انتعاشة فنية متوقعة بعد اتفاق السعودية ومصر على «زيادة التعاون»

عبر برنامج يشمل عروضاً مسرحية وحفلات موسيقية بين البلدين

وزيرة الثقافة المصرية خلال استقبال رئيس هيئة الترفيه السعودية  (وزارة الثقافة عبر فيسبوك)
وزيرة الثقافة المصرية خلال استقبال رئيس هيئة الترفيه السعودية (وزارة الثقافة عبر فيسبوك)
TT

انتعاشة فنية متوقعة بعد اتفاق السعودية ومصر على «زيادة التعاون»

وزيرة الثقافة المصرية خلال استقبال رئيس هيئة الترفيه السعودية  (وزارة الثقافة عبر فيسبوك)
وزيرة الثقافة المصرية خلال استقبال رئيس هيئة الترفيه السعودية (وزارة الثقافة عبر فيسبوك)

توقع متابعون وخبراء تحقيق انتعاشة فنية بعد اتفاق السعودية ومصر على زيادة التعاون بالمجال الفني، عبر برنامج يشمل عروضاً مسرحية وحفلات موسيقية بين البلدين، وتبادل للخبرات وتحقيق «تكامل فني».

والتقى رئيس الهيئة العامة للترفيه السعودية، المستشار تركي آل الشيخ، مع وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة نيفين الكيلاني، برفقة الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عمرو الفقي، في مقر وزارة الثقافة المصرية مساء (الاثنين)، حيث جرى الاتفاق على «دعم التعاون المشترك في عدة مجالات وآليات التنفيذ بشراكة ثلاثية بين وزارة الثقافة المصرية، وهيئة الترفيه السعودية، والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية المصرية في مجالات المسرح والسينما والغناء».

جانب من الاجتماعات في وزارة الثقافة المصرية - (وزارة الثقافة المصرية عبر فيسبوك)

وأكد آل الشيخ، حرصه على «مدّ أواصر التعاون مع وزارة الثقافة خلال الفترة المقبلة، من خلال برنامج أنشطة مقترح إقامته بين القاهرة والرياض يشمل إقامة عروض مسرحية بنصوص مصرية، وحفلات موسيقية وغنائية بين البلدين»، مشيراً إلى أن «مواسم الرياض السعودية تعتمد في معظم فعالياتها على فنانين وكوادر فنية مصرية في العزف والغناء والإخراج بمشاركة كبار الفنانين المصريين»، وفق البيان الرسمي الصادر عن الوزارة المصرية.

ويؤكد الناقد المصري طارق الشناوي، أن «التعاون على المستوى الرسمي بين البلدين يرسخ ما يجري بالفعل في ظل وجود عدد كبير من المصريين بالفعاليات الفنية بالمملكة، وهو أمر لا يقتصر على نجوم الغناء فقط، ولكن أيضاً يشمل العازفين والكورال والفنيين وغيرهم».

ويضيف الشناوي لـ«الشرق الأوسط» أن الاتفاق سيضع حداً للأصوات التي تحاول «إثارة وافتعال أزمات»، بجانب إنهائه لـ«الحساسية الزائدة» التي كانت موجودة لدى البعض، لافتاً إلى «وجود اتفاقات مبدئية منذ فترة للتعاون والتواصل بين المسؤولين المصريين ونظرائهم في المملكة للتوسع في التعاون الفني بين البلدين».

هذا الرأي يدعمه الناقد المصري خالد محمود، الذي يؤكد «استفادة مصر والسعودية من الإطار الرسمي للتعاون الفني بين الجهات المعنية في البلدين»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الأمر ستمتد آثاره لزيادة الفعاليات الفنية بمصر والسعودية وتعزيز الوجود المصري بالحفلات السعودية، بجانب التوسع في الإنتاجات السينمائية المشتركة في ظل الطفرة التي حدثت للسينما المصرية، مع إعادة افتتاح دور العرض بالسعودية وتحقيق الأفلام المصرية إيرادات كبيرة».

