مشرعون أميركيون يتوعدون بعدم تمويل إسرائيل

تصاعد الانتقادات في الكونغرس لحكومة نتنياهو وحربها «غير الأخلاقية»

تصاعد المعارضة لتمويل إسرائيل في الكونغرس (أ.ب)
تصاعد المعارضة لتمويل إسرائيل في الكونغرس (أ.ب)
TT

مشرعون أميركيون يتوعدون بعدم تمويل إسرائيل

تصاعد المعارضة لتمويل إسرائيل في الكونغرس (أ.ب)
تصاعد المعارضة لتمويل إسرائيل في الكونغرس (أ.ب)

تتصاعد الأصوات المعارضة لتمويل إسرائيل في الكونغرس الأميركي، وسط دعوات للإدارة الأميركية لوقف دعمها «غير المشروط» لتل أبيب في حرب غزة.

وفيما ينتظر البيت الأبيض إقرار الكونغرس لمبلغ الـ10 مليارات دولار من المساعدات لإسرائيل، دعا السيناتور المستقل بيرني ساندرز زملاءه إلى عدم الموافقة على تمويل ما وصفها بـ«حرب (بنيامين) نتنياهو غير الشرعية وغير الأخلاقية والوحشية وغير المتوازنة ضد الشعب الفلسطيني». وقال ساندرز في بيان: «على الكونغرس رفض أي محاولة لإقرار مبلغ 10 مليارات دولار من مساعدات عسكرية غير مشروطة لحكومة نتنياهو اليمينية». وتابع: «على الأميركيين أن يعلموا أن حرب إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني يتم شنها بقنابل أميركية وقذائف مدفعية وغيرها من الأسلحة...».

وهذه ليست المرة الأولى التي يوجه فيها السيناتور التقدمي عن ولاية فيرمونت انتقادات لاذعة لإسرائيل، فقد سبق أن دعا إدارة الرئيس جو بايدن إلى وقف دعمها غير المشروط لحكومة نتنياهو، وقال في تصريح له في الرابع من ديسمبر (كانون الأول) الماضي: «ما تفعله حكومة نتنياهو غير أخلاقي وانتهاك للقانون الدولي ولا يجب على الولايات المتحدة أن تكون شريكة في تلك الأعمال».

وحذّر ساندرز من أن عدد الضحايا والدمار في غزة «تخطى الدمار الذي تسببه القصف الأميركي على دريسدن في ألمانيا والمدن اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية».

وساندرز ليس الوحيد الذي صعّد من مواقفه المعارضة للتمويل، فقد انضم إليه النائب الديمقراطي جواكين كاسترو الذي شنّ هجوماً لاذعاً على حكومة نتنياهو الشهر الماضي في سلسلة من التصريحات على منصة «إكس» (تويتر سابقاً) محذراً من أنه لن يصوّت لصالح حزمة المساعدات لإسرائيل. قال كاسترو: «ليس لدي ثقة في نتنياهو أو الحرب التي يشنها»... وتابع منتقداً إدارة بايدن: «لست واثقاً من أن حكومتنا تراقب بشكل فعال التزام إسرائيل بالقوانين الدولية وتحرص على محاسبتها... لقد أصبحنا شركاء لزعيم يميني رفض حل الدولتين وعزز من موقع حماس وخفف من نفوذ الحكومة الفلسطينية وارتكب جرائم تقوده إلى السجن على الأرجح...».

نتنياهو مستقبلاً بايدن خلال زيارته لإسرائيل في 18 أكتوبر 2023 (د.ب.أ)

الإدارة وتخطي الكونغرس

وتأتي هذه الكلمات القاسية والمواقف التصعيدية في ظل توعد مشرعين بعرقلة التمويل لإسرائيل لدى التصويت عليه بعد العودة من العطلة التشريعية الأسبوع المقبل. لكن هذا لم يمنع الإدارة الأميركية من تخطي الكونغرس مرتين الشهر الماضي لإرسال مساعدات عسكرية «طارئة» لإسرائيل عبر استعمال صلاحية بايدن الرئاسية للمساعدات الطارئة. وبحسب هذه الصلاحيات النادرة الاستعمال يمكن للبيت الأبيض تخطي الكونغرس لإرسال مساعدات عسكرية لبلدان أجنبية. وقد أثارت خطوة بايدن هذه حفيظة ديمقراطيين، فاتهم السيناتور الديمقراطي تيم كاين الإدارة بممارسة سياسة «التعتيم» على الأميركيين، ودعا الرئيس الأميركي إلى تقديم تفسير علني لقراره الثاني خلال شهر.

كثّفت إيباك من تبرعاتها للمشرعين في شهر نوفمبر (إ.ب.أ)

تبرعات إيباك

وفيما يتخبط الكونغرس في دوامة خلافاته التي حالت دون إقرار المساعدات حتى الساعة، كثّف اللوبي الإسرائيلي الأميركي (إيباك) من أنشطته الانتخابية وتبرعاته للمشرعين. فبحسب لجنة الانتخابات الفيدرالية قدّم اللوبي تبرعات تخطت قيمتها الـ3.7 مليون دولار في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي لحملات المشرعين، وهو مبلغ تخطى قيمة المبالغ التي عادة ما يقدمها اللوبي في شهر واحد. وتعمل مجموعة الضغط هذه جاهدة لإقناع أعضاء الكونغرس بدعم تمويل إسرائيل ليتصدر النائب الديمقراطي ريتشي توريه لائحة التبرعات، يتبعه زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز.

