جدل قانوني حول رفض إنشاء أقاليم جديدة في العراق

خبير قانوني لـ«الشرق الأوسط»: الدستور أجاز استفتاء المحافظات على حق الفيدرالية

الحلبوسي مع مناصريه خلال تجمع جماهيري غرب الأنبار (أرشيفية - إكس)
الحلبوسي مع مناصريه خلال تجمع جماهيري غرب الأنبار (أرشيفية - إكس)
TT

جدل قانوني حول رفض إنشاء أقاليم جديدة في العراق

الحلبوسي مع مناصريه خلال تجمع جماهيري غرب الأنبار (أرشيفية - إكس)
الحلبوسي مع مناصريه خلال تجمع جماهيري غرب الأنبار (أرشيفية - إكس)

أثارت تصريحات رئيس القضاء العراقي، فائق زيدان، بشأن رفض إنشاء أقاليم جديدة، جدلاً قانونياً بسبب مخالفتها الدستور الذي يجيز النظام الفيدرالي في العراق، بحسب خبراء.

ورفض زيدان، الأحد الماضي، ما سماها «فكرة أقاليم أخرى (عدا إقليم كردستان) في العراق»، عاداً أنها «تهدد وحدة العراق وأمنه».

ورأى سياسيون موقف القضاء «مخالفةً صريحةً للمادة 119 من دستور العراق الدائم الذي أقرّ باستفتاء شعبي عام 2005».

وجاء رفض زيدان غير المسبوق خلال لقائه محافظ الأنبار الجديد محمد نوري الكربولي، ورئيس مجلس المحافظة عمر مشعان دبوس، وهي المحافظة التي يثار حلوها الكثير من اللغط كلما تردد «مشروع الإقليم السني».

وطبقاً لبيان صادر عن «مجلس القضاء الأعلى»، فإن القاضي زيدان سعى من خلال حواره مع المسؤولين إلى تبرير رفضه للإقليم من خلال القول إن «الواقع الجغرافي والقومي لإقليم كردستان موجود قبل نفاذ دستور جمهورية العراق سنة 2005، تحديداً سنة 1991 إثر غزو الكويت، وما نتج عنه من آثار سلبية بسبب السياسات الفاشلة للنظام السابق».

وأضاف أن «إقليم كردستان له وضع خاص معترف به من جميع أبناء الشعب العراقي (...) فكرة إنشاء أقاليم أخرى في أي منطقة في العراق مرفوضة لأنها تهدد وحدة العراق وأمنه».

وهيمن حزب الحلبوسي على المنصب التنفيذي الأول، ممثلاً بالمحافظ، والمنصب الرقابي الثاني، ممثلاً برئيس المجلس، وبذلك يكون قد «احتكر» معظم مراكز القرار السياسي والاقتصادي والأمني في المحافظة، الأمر الذي يثير «الشهية» لصراع استثنائي لدى خصومه السياسيين.

من لقاء القاضي زيدان مع محافظ الأنبار الجديد ورئيس مجلس المحافظة (موقع مجلس القضاء)

وحتى مع تراجعه إلى معقله في الأنبار بعد إقالته من رئاسة البرلمان الاتحادي منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ما زال الحلبوسي يخوض «حرباً ضروساً» ضد خصومه السياسيين، سواءً على مستوى أبناء جلدته من المكون السني، أو على مستوى ساسة وقوى المكون الشيعي.

ويبدو أن الخلاف حول قضية الإقليم السني الموعود سيبقى إحدى أبرز قضايا الصراع التي يخوضها الحلبوسي ضد خصومه الذين يتهمونه بـ«نزعة انفصالية» تجد في قضية «الإقليم» المدعومة بغطاء دستوري أداة لتمريرها.

ورغم تذكير الحلبوسي، في بيان الأسبوع الماضي، برفض مواطني الأنبار الدستور الدائم الذي أقر المبدأ الفيدرالي، فإنه لم «يؤكد أو يستبعد إمكانية إقامة إقليم الأنبار»، طبقاً لمصدر مقرب من حزب «تقدم».

