المخرج السعودي حيدر داود: جيلي محظوظ بالحراك السينمائي بالمملكة

عدّ مشاركته في «الإسماعيلية التسجيلي» تحدياً كبيراً

داود خلال حضوره مهرجان الإسماعيلية بمصر (الشرق الأوسط)
داود خلال حضوره مهرجان الإسماعيلية بمصر (الشرق الأوسط)
TT

المخرج السعودي حيدر داود: جيلي محظوظ بالحراك السينمائي بالمملكة

داود خلال حضوره مهرجان الإسماعيلية بمصر (الشرق الأوسط)
داود خلال حضوره مهرجان الإسماعيلية بمصر (الشرق الأوسط)

قال المخرج السعودي حيدر داود، إن فيلمه الوثائقي القصير «الشتاء الأخير»، الذي شارك به في مهرجان «الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة»، هو ثالث أفلامه التي صورها بالسويد خلال إقامته بها لدراسة الماجستير، وإنه يُشكّل مع فيلميه السابقين «ثلاثية فيلمية» عن فصول السنة.

وأكد في حواره مع «الشرق الأوسط» أن علاقته بالإخراج تبلورت في السويد، مشيداً بالفرصة التي حصل عليها بمشاركة أفلامه في مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» ضمن برنامج «أفلام سعودية جديدة»، معرباً عن ابتهاجه بالمشهد السينمائي الحالي في السعودية الذي يقدم فرصاً واعدة لصنّاع الأفلام.

ويتناول الفيلم رحلة محسن خلال زيارته صديقه حيدر في السويد حيث يقيم، وعندما غلب الحنين على قلب حيدر للعودة إلى السعودية، شجعه صديقه على البقاء.

وعن ذلك يقول حيدر: «كان محسن يقول لي تلك العبارة الخالدة في فيلم (سينما باراديسو)... (لا تستسلم للحنين)»، مشدّداً على البقاء هناك، «لكنني كنت قد اتخذت قراراً نهائياً بأن يكون هذا آخر شتاءٍ لي في السويد، ورأى محسن أن يشاركني الرحلة الأخيرة».

فيلم «الشتاء الأخير» (الشرق الأوسط)

ويظهر حيدر وصديقه بشخصية كل منهما الحقيقية وحواراتهما المعتادة عن السينما، وأحلامهما بصفة أنهما صانعا أفلامٍ يخطوان خطواتهما الأولى، والمعوقات والهواجس التي تشغلهما وسط ثلوج أوروبا.

وعَدّ داود الفيلم رسالة حب لصنّاع الأفلام السعوديين، وصنّاع السينما بشكل عام؛ لأنه يتحدث عن معاناة الفنان، مؤكداً أنه يعد انتصاراً للسينما التسجيلية المستقلة، وقد صوّره وأنتجه وقام بالمونتاج بنفسه على غرار فيلميه السابقين.

ويروي المخرج الشاب كيف بدأت علاقته بالسينما بعدما درس الهندسة، موضحاً «سافرت إلى السويد عام 2018 لأدرس الماجستير في الإدارة بعد دراستي للهندسة وعلوم البترول بجامعة الملك فهد، خلال تلك الفترة كنت أتابع عن بُعد التطورات الكبيرة في بلدي على المستوى الفني والثقافي، وشعرت بنوع من الحسرة لغيابي عن المملكة في توقيت فارق، لم يكن في بالي أن أصنع أفلاماً».

ويوضح «وثّقت معالم الخريف في السويد بطريقة شاعرية، وأقنعني خالي المخرج والمنتج حسن سعيد بأن أشارك به في مهرجان البحر الأحمر خلال دورته الأولى 2020، وتقدمت بفيلمي الأول (لون الغروب)، وكان فيلماً تجريدياً وتجريبياً، لكنّ المهرجان أُلغي بسبب جائحة (كوفيد - 19) وعُرضت الأفلام السعودية (أونلاين)، وحاز فيلمي قبولاً ممّن شاهده، وهو ما شجعني أن أصور فيلمي الثاني (نافذة الحياة) الذي يعبّر عن الصيف، وشاركت به في الدورة الفعلية الأولى لمهرجان البحر الأحمر عام 2021 ضمن عروض (السينما السعودية الجديدة)».

لقطة من فيلم «الشتاء الأخير» الذي صوره بالسويد (الشرق الأوسط)

وعن مشاركته في مسابقة «الإسماعيلية» يقول: «أبدى المهرجان اهتماماً بالفيلم، وقد أسعدتني المشاركة به. إنه مهرجانٌ مهمٌ ومتخصّص في السينما التسجيلية، كما أن مصر بلد عريق في الثقافة والفن، ويمثل لي ذلك تحدياً كبيراً أن أعرض فيلمي في هذا المهرجان؛ لأرى رد فعل الجمهور والنقاد المصريين».

وعبّر فيلم «الشتاء الأخير» عن أحاسيس كثيرة تجول في خاطر المخرج، وعن هذا يقول: «السينما أداة تعبيرية قوية، والمهرجانات منصات عرض مهمة، وقد وجدت ضالتي في السينما التسجيلية، فهي تمنح المخرج مساحة أكبر من الحرية، وتحرّره من قيود المنتجين».

ويؤكد أن «ذلك لا يعني عدم تطلّعي لصنع فيلمي الروائي الطويل الأول، غير أنني في كل الحالات لن أتخلى عن الفيلم التسجيلي الذي يعتمد على توثيق الحدث، ويتمتع أيضاً بجوانب إبداعية لا تقل عن الروائي».

المخرج حيدر داود عدّ مشاركته في مهرجان الإسماعيلية تحدياً كبيراً (الشرق الأوسط)

ورغم أنه لم يدرس السينما، فإن حيدر داود يؤمن بأن ممارستها عملياً بأفلامه الثلاثة منحته خبرة، وأن حبه للسينما جعله يقرأ كل مجال يتعلق بها، كما كان حصوله على الماجستير في مجال «المؤسسات الثقافية وكيفية اختيار الأفلام» قد أضاف له خبرات أخرى، وعمله متطوعاً في مهرجانات أوروبية على غرار «استوكهولم»، و«أوبسالا» في السويد مثّل له تجربة مفيدة للغاية، لكنه يتطلّع لمزيد من الخبرات عبر الورش الإبداعية في المملكة بعدما قرر الاستقرار بها.

ويصف داود الحراك السينمائي الحالي بأنه «فترة ذهبية في السينما السعودية» تتفجر فيها مواهب، وتبرز أسماء مبدعين، مؤكداً أن «جيله محظوظ بهذا الحراك».