لقطة من كواليس تصوير ولاد رزق 3 - (حساب رئيس هيئة الترفيه عبر فيسبوك)

وتشارك هيئة الترفيه في إنتاج الجزء الثالث من فيلم «ولاد رزق» لأحمد عز وعمرو يوسف، وهو الفيلم الذي صور عدد من مشاهده في بوليفارد الرياض، ويتولى مهمة إخراجه طارق العريان، وهو من الأعمال الإنتاجية الضخمة التي يتوقع طرحها بالصالات السينمائية العربية خلال صيف 2024.

وكان المستشار تركي آل الشيخ قد أبدى رغبته في دعم تقديم جزء ثان من فيلم «صعيدي في الجامعة الأميركية» الذي قدمه محمد هنيدي مع أحمد السقا ومنى زكي وهاني رمزي وغادة عادل، عام 1998، وهو المشروع الذي لطالما تأجل انطلاق تحضيراته بسبب تكلفة إنتاجه الكبيرة، وفق تصريحات سابقة لمؤلفه الدكتور مدحت العدل.

ونشر رئيس هيئة الترفيه عبر حسابه على «فيسبوك» صورة تذكارية بعد لقائه مع عدد من المخرجين والكتاب المصريين من بينهم رامي إمام، ومروان حامد، وصلاح الجهيني، ومحمد دياب، وطارق العريان.

ويشير خالد محمود إلى مردود الاتفاق الإيجابي على صناعة السينما المصرية بتشجيع عودة أفلام بميزانيات كبيرة، بما يحقق طموحات صناع السينما التي لطالما كانت تصطدم بعقبة التمويل للمشاريع الجيدة والمختلفة، وهو أمر لن ينعكس على الكم العددي فقط بإنتاج الأفلام، ولكن سيمتد ليشمل تقديم أفلام قادرة على الوجود بالمهرجانات السينمائية العالمية، وليس فقط حصد الإيرادات في شباك التذاكر.

وقال رئيس هيئة الترفيه السعودية في تصريحات تلفزيونية لبرنامج «الحكاية» مع الإعلامي عمرو أديب مساء (الاثنين) إن التعاون سيشمل الاتفاق على إقامة ليالٍ مصرية في السعودية وإقامة ليالٍ سعودية في القاهرة، بجانب الاتفاق على تقديم العروض المسرحية في الرياض والقاهرة.

محمد الشرنوبي خلال حفل تكريم عمه صلاح الشرنوبي بالرياض - (حساب بنش مارك على إكس)

وشهد موسم الرياض في نسخته الحالية تقديم عدد من العروض المسرحية المصرية من بينها مسرحية «الصندوق الأحمر» التي عادت من خلالها الفنانة ليلى علوي إلى خشبة المسرح بعد غياب طويل، فيما قدمت منى زكي مسرحية «الوش الثاني» بعد غياب طويل، وخاضت أمينة خليل أولى تجاربها المسرحية عبر مسرحية «سناب شات».

ويلفت الشناوي إلى «وجود مخاطبة منذ عدة أشهر بين السفير المصري بالسعودية ووزيرة الثقافة من أجل إقامة حفلات للفنانين السعوديين بدار الأوبرا في إطار التعاون الفني ضمن التحضيرات التي سبقت لقاءها مع رئيس هيئة الترفيه».


مقالات ذات صلة

​جمال سليمان: الدراما قادرة على تطييب جراح السوريين

يوميات الشرق لقطة من لقاء سليمان بـ«نقابة الصحفيين المصرية» (نقابة الصحفيين المصرية)

​جمال سليمان: الدراما قادرة على تطييب جراح السوريين

قال الفنان السوري جمال سليمان إن الدراما السورية لعبت دوراً كبيراً في فضح نظام بشار الأسد وإنها قادرة على تطييب جراح السوريين.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق «مائة عام من العزلة» يستحق ابتسامة ماركيز... مسلسلٌ ضخم على هيئة حلم مدهش

«مائة عام من العزلة» يستحق ابتسامة ماركيز... مسلسلٌ ضخم على هيئة حلم مدهش

تختتم «نتفليكس» عامها بمسلسل من الطراز الرفيع يليق باسم الأديب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز ورائعتِه «مائة عام من العزلة».

