«مجتمع الثلج»... مشاهَدة شاقّة وشاهقة

الفيلم الإسباني يستعيد كارثة طائرة جبال الأنديز ويترشح إلى الأوسكار

فيلم الإسباني خوان أنطونيو بايونا يعيد إحياء قصة الطائرة التي تحطمت في جبال الأنديز عام 1972 (نتفليكس)
فيلم الإسباني خوان أنطونيو بايونا يعيد إحياء قصة الطائرة التي تحطمت في جبال الأنديز عام 1972 (نتفليكس)
TT

«مجتمع الثلج»... مشاهَدة شاقّة وشاهقة

فيلم الإسباني خوان أنطونيو بايونا يعيد إحياء قصة الطائرة التي تحطمت في جبال الأنديز عام 1972 (نتفليكس)
فيلم الإسباني خوان أنطونيو بايونا يعيد إحياء قصة الطائرة التي تحطمت في جبال الأنديز عام 1972 (نتفليكس)

يمتدّ حبل القصة في «Society of the Snow» (مجتمع الثلج) من أقصى الكارثة إلى أقصى الأعجوبة، مروراً بقضيّة أخلاقيّة مثيرة عنوانها: أكل لحوم البشر.

الفيلم الذي بدأت منصة «نتفليكس» عرضه بعد إطلاقه في دور السينما العالمية، يصوّر قصةً واقعية، فيعود إلى جبال الأنديز في أميركا الجنوبية، وتحديداً إلى الجمعة 13 أكتوبر (تشرين الأول) 1972، يوم تحطّمت طائرة على متنها 45 راكباً كان من المفترض أن ينتقلوا من الأوروغواي إلى تشيلي.

اصطدمت الطائرة بإحدى القمم الثلجية الشاهقة قبل الهبوط في العاصمة التشيلية سانتياغو بنصف ساعة، وذلك بفعل خطأ ارتكبه مساعد الطيّار. أدّى الأمر إلى مقتل عدد من الركّاب على الفور، فيما بقي القسم الأكبر منهم على قيد الحياة، بعد أن حماهم الجزء المتوسط من الطائرة والذي لم يُصب بأذى.

يستقي المخرج الإسباني خوان أنطونيو بايونا من القصة الحقيقية ومن شهادات الناجين، ليصنع فيلمه. بواقعيةٍ فاقعة ينقل الفاجعة، ويقتبس للغاية من كتاب الصحافي الأوروغوياني بابلو فييرشي، والذي يحمل العنوان نفسه. يستعين بايونا بممثلين صاعدين، ويصرّ على أن ينطق فيلمه بلغة الحكاية الأصليّة، أي الإسبانيّة.

في موقع الكارثة، يمتزج جسم الطائرة الأبيض بمشهد الثلج اللامتناهي، ما يعوق عمليات البحث ويدفع بالفِرَق الطيّارة للعودة أدراجها بعد 8 أيامٍ من التفتيش، تاركةً الركّاب الناجين لمصيرهم المُرعب، على ارتفاع 3500 متر ووسط حرارة تتدنّى إلى 35 درجة تحت الصفر.

تنوّعت مواقع التصوير بين جبال سييرا نيفادا الإسبانية ومونتي فيديو في الأوروغواي وجبال الأنديز بين تشيلي والأرجنتين (نتفليكس)

لا شيء سوى الثلج حولهم، وبقايا أمتعة فيها من المكسّرات والشوكولا والحلويات ما يكفي أسبوعاً للناجين الـ28. بعد مرور 6 أيام ونفاد الطعام، ووسط طبيعة لا نبتة تُقطف فيها ولا يوجد حيوان يُصطاد، يحاول الركّاب أن يقتاتوا من أربطة أحذيتهم وأعقاب السجائر وأقمشة مقاعد الطائرة. يبدو الأمر مستحيلاً بالنسبة إليهم، هم الذين يحتاجون إلى طاقةٍ تقيهم البرد القارس وتمنحهم أياماً إضافية وقوةً في حال كُتبت لهم العودة إلى ديارهم.

حولهم كذلك جثامينُ رفاق الرحلة الذين فارقوا الحياة بفعل صدمة السقوط وإصاباتهم البالغة. يقترح البعض أنّه لم يبقَ أمامهم سوى اللجوء إلى لحم أصدقائهم إذا أرادوا الاستمرار. رغم قواهم الخائرة والأجواء الجليديّة المحيطة بهم، يشتعل السجال بين معترضٍ وموافقٍ على الطرح. بين الأخلاق، والقانون، والدين، يدخل كل واحد من الناجين في صراعٍ مع نفسه ومع الآخرين حول ما هو حلال وما هو حرام.

