جناح السعودية في «برلين السينمائي» يلفت الأنظار

يُقدم فرصاً مميزة أمام صنّاع الأفلام العالميين

الجناح يستقبل زواره بالقهوة السعودية المميزة (الشرق الأوسط)
الجناح يستقبل زواره بالقهوة السعودية المميزة (الشرق الأوسط)
TT

جناح السعودية في «برلين السينمائي» يلفت الأنظار

الجناح يستقبل زواره بالقهوة السعودية المميزة (الشرق الأوسط)
الجناح يستقبل زواره بالقهوة السعودية المميزة (الشرق الأوسط)

لفت جناح السعودية في سوق «مهرجان برلين السينمائي»، في دورته الـ74 الأنظار، حيث يضم الجناح الذي يقع في مدخل السوق هيئات عدة معنية بصناعة السينما والفنون.

وتعد هذه المشاركة الأولى من نوعها للمملكة داخل سوق المهرجان الذي يحتضن عدداً كبيراً من صناع السينما العالمية، ويحظى باهتمام كبير خلال فعاليات المهرجان.

بالقهوة السعودية المميزة، يستقبل الجناح السعودي زواره لينطلقوا في جولة يتعرفون خلالها على الامتيازات التي توفرها الجهات المشاركة، مثل أماكن التصوير، والإمكانات الموجودة في الاستوديوهات، وامتيازات الاسترداد النقدي عند التصوير بالمملكة، بالإضافة إلى الخوض في تفاصيل تسهيلات استخراج التصاريح في غضون فترة وجيزة.

جانب من المناقشات داخل الجناح السعودي (الشرق الأوسط)

ووفرت «فيلم العلا» لزوارها تجربة «رؤية افتراضية» لمختلف مناطق العلا وتفاصيلها عبر الوجود بالجناح، بجانب إبراز التخفيضات والمميزات الاستثنائية التي تتوافر في المنطقة، سواء فيما يتعلق بتنوع تضاريسها أو تجهيزها بأحدث التقنيات الموجودة في الاستوديوهات.

وعلى مدار ساعات عدة قضتها «الشرق الأوسط» داخل الجناح، فإن نقاشات معمقة واستفسارات من ممثلي شركات إنتاج وتوزيع عالمية كانت موجودة بلقاءات مع مسؤولين مختلفين، بوقت عزز فيه الوجود بالجناح اللقاءات المباشرة بين المسؤولين بالجهات السعودية وصناع السينما العالمية، وسط حركة ديناميكية لا تتوقف منذ ساعات الصباح الباكر.

ويشارك في الجناح السعودي عدد من الجهات والهيئات السعودية المختلفة، في مقدمتها مؤسسة البحر الأحمر، و«نيوم»، و«فيلم العلا»، و«الصندوق الثقافي»، ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، بجانب «هيئة الأفلام» التي أقامت حفل استقبال لضيوف السوق والمهرجان (الأحد) وسط حضور عدد كبير من مسوقي الأفلام الأجانب والعرب.

جناح المملكة داخل سوق مهرجان برلين (الشرق الأوسط)

وخلال الحفل، الذي استمر لأكثر من ساعتين، وشهد مناقشات ولقاءات ثنائية بين مسؤولي الجهات السعودية وعدد من المشاركين في المهرجان، تحدّث مدير عام تنمية القطاع وجذب الاستثمار بهيئة الأفلام، عبد الجليل الناصر، مع عدد من صناع السينما حول الفرص الاستثمارية بالمملكة.

كما عقد الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام عبد الله آل عياف، الذي وصل في وقت لاحق، لقاءات عدة مع عدد من صناع السينما العربية والعالمية؛ منهم رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، الفنان حسين فهمي.

يعدّ الناقد السعودي أحمد العياد، الجناح بمنزلة «بوابة مهمة للتعريف بصناعة السينما السعودية» ضمن أحد أهم المهرجانات السينمائية العالمية، مشيراً إلى أن وجود مختلف الجهات المعنية بصناعة الفنون داخل أروقة الجناح، وعرض الفرص التي تتيحها كل جهة، وإبراز التسهيلات والحوافز المقدمة من المملكة لصناع السينما، أمور ستكون لها انعكاسات إيجابية مع تكرارها في السنوات المقبلة.

وأضاف العياد لـ«الشرق الأوسط» أن وجود الجناح السعودي في مدخل السوق، واللافتات الترويجية لأماكن التصوير في المملكة، عكسا بشكل واضح اهتمام القائمين على المهرجان بالجانب الترويجي وإبراز الجناح، لا سيما أن وجوده يتزامن هذا العام مع وجود 4 أفلام تلقت دعماً سعودياً في فعالياته المختلفة.

