الأعنف منذ بدء الحرب... إطلاق أكثر من 50 صاروخاً من لبنان تجاه إسرائيل

تصاعد الدخان جرَّاء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (رويترز)
تصاعد الدخان جرَّاء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (رويترز)
TT

الأعنف منذ بدء الحرب... إطلاق أكثر من 50 صاروخاً من لبنان تجاه إسرائيل

تصاعد الدخان جرَّاء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (رويترز)
تصاعد الدخان جرَّاء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (رويترز)

أفادت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية بأن أكثر من 50 صاروخاً أطلق من لبنان باتجاه شمال إسرائيل صباح اليوم (الخميس)، وذلك بعد قصف شنته إسرائيل على مناطق حدودية في جنوب لبنان، وفق ما أوردته «وكالة أنباء العالم العربي». وذكرت الصحيفة أن صفارات الإنذار انطلقت في عدة بلدات قريبة من الحدود مع لبنان. ووصفت الصحيفة القصف بأنه الأكثر كثافة منذ اندلاع الاشتباكات على الحدود مع لبنان، لكنها أشارت إلى عدم ورود تقارير عن وقوع إصابات جراء الهجوم.

وأعلن «حزب الله» اللبناني، اليوم، استهداف تجمعات مشاة للجنود الإسرائيليين وتحقيق إصابات مباشرة فيها.

وقال، في ثلاثة بيانات منفصلة، إن عناصره استهدفوا صباح اليوم تجمعات مشاة للجنود الإسرائيليين في موقعي الضهيرة وجل العلام الإسرائيليين، كما استهدفوا موقع بركة ‏ريشا الإسرائيلي وحقّقوا فيها إصابات مباشرة.

وكانت المدفعية الإسرائيلية قصفت، صباح اليوم، أطراف بلدات طيرحرفا وشيحين والجبين ومنطقة وادي حسن جنوب لبنان.

وأعلنت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية أن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ غارة جوية على منطقة العليق الواقعة عند أطراف بلدتي البستان ويارين جنوب لبنان.

وتشهد المناطق الحدودية بجنوب لبنان توترا أمنيا، وتبادلا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وعناصر تابعة لـ«حزب الله» في لبنان منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بعد إعلان إسرائيل الحرب على غزة، إثر إطلاق «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، عملية «طوفان الأقصى».


مقالات ذات صلة

تحليل إخباري مقاتلو «حزب الله» يؤدون القسم خلال تدريب عسكري مُنظم في معسكر بقرية عرمتى جنوب لبنان (أرشيفية - د.ب.أ)

تحليل إخباري نصائح الفرصة الأخيرة لـ«حزب الله» لتسليم سلاحه... فهل يتجاوب؟

يقف «حزب الله» أمام اختبار جدي ربما يكون الفرصة الأخيرة لاستجابته للنصائح المصرية - القطرية - التركية التي أُسديت له لوضع سلاحه بعهدة الدولة تطبيقاً لحصريته

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي الرئيس جوزيف عون مستقبلاً رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود (الرئاسة اللبنانية)

الرئيس اللبناني: شبح الحرب أصبح بعيداً من دون أن يعني ذلك إقصاءه

جدّد رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون قوله إن «شبح الحرب أصبح بعيداً من دون أن يعني ذلك إقصاءه كلياً»

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أفراد أمن فلسطينيون ينتشرون في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين جنوب بيروت خلال تسليم السلاح للجيش اللبناني في شهر أغسطس الماضي (أ.ف.ب)

استياء رسمي لبناني من «حماس» لرفضها تسليم سلاحها

في وقت يستكمل فيه الجيش اللبناني عملية تسلُّم السلاح من المخيمات الفلسطينية في مختلف المناطق اللبنانية، تُطرح الأسئلة حول مصير سلاح حركة «حماس» في لبنان

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي لبنانيون يعودون إلى الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 نوفمبر 2024 إثر دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ (أرشيفية - إ.ب.أ)