مقالات ذات صلة

قائمة بأسماء متحرّشين كبار تُهدّد افتتاح مهرجان «كان»

يوميات الشرق التحضيرات للحدث السينمائي العالمي

قائمة بأسماء متحرّشين كبار تُهدّد افتتاح مهرجان «كان»

عدا التهديد بقائمة المتحرشين، تواجه الدورة المقبلة من المهرجان تهديداً بالإضراب من جمعية للعاملين الصغار في حقول السينما ممن يتقاضون أجوراً ضئيلة مقابل خدماتهم.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الممثلة سميّة رضا في إطلالة لافتة على السجادة الحمراء (الشرق الأوسط)

المصوّرون على السجادة الحمراء يُحرّكهم الشغف وبالصبر يقتنصون اللحظة

ما الذي يدفع المصوّرين للوقوف ساعات في انتظار مرور نجمات السينما والفنانين على السجادة الحمراء لثوانٍ؟ ولماذا يتنافس الفنانون، وخصوصاً الفنانات، على هذه اللحظة؟

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق الممثلة الأميركية ميريل ستريب (إ.ب.أ)

ميريل ستريب ستحصل على السعفة الذهبية الفخرية في مهرجان «كان»

ستحصل الممثلة ميريل ستريب على السعفة الذهبية الفخرية بحفل افتتاح مهرجان «كان» السينمائي في 14 مايو وفق ما أعلن المنظمون الخميس

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق لقطة للسينمائيين المكرمين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

مهرجان مصري جديد يهتم بأفلام «الومضة»

يهدف مهرجان «بردية لسينما الومضة» في دورته الأولى «1 إلى 7 مايو الجاري» إلى تسليط الضوء على الأفلام القصيرة جداً للمخرجين الشباب بهدف اكتشاف الموهوبين.

انتصار دردير (القاهرة )
سينما «المُرهَقون» (مهرجان أفلام السعودية)

دورة جديدة بأكثر من 70 فيلماً سعودياً وخليجياَ

انطلقت يوم أمس، الخميس، الدورة العاشرة لمهرجان الفيلم السعودي التي ستنتهي بحفل توزيع الجوائز في التاسع من هذا الشهر.

محمد رُضا (لندن)

معرض «رقة الثنائيات» يرصد المتضادات المعقدة عبر الفن المعاصر

جانب من المعرض الذي استقطب عدداً كبيراً من الزوار (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض الذي استقطب عدداً كبيراً من الزوار (الشرق الأوسط)
TT

معرض «رقة الثنائيات» يرصد المتضادات المعقدة عبر الفن المعاصر

جانب من المعرض الذي استقطب عدداً كبيراً من الزوار (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض الذي استقطب عدداً كبيراً من الزوار (الشرق الأوسط)

تحت سقف واحد، اجتمع 7 فنانين لينثروا إبداعاتهم في المتغيرات التي عاشوها، وذلك بعد غياب وترحال كلّ منهم، في معرض «رقة الثنائيات»، محاولين بعفوية اكتشاف الجمال الكامن في رقصة الثنائيات الرقيقة، ومعيدين شيئاً من الذكريات التي جمعت بينهم قبل أن تُبعدهم مشاغل الحياة وهمومها.

من اتجاهات السعودية الأربعة، اتحد الفنانون السبعة، ندى العلي، ومعن العبادي، ونوف الشريف، ورشا صديق، وعبد الله البقمي، وعيدة الزهراني، وأحمد حداد، في «ستوديو شعشعي» بحي جاكس في العاصمة الرياض، ليناقشوا من خلال لوحاتهم التناقضات التي تفرضها البيئة المتغيرة باستمرار، وكيفية إدراك الإنسان لها وسعيه لإيجاد توازن رقيق في لحظات هذا التّحول، في الوقت الذي يتحرّك فيه بوعي في ممرات الحياة المجهولة والمعقدة.

جذب المعرض شرائح مختلفة من المجتمع (الشرق الأوسط)

«رقة الثنائيات»، يستمر حتى نهاية شهر مايو (أيار) الحالي؛ في ظاهره هو معرضٌ واحدٌ يجمع فنانين التقوا بعد غياب، بيد أن مضمونه أبعد من ذلك، فهو إنساني صرف، تتوافق فيه الرؤى وتختلف قراءة ما يُعرض فيه، حيث يسرح الزائر في تأمّل أذواق أعمال الفنانين السبعة وتفاصيلها المختلفة التي تحاكي تجربتهم وتجربة كل إنسان في لوحة ما، ورؤيته لما فيها من تقلبات عصفت أو تعصف به حالياً.

لدى التّجول في أروقة المعرض، ومشاهدة 14 عملاً فنياً، يكتشف الزائر الجمال الكامن في متضادات الكون، ويدرك إيجابيات التّحولات والتغيرات التي تطرأ على الحياة واختلافاتها من موقع إلى آخر. وتشكل لوحات المعرض دعوة للزائرين بمختلف هواجسهم للتأمل في رحلتهم وهم ينحتون مفاهيم عميقة برقّة، من خلال مجموعة من المواد والتقنيات المتنوعة. ولا يفوتك وأنت تسير بين الجَمال أن تعرّج على تجربة مبسّطة لبعض الفنانين تحت مظلة «ستوديو مخطوط» في حي جاكس.

جانب من معرض «رقة الثنائيات» (الشرق الأوسط)

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، تؤكّد خيرية رفعت القيّمة الفنية، على أهمية المعرض في تجسيده مثالاً حياً للتعاون بين الفنانين بهدف التّعبير عن مفاهيمهم العميقة والمشتركة بينهم، والمستمدة من قصصهم وتجاربهم الإنسانية، التي أدّت إلى إخراج معرض فنيّ مليء بالأعمال المعبّرة والتي تلامس مشاعر الزائر وتؤثر في تجربته وآرائه في هذا الفن المعاصر. وتابعت: «يعرف الفنانون السبعة المشاركون في المعرض بعضهم بعضاً منذ سنوات عدة، رغم وجودهم في مدن مختلفة من السعودية، ولديهم أفكار مشتركة ورغبة ظهرت في المشاركة معاً في معرض جماعي. تواصلوا معي وشاهدت أعمالهم قبل الموافقة على إقامة المعرض، ومن خلال هذه الأعمال وُلدت الفكرة، ليخرج المعرض على هذا النحو الذي كان التعاون سبب نجاحه».

زائرة تتأمل إحدى اللوحات (الشرق الأوسط)

ولفتت القيّمة الفنية، إلى أن فكرة المعرض راودتهم جميعاً، خصوصاً أن اللوحات تتحدث عن الصرعات الداخلية التي تولد بعد مرور الإنسان بمراحل انتقالية، لتتكوّن وتتبلور من قلب هذه الصراعات، مشاعر مختلطة ومتضاربة. وقد عبّر الفنانون السبعة عن هذا الأمر لبعضهم في وقت سابق، وهذا التعبير ساهم في إخراج هذه المشاعر التي جسّدت جماليات واضحة للعيان في لوحاتهم».

وتستطرد خيرية رفعت قائلة: «أعتقد أنها أفضل طريقة لإقامة معرض يريد الفنان أن يعبّر من خلاله عمّا في داخله من مشاعر، ومن ثمّ يبحث عن فنانين آخرين يحملون المشاعر نفسها تلك المفعمة بالإنسانية، لتكون لها التأثيرين المباشر والكبير على المتلقّي، خصوصاً لما يتميّز به المعرض من تجربة إنسانية مشتركة، وصداقة متينة تجمع بين الفنانين».