تجربة زيارة العلا افتراضياً داخل الجناح (الشرق الأوسط)

وتسعى «هيئة الأفلام» عبر الوجود في المهرجانات العالمية لتطوير قطاع السينما وبيئة الإنتاج في المملكة من خلال تحفيز صناع السينما السعوديين ودعمهم، مع تبادل الخبرات، بما يؤدي لتطوير بيئة داعمة لصناعة الأفلام في المملكة، وفق بيان الهيئة عن مشاركتها في مهرجان برلين.

بدوره، يبدي المخرج السعودي الشاب علي فاضل سعادته بالتفاعل الكبير مع الجناح السعودي في سوق مهرجان برلين، خصوصاً مع النمو المتزايد في صناعة السينما بالسعودية.

فاضل، الذي يدرس في فرنسا ضمن برنامج ابتعاث مكثف للمخرجين السعوديين، يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الوجود السعودي سيسهل عليه وعلى زملائه التواصل مع صناع السينما العالمية، سواء بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، عبر معرفتهم وإدراكهم الخدمات المختلفة التي يمكن تقديمها لأعمالهم في السعودية».


مقالات ذات صلة

«الأقصر للسينما الأفريقية» في مرمى الأزمات المالية

يوميات الشرق مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية شهد حضور فنانين مصريين ومن دول أفريقية (صفحة المهرجان على «فيسبوك»)

«الأقصر للسينما الأفريقية» في مرمى الأزمات المالية

شهد معبد الأقصر، مساء الخميس، انطلاق فعاليات الدورة 14 من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، وسط تحديات عدة أبرزها الأزمة المالية نتيجة تقليص ميزانية المهرجانات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق من أفلام شاشات الواقع «النهار هو الليل» لغسان سلهب (المكتب الإعلامي للمهرجان)

مهرجان «شاشات الواقع» في دورته الـ19 بانوراما سينما منوعة

نحو 35 فيلماً وثائقياً طويلاً وشرائط سينمائية قصيرة، يتألف منها برنامج عروض المهرجان الذي يتميز هذه السنة بحضور كثيف لصنّاع السينما اللبنانيين.

فيفيان حداد (بيروت)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق لوحة ألوان زاهية (أ.ف.ب)

مناطيد الهواء الساخن تُزيِّن سماء النيبال

أطلقت بوخارا أول مهرجان لمناطيد الهواء الساخن يُقام في النيبال، إذ تحوّلت سماء المدينة لوحةً من الألوان الزاهية ضمن مشهد شكّلت ثلوج قمم «هملايا» خلفيته.

«الشرق الأوسط» (بوخارا (النيبال))
يوميات الشرق حوار ثقافي سعودي عراقي في المجال الموسيقي (وزارة الثقافة)

«بين ثقافتين» التقاء الثقافتين السعودية والعراقية في الرياض

يقدم مهرجان «بين ثقافتين» الذي أطلقته وزارة الثقافة في مدينة الرياض، رحلة ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة.

عمر البدوي (الرياض)

السنة الأمازيغية 2975... احتفاء بالجذور وحفاظ على التقاليد

نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)
نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)
TT

السنة الأمازيغية 2975... احتفاء بالجذور وحفاظ على التقاليد

نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)
نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)

يحتفل الأمازيغ حول العالم وخاصة في المغرب العربي بعيد رأس السنة الأمازيغية في 12 أو 13 من يناير (كانون الثاني)، التي توافق عام 2975 بالتقويم الأمازيغي. ويطلق على العيد اسم «يناير»، وتحمل الاحتفالات به معاني متوارثة للتأكيد على التمسك بالأرض والاعتزاز بخيراتها.

وتتميز الاحتفالات بطقوس وتقاليد متنوعة توارثها شعب الأمازيغ لأجيال عديدة، في أجواء عائلية ومليئة بالفعاليات الثقافية والفنية.

وينتشر الاحتفال ﺑ«يناير» بشكل خاص في دول المغرب والجزائر وتونس وليبيا والنيجر ومالي وسيوة بمصر.

أمازيغ يحتفلون بالعام الجديد من التقويم الأمازيغي في الرباط بالمغرب 13 يناير 2023 (رويترز)

جذور الاحتفال

يعود تاريخ الاحتفال برأس السنة الأمازيغية إلى العصور القديمة، وهو متجذر في الحكايات الشعبية والأساطير في شمال أفريقيا، ويمثل الرابطة بين الأمازيغ والأرض التي يعيشون عليها، فضلاً عن ثروة الأرض وكرمها. ومن ثمّ فإن يناير هو احتفال بالطبيعة والحياة الزراعية والبعث والوفرة.

ويرتبط الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة بأصل تقويمي نشأ قبل التاريخ، يعكس تنظيم الحياة وفق دورات الفصول.