تجمّع سكني لـ«حزب الله» في شرق لبنان يطرح تساؤلات أمنية وسياسية

تقدمت النائبة غادة أيوب بسؤال إلى الحكومة «حول قيام (حزب الله) بإنشاء هذا المجمع خارج أي إجراء رسمي واضح» في وقت لا تزال فيه المعلومات بشأنه ساكنيه غير واضحة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

القوات الإسرائيلية تفجر آخر منزل في بلدة مروحين جنوب لبنان

يتصاعد الدخان بعد قصف إسرائيلي على جنوب لبنان (رويترز)
يتصاعد الدخان بعد قصف إسرائيلي على جنوب لبنان (رويترز)
TT

القوات الإسرائيلية تفجر آخر منزل في بلدة مروحين جنوب لبنان

يتصاعد الدخان بعد قصف إسرائيلي على جنوب لبنان (رويترز)
يتصاعد الدخان بعد قصف إسرائيلي على جنوب لبنان (رويترز)

أقدمت القوات الإسرائيلية، اليوم (الأربعاء)، على تفجير منزل في بلدة مروحين الحدودية في جنوب لبنان.

وأعلنت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن «العدو الإسرائيلي فجر اليوم منزل عمر ذيب القاسم في بلدة مروحين الحدودية، وهو المنزل الوحيد الذي كان لا يزال على حالته الطبيعية في البلدة».

وكانت قنبلة ألقتها مسيرة إسرائيلية قد استهدفت صباح اليوم الأربعاء حفارة في بلدة عيتا الشعب في جنوب لبنان. وتوغلت قوة إسرائيلية بعيد منتصف الليل الماضي داخل الأراضي اللبنانية، وأقدمت على تفجير منزل في بلدة حولا الجنوبية.

تجدر الإشارة إلى أنه تم التوصل إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية بين إسرائيل ولبنان وبدأ سريانه في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، وأسفرت الغارات منذ التوقيع على اتفاق وقف الأعمال العدائية، وحتى 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عن مقتل 335 شخصاً، وجرح 973 آخرين.


الجيش الإسرائيلي يباشر هدم 25 مبنى سكنياً في مخيم للاجئين بالضفة

جرافة تابعة للجيش الإسرائيلي تهدم مباني خلال عملية عسكرية في مخيم نور شمس للاجئين (إ.ب.أ)
جرافة تابعة للجيش الإسرائيلي تهدم مباني خلال عملية عسكرية في مخيم نور شمس للاجئين (إ.ب.أ)
TT

الجيش الإسرائيلي يباشر هدم 25 مبنى سكنياً في مخيم للاجئين بالضفة

جرافة تابعة للجيش الإسرائيلي تهدم مباني خلال عملية عسكرية في مخيم نور شمس للاجئين (إ.ب.أ)
جرافة تابعة للجيش الإسرائيلي تهدم مباني خلال عملية عسكرية في مخيم نور شمس للاجئين (إ.ب.أ)

باشرت جرّافات إسرائيلية، الأربعاء، هدم 25 مبنى تؤوي فلسطينيين في مخيم للاجئين، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه محاولة لاستئصال الجماعات المسلّحة في المناطق الشمالية من الضفة الغربية المحتلة، وفق ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية».

والمباني التي تؤوي نحو مائة عائلة، تقع في مخيم نور شمس، حيث غالباً ما تسجّل اشتباكات بين مسلّحين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية.

وعملت الجرافات والآليات التابعة للجيش الإسرائيلي على هدم المباني، الأربعاء، في الصباح الباكر، فارتفعت في الهواء سحب الغبار الكثيف، وفق ما أفاد صحافي في «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال الجيش الإسرائيلي إن عمليات الهدم تندرج في إطار عملية ضد المسلّحين.

وأفاد الجيش «الوكالة الفرنسية» في بيان: «بعد نشاط متواصل لقوات الأمن الإسرائيلية لمكافحة الإرهاب في منطقة نور شمس في شمال السامرة، أمر قائد القيادة المركزية آفي بلوط بهدم مبانٍ عدة؛ تلبية لاحتياجات تشغيلية واضحة وضرورية».

