ما مصادر رزق الرؤساء بعد مغادرة السلطة؟

أوباما نجم على «نتفليكس» وبوش رسّام وغورباتشوف سفيرٌ للبيتزا

ما مصادر رزق الرؤساء بعد مغادرة السلطة؟
TT

ما مصادر رزق الرؤساء بعد مغادرة السلطة؟

ما مصادر رزق الرؤساء بعد مغادرة السلطة؟

قبل انتهاء ولايته الثانية رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، مازح باراك أوباما مُراسلي البيت الأبيض حول انشغالات ما بعد الرئاسة. «على الأرجح فإنّي سأحصل على رخصة سَوق عموميّة أو سألعب الغولف يومياً وأنا أرتدي سروال جينز مريحاً».

قد يكون أوباما تَخفّف فعلاً من ربطة العنق والبزّة الرسمية، إلا أنه لم يتفرّغ لممارسة هواياته ولم يضطرّ إلى قيادة سيارة أجرة. ما إن خرج من المكتب البيضاويّ، حتى وجد الرجل أمامه مفكّرة حافلة بالمواعيد والمشاريع، ليتحوّل بذلك إلى أحد أكثر الرؤساء السابقين انشغالاً وأعلاهم أجراً مع تقاضيه 400 ألف دولار عن كل محاضرة يلقيها.

الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ملقياً محاضرة في إحدى الجامعات الأميركية (أ.ف.ب)

جورج واشنطن ومصنع الكحول

تنوّعت اهتمامات الرئيس السابق ومصادر رزقه الجديدة، لكنّ التركيز الأكبر انصبّ على الإنتاجات السينمائية والتلفزيونية. وصل به الانغماس في هذا المجال إلى حدّ الحصول على جوائز «أوسكار» و«إيمي» وغيرها.

لكن ليس أوباما أوّل الرؤساء الأميركيين الذين خاضوا تجربة مهنيّة ناجحة بعد أن غادروا السلطة. ويبدو أن هذا الأمر هو تقليد في الولايات المتحدة، تعود بداياته إلى الرئيس المؤسّس جورج واشنطن.

مع انتهاء ولايته كأول الرؤساء الأميركيين عام 1797، عاد واشنطن إلى مسقط رأسه ماونت فيرنون في نيويورك، حيث تفرّغ للزراعة ولشراء الأراضي بهدف إنشاء مشاريع زراعيّة عليها. وعندما أيقنَ أنّ المشروع ذاهب إلى الفشل، أنشأ مصنعاً للكحول وعمل على تطويره حتى صار الأكبر في الولايات المتحدة آنذاك.

صورة الرئيس الأميركي الأول جورج واشنطن تتصدّر ورقة الدولار الواحد (أ.ب)

كلينتون وحكايات الأطفال

اتّجهت اهتمامات توماس جيفرسون ما بعد الرئاسة إلى الشؤون التربوية، فعمل على تأسيس جامعة فيرجينيا عام 1819 التي تُعدُّ حتى الآن من بين أهمّ المؤسسات التعليمية حول العالم.

أما في التاريخ المعاصر، وإلى جانب الأنشطة الاجتماعية والإنسانية التي كرّس جزءاً من وقته لها، فإن الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون جنى مالاً كثيراً من الخطابات المدفوعة التي دُعي إلى إلقائها. وظّف صوته كذلك في تسجيل روايةٍ للأطفال ليفوز عن موهبته كراوٍ بجائزة «غرامي» عام 2004. وقد تكرّر الفوز في السنة التالية، إنما تلك المرة كانت عن سرد كلينتون الصوتيّ لسيرته الذاتية «My Life» (حياتي).

الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون في جلسة قراءة مع الأطفال (يوتيوب)

فنّ الرسم مع جورج بوش

ربّما لم يجنِ خلفُه مالاً وجوائز بفضل موهبته كما حصل مع كلينتون، إلّا أنّ جورج بوش الابن أصرّ على تطوير شغفه بالرسم رغم بدايةٍ متعثّرة. فبعد انتهاء ولايتَيه الرئاسيتَين، التحقَ بوش عام 2012 بصفٍّ لتعليم الرسم. واظب على استخدام الريشة والألوان وتسلّى برسم نفسه وزملاء له في السياسة أمثال فلاديمير بوتين وتوني بلير، ولاحقاً استطاع أن يحوّل مجموعته الأولى إلى كتاب صدر عام 2017 وجاء تحيةً للجنود الأميركيين بعنوان «Portraits of Courage» (وجوه الشجاعة).

