ترمب يتمسك بسياساته المناهضة للهجرة خلال زيارة إلى الحدود المكسيكية

بعد أيام من لقاء جمع بايدن ولوبيز أوبرادور لبحث سبل حل الأزمة

ترمب مخاطباً أنصاره في أيوا مساء السبت (أ.ب)
ترمب مخاطباً أنصاره في أيوا مساء السبت (أ.ب)
TT

ترمب يتمسك بسياساته المناهضة للهجرة خلال زيارة إلى الحدود المكسيكية

ترمب مخاطباً أنصاره في أيوا مساء السبت (أ.ب)
ترمب مخاطباً أنصاره في أيوا مساء السبت (أ.ب)

في إطار حملته لانتخابات الرئاسة لعام 2024، يتوجه دونالد ترمب، الأحد، إلى تكساس على حدود المكسيك حيث ينوي التشديد على مواقفه الصارمة المناهضة للهجرة.

واتسمت لهجة الخطابات التي يلقيها الرئيس الجمهوري السابق في حملته الانتخابية بعدوانية شديدة، خلال الأسابيع الأخيرة، إلى حد وصفه المهاجرين غير الشرعيين بأنهم «يسمّمون دم بلادنا»، مشبّهاً خصومه السياسيين بـ«الحشرات»، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وقبل أقل من شهرين من الانتخابات التمهيدية الأولى، ورغم الإجراءات القانونية المتخذة ضده، لا يزال ترمب الأوفر حظاً داخل المعسكر الجمهوري وفق استطلاعات الرأي.

قضية انتخابية

ويرافق ترمب الحاكم الجمهوري غريغ أبوت، الذي يستعد لتوقيع إجراء وافق عليه المجلس التشريعي في تكساس من شأنه جعل الدخول غير القانوني للمهاجرين جريمة بموجب القانون المحلي. وسيمنح النص الولاية سلطة اعتقال المهاجرين غير القانونيين وترحيلهم إلى المكسيك. وقال أبوت إن ذلك «يمنح تكساس أدوات جديدة لمكافحة المعابر الحدودية غير القانونية. تكساس تواصل الحفاظ على مسارها في خضم الأزمة الحدودية (التي يواجهها) الرئيس جو بايدن».

أنصار ترمب يشاركون في فعالية انتخابية بأيوا السبت (أ.ف.ب)

ويتهم أبوت وترمب، وعدد كبير من المرشحين الجمهوريين للانتخابات الرئاسية المقبلة، الرئيس الحالي بالتغاضي عن الهجرة غير الشرعية على الحدود الجنوبية. ومعظم المهاجرين الساعين إلى دخول الولايات المتحدة يأتون من الإكوادور وكولومبيا وهايتي وكوبا وفنزويلا وغواتيمالا وهندوراس. وعلى غرار ترمب، يدعم أبوت بناء جدار على طول الحدود.

في المقابل، وعلى الجانب الآخر من الحدود، أعربت وزارة الخارجية المكسيكية عن «رفضها إجراءات (تكساس) المناهضة للهجرة»، والتي من شأنها أن تؤدي إلى «انفصال أسري وتمييز وضوابط عنصرية».

«الشريك الأفضل»

تأتي زيارة ترمب بعد أيام من لقاء جمع بايدن بنظيره المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور في سان فرنسيسكو، قبل اختتام قمة اقتصادية كبرى للدول المطلة على المحيط الهادئ. وأكد بايدن أنه لا يمكن أن يكون لديه «شريك أفضل» من المكسيك في مواجهة التحديات الحالية. وشكر بايدن لنظيره مساعدته في «مواجهة التحدي» المتمثل بأزمة الهجرة على حدود البلدين.