ويرى المصدر أن تركيز خصوم الحلبوسي على اتهامه بـ«السعي لتقسيم البلاد» هدفه «التشويش على فكرة إنشاء الإقليم التي يقرها الدستور، خلافاً لفكرة التقسيم التي يرفضها القانون والدستور».

وتنص المادة 119 من الدستور العراقي على الآتي حرفياً: «يحق لكل محافظة أو أكثر تكوين إقليم، بناءً على طلب بالاستفتاء عليه، يقدم بإحدى طريقتين، أولاً: طلب من ثلث الأعضاء في كل مجلس من مجالس المحافظات التي تروم تكوين الإقليم، ثانياً: طلب من عُشر الناخبين في كل محافظة من المحافظات التي تروم تكوين الإقليم».

وبصرف النظر عن رد فعل محافظ الأنبار ورئيس مجلس المحافظة اللذين أكدا خلال لقاء القاضي زيدان «الحرص على وحدة العراق ورفض الأفكار التي تمس وحدته التي يروج لها البعض لغايات سياسية بحتة بعيدة عن واقع وقناعات أبناء المحافظة»، فإن ما صدر عن القضاء يعد تحولاً في التعامل مع مسألة الأقاليم في العراق.

ومع أن الجدل الحالي بشأن إقامة الأقاليم يخص محافظة الأنبار التي شهدت خلال السنتين الماضيتين جدلاً سياسياً بين قواها السياسية والمجتمعية، فإنه سبق لمحافظة صلاح الدين شمال شرقي العراق أن حاولت عام 2013 إنشاء إقليم فيدرالي طبقاً للدستور.

لكن السلطة المركزية في بغداد أعلنت رفضها لأي محاولة في هذا الشأن رغم تصويت مجلس المحافظة آنذاك على فكرة الإقليم، استناداً إلى الدستور.

وجاءت رغبة صلاح الدين في إقامة الفيدرالية على إثر المظاهرات والاضطرابات التي كانت شهدتها المحافظات الغربية ذات الغالبية السنية في العراق والتي بدأت من الأنبار وامتدت إلى صلاح الدين والموصل، ما مهد لاحقاً بعد 2014 إلى دخول تنظيم «داعش»، لكن جدل الأقاليم يتجدد في ظرف مستقر أمنياً.

رئيس البرلمان المقال حقق نتائج قياسية في انتخابات بغداد والأنبار (إعلام حزب تقدم)

مخالفة الدستور

يقول الخبير القانوني علي التميمي لـ«الشرق الأوسط» إن «الدستور العراقي يجيز لمحافظة أو أكثر تكوين إقليم بناءً على طلب بالاستفتاء عليه، يقدم إما من ثلث أعضاء مجلس كل محافظة وإما محافظة واحدة».

ويقتبس التميمي من الدستور ما نصه: «يكلف مجلس الوزراء مفوضية الانتخابات خلال 15 يوماً (بعد طلب الاستفتاء) باتخاذ ما يلزم، ويكون الاستفتاء ناجحاً إذا صوت نصف عدد المستفتين زائد واحد لكل محافظة».

وفي مرحلة لاحقة، تصادق المحكمة الاتحادية على الاستفتاء ثم يصدر قرار من رئيس الوزراء خلال 15 يوماً من تاريخ وصول المصادقة بإعلان الإقليم»، وفقاً لشروحات الخبير العراقي. ومن ثم يصار إلى إنشاء مجلس تشريعي والتصويت على دستور للإقليم الجديد.

وفي حالة فشل الاستفتاء، والكلام للتميمي، فإنه من الممكن إعادته بعد سنة، وفي حالة الرفض غير المبرر من مجلس الوزراء فإنه يمكن لمجلس المحافظة تقديم طعن للمحكمة الاتحادية بذلك»، وفقاً لنصوص الدستور العراقي.

وصوتت المحافظات ذات الأغلبية الشيعية، إلى جانب محافظات إقليم كردستان، بحماس في استفتاء الدستور الذي أكد «فيدرالية» الدولة، وأقر حق المحافظات بتشكيل إقليمها الخاص، خلافاً لامتناع الكثير من سكان المحافظات ذات الأغلبية السنية عن التصويت لصالح الدستور الدائم.