فلاديمير بوتين ومادلين أولبرايت وهنري كيسنجر بريشة جورج بوش (إنستغرام)

لم يركّز رؤساء حكومات بريطانيا السابقون على تنمية مواهبهم، بقدر ما استثمروا في ما يملأ حساباتهم المصرفيّة. ولعلّ توني بلير هو أكثرهم اهتماماً بهذا الأمر؛ رئيس الوزراء البريطاني السابق معروفٌ بجولاته الاستشارية وبمحاضراته المؤثّرة التي يتقاضى عنها مبالغ كبيرة.

رؤساء حكومات بريطانيا والـ«بيزنس»

لم يتأخّر بلير في رسم ملامح مسيرته المهنية بعد خروجه من «10 داونينغ ستريت» عام 2007. إذ لم تكد تمرّ بضعة شهور، حتى انضمّ إلى مصرف «جي بي مورغان» مستشاراً رئيسياً. تزامناً، وظّف خبرته في مجال البيئة مستشاراً في شؤون التغيّر المناخي إلى جانب مؤسسة «زيوريخ للخدمات الماليّة».

رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير من بين أكثر السياسيين نشاطاً في مجال الأعمال (رويترز)

قد يكون بلير الأنشط من بين زملائه السياسيين في مجال الـ«بيزنس» فهو لم يعرف التقاعد يوماً، وملأ الفراغ بمئات المحاضرات التي ألقاها وما زال حول العالم، متقاضياً 250 ألف دولار عن كل 90 دقيقة كلام. كما أنه خاض تجربة التعليم الجامعيّ في مادّة «الإيمان والعولمة».

فتح بلير شهيّة مَن خلفوه، فتنقّل رئيس الحكومة البريطاني السابق ديفيد كاميرون بين مناصب عدّة بعد ولايته. رأس مؤسسات اجتماعية، وقدّم استشاراته لشركات عدة، كما أنه درّس العلوم السياسية في جامعة نيويورك في أبو ظبي.

تولّى ديفيد كاميرون مناصب استشاريّة وإدارية وتعليمية عدة بعد مغادرته منصبه رئيساً لحكومة بريطانيا (رويترز)

تمايزَ بوريس جونسون عن زميلَيه فقرر خوض تجربة الإعلام، معلناً انضمامه إلى أسرة صحيفة «ديلي ميل» البريطانية كاتبَ عمود. ولفتت معلومات صحافية إلى أنه يتقاضى مبلغاً خيالياً عن المقال الواحد.

لم يتوقّف جونسون عند حدّ الصحافة المكتوبة، بل أغرته أضواء التلفزيون. مواكبةً للانتخابات العامة في المملكة المتحدة وللانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، يطلّ جونسون معدّاً ببرنامج ومعلّقاً سياسياً على إحدى الشاشات البريطانية.

غورباتشوف والبيتزا

من بين السياسيين الذين لم يجلسوا مكتوفي الأيدي بعد انتهاء مهامّهم، رئيس الاتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشوف. لم يوفّر الزعيم الروسي فرصةَ عمل إلا واستغلّها، فلم يكتفِ بإلقاء المحاضرات، بل امتدّ نشاطه إلى تصوير الإعلانات التلفزيونية. سوّق لسلسلة مطاعم «بيتزا هت» العالمية، ولمصلحة سكك الحديد النمساوية، إضافةً إلى علامة «لويس فيتون» للملابس والحقائب ولشركة «أبل» التكنولوجية.

