«لا أرض أخرى» يكتسب زخماً في «برلين السينمائي» بسبب حرب غزة

«الوثائقي الفلسطيني» يرصد تداعيات «الفصل العنصري» و«الاستيطان»

لقطة من الفيلم (برلين السينمائي)
لقطة من الفيلم (برلين السينمائي)
TT

«لا أرض أخرى» يكتسب زخماً في «برلين السينمائي» بسبب حرب غزة

لقطة من الفيلم (برلين السينمائي)
لقطة من الفيلم (برلين السينمائي)

اكتسبت أحداث الفيلم الوثائقي الفلسطيني «لا أرض أخرى» زخماً سياسياً في الدورة الجارية لمهرجان برلين السينمائي، على وقع حرب غزة.

وشهد العرض الأول للفيلم المشارك ضمن فعاليات «برنامج البانوراما» بالمهرجان هتافات من بعض حضور جلسة استقبال الأسئلة والأجوبة، خلال عرضه الأول بالمهرجان، إذ يروي الفيلم من خلال بطليه الصحافي والناشط الفلسطيني باسل عدرا، وزميله الإسرائيلي يوفال إبراهام، قصة معاناة قرى «مسافر يطا» الفلسطينية بالضفة الغربية.

ووصف عدرا مع إبراهام خلال تلقي الأسئلة إسرائيل بأنها «دولة فصل عنصري» مطالبين بوقف إطلاق النار في غزة، وسط هتافات من بعض الحضور «فلسطين حرة»، «السلام لفلسطين»، بينما هتف شخص آخر بـ«الحياة لإسرائيل وفلسطين»، وسط مطالبات من المسؤولة عن إدارة الحوار بعدم التجاوز واستمرار تلقي الأسئلة والإجابة عليها.

جانب من مناقشة الفيلم الفلسطيني (الشرق الأوسط)

ولا يتطرق صناع الفيلم لأحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إلا بشكل عابر في نهايته مع تصعيد المستوطنين هجماتهم تجاه الفلسطينيين، حيث يوثق الفيلم تعرض نجل عم المخرج الفلسطيني لإطلاق الرصاص على يد مستوطن، في نهاية الفيلم مع استمرار عمليات تهجير العائلات من مساكنهم وتدميرها.

وتحدث صناع الفيلم عن «الفصل العنصري» بين الفلسطينيين والإسرائيليين الموجودين في الأماكن نفسها تقريباً، وهو فصل جعل المخرج الفلسطيني يستغرق أكثر من 30 ساعة للوصول من منزله إلى برلين في وقت لم يستغرق فيه زميله الإسرائيلي أكثر من 4 ساعات لكي يصل إلى العاصمة الألمانية، بالرغم من أن المسافة بين منزليهما لا تزيد عن 30 دقيقة.

الفيلم الوثائقي الفلسطيني – النرويجي يعرض ضمن عروض «بانوراما» في 4 حفلات مختلفة تختتم الثلاثاء، فيما رفعت العروض الثلاثة الأولى لافتة كامل العدد وسط اهتمام جماهيري ونقدي بمشاهدة الفيلم الذي يتطرق لمشكلة التهجير القسري للفلسطينيين.

وعلى مدار 95 دقيقة، يوثق الناشطان الفلسطيني والإسرائيلي رحلة معاناة أهالي «مسافر يطا» مع الاحتلال الإسرائيلي الساعي لإخراجهم من منازلهم المتواضعة التي لا يتوافر بداخلها أبسط أساسيات الحياة.

واستغرق تصوير الفيلم والعمل المشترك بين باسل عدرا وزميله يوفال إبراهام، 5 سنوات، حضر فيها الصحافي والمخرج الإسرائيلي إلى المنطقة لفترات طويلة، شاهد ووثق اعتداءات الشرطة على الأهالي ومحاولات إخلاء منازلهم وتشريد العائلات بشكل مستمر عبر هدم منازلها بين الحين والآخر.

