«طبقات من الحب» يستلهم كتاب «الأعمدة السبعة للشخصية المصرية»

معرض للفنان إبراهيم خطاب يضم 35 لوحة

جانب من استخدام الخط الشعري المنمق (الشرق الأوسط)
جانب من استخدام الخط الشعري المنمق (الشرق الأوسط)
TT

«طبقات من الحب» يستلهم كتاب «الأعمدة السبعة للشخصية المصرية»

جانب من استخدام الخط الشعري المنمق (الشرق الأوسط)
جانب من استخدام الخط الشعري المنمق (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن الحب يتكون من 7 مراحل؛ تمثل كل مرحلة وجهاً مختلفاً له، وفي أحدث معارض التشكيلي المصري إبراهيم خطاب بغاليري «سفر خان» بالزمالك، تتجلى هذه المراحل السبع وتتحاور، كأنها تقدم تجربة كاملة للحب.

«طبقات من الحب» هو عنوان المعرض وفلسفته، إذ جاءت اللوحات التي تتجاوز 35 عملاً تجسيداً للقاء والفراق والتواصل والذكريات والأنسنة المفعمة بالعاطفة المتجذرة في التاريخ والحضارات، وهي ثيمة استلهمها الفنان من أحد الكتب الأثيرة إليه.

يقول إبراهيم خطاب لـ«الشرق الأوسط»: «كنت أقرأ كتاب (الأعمدة السبعة للشخصية المصرية) للكاتب ميلاد حنا، الذي تناول مرور مصر بـ7 حضارات، وكيف أنه برغم انصهار جميع هذه الحضارات، فقد ظلت مصر في النهاية تحتفظ بشخصيتها وخصوصيتها وطابعها المميز؛ فهي لا تفقد هويتها مهما تعرضت لمؤثرات خارجية».

لوحة تجسد حب الوطن بمختلف تفاصيله ورموزه الثقافية والفنية (الشرق الأوسط)

هذه الأصالة المتفردة مستمرة وستستمر، فكل المشكلات والأزمات التي تحيط بالمصريين سواء في مصر أو الخارج يمكن تجاوزها وحلها في حالة ما إذا تم إعادة ترسيخ فكرة الحب، وفق خطاب، الذي أضاف: «لا نحتاج إلا للحب... حب الوطن والجذور والعمل والآخرين والمستقبل وأشياء أخرى عديدة، فحينئذ ستتغير الأحوال حتماً، ورغم صعوبة الحياة، فإن الحب موجود».

انطلاقاً من هذه الرؤية تعددت أوجه الحب في لوحات المعرض. وكأن الفنان أراد أن يثبت للمتلقي صحة نظريته العاطفية عبر أبعاد وأمثلة عدة، فبين ثنايا أعماله دعوة للمشاهدين إلى التفكير في مجموعة متنوعة من المشاعر مجسداً تأثيرها العميق الذي تمارسه على حياتنا.

الفنان المصري إبراهيم خطاب (الشرق الأوسط)

وفي ضوء ذلك ترتبط النباتات والحيوانات على سبيل المثال ارتباطاً وثيقاً بالشخصيات البشرية ونراها في حالات سعادة ورضا، احتفالاً بالحب ووعوده، يقول: «تناولت في الأعمال مختلف أنواع الحب؛ فلا يُشترط أن يكون بالضرورة بين البشر، وهو ما يفسر بدقة نظريتي، فحين يكون هناك حب بين البشر والطبيعة، من المؤكد سيحافظ على البيئة والمناخ حوله، وحين يشعر الإنسان بالحب تجاه الحيوانات ستنتشر قيم الرحمة والعطف، وعندما يحب أسرته ووطنه سيحرص على العطاء لهما بما يترتب على ذلك من نتائج مختلفة».

تنوعت أنواع المشاعر في اللوحات (الشرق الأوسط)

أبرز الفنان هذه العلاقة الوثيقة بين هذه العناصر الملموسة والعضوية في اللوحات عبر استخدام الخط الشعري العربي المنمق والمفكك، الذي قام بتوزيعه على المسطح بوعي وبذوق رفيع؛ متجنباً الأسلوب المباشر الصريح، من دون أن يعيق سلاسة انتقال أفكاره ومشاعره إلى المتلقي أو عمق تفاعله معها.

حتى حين كرر خطاب في جميع لوحاته عبارة: «لا نحتاج إلا إلى الحب» فقد كتبها بطرق وتوزيعات مختلفة فجاء بناء الحرف مختلفاً، وظهرت الجملة في بعض الأعمال كاملة لكن مفككة مثل «البازل»، ما ينقل رسالة خفية مفادها: «لكي نصل إلى الحب علينا أن نجمعه داخلنا، ونحتفي به، لنعود إلى حياتنا المستقرة» على حد تعبير الفنان.

وفي عمل آخر، جاءت كلمة الحب على شكل سفينة، مستلهمة من الحضارة المصرية القديمة، على متنها حبيبان، لتوحي أن الحياة لن تسير إلا بسفينة الحب، بحسب خطاب.