صورة من الأرشيف للناجين الحقيقيين من حادثة الطائرة (نتفليكس)

منذ تلك اللحظة الفاصلة، تتّخذ القصة منحىً جديداً، يتأرجح بين الاستسلام الكئيب وغريزة البقاء البشرية رغم الفظائع. يتذكّر المخرج بايونا حديثاً له مع أحد الناجين حول قرار الأكل من أجساد رفاق الرحلة، حيث قال له ذلك الناجي: «في اليوم الأول الذي قمنا بذلك، كان الأمر مروّعاً. شعرنا بالتعاسة. أما في اليوم الثاني فوقفنا في الصف، منتظرين حصّتنا من الطعام...»...

لاحقاً، صار الأمر روتينياً إلى درجة أنّ كل واحد من الركّاب كان يشعر بأنه شارف على الموت، يسمح سلفاً لرفاقه بأن يتصرفوا بجثّته.

صحيح أن هذا الموضوع يأخذ حيّزاً كبيراً من الفيلم، لكن يُحسب للمخرج وفريقه أنهم لم يستثمروا بصرياً فيه، ولم يوظّفوا مشاهد نافرة مرتبطة به، بل اكتفوا بالحدّ الأدنى منه. ثمّ إنّ هذا ما حصل فعلاً خلال تلك الفاجعة الجويّة، وبايونا كان حريصاً على نقل الواقع بصِدق.

المخرج الإسباني خوان أنطونيو بايونا في موقع التصوير (نتفليكس)

لا بدّ من الإقرار بأنّ مشاهَدة «Society of the Snow» مهمّة شاقّة، وقد يصعب على أصحاب القلوب الضعيفة أن يكملوا الفيلم بساعتَيه الطويلتَين. تبدو المتابعة صعبة ومتعبة، ليس بسبب جزئيّة أكل لحوم البشر فحسب، بل لفرط قسوة الظروف التي يمرّ بها ناجو جبال الأنديز. في الشكل يبدو الأمر كمغامرة حياة أو موت وسط طبيعة موحشة، لكن في المضمون هي دراما نفسيّة عن أقسى التحديات التي قد تمرّ بها نفسٌ بشريّة؛ من اليأس، إلى الانهزام، والتضحية، والوقوف وجهاً لوجه مع الموت.

تلاحقهم العواصف والانهيارات الثلجيّة فتحصد مزيداً منهم. لكن رغم كل قسوة الدنيا التي تجتمع في الرقعة حيث سقطوا، هم لا يتجردون من عواطفهم بل تجمعهم لحظاتٌ على درجة عالية من الإنسانية، لا يخلو بعضها من الضحك والشِعر والمزاح والتقاط الصور... للذكرى.

تخطّت كلفة إنتاج الفيلم 70 مليون دولار وجرى اختيار معظم الممثلين من الجيل الجديد (نتفليكس)

معظم مَن نجَوا من كارثة الرحلة 571 المتّجهة من مونتي فيديو إلى سانتياغو، هم أعضاء فريق أوروغوياني لكرة القدم الأميركية (الرغبي)، وعلى الأرجح فإنّ روح الفريق التي تجمعهم، إضافةً إلى قدراتهم البدنيّة، لعبت دوراً أساسياً في بقائهم على قيد الحياة.

هذه القوّة الخارقة هي التي دفعت بهم مراتٍ عدّة إلى تحدّي الثلوج والطبيعة الوعرة من أجل إيجاد مخرج، وقد نجحوا في ذلك. تنكسر رتابة المأساة عندما يأخذ اثنان من «مجتمع الثلج» على عاتقهما الانطلاق في رحلة نزولاً باتّجاه تشيلي بحثاً عن النجاة. وبعد 10 أيام تسلّقا خلالها الجبال المثلجة الشاهقة وتزحلقوا في وديان سحيقة من دون معدّات خاصة، عثر الناجيان روبيرتو كانيسا وناندو بارادو على الخلاص. حدث ذلك بعد أن كان قد انقضى أكثر من شهرَين على الكارثة الجويّة، وبعد أن كان قد قضى 29 من ركّابها.