أوباما نجم الشاشات

بالعودة إلى إنجازات أوباما ما بعد الرئاسة، فإن الرئيس الأميركي السابق يستعدّ للمنافسة على أوسكار خلال الحدث السينمائي العالمي المقبل. لم يأتِ هذا التقدير من عدَم، فأوباما الذي غادر الكرسي الرئاسي وهو بعد في سنّ يسمح له بإنجاز الكثير، أسّس وزوجته ميشيل شركة إنتاج تعاقدت مع منصة «نتفليكس» عام 2018.

لم يضيّع الثنائي الرئاسي وقته، ولم يكتفِ أوباما بإيرادات كتاب سيرته الذاتيّة الذي بيعت 10 ملايين نسخة منه حول العالم. حتى اليوم، وبعد 5 سنوات فقط على توقيع اتفاقية الشراكة مع «نتفليكس»، شركة أوباما «Higher Ground Productions» أنتجت 17 عملاً تنوّع ما بين فيلم ووثائقيّ ومسلسل.

أحد البرامج الوثائقية التي تولّى أوباما تقديمها وهي من إنتاج شركته (نتفليكس)

باكورة تلك الأعمال، «American Factory» (مصنع أميركي)، فاز بأوسكار أفضل «وثائقي» عام 2020. يتطرّق الفيلم إلى افتتاح رجل أعمال صينيّ مصنعه الخاص في أوهايو الأميركية، مكان مصنع مهجور لشركة «جنرال موتورز». يوظّف مئات الأميركيين في خطوة تبعث الأمل، قبل أن يقع الصدام بين الثقافتَين.

أما السيدة الأولى ميشيل أوباما، فخاضت تجربة التقديم ضمن برنامج طهي خاص بالأطفال. وما بين الأفلام والوثائقيات ذات الرسائل الاجتماعية والإنسانية، خصّص الثنائي أوباما مساحة للرسوم المتحرّكة الهادفة، التي ركّز بعضها على تعليم الأطفال مبادئ الحقوق المدنيّة الأميركيّة.

وبما أنّ موهبة التقديم تسري في عروق العائلة الرئاسية على ما يبدو، فقد منح أوباما صوته لوثائقي «Our Great National Parks»، الذي جال على أجمل المواقع الطبيعية حول العالم، من تشيلي إلى اليابان مروراً بكينيا وإندونيسيا وغيرها من البلدان. وقد فاز البرنامج بجائزة «إيمي» عن فئة أفضل راوٍ لأوباما عام 2022.

وها إنّ شركة أوباما على موعد جديد مع الجوائز العالمية، إذ إنّ فيلم «American Symphony» الذي أنتجته مرشّح إلى أوسكار عن فئة أفضل أغنية.


مقالات ذات صلة

تقرير: السعودية الثانية عالمياً مع أميركا من حيث الاستثمار في «الشيخوخة الصحية»

يوميات الشرق الدكتور محمود خان الرئيس التنفيذي لمؤسسة هيفولوشن (تصوير تركي العقيلي - الشرق الأوسط 1)

تقرير: السعودية الثانية عالمياً مع أميركا من حيث الاستثمار في «الشيخوخة الصحية»

أكدت مؤسسة «هيفولوشن»، في نسختها الثانية من «التقرير العالمي الصحي 2025» في الرياض أمس، أن العالم يشهد طلباً متزايداً على الشيخوخة الصحية.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
صحتك العمر يتقدّم لكنّ الحركة لا تفقد معناها (شاترستوك)

بعد الخامسة والثلاثين... الجسد يبدأ العدّ التنازلي

تصل القدرة البدنية للإنسان إلى ذروتها في سنّ الـ35 عاماً، وتبدأ في التدهور بعد ذلك بوقت قصير، وفق دراسة استمرَّت عقوداً...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق آثارٌ لم تمحها الأزمنة (أ.ب)

اكتشاف آلاف آثار أقدام الديناصورات في شمال إيطاليا

عُثر على آلاف من آثار أقدام الديناصورات، العائد تاريخها إلى 210 ملايين عام، في محمية وطنية شمال إيطاليا.

