سعوديات على خريطة الفنون في السعودية

شعلات من النشاط والطاقة تدعم «رؤية المملكة» وتفتح المجالات للجيل الشاب

جانب من معرض «الإبداع ينوّرنا والمستقبل يجمعنا» في احتفال نور الرياض (رياض آرت)
جانب من معرض «الإبداع ينوّرنا والمستقبل يجمعنا» في احتفال نور الرياض (رياض آرت)
TT

سعوديات على خريطة الفنون في السعودية

جانب من معرض «الإبداع ينوّرنا والمستقبل يجمعنا» في احتفال نور الرياض (رياض آرت)
جانب من معرض «الإبداع ينوّرنا والمستقبل يجمعنا» في احتفال نور الرياض (رياض آرت)

أصبح للفنون مواسم وروزنامة في السعودية، يترقب محبو الفنون الفعاليات ويعرفون ماذا ينتظرون. ففي بداية العام تتقاطع الفعاليات الكبرى من «بينالي الدرعية» ليأتي بعده «معرض الفن المفتوح» (ديزرت إكس) وقبلهما «نور الرياض»، وعلى الجوانب تنتعش الحركة الفنية فتنتشر المعارض المستقلة والرسمية وتتحول المدن ساحات للفنون والمعارض وورش العمل. ممتع حقاً التواجد في وسط ذلك الجو، يحس الفنانون بذلك الدعم وتلك الريح الطيبة من الجمال والإبداع ويتنافسون على عرض أعمالهم وخلق تلك الحالة الفريدة التي تموج بها البلاد ما بين موسم وآخر وما بينهما.

ولا يغيب عن المتابع ملاحظة الدور الرئيسي الذي تلعبه المرأة في كل هذا النشاط، فهي تدير وتخطط وتسرد وتنظم الفعاليات المختلفة وتعرض الفن وتدعمه أيضاً. وفي كل المؤسسات الفنية الضخمة في المملكة تبرز السيدات في أدوار قيادية ومؤثرة، وهنا تحية لبعض الأسماء التي تهيمن على المشهد الفني في السعودية.

نورا الدبل مدير الفنون والتخطيط الإبداعي في الهيئة الملكية للعلا

نورا الدبل

بسرعة كبيرة احتلت مدينة العلا السعودية مكانة متألقة بوصفها مدينة تاريخية تحتضن موقع «الحجر» الذي ضمته هيئة «اليونيسكو» إلى قائمة التراث العالمي، كما تحولت المدينة مقصداً للسياح بفضل مواسمها الفنية المختلفة، وهنا يبرز دور نورا الدبل مديرة البرامج الفنية والثقافية في الهيئة الملكية لمحافظة العُلا.

ماذا نعرف عن نورا الدبل؟ تشير سيرتها إلى خبرة تزيد على 10 سنوات في مجالات الفن والتصميم والابتكار، وأن الدبل «تركز في عملها على تطوير المبادرات الإبداعية والأصول الثقافية، وإقامة شراكات تدعم الإستراتيجية الثقافية». من ضمن المشروعات التي تشرف عليها الدبل معرض «ديزرت إكس العلا»، وهو معرض فني معني بدمج الفن مع المناظر الطبيعية للعلا بالتعاون مع «ديزرت إكس» (Desert X) إضافة إلى مشروعات عملاقة قادمة مثل مشروع «وادي الفن» والمتاحف التي ستجعل العلا محطة مهمة للسياح ومحبي الفنون مثل متحف الفن المعاصر و«متحف طريق البخور».

استهلت الدبل حياتها المهنية بالعمل في مجال المزادات ثم انتقلت إلى «إثراء» - المركز الثقافي العالمي في الظهران - حيث شغلت منصب مديرة المتحف وأدارت تطوير المعارض المختلفة.