رحلة البحث عن الخلاص التي استمرت 10 أيام (نتفليكس)

ليست المرة الأولى التي تتحوّل فيها كارثة طائرة جبال الأنديز إلى فيلم، إلا أن بايونا وفريقه أنجزوا المهمة باحتراف وإتقان وحرصٍ بالغ على التفاصيل؛ من التصوير، إلى الموسيقى، مروراً بالمؤثرات البصرية، وأداء الممثلين الذين أمضوا شهرَين وهم يتدرّبون، كما أنهم التقوا بالناجين الحقيقيين.

كل هذا المجهود والشغف كوفئ بـ4 ترشيحاتٍ إلى جوائز الأوسكار عن فئات: أفضل فيلم بلغة أجنبية، أفضل مؤثرات بصرية، أفضل مكياج وتصفيف شعر، وأفضل موسيقى تصويرية.


مقالات ذات صلة

مصر: حالات زواج وطلاق مفاجئة... و«تألق» الشباب الأبرز فنياً بـ2025

يوميات الشرق زواج مي عز الدين خلال عام 2025 (صفحتها على «فيسبوك»)

مصر: حالات زواج وطلاق مفاجئة... و«تألق» الشباب الأبرز فنياً بـ2025

أسدل عام 2025 ستائره في مصر بحالات زواج مفاجئة وطلاقات مثيرة بين مشاهير الفن والإعلام، بالإضافة إلى رحيل عدد من الفنانين والمخرجين البارزين.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق أبطال الفيلم بين المخرجة والمؤلف في العرض الخاص (الشركة المنتجة)

«إن غاب القط»... كوميديا رومانسية تتناول العلاقات «التوكسيك»

يجمع الفيلم المصري «إن غاب القط» بين الكوميديا والرومانسية ومشاهد الأكشن في أجواء مثيرة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق محمود حميدة وصابرين في العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)

«المُلحد» على شاشات السينما المصرية أخيراً بعد تجاوز الجدل والمنع

يصل فيلم «المُلحد» إلى شاشات السينما المصرية بعد مسار شائك من الجدل، مسار لم يكن منفصلاً عن طبيعة العمل نفسه، ولا عن القضايا التي يقترب منها بحذر وجرأة.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق صورة أرشيفية لباردو تقبّل كلبة ضالة خلال زيارتها لمأوى كلاب في بوخارست

رحيل بريجيت باردو... هرم فرنسا المعتزل

لم تكن تحت العين وقيد السمع، لكن بريجيت باردو، الممثلة التي رحلت عن 91 عاماً، كانت هرماً فرنسياً حاضراً في الأذهان رغم اعتزالها وعزلتها.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق المخرج داود عبد السيد (فيسبوك)

البحث عن الحقيقة المتوارية في أفلام داود عبد السيد

عجز المخرج داود عبد السيد منذ 2022 عن تمويل فيلم جديد، وكان «قدرات غير عادية» (2015) آخر أفلامه قبل اعتزاله.

محمد رُضا (بالم سبرينغز (كاليفورنيا))

3 طرق لتحويل التفكير المفرط إلى عادات إيجابية

بدلاً من سؤال: «ماذا لو فشلت؟» يمكنك سؤال نفسك: «ماذا سأفعل حينها؟» لتفادي التفكير المفرط (بيكساباي)
بدلاً من سؤال: «ماذا لو فشلت؟» يمكنك سؤال نفسك: «ماذا سأفعل حينها؟» لتفادي التفكير المفرط (بيكساباي)
TT

3 طرق لتحويل التفكير المفرط إلى عادات إيجابية

بدلاً من سؤال: «ماذا لو فشلت؟» يمكنك سؤال نفسك: «ماذا سأفعل حينها؟» لتفادي التفكير المفرط (بيكساباي)
بدلاً من سؤال: «ماذا لو فشلت؟» يمكنك سؤال نفسك: «ماذا سأفعل حينها؟» لتفادي التفكير المفرط (بيكساباي)

يُعرف التفكير المفرط بأنه نمط ذهني يقوم على تكرار استحضار أحداث الماضي أو الإفراط في توقُّع سيناريوهات المستقبل، في عملية تحليل مستمرة لا تتوقف حتى بعد زوال السبب المباشر للقلق.