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)

اعترافات الفنانات خلال مقابلات إعلامية... جدل متجدد يُثير تفاعلاً

بعض التصريحات التي تدلي بها الفنانات المصريات لا تتوقف عن تجديد الجدل حولهن، وإثارة التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بتفاصيل حياتهن الشخصية.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق أبطال مسلسل «فقرة الساحر» (الشركة المنتجة)

دراما التشويق والإثارة للسيطرة على الشاشات والمنصات

تسيطر دراما التشويق والإثارة على المسلسلات الجديدة التي استقبلتها الشاشات والمنصات خلال الشهر الحالي؛ حيث طرحت دفعة جديدة من الأعمال بشكل متتالٍ عبر المنصات.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق بشير الديك مع أحمد زكي وحسين فهمي (حسابه على فيسبوك)

تفاقم الحالة الصحية للسيناريست المصري بشير الديك

أثارت دينا ابنة السينارسيت المصري المعروف بشير الديك حالة واسعة من القلق والجدل في الساعات الأخيرة بشأن صحة والدها.

رشا أحمد (القاهرة )

السينما المصرية تقتنص 3 جوائز في «أيام قرطاج»

المخرج شريف البنداري يتسلم جائزة «التانيت الفضي» لأفضل فيلم قصير (إدارة المهرجان)
المخرج شريف البنداري يتسلم جائزة «التانيت الفضي» لأفضل فيلم قصير (إدارة المهرجان)
TT

السينما المصرية تقتنص 3 جوائز في «أيام قرطاج»

المخرج شريف البنداري يتسلم جائزة «التانيت الفضي» لأفضل فيلم قصير (إدارة المهرجان)
المخرج شريف البنداري يتسلم جائزة «التانيت الفضي» لأفضل فيلم قصير (إدارة المهرجان)

فازت السينما المصرية بـ3 جوائز في ختام الدورة الـ35 لـ«أيام قرطاج السينمائية»، التي أقيمت مساء السبت على مسرح الأوبرا بتونس، إذ حصل الفيلم المصري القصير «أحلى من الأرض» للمخرج شريف البنداري على جائزة «التانيت الفضي» لأفضل فيلم قصير، وحاز مدير التصوير مصطفى الكاشف على جائزة أفضل تصوير عن الفيلم الصومالي «القرية المجاورة للجنة»، فيما فاز المؤلف الموسيقي هاني عادل بجائزة أفضل موسيقى تصويرية عن الفيلم اللبناني «أرزة»، ومنحت لجنة تحكيم الأفلام الطويلة التي ترأسها المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد تنويهاً خاصاً لفيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» من إخراج خالد منصور.

يتناول الفيلم القصير «أحلى من الأرض» عالم الفتيات المغتربات من خلال قصة طالبة جامعية تقيم بدار للمغتربات بالقاهرة، وفي أحد الأيام تقدم شكوى ضد زميلتها المقيمة معها بالغرفة، ما يؤدي إلى تصاعد الأحداث على نحو غير متوقع؛ والفيلم من بطولة سارة شديد، وحنين سعيد، ونسمة البهي، وأحمد إسماعيل.

وحاز مدير التصوير الشاب مصطفى الكاشف - نجل المخرج الراحل رضوان الكاشف - على جائزة أفضل تصوير عن الفيلم الصومالي «القرية المجاورة للجنة»، وكان الفيلم قد شهد عرضه الأول بقسم «نظرة ما» في مهرجان «كان» خلال دورته الـ77، وهو من إخراج الصومالي محمد الهراوي.

وكان مصطفى الكاشف قد وصف العمل في هذا الفيلم بأنه من أكثر الأفلام صعوبة في تصويرها، وذكر في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط» أنه قضى 4 أشهر بالصومال، وكانت معظم المشاهد تصور خارجياً في درجات حرارة مرتفعة للغاية، كما اخترقت الرمال الكثيفة معدات التصوير، وتم إصلاحها عدة مرات، مؤكداً أنه تحمس للفيلم لشغفه بالتجارب الفنية المختلفة.