تأملات لفهم اللوحة وأبعادها (الشرق الأوسط)

ولا بدّ من الإشارة إلى أن الفنانين السبعة لم يهتموا قط لدى تحضيراتهم للمعرض بكم الأعمال الشخصية المشاركة بقدر اهتمامهم بقيمة الفكرة التي تحملها. فكلُّ لوحة هي حالة خاصة لكلّ فنان، وفق خيرية رفعت، التي تقول: «على الرغم من تقيّد المعرض بالمساحة المتاحة له، فإن كلّ فنانٍ عرض ما يجول في داخله بلوحة تعبّر عن المضمون»؛ موضحة أنّ «المعارض الفردية هي تجربة فنان يتحدث فيها عن شعور أو فكرة محدّدة، بخلاف المعارض الجماعية التي يُشاهَد فيها الموضوع من زوايا مختلفة حتى وإن كان المعرض قائماً على فكرة واحدة، إلا أنك تستطيع رصد الجوانب المختلفة في كل لوحة، وهذا ما يميز المعارض الجماعية، وإن كان لكل معرض أثره على المجتمع».

لوحة لأحد الفنانين المشاركين في المعرض (الشرق الأوسط)

ورغم التحديات التي تواجه الفن التشكيلي، تؤكد خيرية رفعت، أن محبّي الفن وهواته ما زالوا يهتمون وبشكل كبير بالمعاصر منه، مشدّدة على أن الفجوة التي كانت موجودة في وقت سابق، بدأت بالتلاشي، وهذا بالفعل ما رصده معرض «رقة الثنائيات» مع توافد أعداد كبيرة من الزائرين ليس فقط من المهتمين بالفن التشكيلي بل غير المهتمين به أيضاً، بغية التّعرف به عن قرب وفهمه، لافتةً إلى أهمية توقيت المعرض وأيام العرض، التي تُساعد أيضاً في نشر هذا الفن وتستقطب أكبر عددٍ ممكن من الزائرين من مختلف شرائح المجتمع.


شاعر مصري يتهم هاني شاكر بـ«سرقة» كلمات أغنية 

الفنان المصري هاني شاكر (حسابه على «فيسبوك»)
الفنان المصري هاني شاكر (حسابه على «فيسبوك»)
TT

شاعر مصري يتهم هاني شاكر بـ«سرقة» كلمات أغنية 

الفنان المصري هاني شاكر (حسابه على «فيسبوك»)
الفنان المصري هاني شاكر (حسابه على «فيسبوك»)

أثار اتهام الشاعر المصري هاني عبد الموجود للفنان هاني شاكر وآخرين بـ«سرقة كلمات أغنية (رحماكي) التي طرحها شاكر عام 2009 ضمن ألبوم (حبيب حياتي)» ضجة في مصر.

وحقّقت الأغنية نحو نصف مليون مشاهدة على موقع «يوتيوب»، وهي من إنتاج شركة «عالم الفن» للمنتج المصري محسن جابر، وكلمات الشاعر محمد بن عبود العمودي، وألحان محمد ضياء الدين.

وتقدم وكيل الشاعر هاني عبد الموجود ببلاغه ضد الفنان هاني شاكر وآخرين، يتهمهم بـ«الاستيلاء على كلمات أغنية (رحماكي)»، وأخطرت النيابة المختصة للتحقيق.

وردّ الفنان المصري هاني شاكر على هذه الاتهامات، قائلاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «إن صاحب البلاغ يهدف إلى الشهرة على حساب الآخرين»، متسائلاً: «الأغنية تم طرحها منذ أكثر من 15 عاماً، فلماذا تذكر عبد الموجود أنها سرقت منه بعد كل هذه السنوات، ولم يتخذ إجراء حينها؟»، مؤكداً «أن تجاهله لهذه الاتهامات هو الحل الأمثل».

وتعليقاً على البلاغ، أكد الدكتور محمد عبد الله، المتحدث الإعلامي لنقابة المهن الموسيقية بمصر، أن ما حدث هو شأن قضائي بحت، وليس للنقابة دخل به. وأوضح عبد الله لـ«الشرق الأوسط» أن نقابة الموسيقيين كذلك ليست طرفاً في النزاع القائم بين الشاعر المصري صاحب البلاغ وصناع أغنية «رحماكي»، بل الاختصاص أمام المحكمة الاقتصادية وهي المنوطة بالنظر في هذا النزاع.

وكان الفنان هاني شاكر قد افتتح نهاية أبريل (نيسان) الماضي حفلات الربيع على خشبة المسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية، وقدّم قائمة منوعة من أغنياته القديمة والحديثة، من بينها «كل ليلة»، و«لو رحت بعيد»، و«يا ريتني»، و«نسيانك صعب أكيد»، و«لسه بتسألي»، و«دعوة فرح»، و«مع قلبك»، و«أنت معايا»، بجانب تقديمه أغنيات للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ.

شاكر فضّل تجاهل الاتهام (حسابه على «فيسبوك»)

كما طرح هاني شاكر أخيراً دعاء بعنوان «حلمت»، عبر قناته بموقع «يوتيوب»، كلمات محمد حجازي وألحان حاتم عزت وتوزيع ميدو عاطف، بالإضافة إلى أحدث أعماله الغنائية التي طرحها أيضاً منذ عدة أشهر بعنوان «انسي اللي خان»، من كلمات بهاء الدين محمد، وألحان عزيز الشافعي، وتوزيع موسيقي أحمد عادل.

وتعدّ اتهامات سرقة الأغاني أمراً معتاد التكرار في مصر، فقد أثار اتهام الشاعر المصري عادل صابر للفنان أكرم حسني، كاتب وملحن أغنية محمد منير الجديدة «لِلّي»، بسرقة كلماتها من أحد مؤلفاته الشعرية التي كان كتبها منذ فترة، ضجة واسعة في مصر.

كما اعتذر المطرب الشاب محمود المنسي، للفنان أكرم حسني، على اتهامه بـ«سرقة لحن الأغنية ذاتها»، وقال المنسي، في مقطع فيديو عبر حسابه على «فيسبوك»، إنه شعر بـ«الغيرة الفنية بعدما لاحظ تشابه لحن أغنيته (ولد الهلالية) مع أغنية (للي)، ما جعله يأخذ رأي المتابعين عبر (فيسبوك)».

وأضاف المنسي أنه «بعد عمل مقارنة للنوتتين الموسيقيتين للأغنيتين لوحظ تشابه، وليس تطابق في اللحن، وهنا أدرك أنه أساء التقدير للموقف».

وقال ملحن أغنية «رحماكي» محمد ضياء، في تصريحات صحافية، إن «كلمات الأغنية تعود للشاعر السعودي محمد بن عبود بن علي العمودي، حيث نشرت في ديوان شعري بعنوان (نفحات الورد) عام 2009، وقمت بوضع لحنها وغناها هاني شاكر وقدمها في عدة حفلات، لذلك أرى أن ما يحدث مجرد عبث، ورغبة في الشهرة». وفق تعبيره.