يشاهد فلسطينيون جرافات الجيش الإسرائيلي وهي تهدم مباني خلال عملية عسكرية في مخيم نور شمس للاجئين قرب مدينة طولكرم بالضفة الغربية (إ.ب.أ)

وتابع البيان: «لقد أصبحت مناطق في شمال السامرة مركزاً رئيسياً للنشاط الإرهابي، يعمل من داخل مناطق مدنية مكتظة بالسكان».

ويهودا والسامرة هو الاسم الذي تطلقه السلطات الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة.

في وقت سابق من العام، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية قال إنها تهدف إلى تفكيك الجماعات الفلسطينية المسلّحة في مخيمات شمال الضفة الغربية، بما في ذلك نور شمس وطولكرم وجنين.

وقال الجيش، الأربعاء: «بعد مرور عام على بدء عمليات الجيش في المنطقة، ما زالت القوات تعثر على ذخيرة وأسلحة وعبوات ناسفة تستخدمها منظمات إرهابية، وتعرّض جنود الجيش للخطر وتعوق حرية التحرك العملياتية».

في ديسمبر (كانون الأول)، أفادت تقارير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» بتوجّه سكان المباني المستهدفة لأخذ مقتنياتهم منها، وقد أشار كثر إلى عدم وجود أي مكان يذهبون إليه.

وتندرج عمليات الهدم في إطار استراتيجية إسرائيلية أوسع نطاقاً ترمي إلى تسهيل وصول المركبات العسكرية داخل المخيمات المكتظة للاجئين في الضفة الغربية.

تحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ عام 1967.

وبعد قيام دولة إسرائيل وبعد حرب عام 1948 التي أدت إلى نزوح وتهجير آلاف الفلسطينيين، أُنشئت مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية ودول عربية مجاورة.

حينها كانت الخيام مأوى للاجئين. لكن مع مرور الوقت والسنوات، تحولت تلك الخيام مساكن معظمها بُني من الطوب. ودفع ازدياد عدد السكان إلى بناء مزيد من الطوابق.

وتتوارث أجيال السكان في المخيمات صفة اللاجئ.

ويعتقد كثر أن إسرائيل تسعى إلى تدمير فكرة المخيمات بذاتها، وتحويلها أحياء عادية من المدن المجاورة؛ وذلك لتصفية قضية اللاجئين.


الغزيون يودعون «كابوس» 2025... ويتطلعون بأمل إلى سنة أفضل

منحوتة رملية للفنان يزيد أبو جراد تمثل العام المقبل حيث يستعد الفلسطينيون النازحون لاستقبال العام الجديد في دير البلح بوسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
منحوتة رملية للفنان يزيد أبو جراد تمثل العام المقبل حيث يستعد الفلسطينيون النازحون لاستقبال العام الجديد في دير البلح بوسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

الغزيون يودعون «كابوس» 2025... ويتطلعون بأمل إلى سنة أفضل

منحوتة رملية للفنان يزيد أبو جراد تمثل العام المقبل حيث يستعد الفلسطينيون النازحون لاستقبال العام الجديد في دير البلح بوسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
منحوتة رملية للفنان يزيد أبو جراد تمثل العام المقبل حيث يستعد الفلسطينيون النازحون لاستقبال العام الجديد في دير البلح بوسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

يستقبل الفلسطينيون من سكان قطاع غزة السنة الجديدة بكثير من التعب والحزن، لا بأجواء احتفالية، لكنّ لديهم أملاً ولو طفيفاً في أن تُطوى أخيراً مع انصرام 2025 صفحة «الكابوس الذي لا ينتهي».

فالحياة بالنسبة إلى سكان القطاع المنكوب اليوم هي بمثابة كفاح يومي من أجل البقاء، إذ إنّ جزءاً كبيراً من البنية التحتية فيه مُدمّر، ولا يتوافر التيار الكهربائي إلاّ فيما ندر، فيما يعيش مئات الآلاف من السكان في خيام بعدما نزحوا مراراً خلال العامَين الأخيرَين جرّاء الحرب التي بدأت بعد هجوم «حماس» على إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقالت هناء أبو عمرة التي تقيم في مدينة غزة: «نحن في القطاع نعيش يا للأسف في كابوس لا ينتهي».