ويرى مختصون أن هذا السلوك يرتبط بجهاز عصبي يظل في حالة قلق، بحثاً عن اليقين، ما يدفع العقل إلى إعادة التجربة ذاتها مراراً، وكأن جولة إضافية من التفكير قد تُفضي إلى حل نهائي.

ويشير الخبراء إلى أن هذا النمط غالباً ما تغذِّيه مشاعر داخلية بعدم الاكتمال أو بقاء أمور عالقة دون حسم. وفي مواجهة مشاعر غامضة أو غير مريحة، يلجأ البعض إلى التفكير المفرط بوصفه خياراً أقل تهديداً من التعامل المباشر مع تلك المشاعر، غير أن ما يبدأ كآلية لحماية الذات قد يتحول تدريجياً إلى وسيلة غير فعَّالة للتكيُّف.

وتُظهر دراسات نفسية أن الأفراد الذين نشأوا في بيئات لا تحتمل الخطأ أو يسودها القلق من المجهول، يطوِّرون ميلاً مبكراً للاستعداد الذهني لكل الاحتمالات. ومع مرور الوقت، تتحول هذه الحالة من الحذر إلى يقظة دائمة، وتجعل العقل يبحث عن المخاطر حتى في غيابها، لتغدو الآلية الوقائية التي خدمتهم في الطفولة سبباً لاجترار الأفكار في مرحلة البلوغ.

ويرى مختصون أن إدراك الجذور النفسية للتفكير المفرط، ولا سيما ارتباطها بتجارب الطفولة، قد يُسهم في تخفيف الشعور بالذنب أو لوم الذات. فالعقل -وفق هذا الفهم- لا يعاني خللاً بقدر ما يعمل بأقصى طاقته، ما يفتح المجال أمام توجيهه وتنظيمه بدلاً من مقاومته.

1- حوِّل التفكير المفرط إلى تنظيم

عندما يشعر المرء بأن أفكاره عالقة في حلقة مفرغة، فإن أسرع طريقة للتخلص من هذا الشعور هي إخراجها إلى حيز الواقع. وعلى سبيل المثال، يمكنه تخيُّل انتزاع هذه الأفكار من رأسه، حرفياً، ووضعها في مكان يراها. يكفي تدوينها أو تقسيمها إلى أسئلة بسيطة -مثل: «ما الذي أحاول فهمه حقاً؟» أو: «ما الخطوة الصغيرة التي يمكنني اتخاذها؟»- لتوضيح الأمور.

يُعدُّ هذا التمرين البسيط مثالاً على «فك الارتباط المعرفي»، وهي ظاهرة تحدث عندما يبتعد المرء عن أفكاره مسافة كافية تمكنه من استقبال المعلومات التي تحاول الوصول، بدلاً من اعتبارها أوامر يجب اتباعها، حسبما أفاد تقرير لموقع «سيكولوجي توداي».

وقد وجدت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين كانوا أكثر قدرة على الابتعاد عن أفكارهم (بوصفها أحداثاً ذهنية وليست حقائق مطلقة) كانوا أكثر كفاءة بشكل ملحوظ في استخدام ذاكرتهم وبصيرتهم ووعيهم الذاتي لحل المشكلات.

في الأساس، كان التفكيك المعرفي بمثابة أداة حوَّلت الضوضاء العقلية غير المتماسكة إلى وضوح قابل للتنفيذ.

2- واجه التفكير المفرط بـ«ماذا لو؟»

أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الأسئلة والمواقف الافتراضية تستحوذ على تفكيرنا باستمرار، هو أن الأمور العالقة تغذي شكوكنا الذاتية. وأفضل طريقة لوقف هذه الدوامة هي حسم الأمور نهائياً.

على سبيل المثال: بدلاً من تكرار سؤال: «ماذا لو فشلت؟» مراراً وتكراراً، يمكنك مقاطعة هذا النمط بسؤال نفسك: «ماذا سأفعل حينها؟». وحسب الموقع، فإن هذا التغيير البسيط ظاهرياً قد يكسر حلقة التفكير في أسوأ السيناريوهات. ذلك لأن هذا التغيير لا يسمح لك فقط بتجربة الخوف؛ بل بتجاوزه أيضاً.

بإخراج نفسك من هذه الحلقة، تمنح عقلك حرية البحث عن إجابات، بدلاً من التركيز على التهديدات المتزايدة الخطورة.

باختصار، هذا التحول يحوِّل مسار تفكيرك من القلق إلى الهدوء والتأمل.