ويسلط الضوء على المسارات العديدة التي سلكها الفلسطينيون للبقاء في منازلهم، بداية من اللجوء إلى المحكمة في إسرائيل واستمرار التقاضي على مدار 22 عاماً مروراً ببناء المستوطنات في محيط المنطقة رغم التبرير الإسرائيلي بأن إخراج الأهالي الفلسطينيين يأتي لكون المنطقة مخصصةً للتدريب العسكري للجيش.

مشاهد معتادة عن الاعتداءات التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة وثقها الفيلم، بما فيها تعرض بعضهم لإطلاق النار والاعتداءات البدنية التي تطول الشباب الرافضين لمغادرة منازلهم بجانب تكرار عمليات هدم المنازل بعد بنائها واضطرار العائلات للإقامة في الجبل من أجل الحفاظ على وجودهم بالأرض.

المخرجان الفلسطيني والإسرائيلي بعد عرض الفيلم (الشرق الأوسط)

وسرد باسل عدرا العديد من التفاصيل حول حياة عائلته ونشأته، ومقاومة والديه وصمودهما، فوالده اعتقل في طفولته لنضاله من أجل البقاء في المنطقة وعدم الخروج منها، بينما ازداد الخناق عليهم يوماً بعد الآخر، لتكون العائلات بين خيار الرحيل وخسارة الأرض أو البقاء للعيش في معاناة يومية لا تنتهي.

ولم يسلم أيضاً الصحافي والمخرج الإسرائيلي يوفال إبراهام من التهديدات والمخاطرة، فالمستوطنون الداعمون لإخراج الفلسطينيين من منازلهم يقومون بتصويره ونشر بياناته عبر مواقع التواصل الاجتماعي في محاولة لتهديده وإظهاره بأنه يدعم بقاء «أعدائهم»، وفق تصريحاته خلال مناقشة عرض الفيلم.


مقالات ذات صلة

«سلاح أبيض» و«أحزمة ناسفة»... تكتيكات جديدة لـ«القسام» في غزة

المشرق العربي «كتائب القسام» تشارك في عرض عسكري وسط قطاع غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)

«سلاح أبيض» و«أحزمة ناسفة»... تكتيكات جديدة لـ«القسام» في غزة

الواقع الميداني أجبر عناصر «القسام» على العمل بتكتيكات وأساليب مختلفة، خصوصاً وأن الجيش الإسرائيلي نجح في تحييد الكثير من مقدرات المقاومين.

«الشرق الأوسط» (غزة)
أوروبا رجل فلسطيني ينظر لجثامين الأطفال الذين قُتلوا في غارة إسرائيلية في مستشفى الأهلي العربي في وسط غزة (أ.ف.ب)

«هذه قسوة وليست حرباً»... البابا فرنسيس يدين مقتل أطفال في غارة إسرائيلية على غزة

أدان البابا فرنسيس «قسوة» غارة جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل سبعة أطفال من العائلة ذاتها في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلاً مصاباً في غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات وسط غزة (رويترز)

بينهم 7 أطفال.. مقتل 12 شخصاً من عائلة واحدة في غارة إسرائيلية على غزة

أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة مقتل12 شخصاً من عائلة واحدة، بينهم 7 أطفال، في غارة إسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية رجال الطوارئ الإسرائيليون يتفقدون حفرة في الموقع الذي سقط فيه مقذوف أطلق من اليمن في تل أبيب في وقت مبكر من اليوم السبت (أ.ف.ب)

إصابة 16 شخصاً في سقوط صاروخ وسط تل أبيب... و«الحوثي» يتبنى الهجوم

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (السبت)، أن صاروخاً أطلِق من اليمن أصاب الأراضي الإسرائيلية قرب تل أبيب بعد فشل محاولات اعتراضه.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي جنديان من الجيش الإسرائيلي خلال العمليات العسكرية في قطاع غزة (موقع الجيش الإسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي ينفي تقريراً حول قتل عشوائي للمدنيين في غزة

رفض الجيش الإسرائيلي ما أوردته صحيفة إسرائيلية بارزة نقلاً عن جنود يخدمون في غزة، عن وقوع عمليات قتل عشوائية للمدنيين الفلسطينيين في ممر نتساريم بغزة.


