مزارعون فرنسيون يقتحمون معرضاً زراعياً بباريس... وصيحات استهجان ضد ماكرون (صور)

تم إيقاف المزارعين أثناء احتجاجهم على افتتاح المعرض الزراعي الدولي الستين (صالون الزراعة) في باريس (إ.ب.أ)
تم إيقاف المزارعين أثناء احتجاجهم على افتتاح المعرض الزراعي الدولي الستين (صالون الزراعة) في باريس (إ.ب.أ)
TT

مزارعون فرنسيون يقتحمون معرضاً زراعياً بباريس... وصيحات استهجان ضد ماكرون (صور)

تم إيقاف المزارعين أثناء احتجاجهم على افتتاح المعرض الزراعي الدولي الستين (صالون الزراعة) في باريس (إ.ب.أ)
تم إيقاف المزارعين أثناء احتجاجهم على افتتاح المعرض الزراعي الدولي الستين (صالون الزراعة) في باريس (إ.ب.أ)

اقتحم عشرات المتظاهرين، السبت، معرض الزراعة في باريس حيث اشتبكوا مع قوات إنفاذ القانون، بينما كان الرئيس إيمانويل ماكرون في المكان للقاء النقابات، قبل إجراء جولة في المكان وسط حضور كثيف للشرطة، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال ماكرون، بعدما تناول وجبة الإفطار مع مسؤولي النقابات: «أدعو الجميع هنا إلى الهدوء»، معلناً عن «الالتزام بتحديد الأسعار» لتحسين أجور المزارعين، بالإضافة إلى مساعدات نقدية طارئة.

ولم يؤكد ماكرون ما إذا كان سيُلغي جولته المقرّرة في المعرض، لأسباب أمنية.

وأضاف: «أقول هذا لجميع المزارعين، أنتم لا تساعدون أيّاً من زملائكم من خلال تكسير منصّات العرض، أنتم لا تساعدون أيّاً من زملائكم من خلال منع العرض، وامتناع العائلات من القدوم بسبب الخوف».

أفراد من الشرطة الفرنسية يقفون قبل افتتاح المعرض الزراعي الدولي الستين (صالون الزراعة) في باريس (أ.ف.ب)

وأكد أنّ «ذلك يؤدّي إلى نتائج عكسية»، مقترحاً عقد لقاء مع المنظمات النقابية خلال 3 أسابيع في قصر الإليزيه.

ومن المتوقع أن يستقبل أكبر معرض زراعي في فرنسا 600 ألف زائر على مدى 9 أيام.

فوضى عامّة

ودخل متظاهرون غاضبون المعرض من دون أن يتمّ تفتيشهم قبل الافتتاح الرسمي. وكان من بينهم مزارعون من النقابات الرئيسية، بما في ذلك النقابة الكبيرة للمزارعين «FNSEA» ونقابة «المزارعين الشباب» و«التنسيقية الريفية».

وبينما سعى هؤلاء إلى توجيه الكلام للرئيس، تشاجروا مع الأجهزة الأمنية التي حاولت قطع الطريق عليهم، وفق مراسلي «وكالة الصحافة الفرنسية».

وبعد ذلك، نُشر عدد كبير من عناصر الشرطة داخل المعرض، بينما تمّ احتواء المتظاهرين وسط صيحات الاستهجان.

وصاح بعض المتظاهرين بعبارات «ماكرون، استقِل!»، و«مطاردة ماكرون مفتوحة».

وبعد أن تحدث ماكرون مع الصحافة، قالت لورانس ماراندولا المتحدثة باسم «اتحاد الفلاحين» للوكالة الفرنسية: «لم نتلقّ شيئاً مهماً باستثناء الالتزام بالأسعار الدنيا التي سيتم تحديدها على أساس تكلفة الإنتاج».

ووفقاً للنقابات، فإنّ هذا يعدّ التزاماً جديداً يتجاوز القوانين الفرنسية الحالية التي تهدف إلى ضمان أجور المنتجين.

وعادة يقضي الرؤساء الفرنسيون ساعات، أو النهار كاملاً، في المعرض الذي شهد بعض الحوادث أثناء حضورهم. ففي عام 2008، شتم الرئيس نيكولا ساركوزي رجلاً رفض مصافحته، وتوجّه إليه بالقول: «اغرب عن وجهي!». كما استُقبل الرئيس فرانسوا هولاند بصيحات استهجان وبإهانات من قبل مربّي الماشية في عام 2016.

متظاهر يحمل هاتفاً محمولاً يعرض مقطع فيديو للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء احتجاجه في اليوم الذي سيزور فيه ماكرون المعرض الزراعي الدولي (الصالون الدولي للزراعة) خلال افتتاحه داخل مركز بورت دو فرساي للمعارض في باريس (رويترز)

مناظرة لم تحصل

انفجرت الأزمة التي كانت تختمر منذ الخريف، بدءاً من 18 يناير (كانون الثاني)، وتخلّلها إغلاق طرق سريعة على مدى أسبوعين، لكن أُعيد فتحها في الأول من فبراير (شباط).

وفي هذه الأثناء، أصدر رئيس الحكومة غابرييل أتال إعلانات تتعلّق بعشرات المواضيع، من المبيدات الحشرية إلى المعايير والتبسيط الإداري ومساعدة مربي الماشية وقانون جديد يكرّس الزراعة كمصلحة أساسية للدولة.

وتدين المنظمات البيئية غير الحكومية التدهور البيئي، خصوصاً على خلفية استعمال المبيدات الحشرية. إلّا أنّ خطابها بشأن الزراعة المكثّفة ليس مسموعاً بما فيه الكفاية في مواجهة احتجاجات المزارعين.