حديش الألمعي... حارس الألحان التراثية في عسير

منذ 60 عاماً يصطحب حديش الألمعي آلته الموسيقية العتيقة التي ترافقه في حلّه وترحاله (وزارة الثقافة)
منذ 60 عاماً يصطحب حديش الألمعي آلته الموسيقية العتيقة التي ترافقه في حلّه وترحاله (وزارة الثقافة)
TT

حديش الألمعي... حارس الألحان التراثية في عسير

منذ 60 عاماً يصطحب حديش الألمعي آلته الموسيقية العتيقة التي ترافقه في حلّه وترحاله (وزارة الثقافة)
منذ 60 عاماً يصطحب حديش الألمعي آلته الموسيقية العتيقة التي ترافقه في حلّه وترحاله (وزارة الثقافة)

ممسكاً بنايه الخشبي، ومعتمراً طوقاً من الورد الذي يجلل هامته، والألوان التي تشع بالحياة من زيّه التراثي، يتنقل حديش خفيفاً بروح شاب بين الأودية والجبال، ويرسل ألحانه في الفضاء، يختار لكل موقف ما يلائمه من لون موسيقي، عند البناء أو العزاء، لإزجاء الوقت أو لتسلية الروح، يرتدي الصوت في كل مقام لونه الخاص وروحه الفريدة. هذا هو ديدن حديش منذ 60 عاماً، فما إن يخيّم الصمت على الجبال حتى يبدأ النفث في جوف آلته هواءً يتفاوت اندفاعه وانقطاعه حسب ما يقتضي اللحن، ليخرج منه تناغم مموسق يبدد صمت الوديان، ويوقظ الحياة في المكان.

أسس حديش في سياق تعلقه بالموروث فرقة «رجال الطيب» للفلكلور الشعبي منذ 30 عاماً (وزارة الثقافة)

الناي أو مزمار المزارع كان مرافقاً لحديش الألمعي منذ طفولته، عندما يسير بين الأودية والشعاب للبحث عن كلأ ومرعى لماشيته، وكان خلال ذلك يقطع أوقات الانتظار بين التأمل في وادٍ من الجبال التي يلفّها الهدوء والسكينة، أو مداعباً هذا العود المجوف ليخرِج منه أنغاماً تكاد أن تتمايل الجبال له طرباً. وفي تنقلاته ورحلاته، يتوشح الألمعي الأزياء التقليدية باعتزاز، ومنها الحزمة والسديرية واللحاف الذي تزينه الألوان الزاهية، والجنبية، و«عصابة» من الريحان، والبعيثران، والورد والنباتات العطرية التي تفوح بعبق الأرض من أعلى هامته. يستذكر حديش في حديثه مع «الشرق الأوسط» أيام صباه، قبل نحو 6 عقود حين كان يسوق ماشيته إلى مورد الماء ليدخل في تحدٍ مع الرعاة المجتمعين حول البئر في نفخ الناي، حيث يتباهى كل منهم بأن ماشيته تعرف نغمة ناي صاحبها وحين يبعث إليها الصوت، تستجيب له وتغذّ سيرها إليه استعداداً للرحيل من المرعى. وتتعدد نغمات الناي حسب ما يقول حديش، فلكل وقت ترنيمة خاصة، عند الصباح، أو في طريق العودة من المرعى أو عند اقتراب المساء، كما هناك نغمة إطراب وأخرى للحرب وتحفيز النفوس، وعند عزف المزمار في لعبة الربخة، وهي فن من الرقص الشعبي يضفي لها طابعاً احتفالياً يضج بالفرح والسرور.

بإصغاء يوجّه حديش الألمعي الأجيال الجديدة للعناية بالموروث (وزارة الثقافة)

متحف وناي

ومثلما اشتهر حديش الألمعي بارتباطه مع آلة المزمار التقليدية، فإنه عُرف أيضاً بكونه وجهة للسياحة التراثية واستقبال الوافدين للتعرف على تفاصيل الحياة الاجتماعية القديمة، من خلال النافذة إلى الماضي التي يفتحها متحفه الشخصي لكل من أراد أن يقف من كثب على الحقب القديمة. وبدأ حديش جمع الأدوات والمقتنيات النادرة التراثية منذ تقاعد عن السلك العسكري وتفرغ للحياة على الطريقة التي لطالما ألِفها وأحبها، وبدأ منذ عام 1418 للهجرة، جمع تلك المقتنيات لإغناء متحفه الشخصي بالتحف والقطع الأثرية القديمة، ويستقبل باستمرار وبصدر رحب ضيوفه للتعرف على التفاصيل التي تكاد تندثر لولا هذا الشغف الذي يملأ قلب وصدر حديش. وفي سياق تعلقه بالموروث وعنايته به أسس حديش قبل 30 عاماً، فرقة «رجال الطيب»، وهي فرقة للفلكلور الشعبي، يقول «أضحت الفرقة التي أسستها عام 1418 للهجرة فرقة عالمية، وهي تبرع في أداء اللون التهامي والطروق التراثية وتظهر بالأزياء التقليدية، وأصبح لها اليوم صدى كبير وواسع وتمثل واحداً من الألوان الوطنية، وقد أسستها حباً في حفظ الموروث وإحياءً له بين الأجيال الناشئة، وكذلك الحال مع المتحف الشخصي الذي تحول قريةً تراثية وسياحية متكاملة».

تتويج الموروث الموسيقي للسعودية

كانت لحظة لافتة، عندما اختلط صوت الناي التقليدي الذي يرسله حديش الألمعي مع آلة الهارمونيكا التي عزف بها باول بيسيفيكو الرئيس التنفيذي لهيئة الموسيقى، واشتعل المسرح بالتصفيق لهذا التناغم المبتكر، وكانت أصوات الطرق بأدوات تقليدية تضفي لمسة إطرابية على المشهد. كان حديش الألمعي في لحظة انتشاء وهو يلوّح بآلته التقليدية التي حافظ على صوتها يصدح في المكان، بينما يتزين بملابسه التراثية وروحه التي تثب مع كل ترنيمة، وأدائه العفوي الذي يلامس القلوب.

كانت لحظة لافتة عندما اختلط صوت الناي التقليدي الذي يرسله حديش الألمعي مع آلة الهارمونيكا التي عزف بها باول بيسيفيكو (وزارة الثقافة)

‏هذه اللحظة، كانت لقطة ختام لإحدى جولات مبادرة طروق السعودية، التي أطلقتها هيئة الموسيقى في السعودية لصون الموروث الموسيقي والأدائي وتدوين ألحان التراث السعودي كافة في مناطق السعودية. وكان هذا الحوار الموسيقي والارتباط المبتكر بين العازفين تتويجاً للحظة فنية وموسيقية احتفت بالموروث وأعلت من شأنه في خريطة المستقبل الموسيقي للسعودية.‏


ماذا تعني إعادة عرض «زهايمر» لعادل إمام بدور السينما؟

عادل إمام (حسابه على فيسبوك)
عادل إمام (حسابه على فيسبوك)
TT

ماذا تعني إعادة عرض «زهايمر» لعادل إمام بدور السينما؟

عادل إمام (حسابه على فيسبوك)
عادل إمام (حسابه على فيسبوك)

تعيد دور سينما في مصر والسعودية والإمارات والبحرين، عرض فيلم «زهايمر» باعتباره أحدث أفلام «الزعيم» عادل إمام التي قدمها خلال مسيرته الطويلة، رغم مرور 14 عاماً على عرضه الأول، إذ أعلنت الشركة المنتجة له عرض الفيلم لثلاثة أيام بدءاً من 16 مايو (أيار) الجاري احتفالاً بعيد ميلاد الفنان الكبير الـ84 الذي يوافق 17 من الشهر ذاته.