اقرأ أيضاً


مقالات ذات صلة

العراق: «الإطار» يدرس تكليف رئيس وزراء سابق قيادة الحكومة

المشرق العربي 
قادة «الإطار التنسيقي» وقّعوا على بيان لإعلانهم «الكتلة الأكثر عدداً» في البرلمان العراقي الجديد (واع)

العراق: «الإطار» يدرس تكليف رئيس وزراء سابق قيادة الحكومة

في ظلّ التعقيدات التي يواجهها «الإطار التنسيقي» الشيعي لتشكيل الحكومة الجديدة ضمن السقوف الدستورية التي لا تتعدى 3 أشهر في حدّها الأعلى، لا يستبعد مسؤولٌ.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي جانب من أحد اجتماعات قوى «الإطار التنسيقي» (وكالة الأنباء العراقية)

«التنسيقي» العراقي يدرس خيار إعادة تكليف رئيس وزراء سابق

رجّح مسؤول رفيع مقرب من قوى «الإطار التنسيقي»، أن تلجأ هذه القوى إلى اختيار رئيس وزراء سابق لتولي المنصب التنفيذي، وسط تنافس داخلي معقّد بين أبرز المرشحين.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي محادثات سورية عراقية لتسريع افتتاح منفذ التنف/ الوليد وبناء منفذ جديد في البوكمال شرق سوريا (سانا)

محادثات سورية عراقية لتسريع افتتاح منفذ التنف/ الوليد الحدودي

استضافت دمشق، الاثنين، اجتماعاً بين رئيس الهيئة العامة للمنافذ والجمارك قتيبة بدوي، ووفد عراقي برئاسة الفريق سامي عبد الحسين راضي مستشار رئيس الوزراء العراقي.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي رجال متهمون بالانتماء لتنظيم «داعش» في سجن بشمال شرقي سوريا في مارس الماضي (نيويورك تايمز)

مخيمات تنظيم «داعش» تشكّل مشكلة خطيرة لقادة سوريا

حتى الآن، اتخذت الحكومة موقفاً عاماً قوياً ضد تنظيم «داعش». وافقت سوريا في نوفمبر على الانضمام إلى تحالف تقوده الولايات المتحدة لمحاربة التنظيم.

«الشرق الأوسط» (مخيم الهول - الحسكة (سوريا ))
الخليج قافلة شاحنات تحمل مساعدات سعودية تدخل سوريا من معبر نصيب مع الأردن 6 يناير (رويترز)

مشاريع «مركز الملك سلمان» في سوريا تتضاعف أكثر من 100 % خلال 2025

أظهرت تحديثات جديدة كشفت عنها المنصة الإلكترونية لـ«مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» تسجيل أرقام جديدة حول مشاريع المركز المنجزة.

غازي الحارثي (الرياض)

العراق: «الإطار» يدرس تكليف رئيس وزراء سابق قيادة الحكومة


قادة «الإطار التنسيقي» وقّعوا على بيان لإعلانهم «الكتلة الأكثر عدداً» في البرلمان العراقي الجديد (واع)
قادة «الإطار التنسيقي» وقّعوا على بيان لإعلانهم «الكتلة الأكثر عدداً» في البرلمان العراقي الجديد (واع)
TT

العراق: «الإطار» يدرس تكليف رئيس وزراء سابق قيادة الحكومة


قادة «الإطار التنسيقي» وقّعوا على بيان لإعلانهم «الكتلة الأكثر عدداً» في البرلمان العراقي الجديد (واع)
قادة «الإطار التنسيقي» وقّعوا على بيان لإعلانهم «الكتلة الأكثر عدداً» في البرلمان العراقي الجديد (واع)

في ظلّ التعقيدات التي يواجهها «الإطار التنسيقي» الشيعي لتشكيل الحكومة الجديدة ضمن السقوف الدستورية التي لا تتعدى 3 أشهر في حدّها الأعلى، لا يستبعد مسؤولٌ رفيعٌ مقرب من قوى «الإطار» أن يختاروا رئيسَ وزراء سابقاً لقيادة الحكومة الجديدة.

