5 أحزاب جزائرية تبحث دخول «رئاسية 2024» بمرشح واحد

تبون لمح لرغبته بالتمديد في غياب أي مرشح من «الأوزان الثقيلة»

جانب من اجتماع تكتل الأحزاب المعارضة (حسابات ناشطين سياسيين)
جانب من اجتماع تكتل الأحزاب المعارضة (حسابات ناشطين سياسيين)
TT

5 أحزاب جزائرية تبحث دخول «رئاسية 2024» بمرشح واحد

جانب من اجتماع تكتل الأحزاب المعارضة (حسابات ناشطين سياسيين)
جانب من اجتماع تكتل الأحزاب المعارضة (حسابات ناشطين سياسيين)

بحثت 5 أحزاب معارضة جزائرية، اليوم (السبت)، خلال اجتماع عقد بالعاصمة، ترشيح أحد من قادتها لانتخابات الرئاسة، المقررة العام الحالي. وفي غياب إعلان أي مرشح من «الأوزان الثقيلة» عن رغبته دخول المعترك الانتخابي، يرجح متتبعون تولي الرئيس عبد المجيد تبون ولاية ثانية، بعد أن ترك انطباعاً برغبته في التمديد، وتصريح الجيش بتأييده لهذه الخطوة المفترضة.

وجرى الاجتماع بمقر «التحالف الوطني الجمهوري»، بقيادة رئيسه الوزير السابق بلقاسم ساحلي، وضمت المجموعة أمير طيبي رئيس حزب «التجديد والتنمية»، وعلي عمارة رئيس «الحزب الجزائري الأخضر»، وهواري حميدي عن «الاتحاد من أجل التجمع الوطني»، وسالم حديدي عن «الحركة الوطنية للعمال الجزائريين». وهذه الأحزاب الخمسة، تعد «صغيرة»، بالنظر لغياب تمثيل لها في البرلمان والمجالس الولائية والبلدية، كما أن عدد مناضليها قليل.

بلقاسم ساحلي الوزير السابق ورئيس لجنة التنسيق بين الأحزاب المعارضة (حسابه الشخصي بالإعلام الاجتماعي)

وكتب ساحلي في حساب حزبه بالإعلام الاجتماعي، إثر انتهاء الاجتماع، أن «مجموعة الخمسة»، بحثت «إعداد أرضية سياسية مشتركة، ستتضمن تحليلاً وتشخيصاً للوضع العام للبلاد منذ 2019»، أي منذ اندلاع الحراك الشعبي في 22 فبراير (شباط) 2019، احتجاجاً على ترشح الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، بينما كان عاجزاً عن تسيير شؤون الحكم بسبب تبعات إصابته بجلطة دماغية في 2013، علماً بأن ساحلي كان من أكبر مؤيدي بوتفليقة، الذي عينه عام 2012 كاتب دولة مكلفاً المهاجرين الجزائريين. كما كان داعماً لما سمي «العهدة الخامسة» لبوتفيلقة، مع مجموعة كبيرة من الأحزاب.

السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية (حساب الحزب بالإعلام الاجتماعي)

وأكد رئيس «التحالف» أن قادة الأحزاب الخمسة «طرحوا تصوراً لكيفية تفعيل وإعادة الاعتبار للعمل الحزبي، وتجاوز حالة الجمود السياسي والإغلاق الإعلامي، مع تقديم مقترحات تخص إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، وإصلاحات تتعلق بالسياسة الخارجية ومنظومة الأمن والدفاع الوطني»، مشيراً إلى أن الاجتماعات المقبلة ستبحث إطلاق تسمية للمجموعة، و«تحديد آليات عملها النظامي، وبرنامج نشاطاتها السياسية والإعلامية والتنظيمية للعام الحالي. بالإضافة إلى التحضير لعمل مشترك بخصوص جميع القوانين الناظمة للحياة السياسية والعامة، لا سيما مشروعات قوانين الأحزاب والانتخابات، وكذا توحيد الرؤى بخصوص الموعد الانتخابي المقبل، ووضع تصور لعمل مشترك، وموقف موحد بخصوص الاستحقاق الرئاسي، المقرر نهاية 2024».

القيادي الإسلامي عبد الرزاق مقري مرشح «رئاسية 2024» (حسابه الشخصي بالإعلام الاجتماعي)

ووفق مصادر شاركت في الاجتماع، فقد طرح قادة الأحزاب الخمسة اختيار واحد منهم، يمثلهم في «الرئاسية» التي لم يعلن تاريخها بعد. ويبدو بلقاسم ساحلي أكثرهم حظاً لخوض التجربة.