وقدمت الفنانة المصرية إسعاد يونس منتجة الفيلم التهنئة بمناسبة عيد ميلاد «الزعيم»، مؤكدة عبر بيان أصدرته، أن «الاحتفال بعيد ميلاد الزعيم يعد فخراً لكل صناع السينما المصريين والعرب»، واصفة إياه بأنه «أيقونة وأحد أهم رموز السينما»، مضيفة أنه «كان له الدور الأكبر والتأثير الكبير بأفلامه التي نفتخر بها جميعاً بصفتنا صانعي أفلام»، مشيرة إلى أن «عرض فيلم (زهايمر) مجدداً يمكن الأجيال الجديدة من مشاهدة آخر أعمال الزعيم السينمائية».

وأصدرت الشركة المنتجة بوستراً جديداً للفيلم بصورة البوستر الأصلي نفسها تصدرته جملة: «بمناسبة عيد ميلاد الزعيم عادل إمام يعاد عرض فيلم (زهايمر)»، كما أشارت إلى أنه يأتي في إطار استراتيجية جديدة للشركة يقودها عمر الخواجة المستشار الاستراتيجي للشركة (نجل إسعاد يونس)، وأنه ستتم إقامة احتفال خاص بعيد ميلاد الزعيم بحضور أبطال الفيلم.

عادل إمام (حسابه على فيسبوك)

وعَدّ المخرج عمرو عرفة إعادة عرض الفيلم «فكرة جديدة ملهمة»، موجهاً التحية للفنانة إسعاد يونس صاحبة المبادرة، معرباً عن سعادته بإعادة عرض «زهايمر» مثلما يقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «أتشرف بأن (زهايمر) آخر فيلم صورته للفنان الكبير، وكنت قد أخرجت له قبل ذلك فيلم (السفارة في العمارة)، لكن (زهايمر) تجربة خاصة»، وكشف عرفة أنه «عرضه على الفنان الكبير عام 2004 وظل حبيس الأدراج لديه 5 سنوات، حيث لم يعلن عدم رغبته في تصويره، فيما لم أفكر أنا والمؤلف نادر صلاح الدين والفنانة إسعاد يونس في ممثل بديل».

لقطة من فيلم «زهايمر» (الشركة المنتجة)

ويؤكد عرفة: «ليس هناك بديل لعادل إمام بأي حال»، ويكمل: «ذات يوم وجدته يتصل بي ويقول لي هيا ننفذ (زهايمر)، وقد رأى أن توقيت تصوير وعرض الفيلم مناسبين حيث يظهر فيه جَدّاً لأحفاد».

وتمنى عرفة ألا يكون «زهايمر» آخر أفلام «الزعيم»، متطلعاً لكي يعود بفيلم آخر قريباً.

ووصف عرفة العمل مع إمام بأنه «متعة لا تضاهى»، موضحاً أنه «يجعل من يعملون معه يمرون بتجربة حياتية يتمنون ألا تنتهي، ويشعرون جميعاً بالحزن مع آخر يوم تصوير، وهو شعور يشاركهم به عادل إمام، حيث يحتضن عادل إمام عامل البوفيه قبل المخرج، ويعرف جميع العاملين، وهو أول من يحضر البلاتوه ولا يعتب على من تأخروا، بل يكون ملماً بظروف كل منهم، فتسمعه يسأل أحدهم هل صالحت زوجتك، فهو يسألهم دائماً عن حياتهم قبل التصوير».

عادل إمام مع نيللي كريم في لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

وصدر فيلم «زهايمر» عام 2010، وشارك في بطولته إلى جانب إمام كل من سعيد صالح، وأحمد راتب، وإسعاد يونس، ونيللي كريم، وفتحي عبد الوهاب، وأحمد رزق، ولطفي لبيب، ورانيا يوسف، وهو من تأليف نادر صلاح الدين وإخراج عمرو عرفة ووضع موسيقاه عمر خيرت، وجسد الفنان عادل إمام من خلاله شخصية محمود شعيب الذي يواجه مؤامرة ابنيه لإيهامه بأنه مصاب بـ«ألزهايمر» ليتمكنوا من كسب قضيتهم والقيام بالتصرف في أمواله بعد تورطهم في قضايا مالية، ويبدأ الأب إيهامهم بأنه مريض بالفعل وتتوالى المفارقات الكوميدية.

ويرى الناقد خالد محمود أن إعادة عرض الفيلم «بادرة طيبة وفكرة جيدة»، مؤكداً أن «المشهد الذي جمع إمام والراحل سعيد صالح يعد من أهم مشاهد الفيلم الذي ألقى الضوء على هذا المرض وفتح الباب لمناقشته، وقد حقق نجاحاً أكبر بعد عرضه تلفزيونياً على غرار أفلام كلاسيكية عديدة من بينها (باب الحديد) و(بين السماء والأرض)»، مشيراً إلى أن «إعادة عرضه بعد كل هذه السنوات ليست بهدف تحقيق إيرادات في شباك التذاكر، بل بوصفه الفيلم أحد الأعمال الكلاسيكية التي تجد اهتماماً في المهرجانات العالمية ويعاد عرضها في نسخ مرممة حديثاً لتذكير الجمهور بها».

الفنان عادل إمام (حسابه على فيسبوك)

ويلفت محمود إلى أنه كان يتمنى اختيار خمسة أفلام تعكس بصدق مسيرة عادل إمام السينمائية على مدار تاريخه، ومن بينها «الغول، واللعب مع الكبار، وطيور الظلام»، مؤكداً أن فيلم «زهايمر» ليس في مجموعة أفلام القمة لعادل إمام، وأنه اختيار شخصي للفنانة إسعاد يونس قد يمثل لها حنيناً خاصاً كممثلة به ومنتجة له. مختتماً بقوله إن «الاحتفاء بعادل إمام يعد مهماً؛ لمسيرته الفنية الثرية وتأثيره الطاغي على الفن العربي».


نجاح إجراء تكاثر اصطناعي لأسماك مهددة بالانقراض في الصين

نجاح إجراء تكاثر اصطناعي لأسماك مهددة بالانقراض في الصين
TT

نجاح إجراء تكاثر اصطناعي لأسماك مهددة بالانقراض في الصين

نجاح إجراء تكاثر اصطناعي لأسماك مهددة بالانقراض في الصين

قام علماء صينيون بإجراء تكاثر اصطناعي لسمكة تايمن سيتشوان؛ وهي نوع من الأسماك المهددة بالانقراض مدرج على قائمة الحيوانات المحمية الوطنية من الدرجة الأولى.

وقد نجح علماء بأكاديمية سيتشوان للعلوم الزراعية، والأكاديمية الصينية للعلوم السمكية، ومؤسسات أخرى في إنشاء السرب الوحيد المستزرع اصطناعيا لأسماك تايمن سيتشوان في الصين عام 2016، ما وضع الأساس للحفاظ على الموارد الوراثية للأنواع واستعادة أسرابها الطبيعية. وذلك وفق ما ذكرت وكالة أنباء «شينخوا» الصينية.