حصلت نورا الدبل على درجة الماجستير في إدارة الفنون من جامعة بوستن، وهي حاصلة على درجة البكالوريوس في التواصل البصري من الجامعة الأميركية بالشارقة

آية البكري (مؤسسة بينالي الدرعية)

آية البكري

«بينالي الدرعية للفن المعاصر» و«بينالي الفنون الإسلامية» من أهم الأحداث الفنية على خريطة الفعاليات الثقافية والفنية في السعودية، تبرز من خلالهما أعمال أهم الفنانين في السعودية تلتقي معها أعمال لفنانين من جميع أنحاء العالم. يمكن القول بأن البينالي وُلد كبيراً وما زال يتطور وينمو. من المهم إلقاء الضوء على آية البكري، الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة بينالي الدرعية»، والتي تتمتع بخبرة تزيد على عشر سنوات في قطاع الفنون في أوروبا والمملكة العربية السعودية والتي عُيّنت رئيساً تنفيذياً لـ«مؤسسة بينالي الدرعية» التي تم إنشاؤها برئاسة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان في عام 2019.

فريدة الحسيني (مؤسسة بينالي الدرعية)

فريدة الحسيني

ومن خلال «بينالي الدرعية للفنون الإسلامية» برز اسم فريدة الحسيني والتي تشغل منصب مديرة «بينالي الفنون الإسلامية» بعد انضمامها إلى «مؤسسة بينالي الدرعية» في مارس (آذار) 2021.

تتمتع الحسيني بخبرة تتجاوز 14 عاماً في العمل في مجال إدارة المتاحف والمعارض في المملكة العربية السعودية.

نوف المنيف (رياض آرت)

نوف المنيف

بوصفه أحد أبهج المناسبات الفنية في السعودية يتفرد احتفال «نور الرياض» بتحويل سماء وبنايات العاصمة إلى لوحات ضوئية مبهرة، مستضيفاً عدداً من الفنانين السعوديين الصاعدين، إضافة إلى الفنانين المخضرمين، مازجاً عروضهم مع عروض لعدد من الفنانين العالميين. تتلاقى نتائج «نور الرياض» مع أهداف برنامج «الرياض آرت» المتمثلة في تعزيز القيم المجتمعية والتفاعل الحضاري والتبادل المعرفي والتعاون الإبداعي، وتترأس المهندسة نوف المنيف «نور الرياض» وتفخر في أحاديثها بأن الاحتفال قد ساهم في إثراء المشهد الثقافي والفني في المملكة، من خلال استقبال أكثر من 2.8 مليون زائر وزائرة طيلة فترة الاحتفال، للاستمتاع بإبداع أكثر من 200 عمل تمثل 40 دولة حول العالم توزعت عبر 40 موقعاً، منها 5 أساسية، كان هناك أيضاً نحو 100 فعالية ونشاط.

سارة الرويتع (رياض آرت)

سارة الرويتع

ومن برامج «رياض آرت» يتفرد «ملتقى طويق للنحت» بتقديمه منحوتات إبداعية تبدأ مشوارها في طويق لتستقر بعد ذلك في ميادين العاصمة السعودية ضمن خطة مرحلية لتحويل المدينة متحفاً مفتوحاً. ويعد «طويق للنحت» حدثاً سنوياً مهماً في مشهد الفن العالمي، حيث يلتقي في الرياض أبرز فناني النحت من المملكة العربية السعودية ومختلف دول العالم لتقديم أعمال فنية إبداعية في عرضٍ حي مباشر، لتُعرض أعمالهم بعد ذلك في معرض فني مصاحب في عاصمة الفن الرياض.

وتشرف سارة الرويتع، مدير «ملتقى طويق»، على سير العمل في الملتقى، وتصفه بأنه منصة للتبادل الثقافي والفني الذي ينعكس أثره على مهن وممارسات كل من الفنانين المحليين والدوليين العاملين في مجال النحت؛ وذلك لزيادة الوعي الفني في المجتمع، حيث تعدّ مشاركة الآراء والتقنيات والخبرات والأفكار المستقبلية أمراً أساسياً لرعاية اقتصاد إبداعي مزدهر داخل عاصمة تدعو الجميع للاستكشاف والمشاركة.

