محمد قيس... الحكاية هي النجمة

الإعلامي اللبناني يشارك «الشرق الأوسط» نضج المرحلة

الإعلامي اللبناني محمد قيس في مرحلة نضج مهني (حسابه الشخصي)
الإعلامي اللبناني محمد قيس في مرحلة نضج مهني (حسابه الشخصي)
TT

محمد قيس... الحكاية هي النجمة

الإعلامي اللبناني محمد قيس في مرحلة نضج مهني (حسابه الشخصي)
الإعلامي اللبناني محمد قيس في مرحلة نضج مهني (حسابه الشخصي)

وقف الإعلامي اللبناني محمد قيس أمام سؤالين، بينما يُجري مراجعة ذاتية في المهنة وفُرصها: «ماذا أحبُّ، وماذا ينقصني؟». يصفُ رئيس تحرير برنامجه «عندي سؤال» (تلفزيون ومنصات «المشهد»)، جورج موسى، بالجناح المُحرّض على الطيران، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إنّ مَن يُلهمون ويُعلّمون، يُشعلون شغف العطاء. مرَّ بفوضى مغادرة لبنان للإقامة في دبي، حيث يُصوّر حلقاته، واستطاع تجاوز المرحلة الصعبة بفهم نفسه والاستعداد لفهم الضيف.

يتوصّل إلى معادلة بعد سنواتِ العمل التلفزيوني: «لا ضيف ضعيف. في هذه الحالة، المُحاوِر والمُعدّ هما الضعيفان»؛ لذا يتكلّم بدفء عن رئيس تحرير برنامجه، ويرفعه إلى مرتبة المُلهمين، ومَن يُكملون الطموح والأفكار. بالنسبة إليه، يتجاوز النجاح اقتصاره على المقدّم أمام الكاميرا، ليشمل صانع المحتوى وراء الضوء، ولمساته وجهوده.

من اليمين محمد قيس ورئيس تحرير برنامجه جورج موسى (صور قيس)

تمتلئ مواقع التواصل بمقتطفات من حلقاته، مرة مع قصي خولي، وخالد شباط، وخالد القيش، وأخرى مع ديانا حداد، وجويل ماردينيان... شيءٌ في محمد قيس، يُشبه الشعاع، يخترق الجانب البشري المُعتِم في دواخل ضيوفه، فيطفو على شكل بوح. هذا وليد مقدّم يُتقن فن الإصغاء، ويتدخّل في الوقت المناسب للارتقاء بالحوار نحو الأصدق.

قد يورّط البوح صاحبه، وتُسبب الصراحة المتاعب. لا بدّ من سؤال عن أخلاقيات الحوار، وما يضبط قواعد اللعبة. للإجابة، يتحدّث قيس عن جانب إنساني يحتكم إليه، ويتعمّد تغليبه على إغراء «السبق» ولذة التصريح الحصري. يقول: «تخلّيتُ عن كثير يعود عليَّ بمزيد من الصخب عبر مواقع التواصل، ويُشعل الجدل. هنا إنسانيتي في خدمة مهنيَّتي. لن أستفيد بشيء إن رُفعت دعوى على ضيفي، أو تسبّبتُ بطلاق ضيفتي وحرمانها حضانة طفلها. يُعلّمنا النضج الغربلة وتحكيم الضمير».

محمد قيس يقول إنّ الحكاية هي نجمة برنامجه (حسابه الشخصي)

خلفيّة محمد قيس الإذاعية تُسهّل المُحاوَرة المُعتمدة على إظهار المحتوى وحده، من دون عناصر بهرجة أخرى. هنا مقاربة مغايرة. يتحدّث عن الإعداد بكثير من الجدّية، وهو في حالة برنامجه قائم على مَحاور تُحضّر بعمق، فتُولد الأسئلة من تلقائها: «وأتوقّف عند المقابلة الأخيرة لضيفي. عند أنفاسه. نبرته. سرعة كلامه أو تمهّله. أراقب انفعالاته وأقرأ مشاعره. التحضير لا يعني استعراض معلوماتي أمام مَن أحاوره، هو أن أفهمه وأدعه يتكلّم. جميعنا يبدأ بتخلٍّ ما عن عفويته أمام الكاميرا. ثم يُفكّ كل هذا، فينتقل الحوار إلى أحلاه».