وخلصت دراسة أجريت عام 2023 إلى أنه عندما يواجه الناس حالة من عدم اليقين، فإن لحظة «الحسم النهائي» لا ترتبط بالضرورة بالتوصل إلى حل واضح تماماً. ويعزو البحث هذه اللحظة من الحسم المفاجئ إلى خيار معرفي يقوم به الفرد بالتوقف عن التفكير المطول.

لذا، فإن سؤال «ماذا بعد؟» يمنح العقل مخرجاً من حسابات التكلفة والفائدة: هل سيكون التفكير الإضافي مفيداً حقاً، أم أنه سيستنزف أكثر مما سيفيد؟

يدفع الجهد الذهني المصاحب للقرارات المصيرية الفرد إلى وضع حد حاسم لدائرة الاجترار، والمضي قدماً رغم حالة عدم اليقين.

3- توجيه التفكير المفرط نحو الاستشراف

يُعدُّ التفكير المفرط ضاراً عندما يدور حول الخوف نفسه، ولكنه يكون بالقدر نفسه من القوة عندما يتجه نحو المستقبل. وتُظهر البحوث في مجال الإدراك أن العقل مُهيأ لمحاكاة الاحتمالات المستقبلية؛ وهذا ما يُعرف بـ«التفكير الاستباقي» أو الاستشراف.

بمعنى آخر: نلاحظ الإشارات المفاجئة، ونتخيل ما قد يحدث، ونخطط بناءً عليها، ونتخذ خطوة تحضيرية صغيرة، ثم نستخدم هذا التحضير عند حدوث الموقف.

خير مثال على ذلك هو الموقف الشائع جداً: الخروج من المنزل ورؤية غيوم ممطرة، وتخيل المطر الوشيك، والعودة غريزياً إلى الداخل لأخذ مظلة.

عندما تتخيل عقولنا سيناريوهات مختلفة، فإنها في الأساس تلتزم بفطرتها. وبناءً على ذلك، يصبح السؤال: هل هذه المحاكاة تؤدي إلى نتيجة مفيدة؟ إن لم تكن كذلك، فقد حان الوقت لأخذ زمام المبادرة. يكفي إجراء فحص ذاتي بسيط، كأن تسأل نفسك: «هل يساعدني هذا التمرين الذهني على الاستعداد؟ أم أنني أعاقب نفسي؟» للتأكد من أن السيناريو يقود إلى حل مفيد، لا إلى مزيد من الخوف غير المجدي.

ويكمن الفرق بين التفكير المفرط الضار والتفكير المفيد في النية. فإذا كانت أفكارك تهدف إلى السيطرة، فستخلق فوضى، أما إذا كانت تهدف إلى الفهم، فستخلق وضوحاً. الأشخاص الذين يستخدمون تفكيرهم المفرط بشكل بنَّاء قادرون على تمييز الإشارات من الضوضاء، وبالتالي، يستجيبون لعقولهم بتعاطف، لا بعدوانية.


سرقة «هوليوودية» تهزُّ بنكاً ألمانياً... 30 مليون يورو في قبضة اللصوص

مثقاب ضخم استخدمه اللصوص لاختراق الخزنة (شرطة غيلسنكيرشن)
مثقاب ضخم استخدمه اللصوص لاختراق الخزنة (شرطة غيلسنكيرشن)
TT

سرقة «هوليوودية» تهزُّ بنكاً ألمانياً... 30 مليون يورو في قبضة اللصوص

مثقاب ضخم استخدمه اللصوص لاختراق الخزنة (شرطة غيلسنكيرشن)
مثقاب ضخم استخدمه اللصوص لاختراق الخزنة (شرطة غيلسنكيرشن)

في واحدة من أكثر عمليات السطو جرأة في ألمانيا، استخدم لصوص مثقاباً ضخماً لاختراق خزنة فرع لبنك ادخار في مدينة غيلسنكيرشن بغرب البلاد، والاستيلاء على ما يُقدَّر بنحو 30 مليون يورو نقداً ومقتنيات ثمينة، في عملية وصفتها الشرطة بأنها نُفذت «باحترافية عالية» وتشبه أفلام السطو الهوليوودية.