وفي هذا العام، نجح فريق البحث بإدخال دفعات متعددة من الأسماك الأم للأنواع، ونجت أكثر من 3500 زريعة بعمر الشهرين حتى الآن. ويمثل هذا الإنجاز نمط التكاثر الاصطناعي الكامل لأسماك تايمن سيتشوان.

وفي هذا الاطار، قال دو جيون المسؤول بمعهد مصايد الأسماك بأكاديمية سيتشوان للعلوم الزراعية «إن الباحثين سيواصلون تعزيز استعادة الأسراب البرية للأنواع المذكورة، وإجراء عملية استعادة إيكولوجية لموائلها». مضيفا «أن العلماء الصينيين سيحددون موائل التفريخ المناسبة لإجراء البحوث حول تقنيات التكاثر الطبيعي مع تعزيز تكنولوجيا التكاثر الاصطناعي للأنواع المذكورة من الأسماك».


الطقس الحار يزيد فرص التعرض لمواد مسرطنة داخل السيارات

مقصورة سيارة من الداخل (رويترز)
مقصورة سيارة من الداخل (رويترز)
TT

الطقس الحار يزيد فرص التعرض لمواد مسرطنة داخل السيارات

مقصورة سيارة من الداخل (رويترز)
مقصورة سيارة من الداخل (رويترز)

حذّرت دراسة أميركية من أن الهواء داخل جميع المركبات الشخصية ملوث بمثبطات اللهب الضارة، بما في ذلك المعروفة أو المشتبه في أنها تسبب السرطان.

وأوضح الباحثون أن مثبطات اللهب داخل مقصورة السيارة تُطلق مواد كيميائية ضارة بصحة البشر، ونشرت النتائج، الثلاثاء، بدورية «العلوم والتكنولوجيا البيئية».

ويضيف مصنّعو السيارات هذه المواد الكيميائية إلى «فوم المقاعد» (مادة مستخدمة داخل مقاعد السيارات لتوفير الراحة والدعم عند الجلوس) والمواد الأخرى داخل مقصورة السيارة، للمساعدة على تثبيط اللهب في حال نشوب حريق.

وخلال الدراسة، فحص الفريق الكابينة لـ101 سيارة (موديل 2015 أو أحدث) في الولايات المتحدة، في كل من الصيف والشتاء.

واكتشف الباحثون وجود مثبطات اللهب في كابينة السيارات، إذ تحتوي 99 في المائة من هذه السيارات على ثلاثي الفوسفات (1 - كلورو - 2 - بروبيل)، وهو مثبط للهب يخضع للتحقيق بوصفه مادة مسرطنة محتملة، كما تحتوي معظم السيارات على مثبطات لهبٍ إضافية تُعدّ مواد مسرطنة ومرتبطة بأضرار عصبية وإنجابية.

وجد الباحثون أن الطقس الحار يزيد من تركيزات هذه المواد بسبب تبخّر الغازات من مكونات داخلية مثل «فوم المقاعد»، حيث قد تصل درجة الحرارة داخل السيارة إلى 150 درجة فهرنهايت. كما حلّل الباحثون أيضاً عيّنات من «فوم المقاعد» المأخوذة من 51 سيارة في الدراسة.

وتميل المركبات التي تحتوي على المادة المسرطنة المشتبه بها «فوسفات ثلاثي» في «فوم المقاعد» إلى أن تحتوي على تركيزات أعلى من هذه المادة في الهواء، ما يؤكد أن «فوم المقاعد» يُعدّ مصدراً لانتشار مثبطات اللهب في هواء المقصورة.

وقد أظهرت الدراسات الوبائية أن الطّفل الأميركي يفقد ما بين 3 و5 نقاط في معدل الذكاء نتيجة التعرض لأحد مثبطات اللهب المستخدمة في السيارات والأثاث.

وقدرّت دراسة حديثة أن أولئك الذين لديهم أعلى مستويات من مثبطات اللهب في دمائهم لديهم نحو 4 أضعاف خطر الوفاة بسبب السرطان مقارنة بالأشخاص الذين لديهم أدنى المستويات.

وقالت الدكتورة ريبيكا هون، الباحثة الرئيسية للدراسة في جامعة ديوك الأميركية: «وجد بحثنا أن المكونات الداخلية لمقصورات السيارات تُطلق مواد كيميائية ضارة في الهواء داخل السيارة».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «نظراً لأن السائق العادي يقضي نحو ساعة يومياً في السيارة، فإن هذه المسألة تمثّل مشكلة صحية عامة كبيرة، خصوصاً بالنسبة للسائقين الذين يقطعون مسافات طويلة، وللركاب الأطفال الذين يتنفسون كميات أكبر من الهواء مقارنة بالبالغين».

وأوصى الفريق بتقليل التعرض لمثبطات اللهب من خلال فتح النوافذ والتوقف في أماكن مظلّلة، لكن الأهم هو الحد من إضافة مثبطات اللهب إلى السيارات لمنع مخاطر السرطان وتأثيرها على صحة الأطفال.


محلّ بوظة في ألمانيا لغسل الأموال

البوظة غطاء للتجاوُز (شاترستوك)
البوظة غطاء للتجاوُز (شاترستوك)
TT

محلّ بوظة في ألمانيا لغسل الأموال

البوظة غطاء للتجاوُز (شاترستوك)
البوظة غطاء للتجاوُز (شاترستوك)

وجَّه الادّعاء الألماني اتّهامات إلى 3 أشخاص بالانتماء إلى منظّمة المافيا الإيطالية «ندرانغيتا». وتفيد المزاعم بأنّ أعضاءها استخدموا محلّ بوظة في مدينة زيغن بغرب ألمانيا لغسل الأموال «نيابةً عن عضو رفيع المستوى من (ندرانغيتا) من سان لوكا في كالابريا، لدعم منظّمة المافيا الإجرامية».

ونقلت «وكالة الأنباء الألمانية» عن الادّعاء في ولاية شمال الراين فيستفاليا، قوله إنّ زعيم المافيا استثمر نحو 400 ألف يورو (430 ألف دولار) في محلّ البوظة.

وأضاف: «في المقابل، يُقال إنّ محلّ البوظة كان يُستخدم لغسل أرباح المخدّرات غير المشروعة الخاصة بمنظّمة (ندرانغيتا)».

إلى ذلك، حُوِّل بعض أرباح تجارة البوظة اليومية إلى أعضاء آخرين في «ندرانغيتا» بإيطاليا.

وتَعدُّ السلطات في إيطاليا زعيم المافيا «شخصية قيادية في تجارة الكوكايين الدولية»، وفق الادّعاء في مدينة دوسلدورف.


«صدمة» بعد سرقة ذهب عمره 3 قرون في بريطانيا

الخسارة الهائلة (مجلس مقاطعة كامبريدجشير)
الخسارة الهائلة (مجلس مقاطعة كامبريدجشير)
TT

«صدمة» بعد سرقة ذهب عمره 3 قرون في بريطانيا

الخسارة الهائلة (مجلس مقاطعة كامبريدجشير)
الخسارة الهائلة (مجلس مقاطعة كامبريدجشير)

سُرق طوق وسوار ذهبيّان خلال عملية اقتحام لمتحف «إيلي» البريطاني.