«سيد الخواتم» يدخل عالم الرسوم المتحركة اليابانية

معالجة «سيد الخواتم» على طريقة الأنيمي اليابانية
معالجة «سيد الخواتم» على طريقة الأنيمي اليابانية
TT

«سيد الخواتم» يدخل عالم الرسوم المتحركة اليابانية

معالجة «سيد الخواتم» على طريقة الأنيمي اليابانية
معالجة «سيد الخواتم» على طريقة الأنيمي اليابانية

إذا كنت تودُّ معرفة من هو ملك وادي «هيلمز ديب»، فأنت في المكان المناسب. كذلك إذا كنت من محبي أفلام الرسوم المتحركة اليابانية، ولم تشاهد أي جزء من سلسلة أفلام «لورد أوف ذا رينغز» (سيد الخواتم)، فمرحباً بك.

بدأت دور السينما العالمية في عرض فيلم رسوم متحركة من إنتاج شركة «وارنر برذرز»، وهو فيلم «لورد أوف ذا رينغز: وور أوف الروهيريم» (سيد الخواتم: حرب الروهيريم)، ويعد الجزء الأحدث من سلسلة أفلام «سيد الخواتم» الشهيرة، المأخوذة من روايات لجون رونالد تولكين. أحداث الفيلم تدور قبل 200 سنة من أحداث ثلاثية «سيد الخواتم»، وتروي قصة مهمة ملك أسطوري في الدفاع عن أرضه في مواجهة جيش من الغزاة.

فيما يلي ما يمكن معرفته عن مصدر القصة، وكيف تتلاءم مع باقي عالم «سيد الخواتم»، والشخصيات المألوفة التي يمكن العثور عليها.

* هل كتب تولكين هذه القصة؟

- تستند الشخصيات في الفيلم، وهو من إخراج كينجي كامياما، إلى تفاصيل واردة في ملاحق روايات «سيد الخواتم». إنها تغطي تاريخ حكام «روهان»، المملكة الخيالية في الأرض الوسطى التي تشتهر بمروضي الخيول والخيّالة الفرسان.

من البديهي أن يتطلب تحويل هوامش إلى فيلم مصور بعضاً من جهود إعادة الصياغة، وإضافة التفاصيل، وكانت مهمة صناع الأفلام بالأساس هي عرض شجرة عائلة، تتضمن الملك هيلم هامر هاند، ملك «روهان» الأسطوري، وأبناءه هاليث وهاما وابنة لا تحمل اسماً، على الشاشة. اختار المنتجون التركيز على ابنة هيلم، التي أطلقوا عليها هيرا من أجل الفيلم، والتي جعل تولكين مصيرها غير واضح.

مشهد من فيلم «سيد الخواتم: حرب الروهيريم»

* كيف تتصل هذه القصة بأحداث الروايات والأفلام الأخرى؟

- يقدم الفيلم الجديد أحداثاً سابقة في قصة هيلم، الذي يؤدي صوته براين كوكس، مؤسس «هيلمز ديب»، الحصن الحصين في جبال «وايت ماونتنز»، إذ دخلت فيها قوات الساحر «سارومان» في مواجهة مع جيش «روهان»، في ثاني جزء من فيلم «سيد الخواتم» الذي يحمل اسم «ذا تو تاورز» (البرجان).

في القصة الجديدة، يتخذ هيلم موقفاً شجاعاً في الدفاع عن روهان ضد هجوم مفاجئ من جانب وولف، حاكم قبيلة «الدانلينديغ» الشاب، الذي يسعى وراء الثأر لمقتل والده. في النهاية هيرا، ابنة هيلم، التي تؤدي صوتها غايا وايز، هي من تثبت أهميتها ومحورية دورها في قيادة المقاومة.