وقال المسؤول لـ«الشرق الأوسط» إنَّ القوى الشيعية «ترغب في تولي شخصية ذات خبرة في إدارة المنصب التنفيذي الأول بالبلاد، خصوصاً في ظلّ التحديات المحلية والإقليمية القائمة والمتوقعة». ولم يستبعد المسؤول «أن تلجأ قوى (الإطار التنسيقي) إلى اختيار أحد الشخصيات التي شغلت منصب رئاسة الوزراء سابقاً، مثل نوري المالكي أو محمد السوداني أو حيدر العبادي أو مصطفى الكاظمي، وبدرجة أقل عادل عبد المهدي الذي سبق أن أُقيل من منصبه بعد (حراك تشرين) الاحتجاجي».


ترمب: نبحث ما إذا كانت إسرائيل انتهكت وقف النار بقتل قيادي في «حماس»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
TT

ترمب: نبحث ما إذا كانت إسرائيل انتهكت وقف النار بقتل قيادي في «حماس»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، أن إدارته تبحث فيما إذا كانت إسرائيل انتهكت وقف إطلاق النار في قطاع غزة بقتلها، السبت، قيادياً في حركة «حماس» الفلسطينية.

وقال خليل الحية، رئيس «حماس» في غزة وكبير مفاوضيها، الأحد، إن عملية اغتيال إسرائيل للرجل الثاني في «كتائب القسام» الذراع العسكرية للحركة، رائد سعد، يهدد «بقاء الاتفاق (وقف إطلاق النار) صامداً» في القطاع.

وأعلنت إسرائيل، السبت، مقتل سعد في هجوم جوي نفذته مُسيَّرة على مركبة من طراز «جيب» على شارع الرشيد الساحلي، جنوب غربي مدينة غزة، حيث أطلقت الطائرة 3 صواريخ باتجاه المركبة ومحيطها، لقتل كل من بداخلها.

وأكد الرئيس الأميركي، الاثنين، أن قوة تحقيق الاستقرار الدولية في غزة تعمل بالفعل، وأن مزيداً من الدول ستنضم إليها.

وأضاف: «أعتقد أنها تعمل بشكل أو بآخر. ينضم إليها المزيد من الدول. هناك دول مشاركة بالفعل، لكنها سترسل أي عدد من القوات أطلبه منها».

وفي سياقٍ مختلف، قال ترمب، الاثنين، إنه من المحتمل أن يقيم في القريب العاجل دعوى قضائية على هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بسبب تقرير عن تعليقاته في الفترة التي سبقت الهجوم على مبنى الكونغرس الأميركي (الكابيتول) في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021.

وقال ترمب لصحافيين في البيت الأبيض إن الدعوى القضائية قد تقام (الاثنين) أو (الثلاثاء)، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأشار الرئيس الأميركي إلى أن اتفاقاً يهدف إلى إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا بات أقرب من أي وقت مضى، وذلك بعد أن أعلن فريقه عن إحراز تقدم عقب محادثات جرت في برلين. وأكد: «أعتقد أننا أقرب الآن من أي وقت مضى».

وأعلن الرئيس الأميركي أنه طلب من نظيره الصيني شي جينبينغ النظر في إطلاق سراح قطب الإعلام المؤيد للديمقراطية جيمي لاي بعد إدانته في هونغ كونغ بتهم تتعلق بالأمن القومي.

وقال ترمب: «أشعر بحزن شديد. تحدّثت إلى الرئيس شي بهذا الشأن، وطلبت أن ينظر في إطلاق سراحه»، من دون أن يحدّد متى طلب ذلك من الرئيس الصيني. وأضاف: «إنه (لاي) رجل مسنّ، وليس بصحة جيدة. لذا قدّمت هذا الطلب. سنرى ما سيحدث».

وأدانت المحكمة العليا في هونغ كونغ، الاثنين، «لاي» بتهمة التآمر مع قوات أجنبية، في أبرز محاكمة تشهدها المدينة، بموجب قانون الأمن القومي الذي فرضته الصين، والذي قد يؤدي إلى سجنه مدى الحياة.