«الشرق الأوسط» (روما)
يوميات الشرق الفنانة صابرين تميزت بأدوارها المتنوعة (صفحتها على فيسبوك)

صابرين لـ«الشرق الأوسط»: قرار ابتعادي عن الغناء الأصعب بحياتي

أعربت الفنانة المصرية صابرين عن سعادتها بعرض أحدث أفلامها «بنات الباشا» في الدورة الأحدث لمهرجان «القاهرة السينمائي» الدولي بقسم «آفاق السينما العربية».

مصطفى ياسين (القاهرة )
يوميات الشرق من أصغر الحيوانات رباعية الأرجل في العالم (إنستغرام)

ضفدع برتقالي بحجم رأس قلم... اكتشاف نادر في غابات البرازيل

اكتشف العلماء نوعاً جديداً من الضفادع البرتقالية في البرازيل، وهو صغير جداً لدرجة أنه يتّسع على طرف قلم رصاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)

البروفسور ماجد شرقي يحصد جائزة «نوابغ العرب» عن فئة العلوم الطبيعية

تسلط جائزة «نوابغ العرب» الضوء على قصص نجاح عباقرة مبدعين بارزين في تخصصاتهم (الشرق الأوسط)
تسلط جائزة «نوابغ العرب» الضوء على قصص نجاح عباقرة مبدعين بارزين في تخصصاتهم (الشرق الأوسط)
TT

البروفسور ماجد شرقي يحصد جائزة «نوابغ العرب» عن فئة العلوم الطبيعية

تسلط جائزة «نوابغ العرب» الضوء على قصص نجاح عباقرة مبدعين بارزين في تخصصاتهم (الشرق الأوسط)
تسلط جائزة «نوابغ العرب» الضوء على قصص نجاح عباقرة مبدعين بارزين في تخصصاتهم (الشرق الأوسط)

حصد البروفسور ماجد شرقي جائزة «نوابغ العرب 2025» عن فئة العلوم الطبيعية، تقديراً لإسهاماته في فهم تفاعلات الضوء مع المادة، وتطوير أدوات وتجارب مكّنت العلماء من رصد الحركة فائقة السرعة داخل الجزيئات والمواد على المستوى الذري بدقة غير مسبوقة.

وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن المساهمات العلمية والبحثية والإنجازات المعرفية العربية تمثل ركيزة أساسية في تقدّم المجتمعات البشرية، وأن العلوم كانت عبر العصور أحد أعمدة التقدم الحضاري في العالم العربي.

وقال في منشور على منصة «إكس» إن «الحضارات لا تعيش على أمجادها، بل تُجدّد مكانتها بعلمائها اليوم»، مهنئاً الفائز بصفته أستاذاً فخرياً في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا.

وأشار محمد بن راشد إلى أن شرقي كرّس مسيرته لتطوير أدوات وتجارب مكّنت العلماء من مراقبة حركة الجزيئات والمواد بدقة «فيمتوثانية»، وأسهم في تطوير تقنيات الأشعة السينية فائقة السرعة، ونشر أكثر من 450 بحثاً علمياً، محققاً ما يزيد على 23 ألف استشهاد علمي عالمياً، ليعد من أبرز المؤثرين في مجالات المطيافية فائقة السرعة وعلوم المواد والطاقة. وأضاف أن الجائزة تؤكد أن الإبداع العلمي العربي ليس «حبيس الماضي»، بل يمتلك أسماءً حاضرة لا تقل أثراً وطموحاً.

البروفسور ماجد شرقي

وبحسب القائمين على «نوابغ العرب»، فإن أعمال شرقي فتحت مجالات تجريبية جديدة في الكيمياء والفيزياء وعلوم المواد والطاقة المتجددة، وأتاحت رصد ظواهر لم تكن قابلة للملاحظة بالأساليب التقليدية. كما أسهم في ابتكار أدوات بحثية حديثة، من بينها تقنيات الأشعة فوق البنفسجية ثنائية الأبعاد وثنائية الانكسار الدائري فائق السرعة، بما عزز قدرة الباحثين على دراسة الأنظمة الحيوية المعقدة والمواد الصلبة المتقدمة.