وأضافت المرأة الثلاثينية التي هُجرت بسبب الحرب: «نأمل في أن ينتهي هذا الكابوس في 2026 (...) وأقل ما نتمناه حياة طبيعية، وأن نرى الكهرباء عادت والشوارع عادت طبيعية، وأن نمشي في هذه الشوارع ولا تكون فيها خيام».

وباتت مشاهد المعاناة مألوفة في مختلف أنحاء قطاع غزة الذي يتجاوز عدد سكانه مليونَي نسمة.

ووسط خيام ممتدة في الشوارع والساحات المفتوحة التي تؤوي عائلات فقدت منازلها، ينتظر الأطفال في طابور حاملين غالونات بلاستيكية يملأونها بالمياه.

وأصبحت الأحياء التي كانت تعج بالحياة تحمل آثار القصف، وتقتصر الحياة اليومية فيها على الضروريات الأساسية.

في خضمّ هذا المشهد، تمثّل نهاية هذه السنة للكثيرين لحظة حزن بقدر ما هي لحظة أمل.

وفي مدينة غزة، رسم مراهق الرقم «2026» على خيمته، في حين كان فنان محلي منكباً على نحت الرقم نفسه على الرمال في دير البلح وسط غزة.

وقالت شيرين الكيالي: «نودّع سنة 2025 بالأسى والحزن»، بعدما شهدت دماراً وموتاً وخوفاً.

وأضافت: «فقدنا أناساً كثراً، وفقدنا ممتلكاتنا، وعشنا حياة صعبة وقاسية من نزوح إلى نزوح، ومن مدينة إلى أخرى تحت القصف والرعب».

أطفال يسيرون خلف منحوتة رملية للفنان يزيد أبو جراد تمثل العام المقبل في حين يستعد الفلسطينيون النازحون لاستقبال العام الجديد في دير البلح بوسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أمل في 2026

ويشكّل ما عاشته الكيالي نموذجاً لما عاناه عدد لا يُحصى من سكان غزة الذين اضطروا إلى النزوح مراراً وتكراراً، غالباً من دون سابق إنذار، ولم يحملوا معهم إلا ما تيسّر لهم نقله.

وشُردت عائلات بأكملها، ودُمّرت سُبل عيشها خلال عامين من الحرب، لكنّ هذا الواقع لم يمنع بعض السكان من التمسك بالأمل في أن تحمل السنة الجديدة نهاية للحرب وفرصة لإعادة البناء.

وقد أصبح الأمل فعل صمود بالنسبة إلى كثر من سكان غزة، خصوصاً بعد الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في 10 أكتوبر، وأدت إلى وقف الحرب إلى حد كبير.

وعلّق خالد عبد المجيد (50 عاماً) الذي يقيم في خيمة بمخيم جباليا: «ما زلنا نأمل في حياة أفضل في السنة الجديدة، وأناشد العالم الحر مساعدة شعبنا المظلوم حتى نتمكن من استعادة حياتنا».

وأملت فاتن الهنداوي في أن تشهد السنة الجديدة «نهاية الحرب».

وأضافت: «سنودع سنة 2025 ونترك لها الألم، ونتمنى أن تكون سنة 2026 بداية الأمل والدعاء، وإصرارنا على الحياة، وقصص نجاح كبيرة».

وتعمّ هذه الآمال على نطاق واسع في غزة، رغم استمرار الأوضاع المزرية على أرض الواقع.

وقد حذّرت منظمات الإغاثة الإنسانية من استمرار نقص الغذاء والمياه النظيفة والإمدادات الطبية، في حين أن ظروف الشتاء القاسية تزيد من معاناة سكان مخيمات النزوح المكتظة.

ووسط الأنقاض والخيام، يقول العديد من سكان غزة إن تطلعاتهم متواضعة، ولا يريدون أكثر من الأمان والاستقرار والكرامة.

وقالت الهنداوي: «آمل في أن تبدأ إعادة إعمار غزة في 2026. كانت غزة جميلة، ونتمنى أن تعود جميلة كما كانت».