جولة لسفراء في جنوب لبنان ومعاينة ميدانية لخطة حصرية السلاح

سفير المملكة العربية السعودية لدى بيروت وليد بخاري خلال مشاركته في الجولة إلى الجنوب (قيادة الجيش)
سفير المملكة العربية السعودية لدى بيروت وليد بخاري خلال مشاركته في الجولة إلى الجنوب (قيادة الجيش)
TT

جولة لسفراء في جنوب لبنان ومعاينة ميدانية لخطة حصرية السلاح

سفير المملكة العربية السعودية لدى بيروت وليد بخاري خلال مشاركته في الجولة إلى الجنوب (قيادة الجيش)
سفير المملكة العربية السعودية لدى بيروت وليد بخاري خلال مشاركته في الجولة إلى الجنوب (قيادة الجيش)

نظمت قيادة الجيش اللبناني جولة ميدانية لعدد من السفراء والقائمين بأعمال السفارات والملحقين العسكريين للاطّلاع على تطبيق المرحلة الأولى من خطة الجيش في قطاع جنوب الليطاني، وفق قرار السلطة السياسية، ومهماته على كامل الأراضي اللبنانية.

وبعد تصعيد إسرائيلي، يوم الأحد، ساد الهدوء، الاثنين، خلال جولة السفراء عند الحدود، حيث أكد قائد الجيش العماد رودولف هيكل الذي رافق السفراء، «أن الهدف الأساسي للمؤسسة العسكرية هو تأمين الاستقرار».

السفراء والقائمون بالأعمال يستمعون إلى شرح قائد الجيش العماد رودولف هيكل حول تنفيذ خطة حصرية السلاح في جنوب الليطاني (قيادة الجيش)

واستهل اللقاء في قيادة قطاع جنوب الليطاني بالنشيد الوطني اللبناني ودقيقة صمت استذكاراً لأرواح قتلى الجيش، ثم ألقى العماد هيكل كلمة رحّب فيها بالحاضرين، معرباً عن «تقديره للدول الشقيقة والصديقة التي يمثّلونها، نظراً لما تبديه من حرص على لبنان»، كما أكد، «أن الهدف الأساسي للمؤسسة العسكرية، هو تأمين الاستقرار، بينما يستمر الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ لبنانية بالتزامن مع الاعتداءات المتواصلة»، مشيراً، إلى «أن هدف الجولة،هو تأكيد التزام الجيش بتطبيق القرار 1701 واتفاق وقف الأعمال العدائية، وتنفيذ المهمات الموكلة إليه، وذلك رغم الإمكانات المحدودة».

ولفت إلى «أن الأهالي، كما جميع مكونات المجتمع اللبناني، يثقون بالجيش».

كذلك جرى عَرْضُ إيجاز، بحسب بيان للقيادة عن مهمات الجيش في مختلف المناطق اللبنانية، والوضع العام في قطاع جنوب الليطاني وعلاقة التعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، بالإضافة إلى تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الجيش بالتنسيق مع لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية، الـ«ميكانيزم».

و أشاد الحاضرون، حسب البيان، «باحتراف الجيش ومهنيته في تنفيذ مهمته، مثمّنين تضحيات عناصره لأداء الواجب». بعدها قام الحاضرون، يرافقهم عدد من الضباط، بجولة ميدانية على بعض المراكز والمواقع التي شملتها خطة الجيش.

وأتت هذه الجولة، بعد أيام على تنظيم الجيش جولة مماثلة للإعلام سعياً منه للكشف عن كل العمليات التي يقوم به تنفيذاً لقرار الحكومة المرتبط بحصرية السلاح، لا سيما في ظل بعض الانتقادات والأصوات التي تصدر مشككة بقدرته على تسلّم زمام الأمور والسيطرة على الأوضاع الأمنية.

وتأتي هذه الخطوة، أيضاً قبل 3 أيام من استضافة باريس مؤتمراً تحضيرياً لدعم الجيش يُعقد في 18 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، ويحضره الموفد الخاص للرئيس الفرنسي إلى لبنان، جان إيف لودريان، والمستشارة السياسية لماكرون آن كلير لوجاندر، والعماد هيكل، والموفدة الأميركية إلى الـ«ميكانيزم» مورغان أورتاغوس.