وحصل المتحف على الطوق، الذي تُقدَّر قيمته بنحو 220 ألف جنيه إسترليني، عام 2017، باستخدام المِنح والهبات؛ وقال إنّ الخسارة تشكّل «ضربة هائلة». بدورها، نقلت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) عن شرطة كامبريدجشير قولها إنها تبحث عن اثنين من المشتبه في تورّطهما بعملية السطو، هربا على دراجات كهربائية.

وعلّق أمين المتحف إيلي هيوز: «الصدمة شديدة لسرقة القطعتَيْن الذهبيتَيْن العائد تاريخهما إلى العصر البرونزي قبل 3 آلاف عام. إنها ضربة قوية بعد الدعم الهائل للحصول على الطوق الذهبي. لا يمكن الاستعاضة عنهما لأهمّيتهما الثقافية. أولويتنا الآن العمل مع الشرطة». ويُعدُّ هذا الطوق من أفضل كنوز إنجلترا خلال أكثر من قرن، ومصنوع من 730 غراماً (رطل و10 أونصات) من الذهب الخالص تقريباً. أما مدير الشرطة كيري مازور، فقال: «هذه السرقة خسيسة، ونركّز على التعرّف إلى الجناة. نعمل من كثب لمتابعة خطوط التحقيق».


«البحر الأحمر السينمائي» يعزز مجلس أمنائه بشخصيات ثقافية لدعم صناعة السينما

«البحر الأحمر السينمائي» يعزز مجلس أمنائه بشخصيات ثقافية لدعم صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يعزز مجلس أمنائه بشخصيات ثقافية لدعم صناعة السينما

«البحر الأحمر السينمائي» يعزز مجلس أمنائه بشخصيات ثقافية لدعم صناعة السينما

أعلنت مؤسسة البحر الأحمر السينمائي عن انضمام مجموعة جديدة من الشخصيات البارزة في المشهد الثقافي إلى مجلس أمنائها الذي ترأسه جمانا الراشد، لدعم المواهب الجديدة، وصناعة السينما، والإنتاج، والتوزيع، والتعليم، والتدريب في السعودية.

وإلى جانب العضوين السابقين عبد الله آل عياف القحطاني، وهديل بنت صالح كامل، تضمّنت لائحة الأسماء الجديدة هيفاء المنصور، والمهندس فراس التركي، وسلمان السديري.

وشغلت جمانا الراشد منصب رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر منذ العام 2022م، ولعبت دوراً محورياً في الإشراف على استراتيجيتها، وتوجّهها العام. وجاء تعيينها تقديراً لمساهمتها النّيرة، والأثر الكبير الذي أحدثته في نموّ وتطور قطاع الإعلام الإقليمي، والصناعة السينمائية. أما هيفاء المنصور فهي أولى المخرجات السعوديات اللاتي برزن على الساحة السينمائية العالمية، وكان فيلمها «وجدة» هو أول عمل سينمائي يصوّر داخل السعودية، وأول فيلم يمثل المملكة في سباق جوائز الأوسكار.

من جانبه يشغل المهندس فراس التركي منصب وكيل الخدمات المشتركة لوزارة الثقافة، وعضواً في مجلس أمناء مؤسسة ثنائيات الدرعية، كما شغل عدة مناصب في البنك الأهلي السعودي، بما في ذلك نائب أول للرئيس التنفيذي، ورئيس مجموعة الخدمات المشتركة، ونائب الرئيس التنفيذي ورئيس العمليات. في حين أن سلمان السديري يعمل كشريك إداري لمكتب لاثام آند واتكينز في الرياض، مقدماً خدمات استشارية للجهات الحكومية، والشركات المحلية والعالمية، وصناديق الأسهم الخاصة بالمعاملات التجارية في مجموعة واسعة من الصناعات، بما في ذلك الطاقة، وتجارة التجزئة، والتصنيع، والدفاع، والاتصالات، والرعاية الصحية، والضيافة.

أما عبد الله آل عياف القحطاني، فهو صانع أفلام، وروائي، ومخرج سينمائي حائز على جوائز عدة، بالإضافة إلى تعيينه رئيساً تنفيذياً لهيئة الأفلام السعودية في عام 2020م. في حين تشغل هديل كامل منصب رئيس مجلس إدارة «شركة التوفيق للتأجير التمويلي»، ممثلة عن شركة الملتقى العربي للاستثمارات «اميك» منذ العام 2020م، كما أنها تشغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة شركة الملتقى العربي للاستثمارات «اميك» منذ عام 2010م، ولها علاقة بعدد من الشركات الأخرى.

من جهتها، قالت رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، جمانا الراشد: «نحرص في مؤسسة البحر الأحمر السينمائي على توسيع آفاق الصناعة السينمائية، ودعمها على الصعيدين المحلي والعالمي، لنكرّس مكانتنا كمنصّة رائدة في دعم المواهب، وكمركز لصناعة السينما»، واعتبرت الراشد أن اللائحة الجديدة تعكس التزام المؤسسة بالارتقاء بالصناعة السينمائية، ودعم المواهب الجديدة، لا سيما أن مجلس الأمناء بات يزخر اليوم بأسماء بارزة تملك سجلاً حافلاً بالإنجازات، والخبرات، والفهم العميق للمشهد الثقافي، والسينمائي.

يأتي هذا القرار في إطار جهود مؤسسة البحر الأحمر المتواصلة، كجهة مستقلة غير ربحية، لدعم صناعة السينما، والإنتاج، والتوزيع، والتعليم، والتدريب في السعودية، وفي المنطقة ككل. كما يأتي ضمن جهود المؤسسة الرامية إلى دعم قطاع الثقافة والترفيه، وتأسيس مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر في وطن غني بالخبرات، والمواهب الإبداعية.


«حارسات الأمازون»... قصة جيش النساء المكلف حماية غابات الإكوادور من التلوث

نساء من  مجموعة «يوتوري وارمي» (صورة من حساب المجموعة الرسمي على إنستغرام)
نساء من مجموعة «يوتوري وارمي» (صورة من حساب المجموعة الرسمي على إنستغرام)
TT

«حارسات الأمازون»... قصة جيش النساء المكلف حماية غابات الإكوادور من التلوث

نساء من  مجموعة «يوتوري وارمي» (صورة من حساب المجموعة الرسمي على إنستغرام)
نساء من مجموعة «يوتوري وارمي» (صورة من حساب المجموعة الرسمي على إنستغرام)

في مجتمع سيرينا، وسط منطقة الأمازون الإكوادورية، يقوم جيش من النساء، يسمى «مجموعة يوتوري وارمي»، بحماية أراضي مجتمعهن في الغابات المطيرة من التلوث الناتج عن الصناعات وأنشطة التعدين، عن طريق القيام بدوريات مستمرة لرصد المخالفين.

وتوصف غابات الأمازون بأنها رئة كوكب الأرض. إلا أن الجزء الإكوادوري من الغابة بات مرادفا للاستغلال والتلوث، إذ أزيلت عشرات الأشجار وحل التلوث بدلا عنها.