تستوقفه طفولة ضيوفه، وسؤال «الحب». يقول قيس إنه يهوى طرح الأسئلة، لا، لأنه فضولي، وليس لرغبة في حشر الأنف بالآخر وخصوصياته، بل لمتعة الاكتشاف وشغف الإصغاء. «وربما لأنه لديّ أسئلة أودّ لو تُطرح عليَّ، فأطرحها على سبيل التعويض»، يتابع مَن يرى أنّ المرء يواجه حقيقته، خصوصاً أمام الطفل الذي كانه، وتقلُّب القلب بين الهناء واللوعة.

ترافقه حكايات ضيوفه إلى استراحته المنزلية، وإلى وحدته التي يُطلق أمامها دمعه: «كثيراً ما أبكتني القصص. أعيشُ حالة الحكاية بكل حواسي. لستُ أُصغي بأذنَيّ. أُصغي بإحساسي. هذا متعب. أعود إلى بيتي مثقَلاً بما يتشاركه الضيوف معي. غالباً، لا نخطّط لكل هذا. أحدٌ لا يأتي ليقول كل شيء. الجميع يبدأ متحفّظاً، مع رغبة في استعادة عفويته شيئاً فشيئاً. أثناء الحوار، تنقشع الطبقات الداخلية. على الضيف أن يستريح ويشعر بأنه مُحتَضن».

قصي خولي متوسطاً محمد قيس من اليمين وجورج موسى من اليسار (صور قيس)

كان قيس في السابعة عشرة حين وقف أمام كاميرا. اليوم هو في الخامسة والثلاثين. السنوات مُعلِّم. لقّنته فهم النفس لفهم الآخر. بالنسبة إليه «لا إنسان من دون حكاية»، لذا يختار الضيوف وفق ما يملكون مشاركته، ولا يعُود مهماً حجم النجومية بذاته. «الحكاية الإنسانية هي الأهم».

دَرَجَت في الماضي معادلة المراتب، فبعضٌ ربط حضوره الإعلامي بقيمة المُقدِّم، ومقدّمون اشترطوا ما سُمّوا «ضيوفاً صفّاً أول»، لظنٍّ بأنهم وحدهم يصنعون الحوار الناجح. زمن «البودكاست» يُبدّل الأحوال: «اليوم، الحكاية هي النجمة. ليست شطارة استعراض مهاراتي أمام قصي خولي مثلاً. إنني أمام خيارين: إما الاستعراض، وفي هذه الحالة سيرتدّ سلباً عليَّ، وإما أن أريحه فيبوح، وأكبَرُ بنجوميته. فضّلتُ الثاني».

في «بودكاست عندي سؤال»، يدخل محمد قيس، ومعه جورج موسى، إلى بيت الضيف، وذاكرته، وأيام اللهو في الحيّ، وجَبْل التراب بالأيدي المُشاغبة، وما سبَّب الفقر أو الغنى، وأي دروس مستقاة من التجارب. ويشمل الحديث متاعب الفن وقسوة المهنة ومتعتها؛ ما يهمّ المُحاوِر هو تجاوز فكرة أنّ النجم مُحاط بهالة، ويُرجى عدم المساس بها، بإظهار إنسانيته، يُساويه على هذا المستوى مَن يحلو الإصغاء إليهم، أكانوا تحت الضوء أو ممَن تنهشهم الحياة في الظلمات. يقول: «الهالة ليست هذا الدور التمثيلي أو ذاك، ولا الشهرة. هي عمق الإنسان حين يروي تجربته. التصنيفات الأخرى أقل أهمية».

البرنامج ذروة تعلُّم قيس من نجاحاته والإخفاق الوارد على الدوام. وإن سألناه اختزال التجربة بخلاصة، يتوقّف عند المهنية، ويرفعها إلى المرتبة العليا، فهي عطر المشوار: «المهنية ألا أهين ضيفي ولا أعرّضه للذم. لا يعني ذلك التملّق والمديح. بل احتضان عيوبه من منطلق أننا جميعاً نمتلئ بالعيوب. المهنية تُعادل الإنسانية، فأفتح الجروح بحُب، ولا أدين الدعسات الناقصة ولا أحاكم الأخطاء. أواجه الإنسان بداخلي مع الإنسان أمامي».


مقالات ذات صلة

مدرّبو «ذا فويس»: الموسم السادس يحمل مواهب استثنائية

«ذا فويس 6» والمدرّبون ناصيف زيتون وأحمد سعد ورحمة رياض (إنستغرام)

مدرّبو «ذا فويس»: الموسم السادس يحمل مواهب استثنائية

كانت لـ«الشرق الأوسط» لقاءات مع المدرّبين الثلاثة خلال تسجيل إحدى حلقات الموسم السادس، فأبدوا رأيهم في التجربة التي يخوضونها...

