أظهرت مؤشرات أولية لنتائج الانتخابات الرئاسية بمصر، «اكتساح» الرئيس عبد الفتاح السيسي للأصوات بفارق كبير عن أقرب منافسيه، ليصبح على أعتاب بدء ولاية جديدة تستمر حتى 2030.
وأجريت الانتخابات في مصر، أيام الأحد والاثنين والثلاثاء، من الأسبوع الحالي، وسط احتفاء رسمي بـ«الإقبال» على المشاركة، والذي وصفه رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، الأربعاء، بأنه «فاق كل التصورات»، موجهاً «التحية للمصريين».
وشارك بالانتخابات إلى جانب السيسي (انتخب من قبل لولايتين متتاليتين)، ثلاثة مرشحين هم: فريد زهران رئيس «الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي»، وعبد السند يمامة رئيس «حزب الوفد»، وحازم عمر رئيس «حزب الشعب الجمهوري».
وأظهرت مؤشرات أولية نقلتها وسائل إعلام محلية، فوز السيسي بنسب تتراوح ما بين 85 إلى 90 في المائة، داخل معظم اللجان العامة بالمحافظات. ووفق «الهيئة الوطنية للانتخابات»، فإنها بدأت في «تلقي محاضر اللجان العامة المتضمنة جمع أصوات الناخبين، وكذا أوراق العملية الانتخابية، تمهيداً لتجميع الأصوات، وإعلان النتيجة النهائية الرسمية الاثنين المقبل».
وبحسب الجدول الزمني المعلن، تتلقى الهيئة الطعون على العملية الانتخابية، يوم الخميس 14 ديسمبر (كانون الأول)، ويتم البت فيها خلال يومي 15 و16 ديسمبر، وبعدها تعلن النتيجة الرسمية في 18 ديسمبر.
ونقلت صحيفة «أخبار اليوم» المصرية (المملوكة للدولة)، عن رؤساء 55 لجنة عامة نتائج فرز أصوات الناخبين، حصل فيها السيسي على 6 ملايين و682 ألفاً و114 صوتاً، فيما حصل عمر على 284054 صوتاً، وحصل زهران على 217892 صوتاً، ويمامة على 208648 صوتاً.
ويرى الدكتور أيمن عبد الوهاب، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية، أن «فوز السيسي باكتساح أمر متوقع»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «منذ بداية الانتخابات يوجد إدراك كبير بأن المعركة محسومة لصالح الرئيس السيسي، وقد شكل هذا التوقع مخاوف من أن يؤدي إلى ضعف الإقبال باعتبار (النتيجة محسومة) لكن حدث العكس، وزادت نسبة الإقبال».
وأرجع عبد الوهاب «اكتساح السيسي» إلى عدة عوامل؛ منها «خلفيته العسكرية وارتباط ذلك بالتهديدات التي تحيط بمصر وتزايدها بسبب حرب غزة، وكذلك المشروعات التنموية التي تنفذها الدولة وتحتاج للاستكمال، فضلاً عن ضعف المنافسين وعدم قدرتهم على طرح رؤية سياسية بديلة».
في المقابل، يعتقد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور مصطفى كامل السيد أن مبدأ «الفوز باكتساح»، أمر يعطي «انطباعات سلبية عن الانتخابات»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «فارق عدد الأصوات بين الرئيس الفائز وبقية المرشحين، يتوقع حسب المؤشرات أن يكون كبيراً، ما يعطي انطباعاً بعدم وجود تنافسية».
وبحسب المؤشرات المعلنة، فإن هناك منافسة نوعية على المركز الثاني - بعيدة عن منصب الرئاسة - بين المعارض فريد زهران، وحازم عمر، الذي يرأس أحد الأحزاب الموالية للسيسي، بينما يحل عبد السند يمامة في المركز الأخير (وفق نتائج غير رسمية).
ويعد عبد الوهاب تنافس زهران وعمر على المركز الثاني، مع تراجع يمامة، أنه «التعبير الواقعي عن ضعف الأحزاب»، موضحاً أن «الخلافات الداخلية في حزب (الوفد)، واعتراض بعض قيادات الحزب على ترشح يمامة، أثرا على دعم المرشح خلال الانتخابات».
بينما يتوقع الدكتور كامل السيد «أن يكون هناك تساؤلات ومناقشات داخل حزب (الوفد)، إذا حل يمامة في الترتيب الأخير».
ويعد «الوفد» من أقدم الأحزاب المصرية؛ إذ يعود تأسيسه إلى عام 1919 بقيادة الزعيم سعد زغلول.
من جهته، قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، خلال اجتماع الحكومة، الأربعاء، إن «مشهد الانتخابات الرئاسية يفوق أي تصورات أو توقعات مسبقة»، مضيفاً أن «الشعب المصري العظيم إذا شعر بأي تحديات أو تهديدات فإنه يحرص على الاصطفاف خلف وطنه، والحفاظ على مقدراته»، في إشارة إلى حرب غزة وتأثيرها على المشاركة.
وبحسب رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات»، ضياء رشوان، فإن «نسبة المشاركة في الانتخابات قد تصل إلى 62 في المائة من إجمالي المقيدين بقاعدة بيانات الناخبين (67 مليون ناخب)». وأضاف خلال تصريحات تلفزيونية، أن «نسبة المشاركة في هذه الانتخابات تفوق المشاركات في المرات السابقة».