وتُعد جائزة «أفضل موسيقى» التي حازها الفنان والمؤلف الموسيقي هاني عادل عن الفيلم اللبناني «أرزة» هي ثالث جائزة يحصل عليها الفيلم، بعد أن فاز بجائزتي «أفضل ممثلة» و«أفضل سيناريو» في مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45.

دياموند بو عبود تحمل جائزة زوجها المؤلف الموسيقي هاني عادل (إدارة المهرجان)

وصعدت بطلته الفنانة اللبنانية «دياموند بو عبود» على المسرح لتسلم جائزة زوجها الفنان هاني عادل، معبرة عن سعادتها بها لأنه بذل جهداً كبيراً بالفيلم، وسعادتها بالنجاح الذي حققه الفيلم في المهرجانات التي شارك بها.

وبعد مشاركته بمسابقة الأفلام الطويلة بمهرجان البحر الأحمر السينمائي خلال دورته الرابعة وفوزه بجائزة لجنة التحكيم، حصل فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» على تنويه خاص من لجنة تحكيم قرطاج، وكان الفيلم قد حظي بإقبال كبير عند عرضه بكل من «البحر الأحمر» وقرطاج، ونفدت تذاكره بمجرد طرحها، وهو من بطولة عصام عمر، وركين سعد، وأحمد بهاء، وسماء إبراهيم.

المخرج خالد منصور يتسلم التنويه الخاص (إدارة المهرجان)

ويُعد «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» أول الأفلام الطويلة لمخرجه خالد منصور، الذي شارك في كتابته مع السيناريست محمد الحسيني، ومن إنتاج محمد حفظي، والناقدة رشا حسني في أول أعمالها بصفتها منتجة، وكان قد شهد عرضه الأول بمهرجان فينيسيا السينمائي، وتدور أحداث الفيلم من خلال حسن، الشاب الثلاثيني الذي يخوض رحلة لإنقاذ كلبه بعدما تورط في حادث خطير، ويواجه تهديدات تمس حياة الكلب صديقه الوحيد.

وعَدّ الناقد طارق الشناوي ما حققته الأفلام المصرية في «أيام قرطاج السينمائية» بأنها جوائز مستحقة، مؤكداً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن موسيقى فيلم «أرزة» التي قدمها هاني عادل تستحق الجائزة لبراعتها في التعبير عن المواقف الدرامية بالفيلم، كما رأى أن مدير التصوير مصطفى الكاشف بات مطلوباً في أفلام عالمية، لافتاً إلى أنه يستحق تكريماً؛ كونه مدير تصوير شاباً لكننا لم نمنحه ما يستحق في ظل تحقيقه نجاحاً عالمياً.

ويلفت الناقد المصري، الذي حضر «أيام قرطاج»، إلى أن الفيلم الروائي القصير «أحلى من الأرض» للمخرج شريف البنداري الذي فاز بجائزة «التانيت الفضي» قد رفضت الرقابة في مصر التصريح بعرضه في الدورة الماضية من مهرجان «الجونة»، ويصف ذلك بـ«(الأمر الغريب)؛ إذ يُفترض أن يكون هامش الحرية في الأفلام القصيرة أكبر».

لقطة من الفيلم القصير «أحلى من الأرض» المُتوج بـ«التانيت الفضي» (إدارة المهرجان)

ويشير الشناوي إلى ملمح رصده بالمهرجانات الدولية يتمثل في تطابق جوائز الأفلام الطويلة بنسبة 90 في المائة بين مهرجاني «البحر الأحمر» وقرطاج؛ فقد تطابقت جائزتا «التانيت الذهبي» مع «اليسر الذهبي» وحصل عليها الفيلم «الذراري الحُمر» نفسه، كما حاز الفيلم الفلسطيني «إلى أرض مجهولة» على جائزتي «اليسر الفضي» و«التانيت الفضي»، وفاز فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان البحر الأحمر قبل حصوله على «تنويه في قرطاج»، مؤكداً أن ذلك يُعد شهادة للمهرجانين معاً، فهي تؤكد مصداقية جوائز البحر الأحمر، وانحياز لجنة تحكيم قرطاج برئاسة هاني أبو أسعد للأفضل حتى لو تطابقت نتائجه مع نتائج «البحر الأحمر».