دينا أمين (هيئة الفنون البصرية)

دينا أمين

تترأس دينا أمين هيئة الفنون البصرية في وزارة الثقافة، وتقع تحت مسئوليتها عدد من المشروعات الفنية المهمة في السعودية، ومنها الإشراف على الجناح السعودي في «بينالي البندقية» وجائزة المملكة الفوتوغرافية، وتتولى الهيئة تنظيم قطاع الفنون البصرية وتطويره على ضوء رؤية وتوجهات وزارة الثقافة وعبر مهام متعددة، منها وضع استراتيجية خاصة بتطوير القطاع ومتابعة تنفيذها، ودعم وتمكين المواهب الناشطة فيه، وتشجيع الأفراد والمؤسسات والشركات على إنتاج وتطوير المحتوى المرتبط بالفنون البصرية، إلى جانب دعم حماية حقوق الملكية الفكرية.

ريم السلطان (معهد مسك)

ريم السلطان

«معهد مسك للفنون»، وهو يعدّ من أهم اللاعبين في المجال الفني في السعودية يقدم من خلال نشاطاته المختلفة التعليم والدعم والإقامات الفنية وقلما تخلو غرف وصالات المعهد من الفنانين الصاعدين من المشاركين في برنامج الإقامة الفنية الخاص بالمعهد أو من المشاركين في الدورات المختصة المختلفة التي يقدمها المركز. يقيم «مركز مسك» أسبوعاً كل عام يعرض فيه أعمال المشاركين في إقامة «مساحة»، فاسحاً الفرصة للأصوات الشابة في المجال، ومنهم كثيرون اتخذوا طريقهم بعد ذلك ليصبحوا من نجوم المشهد الفني في السعودية.

تترأس ريم السلطان المعهد بصفتها المديرة التنفيذية للمعهد وتركز مجهوداتها في دعم وتنفيذ الاستراتيجيات والمبادرات الوطنية في جميع أنحاء المملكة.

السلطان خبير في تحسين استراتيجيات التشغيل وإدارة التغيير والتطوير التنظيمي. وتقدم عبر منصبها التوجيه الاستراتيجي والقيادة المستمرة للمشاريع والبرامج واسعة النطاق ذات التأثير.


مقالات ذات صلة

سيدات النصر... ذهب «الآسيوية» يبدأ بخطوة

رياضة سعودية المدرب عبدالعزيز العلوني يوجه لاعبات النصر خلال التدريبات (النصر)

سيدات النصر... ذهب «الآسيوية» يبدأ بخطوة

تتأهب كرة القدم النسائية الآسيوية لبدء مرحلة جديدة، تتمثل في انطلاق الأدوار التمهيدية المؤهلة لمرحلة المجموعات في دوري أبطال آسيا بنسخته الأولى، الذي يعد أحدث

لولوة العنقري (الرياض)
رياضة سعودية نزال السيف مع المصرية ندى فهيم كان بمثابة ميلادها الرسمي في أقفاص القتال (الشرق الأوسط)

هتان السيف... فتاة «الركلة الحديدية» وأيقونة القتال السعودية

في فترة وجيزة، استطاعت لاعبة فنون القتال السعودية هتان السيف، وضع بصمتها على أقفاص البطولات الدولية، لتخطف إعجاب الملايين من عشاق اللعبة داخل المملكة وخارجها،

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية هتان لحظة دخولها القفص في نزالها مع المصرية إيمان (الشرق الأوسط)

هتان تفي بوعدها وتهدي السعودية فوزاً جديداً في «الفنون القتالية»  

أوفت اللاعبة السعودية هتان السيف بوعدها، وأهدت بلادها فوزاً جديداً، على صعيد مشاركاتها الدولية، وذلك على حساب منافستها المصرية إيمان بركة.