ففي عام 1972، بدأت شركة تكساكو، التي استحوذت عليها شركة «شيفرون» عام 2001 باستخراج النفط في مقاطعتي سوكمبيوس وأورليانا. ومنذ ذلك الحين، وُثق تسرب أكثر من ستين مليون لتر من المياه السامة ونحو ستمائة وخمسين ألف برميل من النفط الخام في الأنهار والغابات، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية». إلا أن الشركة لم تنظف سوى مساحة صغيرة.

مجموعة «يوتوري وارمي»

بحسب شبكة «بي بي سي» البريطانية، فقد قررت «مجموعة يوتوري وارمي» النسائية في عام 2020، تولي مهام حراسة وحماية أراضيهن من التلوث والحفاظ على الأراضي والأنهار من الأنشطة التي تعرض التنوع البيولوجي للخطر، مثل إزالة الغابات وعمليات التعدين.

وتقول إلسي ألفارادو، إحدى أصغر أعضاء «يوتوري وارمي»: «كلمة (يوتوري) في لغتنا، لغة الكيتشوا، تشير إلى نوع من النمل في منطقة الأمازون معروف بطبيعته القوية والدفاعية، وكلمة (وارمي) تعني المرأة».

وتضيف: «لقد اخترنا هذا الاسم للمجموعة لأنه يرمز إلى كفاحنا وقوتنا، مثل النمل الذي يقاوم ويحمي أراضيه».

وتتكون المجموعة من 35 امرأة، من مزارعات وربات بيوت وحرفيات وطالبات، تتراوح أعمارهن بين 23 و85 عاماً، وأكبرهن تدعى كورينا آندي، التي يُطلق عليها اسم «أبويلا» أي «الجدة».

تتكون المجموعة من نساء من جميع الأعمار (صورة من حساب المجموعة الرسمي على إنستغرام)

كيف تعمل المجموعة؟

تراقب «يوتوري وارمي» بثبات تهديد أنشطة الصناعات والتعدين على مجتمعهن، مجتمع سيرينا، المكون من 154 عضواً، من خلال القيام بدوريات في مساحة كبيرة من الأرض، والتي تقدر النساء أنها تتراوح بين ثلاثة أميال مربعة (7.8 كيلومتر مربع) و3.9 ميل مربع (10 كيلومترات مربعة).

وتمر الدوريات، التي تمتد عادةً من يومين إلى ثلاثة أيام، على طول ضفاف النهر وفي عمق الغابات المحيطة، مجهزة بكاميرات دقيقة وطائرات مسيرة تم شراؤها بفضل تبرعات المجتمع وعائدات بيع الحرف اليدوية، وذلك لرصد وتصوير أي علامات لآثار للتعدين أو للتدهور البيئي من كثب.

وفي حال رصد أي نشاط مضر بالبيئة، تقوم النساء بالتصدي له، دون سلاح، بل يعتمدن فقط على عددهن والصور ومقاطع الفيديو التي قمن بالتقاطها لتكون بمثابة رادع للمخالفين، والذين يخشون انتشار صور مخالفاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، أو اتصال النساء بالسلطات لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضدهم.

وعلى الرغم من وجود تلوث بالمعادن في أعلى وأسفل مجرى النهر، تقول النساء إن قطعة أرضهن والنهر الخاص بهن، نظيفان.

نساء من «يوتوري وارمي» في مسيرة مناهضة لأنشطة التعدين في عام 2021 (إنستغرام)

وتقول آندي: «مياه سيرينا ما زالت نقية، ما يسمح لنا بصيد الأسماك المحلية مثل الكاتشاما والبوكاتشيكاس التي تزدهر في هذه المياه غير الملوثة».

وتقوم المجموعة بالتجمع أسبوعياً لمناقشة الأخبار الخاصة بالتلوث ومشاركة أفضل ممارسات التعامل معها، والبحث في النتائج المترتبة عن مراقباتهن ودورياتهن وجميع المخاوف المرتبطة بهذه الأزمة.

وتقول روزورا ألفارادو، وهي ربة منزل وعضوة في المجموعة: «لقد شعرنا أن حماية أنهارنا الصافية مسؤولية جماعية».

وتضيف: «بالنسبة لنا نحن الشعوب الأصلية، الطبيعة مترابطة معنا؛ فنحن واحد، وتدمير الطبيعة يعني إيذاء أنفسنا».

رد فعل الرجال

في البداية، واجهت المجموعة رد فعل عنيفاً من الرجال في مجتمعهن. فقد كان الأزواج والآباء قلقين على زوجاتهم وبناتهم من مخاطر الأنشطة المتعلقة بالتخلص من التلوث. ومع ذلك، فقد تغيرت وجهة نظر الكثير من أولئك الرجال بمرور الوقت، وأصبحوا داعمين للمجموعة.

نساء تابعات لمجموعة «يوتوري وارمي» (إنستغرام)

زيادة مقلقة بأنشطة التعدين

وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية التي تم التقاطها في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أنه بين عامي 2015 و2021، زادت أنشطة التعدين في منطقة الأمازون الإكوادورية بمقدار 56 كيلومترا مربعا.

وأفادت المنظمات بأن 17% من هذه الزيادة كانت خارج مناطق التعدين المحددة قانوناً.

وتعود جذور هذا الارتفاع الكبير في أنشطة التعدين إلى التحديات الاقتصادية، وفقاً لمجموعة «نابو ريسيست Napo Resiste» وهي مجموعة تناضل من أجل الحفاظ على البيئة وحقوق الإنسان بالمنطقة.

ويعيش أكثر من نصف سكان منطقة الأمازون في الإكوادور في فقر. وتقول المجموعة إن التعدين يوفر مصدراً للدخل الذي تشتد الحاجة إليه في منطقة لا يوجد بها سوى القليل من الخدمات الحكومية الأساسية.

إلا أن التعدين القانوني وغير القانوني يؤثر على البيئة ورفاهية السكان في منطقة الأمازون الإكوادورية. وحددت دراسة أجراها علماء من جامعات في إسبانيا والمكسيك والإكوادور عام 2022، تركيزات عالية من المعادن السامة في حوض نهر نابو العلوي بالمنطقة. وربطت الدراسة بشكل مباشر بين تعدين الذهب، ووجود كمية من المعادن في الحوض العلوي لنهر نابو، الأمر الذي يسبب «تلوثاً بيئياً حاداً».

ووجد الباحثون زيادة في مخاطر الإصابة بالسرطان والوفاة بالتسمم للبالغين والأطفال الذين يعيشون بالقرب من المواقع الملوثة بالتعدين.

وكتب العلماء: «تشير الدراسة إلى مخاطر سمية مزمنة في جميع المواقع التي تم تقييمها ومخاطر محتملة للإصابة بالسرطان في معظم المواقع».

وفي دراسة أخرى أجريت عام 2021، جمع الباحثون عينات المياه في الحوض العلوي لنهر نابو، ووجدوا أن 63% من المسطحات المائية التي تم رصدها كانت ذات نوعية مياه رديئة بسبب التركيزات العالية للمعادن الناجمة عن تعدين الذهب. ووجدت الدراسة أن سوء نوعية المياه يشكل خطرا على صحة مجتمعات الأمازون، ويؤثر أيضا على أعداد الأسماك في المنطقة.