وفي الآونة الأخيرة، اكتسب الاحتفال برأس السنة الأمازيغية أهمية إضافية كوسيلة للحفاظ على الهوية الثقافية الأمازيغية حية.

ومصطلح «يناير» هو أيضاً الاسم الذي يُطلق على الشهر الأول من التقويم الأمازيغي.

خلال احتفال لأمازيغ جزائريين برأس السنة الأمازيغية الجديدة «يناير» في ولاية تيزي وزو شرق العاصمة الجزائر (رويترز)

متى رأس السنة الأمازيغية؟

إن المساء الذي يسبق يناير (رأس السنة الأمازيغية) هو مناسبة تعرف باسم «باب السَنَة» عند القبائل في الجزائر أو «عيد سوغاس» عند الجماعات الأمازيغية في المغرب. ويصادف هذا الحدث يوم 12 يناير ويمثل بداية الاحتفالات في الجزائر، كما تبدأ جماعات أمازيغية في المغرب وأماكن أخرى احتفالاتها في 13 يناير.

يبدأ التقويم الزراعي للأمازيغ في 13 يناير وهو مستوحى من التقويم اليولياني الذي كان مهيمناً في شمال أفريقيا خلال أيام الحكم الروماني.

يمثل يناير أيضاً بداية فترة مدتها 20 يوماً تُعرف باسم «الليالي السود»، التي تمثل واحدة من أبرد أوقات السنة.

أمازيغ جزائريون يحتفلون بعيد رأس السنة الأمازيغية 2975 في قرية الساحل جنوب تيزي وزو شرقي العاصمة الجزائر 12 يناير 2025 (إ.ب.أ)

ما التقويم الأمازيغي؟

بدأ التقويم الأمازيغي في اتخاذ شكل رسمي في الستينات عندما قررت الأكاديمية البربرية، وهي جمعية ثقافية أمازيغية مقرها باريس، البدء في حساب السنوات الأمازيغية من عام 950 قبل الميلاد. تم اختيار التاريخ ليتوافق مع صعود الفرعون شيشنق الأول إلى عرش مصر.

وشيشنق كان أمازيغياً، وهو أحد أبرز الشخصيات الأمازيغية في تاريخ شمال أفريقيا القديم. بالنسبة للأمازيغ، يرمز هذا التاريخ إلى القوة والسلطة.

رجال أمازيغ يرتدون ملابس تقليدية يقدمون الطعام خلال احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)

كيف تستعد لرأس السنة الأمازيغية؟

تتركز احتفالات يناير على التجمعات العائلية والاستمتاع بالموسيقى المبهجة. تستعد معظم العائلات لهذا اليوم من خلال إعداد وليمة من الأطعمة التقليدية مع قيام الأمهات بتحضير الترتيبات الخاصة بالوجبة.

كما أصبح من المعتاد ارتداء الملابس التقليدية الأمازيغية والمجوهرات خصيصاً لهذه المناسبة.

وتماشياً مع معاني العيد المرتبطة بالتجديد والثروة والحياة، أصبح يناير مناسبة لأحداث مهمة لدى السكان مثل حفلات الزفاف والختان وقص شعر الطفل لأول مرة.

يحتفل الأمازيغ في جميع أنحاء منطقة المغرب العربي وكذلك أجزاء من مصر بعيد «يناير» أو رأس السنة الأمازيغية (أ.ف.ب)

ما الذي ترمز إليه الاحتفالات؟

يتعلق الاحتفال بيوم يناير بالعيش في وئام مع الطبيعة على الرغم من قدرتها على خلق ظروف تهدد الحياة، مثل الأمطار الغزيرة والبرد والتهديد الدائم بالمجاعة. وفي مواجهة هذه المصاعب، كان الأمازيغ القدماء يقدسون الطبيعة.

تغيرت المعتقدات الدينية مع وصول اليهودية والمسيحية والإسلام لاحقاً إلى شمال أفريقيا، لكن الاحتفال ظل قائماً.

تقول الأسطورة إن من يحتفل بيوم يناير سيقضي بقية العام دون أن يقلق بشأن المجاعة أو الفقر.

نساء يحضّرن طعاماً تقليدياً لعيد رأس السنة الأمازيغية (أ.ف.ب)

يتم التعبير عن وفرة الثروة من خلال طهي الكسكس مع سبعة خضراوات وسبعة توابل مختلفة.

في الماضي، كان على كل فرد من أفراد الأسرة أن يأكل دجاجة بمفرده للتأكد من شبعه في يوم يناير. وترمز البطن الممتلئة في يناير إلى الامتلاء والرخاء لمدة عام كامل.

ومن التقاليد أيضاً أن تأخذ النساء بعض الفتات وتتركه بالخارج للحشرات والطيور، وهي لفتة رمزية للتأكد من عدم جوع أي كائن حي في العيد.