتهم في الوقوف أمام عدسات الكاميرات هذه المرة كان فيها بعض المنافسة. لكن أكثر ما لفت الانتباه في هذه الصورة، إلى جانب أنها أنيقة ومنمقة، كمّ المجوهرات التي استعرضوها لنا؛ من الساعات الفاخرة، ودبابيس الربطات التقليدية، وطبعاً البروشات. هذه الأخيرة تحديداً كانت فنية ويحمل بعضها رسائل ورموزاً شخصية. وطبعاً كلها بأسعار باهظة تُبرِرها أحجارها الكريمة.

الممثل كيليان ميرفي ببروش صمم له خصيصاً من دار «سوفرين»... (أ.ف.ب)

وقد أخذت في كثير من الإطلالات محل منديل الجيب، فأضفت على مظهرهم فخامة. كيليان مورفي؛ الفائز بـ«جائزة أحسن ممثل» عن دوره في فيلم «أوبنهايمر»، مثلاً، ارتدى بروشاً ذهبياً من علامة «سوفرين (Sauvreign)» على شكل دائري محاطاً بما يشبه أشعة الشمس. قيل إن العلامة صممته خصيصاً له واختارت رمزاً فيزيائياً وفلكياً تماشياً مع دوره في الفيلم.

الممثل ماثيو ماكونوهي برفقة زوجته... ويبدو بروش من سيندي تشاو على ياقة السترة (إ.ب.أ)

الممثل ماثيو ماكونوهي ظهر بساعة من «جاكوب آند كو» وبروش على شكل شريط من المصممة سيندي تشاو، رُصِع بالماس الأصفر النادر، و886 حجر ياقوت، إلى جانب زمرد من 3 قراريط. من جهته؛ اختار الممثل سيميو ليو بروشاً من شركة «دي بيرز» لم يضعه على كتفه كما هو معتاد، بل شبك به السترة عند الخصر؛ الأمر الذي زاد من تميزه.

تيو وو وبروش من «كارتييه» على شكل سلحفاة (أ.ف.ب)

أما الممثل تيو وو، فظهر ببروش على شكل سلحفاة من دار «كارتييه»، يقال إنه اختاره خصيصاً لتكريم سلحفاته الأليفة «مومو» التي ماتت العام الماضي. جون كراسينسكي ظهر ببدلة باللون الأبيض السكري وبروش من الذهب الأصفر المرصع بالألماس من تصميم جان شلمبرجيه لدار «تيفاني آند كو». علماً بأن زوجته إيميلي بلانت هي الأخرى ظهرت بمجموعة مجوهرات من الدار نفسها في هذه المناسبة؛ فهي سفيرة الدار.

الممثل جون كراسينكي مع زوجته إميلي بلانت ببروش من «تيفاني أند كو» (أ.ب)

هذا الإجماع على استعمال بروشات هذه السنة، يخلف الانطباع كما لو أن بينهم اتفاقاً للخروج بها إلى الأضواء في المناسبات الكبيرة. فهم هنا يدخلون في منافسة مباشرة مع النجمات اللاتي كنّ إلى حد الآن البطلات اللاتي تُركّز عليهن الكاميرات والأنظار عندما يتعلق الأمر بالموضة والأناقة. وأيضاً تُركز عليهن دور المجوهرات.

وبما أن هذه الأخيرة لا تتوقف عن قراءة أحوال السوق وتواكبه بتفانٍ، فإنها انتبهت إلى أن المؤشرات تُبشر بأن سوق المجوهرات العالمية ستسجل نمواً متزايداً بمعدل سنوي مركب قدره 4.6 في المائة من عام 2023 إلى عام 2030. وطبعاً ستكون للرجل يد في هذا الانتعاش.