ورغم أن 2024 هي سنة الانتخابات، فإن المشهد السياسي يبدو باهتاً، بالنظر لعدم إعلان أي شخصية وازنة الترشح للاستحقاق. وكان عبد الرزاق مقري قد أعلن قبل أشهر، رغبته في دخول الانتخابات باسم «حركة مجتمع السلم» الإسلامية، التي قادها من 2012 إلى 2023. غير أن قياديين في الحزب استبعدوا التجاوب مع إرادة مقري، وأظهروا بالمقابل استعداداً للوقوف وراء رئيس الحزب الحالي، عبد العالي حساني، في حال عرض ترشحه على «مجلس الشورى» بغرض الموافقة.

الرئيس تبون ترك انطباعاً برغبته في التمديد بعد تلقي إشارة من قادة إيجابية من قائد الجيش (الرئاسة)

وتستبعد مصادر حزبية دخول الأحزاب المعارضة الكبيرة المنافسة الانتخابية لوجود قناعة لديها، حسب المصادر ذاتها، بأن «الأمر محسوم لمرشح السلطة»، وأهمها «جبهة القوى الاشتراكية»، و«التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية». في المقابل، ترك الرئيس تبون انطباعاً بأنه سيطلب التمديد. ففي نهاية العام الماضي، ناشده أحد النواب الترشح للمرة الثانية، خلال خطاب ألقاه أمام البرلمان، فرد عليه: «الله يعطينا الصحة». كما رد على مجموعة برلمانيين دعوه إلى التمديد: «في النهاية، ومن خلالكم، سنترك الشعب ليقرر». وفهم من كلامه أنه لا يرى مانعاً من البقاء في السلطة، إذا وصلت إليه إشارات قوية بأن ذلك يعكس إرادة عدد كبير من الجزائريين.

كما أبدت قيادة الجيش، من خلال ما نشرته «مجلة الجيش» في عدد يناير (كانون الثاني) الماضي، دعماً لولاية ثانية مفترضة، قياساً إلى تأكيدها بأن «ما تحقق في ظرف 4 سنوات (منذ انتخابات نهاية عام 2019) يبعث على الأمل، ويدعو للاستمرار بخطى ثابتة وواثقة على النهج ذاته».


مقالات ذات صلة

خلاف الجزائر وفرنسا الجديد حول الصحراء يعقّد أكثر حلّ قضايا الذاكرة

شمال افريقيا الخلاف الجديد بين الجزائر وفرنسا حول الصحراء المغربية يعقّد مرة أخرى حلّ قضايا الذاكرة (أ.ف.ب)

خلاف الجزائر وفرنسا الجديد حول الصحراء يعقّد أكثر حلّ قضايا الذاكرة

الخلاف الجديد بين الجزائر وفرنسا حول الصحراء المغربية، الذي يأتي مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الجزائرية، يعقّد مرة أخرى حلّ قضايا الذاكرة.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا علي بن حاج نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ (حسابات ناشطين إسلاميين بالإعلام الاجتماعي)

سلطات الجزائر تضع بن حاج في الإقامة الجبرية بتهمة «الإرهاب»

محكمة في الجزائر العاصمة تضع الرجل الثاني بـ«الجبهة الإسلامية للإنقاذ» علي بن حاج في الإقامة الجبرية بعد توجيه تهم له، تتعلق بموقفه الرافض لانتخابات الرئاسة.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا طوارق مع عناصر في الجيش الجزائري أثناء نقل جرحى إلى المستشفى (خبير عسكري جزائري)

الجزائر تطالب بعقوبات ضد مالي بعد هجوم شنته فوق أراضيها

طالبت الجزائر بإنزال عقوبات دولية على الحكومة المالية، بعد الهجوم الذي شنّه الجيش المالي على مواقع للطوارق المعارضين في بلدة تقع على الحدود مع الجزائر.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا فتحي غراس رئيس حزب الحركة الديمقراطية رفقة زوجته (حسابه الشخصي على «فيسبوك»)

وضع المعارض الجزائري فتحي غراس تحت الرقابة القضائية

أمر قاضي تحقيق، الخميس، بوضع المعارض الجزائري فتحي غراس وزوجته تحت الرقابة القضائية.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا أشخاص اعتقلهم الجيش بشبهة التهريب (وزارة الدفاع الجزائرية)

اعتقال 5 جزائريين بشبهة «دعم الإرهاب»

أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، في بيان، عن اعتقال خمسة أشخاص بشبهة «دعم الجماعات الإرهابية»، وذلك خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني نفذتها قوات الجيش.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

مطالب أممية بمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان في ترهونة الليبية