لولوة العنقري (الرياض )
رياضة سعودية مشاعل العايد ستمثل السباحة السعودية في الألعاب الأولمبية (الاتحاد السعودي للسباحة)

مشاعل العايد... أول سباحة سعودية تقتحم مياه «الألعاب الأولمبية»

سيشهد أولمبياد باريس المقبل حدثاً تاريخياً، هو الأول من نوعه على مستوى الرياضة السعودية، وذلك عندما تشارك السباحة مشاعل العايد ممثلة للبعثة الخضراء ضمن 10 لاعبي

بشاير الخالدي (الرياض)
رياضة سعودية نجلاء خلال إدارتها إحدى المواجهات في البطولة الآسيوية بالرياض (الشرق الأوسط)

نجلاء النعيمي: إدارتي نهائي «السنوكر» الآسيوي أشعرني بالفخر

سطّرت الحكمة السعودية «الدولية» نجلاء النعيمي اسمها بأحرف من ذهب في تاريخ لعبة السنوكر، كونها أول سيدة عربية وخليجية تُدير نهائياً قارياً، وذلك من خلال البطولة

لولوة العنقري (الرياض)

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
TT

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)

مع انتشار اختبار «اللهجة الفلاحي» عبر مواقع التواصل في مصر بشكل لافت خلال الساعات الماضية، وتندُّر كثيرين على مفردات الاختبار التي عدَّها البعض «غير مألوفة» وتحمل معاني متعدّدة؛ تطوّر هذا الاختبار إلى «وصم اجتماعي» بتحوّل ناجحين فيه إلى مادة للسخرية، بينما تباهى خاسرون بالنتيجة، وعدّوا أنفسهم من أبناء «الطبقة الراقية».

وكتبت صاحبة حساب باسم بسمة هاني بعد نشر نتيجة اختبارها «اللهجة الفلاحي»، 5/ 20، عبر «فيسبوك»: «يعني أنا طلعت من EGYPT»، مع تعبير «زغرودة» للدلالة إلى الفرح.

ونشر حساب باسم المهندس رامي صورة لرجل يركب حماراً ويجري بسرعة وفرح، معلّقاً أنه هكذا يرى مَن نجحوا في اختبار «اللهجة الفلاحي».

وكتب حساب باسم سعيد عوض البرقوقي عبر «فيسبوك»: «هذا اختبار اللهجة الفلاحي... هيا لنرى الفلاحين الموجودين هنا وأقصد فلاحي المكان وليس الفكر».

ورداً على موجة السخرية والتندُّر من هذا الاختبار، كتب صاحب حساب باسم محمد في «إكس»: «هناك فلاحون يرتدون جلباباً ثمنه ألف جنيه (الدولار يساوي 48.62 جنيه مصري) ويمتلك بيتاً من هذا الطراز – نشر صورة لبيت بتصميم فاخر – ويعرف الصح من الخطأ، ويعلم بالأصول وهو أهل للكرم، تحية لأهالينا في الأرياف».

وأمام التحذير من تعرّض المتفاعلين مع الاختبار إلى حملات اختراق، كتب الإعلامي الدكتور محمد ثروت على صفحته في «فيسبوك»: «اختبار اللهجة الفلاحي مجرّد (ترند) كوميدي وليس هاكرز، ويعبّر عن جهل شديد في أصولنا وعاداتنا المصرية القديمة». فيما كتب حساب باسم إبراهيم عبر «إكس»: «أخاف المشاركة في الاختبار والحصول على 10/ 20. أهلي في البلد سيغضبون مني».

وتضمّ مصر عدداً من اللهجات المحلّية، وهو ما يردُّه بعض الباحثين إلى اللغة المصرية القديمة التي تفاعلت مع اللغة العربية؛ منها اللهجة القاهرية، واللهجة الصعيدية (جنوب مصر)، واللهجة الفلاحي (دلتا مصر)، واللهجة الإسكندراني (شمال مصر)، واللهجة الساحلية واللهجة البدوية. ولمعظم هذه اللهجات اختبارات أيضاً عبر «فيسبوك».