العملية، وفق «بي بي سي»، استهدفت بنك «شباركاسه» الواقع على شارع رئيسي، حيث نجح الجناة في كسر أكثر من 3 آلاف صندوق أمانات كانت تحتوي على أموال وذهب ومجوهرات. ولم يُكشف عن الجريمة إلا في الساعات الأولى من صباح الاثنين، بعدما انطلق إنذار حريق داخل المبنى، مما استدعى تدخل الشرطة وإدارة الإطفاء لتفتيش المكان.

ووفق التحقيقات الأولية، استغل اللصوص هدوء أيام عيد الميلاد لتنفيذ خطتهم، إذ تشير الأدلة إلى أنهم دخلوا إلى البنك وغادروه عبر مرأب سيارات مجاور في حي بوئر. وأفاد شهود عيان برؤية عدة رجال يحملون حقائب كبيرة في درج المرأب خلال ليل السبت وصباح الأحد، مما عزَّز فرضية هروبهم المنظم.

كما أظهرت تسجيلات كاميرات المراقبة سيارة «أودي RS6» سوداء تغادر المرأب الواقع في شارع دي-لا-شوفاليري في وقت مبكر من صباح الاثنين، في مشهد بدا وكأنه لقطة من فيلم سينمائي.

وعلى الرغم من حجم السرقة، أكدت الشرطة أنها لم تُلقِ القبض على أي مشتبه به، ولا يزال الجناة طلقاء. في المقابل، طلب بنك «شباركاسه» من عملائه المتضررين التواصل معه عبر خط ساخن خُصص لهذا الغرض.

وعبَّر أحد المتضررين عن قلقه قائلاً لقناة «فِلت» الإخبارية: «لم أستطع النوم الليلة الماضية، ولا نحصل على أي معلومات»، مضيفاً أن الصناديق التي تعرضت للسرقة كانت تضم مدخراته المخصصة لسنوات التقاعد.


تغريم «ديزني» 10 ملايين دولار بتهمة انتهاك «خصوصية الأطفال»

شعار «ديزني بلس» (رويترز)
شعار «ديزني بلس» (رويترز)
TT

تغريم «ديزني» 10 ملايين دولار بتهمة انتهاك «خصوصية الأطفال»

شعار «ديزني بلس» (رويترز)
شعار «ديزني بلس» (رويترز)

وافقت مجموعة الترفيه والإعلام الأميركية العملاقة «ديزني» على دفع 10 ملايين دولار لتسوية قضية خاصة بجمع بيانات الأطفال، وفقاً لما أعلنته وزارة العدل الأميركية، مساء أمس.

وقالت الوزارة إن محكمة اتحادية أميركية أقرّت اتفاق تسوية نزاع بينها وبين كل من «ديزني» و«ورلد سيرفيسز» و«ديزني إنترتينمنت أوبريشنز».

وبموجب التسوية، ستدفع ديزني 10 ملايين دولار غرامات مدنية لتسوية ادعاءات لجنة التجارة الفيدرالية بأنها انتهكت قانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت فيما يتعلق بمحتوى الفيديوهات الخاصة بها على منصة بث الفيديوهات «يوتيوب».

ويحظر قانون حماية خصوصية الأطفال على المنصات الإلكترونية جمع أو استخدام أو الكشف عن المعلومات الشخصية للأطفال دون سن 13 عاماً، دون إخطار الوالدين وموافقتهما.

وزعمت شكوى الحكومة أن «ديزني» لم تصنف محتوى «يوتيوب» الخاص بها بشكل صحيح على أنه موجَّه للأطفال، مما أدى إلى استهداف الإعلانات وجمع بيانات الأطفال بشكل غير قانوني.

وقال بريت شومات، مساعد المدعي العام الأميركي، إن الوزارة «ملتزمة التزاماً راسخاً» بضمان حق الآباء في إبداء رأيهم في كيفية جمع معلومات أطفالهم واستخدامها، مضيفاً: «ستتخذ الوزارة إجراءات سريعة للقضاء على أي انتهاك غير قانوني لحقوق الآباء في حماية خصوصية أطفالهم».

وتُعد فيديوهات «ديزني» من بين الأكثر شعبية على «يوتيوب»، حيث حصدت مليارات المشاهدات في الولايات المتحدة وحدها.

وإلى جانب الغرامة المالية، تمنع التسوية شركة ديزني من العمل على «يوتيوب» بما يخالف قانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت، ويُلزمها بوضع برنامج امتثال؛ لضمان التزامها مستقبلاً بحماية خصوصية الأطفال.