فيفيان حداد (بيروت)
أوروبا شعار هيئة الإذاعة والتلفزيون الهولندية (متداولة)

هيئة الإذاعة والتلفزيون الهولندية توقف النشر على منصة «إكس» جرّاء «معلومات مضللة»

قالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الهولندية (إن أو إس)، الثلاثاء، إنها توقفت عن النشر على منصة «إكس» بسبب نشر المنصة معلومات مضللة.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
يوميات الشرق بيونة (أرشيفية - أ.ف.ب)

غياب بيونة... الفنانة الجزائرية الشاملة

توفيت في الجزائر العاصمة، اليوم (الثلاثاء)، الممثلة القديرة بيونة عن عمر ناهز 73 عاماً، إثر معاناة مع المرض، وفق ما أعلن التلفزيون الحكومي.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
يوميات الشرق بسمة وهبة مقدمة برنامج «90 دقيقة» (صفحتها على «فيسبوك»)

منع بسمة وهبة وياسمين الخطيب من الظهور على الشاشة لمدة 3 أشهر

قرر «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» في مصر، الخميس، منع ظهور بسمة وهبة المذيعة بقناة «المحور»، وياسمين الخطيب المذيعة بقناة «الشمس»، إعلامياً، لمدة 3 أشهر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق صورة جماعية من برنامج «دولة التلاوة» (فيسبوك)

«دولة التلاوة» يخطف الأنظار ويعيد برامج المسابقات للواجهة في مصر

خطفت الحلقة الأولى من برنامج «دولة التلاوة»، والتي ضمت تلاوات قرآنية لعدد من المتنافسين على جوائز مليونية، وعرضت على منصات مصرية، الجمعة، الأنظار.

داليا ماهر (القاهرة)

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
TT

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)

أصدر النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو تحذيراً للممثلين الشباب، موضحاً سبب رفضه عروضاً ضخمة في بداية مسيرته الفنية الحافلة.

وأكد دي كابريو، البالغ من العمر 51 عاماً، أن الإفراط في الظهور قد يضر بالممثل الطموح الذي يتطلع إلى النجاح في هوليوود، وفقاً لشبكة «فوكس نيوز».

وقال نجم فيلم «تايتانيك»: «أكثر ما يمكنني قوله هو إنه إذا كنت تحب هذه المهنة، إذا كنت تحب التمثيل، فعليك أن تدرك أنها أشبه بماراثون، وليست سباقاً قصيراً».

وأضاف: «هذا لا يعني أن هذه كلها خيارات مصيرية. لا تجرّبوا شيئاً تجارياً. لا تفعلوا هذا مبكراً جداً.. يتعلق الأمر بفكرة النظر إلى مسيرتكم المهنية بعد 20، 30، 40، 50 عاماً من الآن، ووضع هذه العناصر معاً لضمان استمراريتها».

وتابع: «ربما يكون الإفراط في التعرض مضراً... أعتقد، إن لم يكن هناك أي شيء، أنني كنتُ أملك حدساً مبكراً بشأن الإفراط في التعرض. صحيحٌ أن ذلك كان زمناً مختلفاً. كان زمناً شاهدتُ فيه ممثلين اختفوا عن الأنظار، ولم نكن نعرف الكثير عنهم. أما الآن، فقد اختلف الأمر كثيراً مع وسائل التواصل الاجتماعي. لكنني لم أتمكن من معرفة الكثير عنهم إلا ما رأيته على الشاشة».

أشار دي كابريو إلى أن الزمن تغير بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، لكن مشاهدة ممثلين آخرين يبنون ببطء أعمالاً قوية أثّرت على قراراته المهنية.

وشرح: «رأيتهم يبنون أعمالاً رائعة مع مرور الوقت. لم أُغمر بفيضٍ هائل من أفلامهم في عام أو عامين. هذا لا يعني أنه لا يجب عليك قبول العمل عندما يُعرض عليك، ولكن الفكرة هي توزيعه، أو ربما مجرد اختيار الأفلام التي تضم شخصيات ثانوية رائعة ومثيرة للاهتمام وتترك بصمتك في هذا المجال».

اشتهر دي كابريو برفضه دوراً في فيلم «هوكس بوكس»، وهو أعلى أجر كان سيحصل عليه آنذاك. وبدلاً من ذلك، قبل دور «ما الذي يزعج جيلبرت جريب»، الذي نال عنه أول ترشيح لجائزة الأوسكار. وصرح الممثل أن نقطة التحول في مسيرته كانت فيلم «تايتانيك»، الذي مكّنه من اختيار أفلامه بنفسه.