اختبار «اللهجة الفلاحي» يغزو وسائل التواصل (فيسبوك)

في هذا السياق، يرى أستاذ الأدب والتراث الشعبي في جامعة القاهرة الدكتور خالد أبو الليل أنّ «هذا (الترند) دليل أصالة وليس وصمة اجتماعية»، ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «إقبال البعض في وسائل التواصل على هذا الاختبار محاولة للعودة إلى الجذور».

ويُضيف: «صوَّر بعض الأعمال الدرامية أو السينمائية الفلاح في صورة متدنّية، فترسَّخت اجتماعياً بشكل مغاير للحقيقة، حتى إنّ أي شخص يمتهن سلوكاً غير مناسب في المدينة، يجد، حتى اليوم، مَن يقول له (أنت فلاح) بوصفها وصمة تحمل معاني سلبية، على عكس طبيعة الفلاح التي تعني الأصالة والعمل والفَلاح. محاولة تحميل الكلمة معاني سلبية لعلَّها رغبةُ البعض في التقليل من قيمة المجتمعات الزراعية لأغراض طبقية».

ويتابع: «مَن يخوض الاختبار يشاء استعادة المعاني التي تعبّر عن أصالته وجذوره، أما من يتندّرون ويسخرون من الفلاحين فهُم قاصرو التفكير. ومن يخسرون ويرون أنّ خسارتهم تضعهم في مرتبة اجتماعية أعلى، فهذا تبرير للفشل».

ويشير أبو الليل إلى دور إيجابي تؤدّيه أحياناً وسائل التواصل رغم الانتقادات الموجَّهة إليها، موضحاً: «أرى ذلك في هذا الاختبار الذي لا يخلو من طرافة، لكنه يحمل دلالة عميقة تردُّ الحسبان للفلاح رمزاً للأصالة والانتماء».

لقطة من فيلم «المواطن مصري» الذي تدور أحداثه في الريف (يوتيوب)

ويعيش في الريف نحو 57.8 في المائة من سكان مصر بعدد 45 مليوناً و558 ألف نسمة، وفق آخر إحصائية نشرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عام 2022، بينما يبلغ سكان المدن نحو 40 مليوناً و240 ألف نسمة.

من جهتها، ترى أستاذة علم الاجتماع في جامعة بنها، الدكتورة هالة منصور، أنّ «الثقافة الشعبية المصرية لا تعدُّ وصف (الفلاح) أمراً سلبياً، بل تشير إليه على أنه (ابن أصول) وجذوره راسخة»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «يُسأل الوافدون إلى القاهرة أو المدن الكبرى عن أصولهم، فمَن لا ينتمي إلى قرية يُعدُّ غير أصيل».

وتُرجِع الوصم الاجتماعي الخاص بالفلاحين إلى «الهجرة الريفية الحضرية التي اتّسع نطاقها بدرجة كبيرة نظراً إلى ثورة الإعلام ومواقع التواصل التي رسَّخت سلوكيات كانت بعيدة عن أهل الريف».

وتشير إلى أنّ «السينما والدراما والأغنيات ترسّخ لهذا المنظور»، لافتة إلى أنه «من سلبيات ثورة 1952 التقليل من قيمة المهن الزراعية، والاعتماد على الصناعة بوصفها قاطرة الاقتصاد. وقد أصبحت تلك المهن في مرتبة متدنّية ليُشاع أنَّ مَن يعمل في الزراعة هو الفاشل في التعليم، وهذا لغط يتطلّب درجة من الوعي والانتباه لتصحيحه، فتعود القرية إلى دورها المركزي في الإنتاج، ومكانها الطبيعي في قمة الهرم الاجتماعي».

وعمَّن فشلوا في اختبار «اللهجة الفلاحي» وتفاخرهم بذلك بوصفهم ينتمون إلى طبقة اجتماعية راقية، تختم أستاذة علم الاجتماع: «هذه وصمة عار عليهم، وليست وسيلة للتباهي».