جاستين تمبرلايك وبروش على شكل وردة مرصعة باللؤلؤ وإلى جانبه زوجنه الممثلة جيسيكا بيل (إ.ب.أ)

وفقاً لشركة «يورومونيتور إنترناشيونال»، فإن الاهتمام بالمجوهرات الرجالية فيما بين عامي 2022 و2023 تجاوز النمو السنوي المتوقع. كما أفاد صناع المجوهرات بازدياد الطلب على الإكسسوارات المُكملة للبدلات الرسمية لإضفاء العصرية والفخامة عليها. هذا الاهتمام المتنامي أثبتته أيضاً دار «سوذبيز» للمزادات بتنظيمها أول معرض بيع مخصص للمجوهرات الرجالية في نيويورك. ما صرحت به الشركة حينها أن الدافع لتنظيم هذا المزاد هو توق الرجل ورغبته في الارتقاء ببدلته الرسمية وضخها بتألق كان محروماً منه لسنوات بسبب التقاليد والمحاذير. الآن أصبحت الموضة ميداناً مفتوحاً أمامه، والاقتراحات كثيرة... كل ما عليه هو أن يختار منها ما يشاء، ويلعب عليها بأسلوب يعكس ذوقه وشخصيته وميوله.

الممثل نوتي غاتوا ببشروش من البلاتين مرصعة بحجر تانزنيت من «تيفاني آند كو»... (رويترز)

فرغم أن صناع الموضة اجتهدوا لإرضائه بإخضاع البدلة الرسمية لعمليات تجديد وتنحيف، فإنها ظلت بالنسبة إليهم تفتقد لمسة بريق لم يستطع منديل الجيب أن يعوضها. فهو مثل باقي الإكسسوارات التي ورثها عن الآباء والأجداد، ولم تغب تماماً في المناسبات المهمة، إلا إنها تبقى في ذهن رجل شاب من مخلفات الماضي وتقاليده التي يريد أن يتحرر منها، أو على الأقل يجددها. احتفظ مثلاً بأزرار الأكمام مكملاً أساسياً لبدلة بقميص رسمي، وظلت ساعة اليد مطلبه الأول، خصوصاً إذا كانت فخمة بتعقيدات ووظائف كثيرة. لكنها في مناسبات السجاد الأحمر، لا تُقارن ببروش يعلقه كوسام على كتفه؛ لأنها لا تبرز بالشكل الكافي من تحت الأكمام.

اختار باري كيوغان بروش «Rose» من البلاتين والذهب والمينا الأحمر مرصّعاً بالماس من «بوشرون»

* تجدر الإشارة إلى أن البروش بدأ يتسلل إلى مناسبات السجاد الأحمر منذ عام 2019... ظهر به عدد من نجوم «هوليوود» في مهرجانات سينمائية، مثل مهرجان «كان»، وغيرها. لكن الأمر ظل محاولات فردية ومتفرقة... هذه المرة استقوت بروح الجماعة؛ إذ كان هناك ما يشبه الإجماع عليها؛ الأمر الذي منحها زخماً وبريقاً لا يمكن تجاهل تأثيره.


مقالات ذات صلة

هل حان الوقت ليصالح صناع الموضة ميلانيا ترمب؟

لمسات الموضة في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)

هل حان الوقت ليصالح صناع الموضة ميلانيا ترمب؟

قامت ميلانيا بالخطوة الأولى بدبلوماسية ناعمة بإعلانها أنها امرأة مستقلة ولها آراء خاصة قد تتعارض مع سياسات زوجها مثل رأيها في حق المرأة في الإجهاض وغير ذلك

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

في أحدث مجموعاته لموسم خريف وشتاء 2025، يعيد المصمم فؤاد سركيس رسم هوية جديدة لمعنى الجرأة في الموضة. جرأة اعتمد فيها على تفاصيل الجسم وتضاريسه. تتبعها من دون…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الأميرة المغربية لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فاريس والفائزين بجوائز 2024 (خاص)

7 فائزين بجوائز «فاشن تراست آرابيا» ومراكش ثامنهم

على الرغم من عدم فوز أي مغربي أو مغربية بأي جائزة هذا العام، فإن مراكش كانت على رأس الفائزين.

جميلة حلفيشي (مراكش)
لمسات الموضة ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)

كيف ألهمت أنابيب نقل الغاز «بولغري»؟

احتفلت «بولغري» مؤخراً بطرح نسخ جديدة من مجموعة «توبوغاس» عادت فيها إلى البدايات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق من ألف ليلة (المعرض)

معرض عن ليزا بِين أول عارضة أزياء في العالم

قد لا يبدو اسمها مألوفاً للأجيال الجديدة، لكن ليزا فونساغريفس (1911 ـ 1992) كانت واحدة من أيقونات الموضة في النصف الأول من القرن الماضي.