وأوضح: «كنت محظوظاً جداً في البداية. وكما ذكرتُ مع فيلم (تايتانيك)، كانت تلك نقطة التحول الحقيقية، عندما أتيحت لي فرصة اختيار أفلامي بنفسي. ولكن حتى ذلك الحين، كنتُ أشارك في العديد من الأفلام المستقلة. كنتُ أختار الشخصية التي أجدها الأكثر إثارة للاهتمام، والتي أستمتع بها».


«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
TT

«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

في لحظة يصعب نسيانها، ظهر النجم الأميركي فين ديزل، وهو يدفع الأسطورة البريطانية مايكل كين على كرسيه المتحرّك فوق خشبة مسرح حفل افتتاح مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، مساء الخميس، في مشهد بدا كأنه يُلخّص روح دورة خامسة تجمع بين شغف السينما وامتنانها لرموزها، وبين حضور دولي يُرسّخ جدة منصةً تلتقي فيها قصص نجوم «هوليوود» و«بوليوود» والعالم العربي.

وقف ديزل على المسرح لتقديم الجائزة التكريمية، قائلاً: «هذه الليلة مميّزة بالنسبة إليّ، لأنني أقدّم جائزة لشخص تعرفونه جميعاً بأنه من أفضل الممثلين الذين عاشوا على الإطلاق... مايكل كين يملك من الكاريزما ما يفوق ما لدى معظم نجوم هوليوود». أمّا كين، الذي بلغ التسعين من عمره، فصعد إلى المسرح بدعم 3 من أحفاده، وقال مازحاً: «أتيتُ لأتسلم جائزة، ولا يفاجئني ذلك... فقد فزت بأوسكارين».

مايكل كين متأثّراً خلال كلمته على المسرح (إدارة المهرجان)

كان ذلك المشهد الشرارة التي أعطت مساء الافتتاح طابعاً مختلفاً؛ إذ لم تكن الدورة الخامسة مجرّد احتفاء بفنّ السينما، وإنما إعلان عن نقلة نوعية في موقع السعودية داخل الخريطة العالمية، حيث تتقاطع الأضواء مع الطموح السينمائي، ويتحوَّل الافتتاح من استقطاب للنجوم وعروض الأفلام، إلى قراءة لصناعة تتشكَّل أمام العالم.

وانضم إلى مايكل كين في قائمة النجوم المكرّمين لهذا العام: سيغورني ويفر، وجولييت بينوش، ورشيد بوشارب، وستانلي تونغ، فيما استمرَّت أسماء عالمية في التوافد إلى جدة في اليومين الماضيين، من بينهم جيسيكا ألبا، وأدريان برودي، والمخرجة كوثر بن هنية.

وينسجم ذلك مع كلمة وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، خلال الحفل، بأنّ المهرجان أصبح منصةً تعكس التحوّل الكبير الذي يشهده القطاع الثقافي في المملكة، ويُظهر دور الشباب في تشكيل مشهد سينمائي ينسجم مع طموحات «رؤية 2030»، مشيراً إلى أنّ الثقافة تُعد إحدى أقوى أدوات التأثير عالمياً.

حشد سينمائي عالمي كبير في الحفل (إدارة المهرجان)

السعودية... بدايات هوليوود

ومثل عادة المهرجانات، اتّجهت الأنظار نحو السجادة الحمراء، فامتلأت «الريد كاربت» الواقعة في منطقة البلد التاريخية بطيف نادر من نجوم السينما العالمية؛ من داكوتا جونسون، وآنا دي أرماس، ورئيس لجنة التحكيم شون بيكر وأعضاء اللجنة رض أحمد، وناعومي هاريس، ونادين لبكي، وأولغا كوريلنكو، إضافة إلى كوين لطيفة، ونينا دوبريف؛ اللتين شاركتا في جلسات حوارية مُعمَّقة قبل الافتتاح.

وخلال الحفل، أكد رئيس لجنة التحكيم شون بيكر، أنه متحمّس جداً للحضور في السعودية، التي شبَّهها بـ«هوليوود في أيامها الأولى»، مضيفاً: «بينما نُقاتل للحفاظ على دور العرض في الولايات المتحدة، افتُتِحت هنا مئات الصالات خلال 5 سنوات، لتصبح السعودية أسرع أسواق شباك التذاكر نمواً في العالم. ما يحدث هنا مُلهم ودافئ للقلب».

رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد (إدارة المهرجان)

من جهتها، تحدَّثت رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي»، جمانا الراشد، عن أثر المؤسّسة خلال السنوات الخمس الماضية، قائلة: «لقد بنينا بهدوء ما كان كثيرون يرونه مستحيلاً: منظومة تمنح صنّاع الأفلام من آسيا وأفريقيا والعالم العربي القدرة على القيادة». وأشارت إلى أنّ 7 أفلام دعمها «صندوق البحر الأحمر» اختارتها بلدانها لتمثيلها في «الأوسكار»، وهو دليل على أثر الصندوق الذي دعم أكثر من 130 مشروعاً خلال 5 سنوات فقط. وأوضحت أنّ الدورة الخامسة تضم هذا العام 111 فيلماً من أكثر من 70 دولة، وتسلّط الضوء على 38 مُخرجة، مؤكدة أنّ حضور المرأة في هذه الدورة يُسهم في إعادة تعريف حدود السرد السينمائي، ويشكّل جزءاً أساسياً من روح المهرجان.

 

«العملاق»... فيلم الافتتاح

وفي نهاية الحفل، بدأ عرض فيلم الافتتاح «العملاق» للمخرج البريطاني - الهندي روان أثالي، وهو عمل يستعيد سيرة الملاكم البريطاني - اليمني الأصل نسيم حمد «برنس ناز»، والفيلم من إنتاج سيلفستر ستالون، ويقدّم فيه الممثل المصري - البريطاني أمير المصري أهم أدواره حتى الآن، بينما يلعب بيرس بروسنان دور المدرّب الذي شكّل مسيرة ناز.

ورغم أنّ السِّير الرياضية مألوفة في السينما العالمية، فإنّ اختيار هذا الفيلم تحديداً يحمل دلالة ضمنية؛ فهو عن شاب صنع مساراً لم يكن موجوداً، وعَبَر حدود التصوّرات الطبقية والثقافية ليصنع له مكاناً يُشبهه. بما يُشبه إلى حد كبير قصة الصناعة السينمائية المحلّية التي تُحاول إعادة تعريف صورتها أمام العالم، وتبني حضورها من نقطة البدايات، بمزيج من الحلم والهوية والإصرار، لتصل اليوم إلى مرحلة النضج في دورة تحتفي بشعار «في حبّ السينما»، وتحمل معها 10 أيام من عروض وتجارب تُعيد إلى الفنّ السابع قدرته الأولى على الدهشة.


ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
TT

ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)

كشفت شرطة نيوزيلندا، التي أمضت 6 أيام في مراقبة كل حركة أمعاء لرجل متهم بابتلاع قلادة مستوحاة من أحد أفلام جيمس بوند من متجر مجوهرات، اليوم (الجمعة)، أنها استعادت القلادة المزعومة.

وقال متحدث باسم الشرطة إن القلادة البالغة قيمتها 33 ألف دولار نيوزيلندي ( 19 ألف دولار أميركي)، تم استردادها من الجهاز الهضمي للرجل مساء الخميس، بطرق طبيعية، ولم تكن هناك حاجة لتدخل طبي.

يشار إلى أن الرجل، البالغ من العمر 32 عاماً، والذي لم يكشف عن هويته، محتجز لدى الشرطة منذ أن زعم أنه ابتلع قلادة الأخطبوط المرصعة بالجواهر في متجر بارتريدج للمجوهرات بمدينة أوكلاند في 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، وتم القبض عليه داخل المتجر بعد دقائق من السرقة المزعومة.

وكانت المسروقات عبارة عن قلادة على شكل بيضة فابرجيه محدودة الإصدار ومستوحاة من فيلم جيمس بوند لعام 1983 «أوكتوبوسي». ويدور جزء أساسي من حبكة الفيلم حول عملية تهريب مجوهرات تتضمن بيضة فابرجيه مزيفة.

وأظهرت صورة أقل بريقاً قدمتها شرطة نيوزيلندا يوم الجمعة، يداً مرتدية قفازاً وهي تحمل القلادة المستعادة، التي كانت لا تزال متصلة بسلسلة ذهبية طويلة مع بطاقة سعر سليمة. وقال متحدث إن القلادة والرجل سيبقيان في حوزة الشرطة.

ومن المقرر أن يمثل الرجل أمام محكمة مقاطعة أوكلاند في 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وقد مثل أمام المحكمة لأول مرة في 29 نوفمبر.

ومنذ ذلك الحين، تمركز الضباط على مدار الساعة مع الرجل لانتظار ظهور الدليل.