عناصر من هيئة البحث عن المفقودين يتفقدون موقعاً لمقابر جماعية تم العثور عليها في ترهونة (الهيئة)
عناصر من هيئة البحث عن المفقودين يتفقدون موقعاً لمقابر جماعية تم العثور عليها في ترهونة (الهيئة)
TT

مطالب أممية بمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان في ترهونة الليبية

عناصر من هيئة البحث عن المفقودين يتفقدون موقعاً لمقابر جماعية تم العثور عليها في ترهونة (الهيئة)
عناصر من هيئة البحث عن المفقودين يتفقدون موقعاً لمقابر جماعية تم العثور عليها في ترهونة (الهيئة)

حذّر تقرير للأمم المتحدة من أن غياب المساءلة، والسنوات الطويلة من إفلات المتسببين في انتهاكات حقوق الإنسان، والتجاوزات المرتكبة في مدينة ترهونة الليبية بين عامي 2013 و2022 من العقاب، تهدد بالمزيد من حالة عدم الاستقرار والانقسام في البلاد.

واتهم التقرير، الذي وزعته بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، مساء الجمعة، فصيل الكانيات، وهو مجموعة مسلّحة نشأت في 2011، مارَس سيطرة وحشية على ترهونة، المدينة التي يقطنها 150.000 نسمة تقريباً وتقع على بعد 90 كيلومتراً جنوب شرقي طرابلس، مشيراً إلى أن إدماج الكانيات في حكومة الوفاق السابقة، ثم لاحقاً في الجيش الوطني، وشكّل حاجزاً كبيراً أعاق تحقيق المساءلة والعدالة. ونتيجة لذلك، تردّد بعض السكان في المشاركة في التحقيقات والإبلاغ عن الجرائم خوفاً من الانتقام.

ونقل التقرير عن ستيفاني خوري، القائمة بأعمال بعثة الأمم المتحدة، عدّها عدم معالجة الأسباب الجذرية الكامنة وراء النزاع ودوافعه لن يؤدّي سوى إلى تأجيج دوامات العنف والانتقام السامة بين المجتمعات.

اجتماع عميد بلدية ترهونة مع المسؤولة الأممية (بلدية ترهونة)

وأوصى التقرير بتنفيذ عملية شاملة للعدالة الانتقالية والمصالحة، مع اتخاذ تدابير مجدية لتقصّي الحقائق، وتقديم تعويضات فعالة إلى الضحايا، بما في ذلك المساعدة القانونية ودعم الصحة النفسية، وضمانات عدم التكرار، التي ينبغي وضعها بالتشاور مع المتضررين مباشرة. كما دعا لاتخاذ تدابير صارمة لتحقيق المساءلة، من خلال التحقيقات ومحاسبة الجناة المزعومين، بما يتماشى مع المعايير الدولية.

وكان عميد بلدية ترهونة، محمد الكشر، وعدد من أعضاء رابطة ضحايا ترهونة، قد زاروا مع المسؤولة الأممية جورجيت غانيون، عدداً من مواقع المقابر الجماعية والسجون في ترهونة، بمناسبة اليوم العالمي للإخفاء القسري، ومتابعة ملف ضحايا العنف والقتل والمقابر التي ارتكبت بحق أهالي ترهونة وبعض المدن المجاورة.

في سياق غير متصل، تحدثت وسائل إعلام محلية عن نجاة ليبيين بأعجوبة، بعد أن جرفت مياه الفيضانات سيارتهم في ترهونة، بينما تعرضت مدينة الكفرة لإطفاء تام بسبب فصل محطة كهربائية، للحفاظ على معدات الشبكة العامة بتأثير الرياح والأمطار.

حكومة الوحدة خلال اجتماع متابعة تقلبات الطقس (حكومة الوحدة)

وأعلن الهلال الأحمر، مساء الجمعة، في ترهونة فتح الطريق الرابط بين بني وليد وترهونة، عقب إغلاقه لعدة ساعات، بسبب تزايد ارتفاع منسوب المياه في الطريق، فيما أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ في بني وليد، خروج السيل في وادي وشتاتة إلى الطريق، مع وجود ارتفاع في المياه في الوادي.

وكانت حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، قد طمأنت المواطنين بما وصفته بالجاهزية العالية للوزارات والأجهزة والمراكز في جميع مناطق ليبيا العالية لمواجهة أي ظروف جوية، أو تقلبات مناخية، وتوفير الإمكانيات اللازمة، مشيرة إلى أن اجتماعاً عُقد، مساء الجمعة بطرابلس، ضم كل الجهات المعنية، استهدف توحيد الجهود لضمان نجاح العمل وحماية المواطنين والممتلكات، في إطار تحديث الخطة الوطنية لمواجهة الطوارئ والكوارث الطبيعية.