«الشرق الأوسط» (باريس)

هل حان الوقت ليصالح صناع الموضة ميلانيا ترمب؟

في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)
في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)
TT

هل حان الوقت ليصالح صناع الموضة ميلانيا ترمب؟

في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)
في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)

صناع الموضة وعلى غير عادتهم صامتون بعد فوز دونالد ترمب الساحق. السبب أنهم خائفون من إدلاء آراء صادمة قد تُكلفهم الكثير بالنظر إلى أن الناخب الأميركي هذه المرة كان من كل المستويات والطبقات والأعراق والأعمار. وهنا يُطرح السؤال عما ستكون عليه علاقتهم بميلانيا ترمب، بعد أن عبَّر العديد منهم رفضهم التعامل معها بأي شكل من الأشكال بعد فوز ترمب في عام 2016.

بدت ميلانيا هذه المرة أكثر ثقة وقوة (دي بي آي)

المؤشرات الحالية تقول بأنه من مصلحتهم إعادة النظرة في علاقتهم الرافضة لها. فميلانيا عام 2024 ليست ميلانيا عام 2016. هي الآن أكثر ثقة ورغبة في القيام بدورها كسيدة البيت الأبيض. وهذا يعني أنها تنوي الحصول على كل حقوقها، بما في ذلك غلافها الخاص أسوة بمن سبقنها من سيدات البيت الأبيض.

تجاهُلها في الدورة السابقة كان لافتاً، وفيه بعض التحامل عليها. فصناع الموضة بقيادة عرابة الموضة، أنا وينتور، ورئيسة مجلات «فوغ» على مستوى العالم، كانوا موالين للحزب الديمقراطي ودعموه بكل قواهم وإمكانياتهم. جمعت وينتور التبرعات لحملات كل من باراك أوباما وهيلاري كلينتون ثم كامالا هاريس، ولم تُخف رفضها لما يمثله دونالد ترمب من سياسات شعبوية. شاركها الرأي معظم المصممين الأميركيين، الذين لم يتأخروا عن التعبير عن آرائهم عبر تغريدات أو منشورات أو رسائل مفتوحة على مواقع التواصل الاجتماعي. كانت ميلانيا هي الضحية التي دفعت الثمن، وذلك بعدم حصولها على حقها في تصدر غلاف مجلة «فوغ» كما جرت العادة مع من سبقنها. ميشيل أوباما مثلاً ظهرت في ثلاثة إصدارات.

أسلوبها لا يتغير... تختار دائماً ما يثير الانتباه وأناقة من الرأس إلى أخمص القدمين

لم ترد ميلانيا حينها، ربما لأنها لم تكن متحمسة كثيراً للعب دورها كسيدة البيت الأبيض وكانت لها أولويات أخرى. تركت هذا الدور لابنة ترمب، إيفانكا، مُبررة الأمر بأنها تريد التفرغ وقضاء معظم أوقاتها مع ابنها الوحيد، بارون، الذي كان صغيراً ويدرس في نيويورك. لكن الصورة التي تداولتها التلفزيونات والصحف بعد إعلان فوز ترمب الأخير، كانت مختلفة تماماً عن مثيلتها في عام 2016. ظهرت فيها ميلانيا أكثر ثقة واستعداداً للقيام بدورها. والأهم من هذا فرض قوتها.

طبعاً إذا تُرك الأمر لأنا وينتور، فإن حصولها على غلاف خاص بها مستبعد، إلا أن الأمر قد يتعدى قوة تأثير أقوى امرأة في عالم الموضة حالياً. فهي هنا تواجه عدداً لا يستهان به من القراء الذين انتخبوا ترمب بدليل النتائج التي أثبتت أنه يتمتع بقاعدة واسعة من كل الطبقات والمستويات.