رغم أن الفيلم، مثل مسلسل «رينغز أوف باور» (حلقات القوة) الحديث من إنتاج شركة «أمازون»، يعدُّ تمهيداً لثلاثية «سيد الخواتم»، ولكن لا توجد صلة مباشرة بين المسلسل التلفزيوني و«حرب الروهيريم».

ملصق فيلم «سيد الخواتم: حرب الروهيريم»

* هل توجد أي من شخصيات أفلام «سيد الخواتم» في الفيلم الجديد؟

- تسبق أحداث فيلم «حرب الروهيريم» وجود أي من الشخصيات البشرية المألوفة في الأفلام السابقة من السلسلة، ويختلف الأمر بالنسبة لشخصيات السحرة التي تتمتع بأعمار ممتدة بشكل أكبر من البشر. ورغم عدم ظهور شخصية الساحر «غاندالف» على الشاشة، فإن إحدى الشخصيات الجديدة في الفيلم تشير إلى نيتها استشارته في خطة. إذا كنت من المعجبين بالشخصية التي أداها الممثل الراحل كرستوفر لي، فهناك خبر مثير وهو عودة شخصية «سارومان»، البطل المساعد الثانوي في الثلاثية الأصلية، وتعود الشخصية بصوت لي الحقيقي، فرغم وفاة الممثل عام 2015 عن عمر يناهز الثلاثة والتسعين عاماً، حصل منتجو الفيلم على تصريح من زوجته قبل وفاتها في بداية العام الحالي باستخدام تسجيل لصوته من مشهد بأحد أفلام سلسلة «الهوبيت».

* من هم «الروهيريم»؟

- إنهم الناس الذين يعيشون في دولة «روهان» الخيالية، وهي منطقة تقع في شمال الأرض الوسطى في سلسلة أفلام «سيد الخواتم». ويشتهرون، مثلما يُعرفون باسم «خيّالة روهان»، بعلاقتهم بالخيول، والتمتع بمهارة الفروسية في المعارك.

* هل يمكنني مشاهدة فيلم «حرب الروهيريم» إذا لم أكن قد شاهدت أي جزء من سلسلة أفلام «سيد الخواتم» من قبل؟

- رغم أنك ستفتقد بعض التفاصيل الدقيقة الموجودة في الثلاثية الأصلية، لكن يمكنك البحث عن «غاندالف» على محرك البحث «غوغل»، وننصح بالبحث تحديداً عن معركته مع «بارلوغ» في الجزء الذي يحمل اسم «رفقة الخاتم»، سوف يكون الأمر على ما يرام إجمالاً.

* هل هذا أول تصوير بالرسوم اليابانية المتحركة لـ«سيد الخواتم»؟

- لا، سوف يتذكر المعجبون بتولكين أن المخرج رالف باكشي قدم أول روايتين من ثلاثية تولكين في فيلم الرسوم المتحركة «سيد الخواتم» عام 1978. وقد تم توجيه بعض الانتقادات للفيلم من جانب المشاهدين والنقاد، إذ كتب فنسنت كانبي في صحيفة «نيويورك تايمز» أنه كان «يتسم بفقدان الحسّ ومبهر» في الوقت ذاته.

مع ذلك خلال العقود التالية عاد بعض المعجبين لمشاهدته، وامتدحوا استخدامه المبتكر لتقنية الصور المسقطة (الروتوسكوبينغ)، وهي من تقنيات الرسوم المتحركة التي تقوم على تتبع صور واقعية مباشرة إطار تلو الآخر، وأشاروا إلى أن الفيلم، الذي كانت ميزانيته تبلغ نحو 4 ملايين دولار، قد خضع لمقارنة ظالمة مع ثلاثية أفلام بيتر جاكسون، التي بلغ إجمالي ميزانيتها 281 مليون دولار.

* خدمة «نيويورك تايمز»