عمل نحتي مكون من الخط العربي (الشرق الأوسط)

حتى في العملين النحتيين التجريديين بالمعرض المستمر حتى 2 يناير(كانون الثاني) المقبل، كان من اللافت احتفاؤهما بالخط، فهما بالكامل عبارة عن تجسيد لهذا الفن، فالعمل الأول هو حر يتمتع بالليونة، لكي تكون حركة النحت فيه أكثر سلاسة، أما العمل الآخر فهو عبارة عن عنصر حيواني (الثور) مكون من الخط، أو هو خط يتخذ شكل الحيوان، يقول: «منذ طفولتي أرى كل شيء في الحياة في هيئة الخط، باعتباره من أهم العناصر التجريدية التي بسطت الفن، وقد عملت حين كنت في الثانية عشرة من عمري خطاطاً، فكان من الطبيعي أن يظهر اهتمامي به في كل أعمالي».

ألوان دافئة تعبر عن قوة العاطفة (الشرق الأوسط)

ساعدت استعانة الفنان بعدة طبقات مكونة من مزيج من قصاصات الصحف والمجلات (كولاغ)، فضلاً عن استخدامه 7 طبقات محددة من طلاء الأكريليك، على التعبير عن تعدد طبقات الحب ومدى عمق الحضارة المصرية التي يرى أنها سبب كافٍ للتمسك بالحب في وطنه.


مقالات ذات صلة

الكتاب الورقي ينتصر على الأجهزة الرقمية في معرض جدة

يوميات الشرق «جدة تقرأ» عنوان معرض الكتاب 2024 (المركز الإعلامي)

الكتاب الورقي ينتصر على الأجهزة الرقمية في معرض جدة

في ظل التطور التقني والاعتماد المتزايد على الكتب الإلكترونية، حسم زوار معرض جدة للكتاب 2024 الجدل لصالح الكتاب الورقي

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق دور النشر شهدت إقبالاً كبيراً من الزوار من مختلف الأعمار (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

«جدة للكتاب»... مزيج غني بالمعرفة والإبداع بأحدث الإصدارات الأدبية

يعايش الزائر لـ«معرض جدة للكتاب 2024» مزيجاً غنياً من المعرفة والإبداع يستكشف عبره أحدث الإصدارات الأدبية، ويشهد العديد من الندوات وورش العمل والجلسات الحوارية.

إبراهيم القرشي (جدة)
الاقتصاد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

قررت 3 من أكبر 10 شركات عالمية متخصصة في تنظيم المعارض، افتتاح مكاتبها في المملكة، إلى جانب توقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم لدعم صناعة الفعاليات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق صور تعكس الترابط الأسري (الشرق الأوسط)

مخزون الصور العائلية يُلهم فناناً سودانياً في معرضه القاهري الجديد

تنقل الفنان السوداني صلاح المر خلال 15 عاماً قضاها في مصر ما بين دروب الأحياء العتيقة متأثراً بناسها وفنانيها.

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق حوار صامت بين الفنّ والموضة (إعلانات المعرض)

«من القلب إلى اليدين»... معرض يطير من ميلانو إلى باريس

المعرض ليس مجرّد استعراض لفساتين سبقت رؤيتها على المنصات في مواسم عروض الأزياء الراقية، وإنما وقفة عند الثقافة الإيطالية واسترجاع لتاريخ الموضة في ذلك البلد.

«الشرق الأوسط» (باريس)

177 مليون إسترليني لبريطاني ربح اليانصيب

الحظّ حين يضحك (أدوب ستوك)
الحظّ حين يضحك (أدوب ستوك)
TT

177 مليون إسترليني لبريطاني ربح اليانصيب

الحظّ حين يضحك (أدوب ستوك)
الحظّ حين يضحك (أدوب ستوك)

أصبح أحد حاملي التذاكر في بريطانيا ثالث أكبر فائز في تاريخ اليانصيب الوطني بعد فوزه بجائزة «يورو مليونز» البالغة 177 مليون جنيه إسترليني.

وذكرت «الغارديان» أن حامل التذكرة الوحيد، الذي اختار عدم الكشف عن هويته، تقدَّم للمطالبة بجائزة «يورو مليونز» بعد السحب الذي أُجري في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وأكدت شركة «ألوين»، مديرة اليانصيب الوطني، أنها دفعت 177.033.699.20 جنيه إسترليني للفائز الذي أصبح الآن أكثر ثراءً من المغنّية البريطانية دوا ليبا المُقدَّرة ثروتها بنحو 104 ملايين جنيه إسترليني، والمغنّي الكندي (الذي عاش في فانكوفر بكولومبيا البريطانية) مايكل بوبليه البالغة ثروته نحو 63 مليوناً.

وقال كبير مستشاري الفائزين في «ألوين»، آندي كارتر: «سعداء جداً لأنّ الجائزة التي تغيّر حياة الفائزين قد دُفِعت للفائز»، مضيفاً أنّ «الاحتمالات في وجود هذا المبلغ من المال لا حصر لها».

وتابع: «يا له من وقت رائع للفوز! فهو يأتي قبل عيد الميلاد مباشرةً؛ ومن المؤكد أنّ هذه الأموال يمكنها جعل فترة العطلة هذا العام مميّزة، ربما من خلال الذهاب إلى مكان مُشمس في هذه الأجواء الشتوية، أو في رحلة تسوّق إلى نيويورك للاحتفال»، مضيفاً: «مهما قرّر هذا الفائز أن يفعل بعد حصوله على قيمة الجائزة، فإنّ تركيزنا ينصبّ الآن على دعم حامل التذكرة خلال هذه العملية ليتمكن من البدء في الاستمتاع بالفوز قريباً».