وتطرق البيان إلى أدواره الأكاديمية، من بينها مشاركاته في لجان علمية دولية، ورئاسته تحرير مجلة «الفيزياء الكيميائية» الصادرة عن «إلسفير»، وتأسيسه مجلة «الديناميكيات الهيكلية» التابعة للمعهد الأميركي للفيزياء، إضافة إلى تطويره مطياف الأشعة السينية فائق السرعة القادر على التقاط الإشارات آنياً بدقة عالية.

من جهته، أجرى محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا لمبادرة «نوابغ العرب»، اتصالاً مرئياً مع شرقي أبلغه خلاله بالفوز، مشيداً بما قدمه من بحوث ودراسات باتت مرجعاً لآلاف الباحثين وطلاب الدراسات العليا حول العالم، ومؤكداً أن الجائزة تستهدف تكريم الرواد العرب وإبراز قصص نجاحهم بوصفهم قدوة ملهمة للأجيال الجديدة.


المسرح المصري يراهن على إعادة «العروض الناجحة» لاجتذاب الجمهور

مسرحية «كارمن» حصدت عدة جوائز (البيت الفني للمسرح)
مسرحية «كارمن» حصدت عدة جوائز (البيت الفني للمسرح)
TT

المسرح المصري يراهن على إعادة «العروض الناجحة» لاجتذاب الجمهور

مسرحية «كارمن» حصدت عدة جوائز (البيت الفني للمسرح)
مسرحية «كارمن» حصدت عدة جوائز (البيت الفني للمسرح)

يراهن المسرح المصري على إعادة تقديم العروض الناجحة لاجتذاب الجمهور من كل الفئات، وفي هذا الصدد أعلن البيت الفني للمسرح عن أسبوع حافل بالعروض في مسارح الدولة، من بينها «الملك لير» و«سجن النساء» و«كارمن» وهي عروض حققت نجاحات لافتة وحصدت جوائز بمهرجانات مصرية وعربية خلال الفترة الماضية.

ويستمر عرض رائعة ويليام شكسبير «الملك لير» على خشبة المسرح القومي بالعتبة (وسط القاهرة) بطولة يحيى الفخراني، ويشاركه البطولة طارق دسوقي، وحسن يوسف، وأحمد عثمان، وتامر الكاشف، وأمل عبد الله، وإيمان رجائي، ولقاء علي، وبسمة دويدار، وطارق شرف، ومحمد العزايزي، وعادل خلف، ومحمد حسن، والمسرحية تعتمد على ترجمة الدكتورة فاطمة موسى، وإخراج شادي سرور.

وسبق تقديم عرض «الملك لير» في عدة مواسم منذ عام 2001، وعزز حضوره في الحركة المسرحية العربية عبر اختياره كعرض الافتتاح في الدورة الـ26 من مهرجان أيام قرطاج المسرحية في تونس، التي أقيمت في الفترة من 22 إلى 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ويسعى البيت الفني للمسرح إلى تقديم أنشطة مسرحية تعكس تنوع الحركة الفنية، حيث تتوزع العروض بين الكلاسيكيات العالمية والنصوص المعاصرة وعروض الأطفال، مشيراً، في بيان، الأربعاء، إلى حرصه على تقديم عروض جادة ومتنوعة تخاطب جميع الفئات العمرية.

وتقدم فرقة المسرح الحديث عرض «سجن النسا»، من تأليف فتحية العسال وإخراج يوسف مراد منير، وبطولة صفاء جلال، رباب طارق، شريهان الشاذلي، آية أبو زيد، عبير الطوخي، صافي فهمي، شريهان قطب، ليلى مراد، إيريني مجدي، ساندرا مُلقي، زينة قُطري، ولاء الجندي، إكرامي وزيري، مع بطولة غنائية للفنانة هبة سليمان.

وسبق تقديم العرض منذ موسم عيد الفطر الماضي، وحظي بقبول جماهيري كبير ورفع لافتة «كامل العدد»، وترشح العرض لحصد عدة جوائز في المهرجان القومي للمسرح، العام الحالي.

مسرحية «سجن النساء» يعاد تقديمها على مسرح السلام (البيت الفني للمسرح)

كما تشهد قاعة يوسف إدريس عرض «يمين في أول شمال» تأليف محمود جمال حديني، وإخراج عبد الله صابر، بطولة إيهاب محفوظ، أمنية حسن، عبد الله صابر، طارق راغب.