في كل زياراتها السابقة مع زوجها كانت تظهر في قمة الأناقة رغم رفض الموضة لها

ميلانيا أيضاً لعبت دورها جيداً، وقامت بالخطوة الأولى بدبلوماسية ناعمة. عكست صورة جديدة تظهر فيها كشخصية مستقلة عن زوجها وسياساته، لا سيما بعد تصريحاتها خلال الحملة الانتخابية بأنها تدعم حق المرأة في الإجهاض، مؤكدة أن هذا قرار يخصها وحدها، ولا يجب أن يخضع لأي تدخل خارجي، وهو ما يتناقض مع موقف زوجها بشأن هذه القضية التي تُعد رئيسية في الانتخابات الأميركية. كتبت أيضاً أنها ملتزمة «باستخدام المنصة ودورها كسيدة أولى من أجل الخير».

أسلوبها لا يروق لكل المصممين لكلاسيكيته واستعراضه للثراء لكنه يعكس شخصيتها (أ.ف.ب)

كانت رسائلها واضحة. أعلنت فيها للعالم أنها ذات كيان مستقل، وأن لها آراء سياسية خاصة قد لا تتوافق بالضرورة مع آراء زوجها، وهو ما سبق وعبرت عنه في مكالمة شخصية مع صديقة تم تسريبها سابقاً بأنها ترفض سياسة زوجها في فصل أطفال المهاجرين عن عائلاتهم، وأنها أصيبت بالصدمة عندما علمت بها. وبالفعل تم التراجع عن هذا القرار في يونيو (حزيران) 2018 بعد عاصفة من الجدل.

وحتى إذا لم تُقنع هذه التصريحات أنا وينتور وصناع الموضة، فهي تمنح المصممين نوعاً من الشرعية للتراجع عن تعهداتهم السابقة بعدم التعامل معها. بالنسبة للموالين لدونالد ترمب والحزب الجمهوري، فإن الظلم الذي لحق بميلانيا ترمب بعدم احتفال صناع الموضة بها، لا يغتفر. فهي لا تفتقد لمواصفات سيدة البيت الأبيض، كونها عارضة أزياء سابقة وتتمتع بالجمال وأيضاً بذوق رفيع. ربما لا يعجب ذوقها الكل لميله إلى العلامات الكبيرة والغالية، إلا أنه يعكس شخصية كلاسيكية ومتحفظة.

وحتى إذا لم تنجح أنا وينتور في إقناع المصممين وبيوت الأزياء العالمية، وتبقى على إصرارها عدم منحها غلافها المستحق في مجلة «فوغ»، فإن صوت الناخب المرتفع يصعب تجاهله، لا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية. وهذا ما يعود بنا إلى طرح السؤال ما إذا كان من مصلحة صناع الموضة الأميركيين محاباة ميلانيا وجذبها لصفهم. فقوتها هذه المرة واضحة وبالتالي سيكون لها هي الأخرى صوت مسموع في تغيير بعض السياسات، أو على الأقل التخفيف من صرامتها.

إيجابيات وسلبيات

لكن ليس كل صناع الموضة متخوفين أو قلقين من دورة ثانية لترمب. هناك من يغمره التفاؤل بعد سنوات من الركود الاقتصادي الذي أثر بشكل مباشر على قطاع الموضة. فعندما يقوى الاقتصاد الأميركي فإن نتائجه ستشمل كل القطاعات. ربما تتعلق المخاوف أكثر بالتأشيرات وزيادة الضرائب على الواردات من الصين تحديداً. فهذه أكبر مورد للملابس والأنسجة، وكان صناع الموضة في الولايات المتحدة يعتمدون عليها بشكل كبير، وهذا ما جعل البعض يستبق الأمور ويبدأ في تغيير سلاسل الإنتاج، مثل شركة «بوما» التي أعلنت أنها مستعدة لتغيير مورديها لتفادي أي عوائق مستقبلية. الحل الثاني سيكون رفع الأسعار وهو ما يمكن أن يؤثر على القدرة الشرائية للمستهلكين بنحو 50 مليار دولار أو أكثر في العام. فتهديدات ترمب برفع التعريفات الجمركية على الواردات الصينية بنسبة 60 في المائة لا بد أن تؤثر على المستهلك العادي، رغم نيات وقناعات ترمب بأن تحجيم دور الصين سيمنح الفرص للصناعة الأميركية المحلية. المشكلة أنه ليس كل المصممين الذين يتعاملون مع الموردين والمصانع في الصين منذ سنوات لهم الإمكانيات للبدء من الصفر.