السيناتور برني ساندرز رفض الدعم غير المشروط لإسرائيل (رويترز)

زيارة تشريعية لدول المنطقة

يأتي هذا فيما يزور وفد من أعضاء مجلس الشيوخ إسرائيل والأردن والسعودية. ويضم الوفد 5 من أعضاء لجنة الاستخبارات في المجلس على رأسهم السيناتورة كريستين غيليبراند. وقالت غيليبراند للصحافيين قبيل مغادرتها واشنطن إن هدف الزيارة هو «الحديث مع الشركاء والحلفاء عن مسار للسلام»، مضيفة: «سبب زيارة عدد من الوفود التشريعية إلى الشرق الأوسط في الوقت الحالي هو لأننا نتحدث مع حلفائنا وشركائنا عن رؤية الطريق لإحقاق السلام وماذا ستحمل الأشهر المقبلة. من المهم أن نقضي على الإرهاب في المنطقة لكن من المهم جداً أن يساعدنا حلفاؤنا في القضاء على الإرهاب».


مقالات ذات صلة

«روما الرباعي»... زخم يتصاعد نحو هدنة في غزة

المشرق العربي فلسطينيون يحملون جريحاً في مستشفى «شهداء الأقصى» في أعقاب غارة إسرائيلية بدير البلح (رويترز)

«روما الرباعي»... زخم يتصاعد نحو هدنة في غزة

يلتقي الوسطاء (قطر ومصر والولايات المتحدة) في اجتماع رباعي، الأحد، بروما بمشاركة إسرائيلية، وسط مخاوف من «تجدد العراقيل الإسرائيلية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي طائرة مسيرة أطلقها «حزب الله» اللبناني في إحدى عملياته (لقطة من فيديو)

«حزب الله» يستهدف قوة إسرائيلية شمال ثكنة «يفتاح» بالمسيرات

أعلن «حزب الله» اللبناني أن عناصره استهدفوا قوة مدرعات إسرائيلية تمركزت مؤخرا شمال ثكنة «يفتاح» الإسرائيلية بالمسيرات الانقضاضية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي صورة سبق أن وزَّعها إعلام «حزب الله» لباخرة الحفر «إنرغين» قرب حقل «كاريش» بين لبنان وإسرائيل (أ.ف.ب)

«حزب الله» يلوّح باستهداف منصات الغاز في إسرائيل خلال «الحرب الشاملة»

عاد «حزب الله» ليهدد باستهداف حقول الغاز في إسرائيل في حال قررت الأخيرة توسعة الحرب على لبنان، بعدما بلغت الضغوط والتهديدات من قبل الطرفين مراحل غير مسبوقة.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي جنود من الجيش اللبناني يتفقدون حطام سيارة بعد غارة جوية إسرائيلية استهدفت قرية برج الملوك على مسافة نحو 18 كيلومتراً من مدينة النبطية الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

ثلاثة شروط للحرب الإسرائيلية على لبنان... آخرها سياسي

قبل أن ينهي رئيس الوزراء الإسرائيلي زيارته لواشنطن أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الجيش أبلغ القيادة السياسية «باكتمال الاستعدادات لإجراء مناورة برية كبيرة».

يوسف دياب

محادثات «صريحة ومثمرة» أميركية ــ صينية

وزيرا خارجية الصين وأميركا خلال لقائهما على هامش اجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان السبت (أ.ف.ب)
وزيرا خارجية الصين وأميركا خلال لقائهما على هامش اجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان السبت (أ.ف.ب)
TT

محادثات «صريحة ومثمرة» أميركية ــ صينية

وزيرا خارجية الصين وأميركا خلال لقائهما على هامش اجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان السبت (أ.ف.ب)
وزيرا خارجية الصين وأميركا خلال لقائهما على هامش اجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان السبت (أ.ف.ب)

أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن محادثات «صريحة ومثمرة» مع نظيره الصيني، وانغ يي، في لاوس أمس، على هامش اجتماع «آسيان»، أعرب خلالها عن مخاوف بلاده حيال «الخطوات الاستفزازية» التي تقوم بها بكين في محيط تايوان.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، في بيان، إن بلينكن أجرى مع وانغ «محادثات صريحة ومثمرة حول مسائل ثنائية وإقليمية وعالمية جوهرية». كما تطرق بلينكن إلى مسائل حقوق الإنسان في تايوان والتيبت وهونغ كونغ وإلى دعم بكين لروسيا في حربها على أوكرانيا.

وقبل بدء لقائه مع وانغ يي، انتقد بلينكن «الإجراءات التصعيدية وغير القانونية» التي اتخذتها بكين في منطقة بحر الصين الجنوبي، خلال لقاء مع دول آسيان العشر.

في المقابل، طلب وزير الخارجية الصيني من نظيره الأميركي «عدم صب الزيت على النار» في الخلاف بين بكين ومانيلا في بحر الصين الجنوبي.