بينما تعرض مسرحية «كارمن» على مسرح الطليعة، وهي مأخوذة عن رواية بروسبير ميريميه، دراماتورج محمد علي إبراهيم، وتتناول حياة كارمن، الفتاة الغجرية المتمردة، وصراعها مع ثقافة المجتمع الإسباني القائمة على النظام والقانون. والعرض من بطولة ريم أحمد، وميدو عبد القادر، ومحمد حسيب، وعبد الرحمن جميل، وميار يحيى، ولمياء الخولي، وأحمد علاء، وعصام شرف الدين، وأحمد بدالي، إعداد موسيقي لحازم الكفراوي، استعراضات: سالي أحمد، وإخراج ناصر عبد المنعم، وحصد العرض عدة جوائز في المهرجان القومي للمسرح 2025.

ويرى الناقد الفني المصري، أحمد السماحي، أن «إعادة العروض الناجحة تقليد ثابت في المسرح المصري والعربي، خصوصاً أن عروض (الملك لير) و (كارمن) و(سجن النسا) وغيرها حققت نجاحات لافتة»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه العروض متجددة وقادرة على جذب الجمهور، فقد شاهدت هذه العروض على فترات مختلفة، ووجدت أنها تجدد دماءها»، ولفت السماحي إلى أن هذه الأعمال الثلاثة تحديداً مأخوذة عن أعمال أدبية، وربما يكون هذا سر نجاحها لما تتضمنه من عمق، وعدّ إعادة هذه الأعمال «انتصاراً للقيمة الراقية وللجمهور الواعي وللأدب وقيمته الفنية العالية وحضوره على المسرح».

مسرحية «كارمن» حصدت عدة جوائز (البيت الفني للمسرح)

وضمن الأسبوع المسرحي، يقدم مسرح الغد عرض «حفلة الكاتشب» من إنتاج فرقة الغد، ضمن مشروع مدرسة العصفوري، تحت إشراف المخرج الكبير سمير العصفوري، وإخراج أحمد صبري. وهو من تأليف وأشعار محمد زناتي، بطولة بسمة شوقي، وفكري سليم، وضياء الدين زكريا، ووليد فوزي، ومحمد عشماوي، وياسمين أسامة.

وقال الناقد الفني المصري، أحمد سعد الدين عن إعادة هذه العروض: «أمر جيد تقديم عروض الريبرتوار أو المخزون المسرحي من الأعمال الناجحة فيذهب لها الجمهور وفقاً لنجاحها السابق». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «على جانب آخر يحمل هذا الأمر نقطة سلبية لأنه يشير إلى عدم وجود أعمال جديدة، وهي أمر مهم يجب الانتباه له، فعلى المدى الطويل يجب أن نتوقف ونسأل عن الإنتاج المسرحي الجديد».

كما تقدم فرقة القاهرة للعرائس عرض «ذات الرداء الأحمر» على مسرح القاهرة للعرائس، والأداء الصوتي لإسعاد يونس وهالة فاخر، والبطولة على خشبة المسرح للفنانة ريم طارق، من تأليف وأشعار وليد كمال، وإخراج نادية الشويخ.

ويقدم المسرح القومي للأطفال عرض «عبور وانتصار» على خشبة مسرح متروبول، من تأليف وإخراج محمد الخولي، ويقدّم العرض رؤية وطنية للأطفال في إطار فني استعراضي.


حزن في الوسط الفني المصري لدراما رحيل بطلة «اللي بالي بالك»

الفنانة نيفين مندور (حسابها على «فيسبوك»)
الفنانة نيفين مندور (حسابها على «فيسبوك»)
TT

حزن في الوسط الفني المصري لدراما رحيل بطلة «اللي بالي بالك»

الفنانة نيفين مندور (حسابها على «فيسبوك»)
الفنانة نيفين مندور (حسابها على «فيسبوك»)

خيَّم الحزن على الوسط الفني المصري عقب الإعلان عن وفاة الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم «اللي بالي بالك»، التي رحلت صباح الأربعاء، إثر اختناقها في حريق بشقتها، بأحد أحياء محافظة الإسكندرية الساحلية، حيث فوجئ الجيران بتصاعد الأدخنة، قبل وجود قوات الحماية المدنية والإسعاف بموقع الحادث.