ووافق هؤلاء على فتح الطرقات، على اعتبار أنّ مطالبهم بدأت تؤخذ في عين الاعتبار من قبل السلطة التنفيذية. لكنّهم ما زالوا يطالبون باتخاذ إجراءات سريعة وملموسة لتحسين دخلهم وتلبية مطلبهم بصون كرامتهم.

وقد أبدى أعضاء النقابات الكبرى، خصوصاً نقابات زراعة الحبوب، غضباً عندما علموا أنّ الرئيس يريد أن ينظّم «مناظرة كبرى» السبت بينهم وبين منظمات غير حكومية، من ضمنها جماعة «انتفاضات الأرض» البيئية المتطرّفة.

أفراد من الشرطة الفرنسية يقفون للحراسة بينما يحضر الناس المعرض الزراعي الدولي (الصالون الدولي للزراعة) أثناء افتتاحه (رويترز)

وفي هذا السياق، أكّد إيمانويل ماكرون السبت أنه «لم يفكّر أبداً في توجيه دعوة» لهذه المجموعة التي عُرفت في مارس (آذار) 2023 خلال يوم من الاشتباكات العنيفة حول موقع بناء خزّان اصطناعي للمياه.

وبينما أُلغيت المناظرة الكبرى التي تعدّ علامة مميّزة لدى الرئيس ماكرون، فقد شارك الأخير في نقاش غير رسمي مع مزارعين وممثلين عن المنظمات النقابية.


مقالات ذات صلة

حكومة فرنسوا بايرو ولدت «قيصرية» والديون والميزانية أكبر تحدياتها

أوروبا رئيس الحكومة الجديد فرانسوا بايرو (الأول يساراً) في صورة مركبة مع الوزراء الرئيسيين في حكومته الجديدة (أ.ف.ب)

حكومة فرنسوا بايرو ولدت «قيصرية» والديون والميزانية أكبر تحدياتها

ولدت حكومة رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسوا بارنييه وجاءت ولادتها «قيصرية» نظراً للمصاعب التي واجهتها والمشاورات التي تواصلت طيلة 10 أيام.

ميشال أبونجم (باريس)
أوروبا رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو في ماتينيون بباريس، 23 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

الإليزيه يعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة

أعلن مكتب الرئيس الفرنسي، الاثنين، تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة، واحتفظ وزيرا الخارجية والجيوش في الحكومة السابقة بمنصبيهما في الحكومة الجديدة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو (رويترز)

الحكومة الفرنسية الجديدة ستُعلَن قبل حلول مساء اليوم

أفادت الرئاسة الفرنسية، اليوم الاثنين، بأن الإعلان عن الحكومة الجديدة برئاسة فرنسوا بايرو لن يحصل قبل حلول الساعة 17:00 بتوقيت غرينتش.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أفريقيا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أديس أبابا (أ.ف.ب)

ماكرون يعدّ مطالبة إثيوبيا بالوصول إلى البحر «طلباً مشروعاً»

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن مطالبة إثيوبيا، البلد غير الساحلي في القرن الأفريقي، بالوصول إلى البحر، «مطلب مشروع».

«الشرق الأوسط» (أديس أبابا)
شمال افريقيا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أديس أبابا (رويترز)

ماكرون يدعو إلى «إلقاء السلاح ووقف إطلاق النار» في السودان

دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، طرفي النزاع في السودان إلى «إلقاء السلاح» بعد عام ونصف العام من الحرب التي تعصف بالبلاد.

«الشرق الأوسط» (أديس أبابا)

أوكرانيا تُدين الهجوم الروسي «غير الإنساني» على نظامها للطاقة

جانب من الدمار الذي خلفه هجوم روسي على خاركيف في 25 ديسمبر (إ.ب.أ)
جانب من الدمار الذي خلفه هجوم روسي على خاركيف في 25 ديسمبر (إ.ب.أ)
TT

أوكرانيا تُدين الهجوم الروسي «غير الإنساني» على نظامها للطاقة

جانب من الدمار الذي خلفه هجوم روسي على خاركيف في 25 ديسمبر (إ.ب.أ)
جانب من الدمار الذي خلفه هجوم روسي على خاركيف في 25 ديسمبر (إ.ب.أ)

أدان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، هجوماً واسعاً شنته القوات الروسية على شبكة الطاقة، أمس (الأربعاء)، وعدَّه «غير إنساني» لأنه جاء صبيحة الاحتفالات بعيد الميلاد.

وقال زيلينسكي إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «اختار عيد الميلاد عمداً لشنّ الهجوم. ما الذي قد يكون لاإنسانياً أكثر من ذلك؟». وأضاف أن «أكثر من 70 صاروخاً، وأكثر من 100 مسيّرة» شاركت في الهجوم، مشيراً إلى أن «الهدف كان نظامنا للطاقة».

وتحدثت مجموعة «DTEK»، أبرز مورّدي الطاقة من القطاع الخاص في البلاد، عن «أضرار بالغة» طالت تجهيزاتها جراء الهجوم. وأشارت إلى أن «هذا هو الهجوم الكبير الثالث عشر الذي يستهدف نظام الطاقة في أوكرانيا العام الحالي».

في سياق متصل، انتقد الكرملين، أمس، إرسال الولايات المتحدة مبلغ مليار دولار إلى أوكرانيا عبر البنك الدولي الذي تمت تغطيته بأرباح الأصول الروسية المجمدة.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف: «سُرقت هذه الأموال منا. والاحتياطات التي جُمّدت؛ جُمدت أيضاً بشكل غير قانوني تماماً. وهذا يتعارض مع جميع القواعد والأعراف».