وحسب وسائل إعلام محلية، فإن المعاينة الأولية تشير إلى أن الحريق تسبب في انتشار دخان كثيف داخل الشقة، ما أدى إلى إصابة نيفين مندور باختناق، بينما لم تنجح محاولات إنقاذها، وتم نقل الجثمان للمشرحة بعد المعاينة، والحادث قيد التحقيقات.

وتصدّر اسم نيفين مندور «الترند»، على موقعَي «غوغل»، و«إكس»، بمصر، الأربعاء، حيث وصف متابعون الخبر بالصدمة.

وعقب مشاركتها في فيلم «اللي بالي بالك»، قبل 22 عاماً، مع الفنان محمد سعد، اختفت نيفين، وعادت لتقديم بعض الأدوار القليلة، إلا أنها اختفت مجدداً، بينما ظهرت إعلامياً في برنامج «كلام الناس»، تقديم المذيعة ياسمين عز، على قناة «إم بي سي»، قبل سنوات، وأوضحت أن الفنان الراحل حسن حسني، والفنان والمنتج الراحل سامي العدل كانا وراء دخولها المجال الفني، والأخير أقنع أسرتها بالأمر نظراً للصداقة التي كانت تجمعه بوالدها.

وأرجعت نيفين مندور سبب ابتعادها عن الفن لمرض والدتها لسنوات، وتفضيلها الوجود بقربها، بجانب شعورها بالكسل، والخوف بعد النجاح الكبير الذي حققه فيلم «اللي بالي بالك»، مؤكدة أنها عندما قررت الرجوع اعترض والدها، كما أنه لم يعرض عليها سيناريوهات مناسبة.

نيفين مندور ومحمد سعد في فيلم «اللي بالي بالك» (حسابها على «فيسبوك»)

وقبل ساعات من الحادث نشر حساب يحمل اسم نيفين مندور على «فيسبوك»، ويتابعه ما يقرب من نصف مليون شخص صورة لها بالحجاب، كما نعاها عدد من الفنانين، من بينهم ليلى علوي، ولقاء الخميسي، ونهال عنبر، وشريف إدريس، وسيمون، وغيرهم.

وتحدثت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله عن موهبة الراحلة، وجماهيرية فيلم «اللي بالك بالك»، مؤكدة أنها «لم تعمل بالفن كثيراً، كما أنها لم تكن ضمن أسباب نجاح الفيلم الشهير، بل محمد سعد الذي قدم شخصيتين بالعمل، وأن وجودها كان ثانوياً، وحضورها كان بسبب جمالها».

وعن سبب اختفائها قالت ماجدة في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «السبب غير معلوم، ولكن الموهبة الفنية عامة لأي شخص تفرض الوجود بكثافة بعد ذلك، ويبدو أن الفنانة الراحلة لم تهتم بهذا الجانب ولم تستغل نجاح (اللي بالي بالك) لصالحها».

وشاركت نيفين مندور في أعمال فنية أخرى عقب تقديمها شخصية «فيحاء»، في فيلم «اللي بالي بالك»، قبل 22 عاماً، بجانب محمد سعد، وعبلة كامل، وحسن حسني، تأليف نادر صلاح الدين، وسامح سر الختم، وإخراج وائل إحسان، من بينها مشاركتها في مسلسل «راجعلك يا إسكندرية»، مع خالد النبوي قبل 20 عاماً.

من جانبه وصف الكاتب والناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن الفنانة الراحلة بأنها «نموذج تكرر كثيراً في الوسط الفني، حيث النجاح في عمل أو عملين، والاختفاء لظروف مختلفة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»، أن «نيفين لم تحصل على فرصة كاملة للحكم على موهبتها، لكن ظهورها في فيلم من أشهر الأفلام وهو (اللي بالي بالك)، جعل الجمهور يحفظها عن ظهر قلب، لذلك كان خبر وفاتها صادماً للجميع».