جانب من اللقاء بين بايدن ولوبيز أوبرادور في سان فرنسيسكو الجمعة (أ.ف.ب)

وذكر البيت الأبيض في بيان أن بايدن ولوبيز أوبرادور قررا خصوصاً «العمل معاً للرد على ما تفعله نيكاراغوا وكيانات خاصة لتشجيع الهجرة غير الشرعية بغية تحقيق ربح». وتسعى الولايات المتحدة أيضاً إلى إيجاد سبل لاتخاذ إجراءات جنائية ضد هذه الأنشطة.

إلى جانب أزمة الهجرة، ناقش بايدن ولوبيز أوبرادور عمل البلدين اللذين يرتبط اقتصادهما ارتباطاً وثيقاً، خصوصاً في مجال سلاسل الإنتاج الصناعي، ومكافحة تهريب الفنتانيل؛ المادة المخدرة المسؤولة عن عشرات الوفيات سنوياً في الولايات المتحدة بسبب استخدام جرعات زائدة منها. ووصف الرئيس المكسيكي علاقة البلدين بـ«الممتازة»، وأشاد بمضيفه، واصفاً إياه بأنه «رئيس استثنائي» ورجل «ذو قناعات». وعُقِد هذا اللقاء غداة اجتماع بين الرئيسين المكسيكي لوبيز أوبرادور، والصيني شي جينبينغ، وهو ما يؤشر إلى المنافسة الشديدة في المنطقة بين الولايات المتحدة والصين. وقد استثمرت بكين بكثافة في كثير من البلدان الناشئة، بما في ذلك أميركا اللاتينية، في إطار برنامج لتمويل البنية التحتية يسمى «طرق الحرير الجديدة». ويريد بايدن من جهته أن يُقدّم للدول المعنيّة بديلاً أميركياً جذاباً، من خلال إبرام اتفاقات مختلفة ومتنوعة ضمن منظمة «أبيك» التي تجمع نحو عشرين دولة تشكّل معاً 60 في المائة من اقتصاد العالم.


مقالات ذات صلة

إردوغان يحض مادورو على أهمية مواصلة الحوار مع الولايات المتحدة

شؤون إقليمية  الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو في كاراكاس 4 ديسمبر 2018 (حساب الرئيس التركي عبر منصة «إكس»)

إردوغان يحض مادورو على أهمية مواصلة الحوار مع الولايات المتحدة

أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مكالمة هاتفية بنظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، وحضه على مواصلة الحوار مع واشنطن.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
الولايات المتحدة​ برج مراقبة... البوابة الرئيسية للمعتقل الموجود بقاعدة غوانتانامو الأميركية في جزيرة كوبا يوم 16 أكتوبر 2018 (أ.ف.ب) play-circle

رفض طلب إدارة ترمب إسقاط دعوى تطعن على احتجاز مهاجرين في غوانتانامو

رفضت قاضية فيدرالية طلباً من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب برفض دعوى قضائية تطعن على احتجاز مهاجرين في القاعدة البحرية الأميركية بخليج غوانتانامو.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتوسط الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في مطار بن غوريون أكتوبر الماضي (أ.ب) play-circle

رئيس إسرائيل: أحترم طلب ترمب بالعفو عن نتنياهو لكننا «دولة ذات سيادة»

قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، إنه يحترم رأي الرئيس الأميركي دونالد ترمب بوجوب إصدار عفو عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قضية الفساد.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
أوروبا مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس تتحدّث في منتدى الدوحة يوم 6 ديسمبر (أ.ف.ب)

كالاس تؤكد أن واشنطن ما زالت «أكبر حليف» للاتحاد الأوروبي

انتقدت استراتيجية دونالد ترمب للأمن القومي بشدّة الحلفاء الأوروبيين، وأشارت إلى تراجع حصة أوروبا في الاقتصاد العالمي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تحليل إخباري ترمب يؤدّي رقصته الشهيرة خلال حفل قرعة كأس العالم لكرة القدم بمركز كيندي يوم 5 ديسمبر (أ.ب)

تحليل إخباري كيف يعيد ترمب تشكيل ركائز الأمن القومي الأميركي؟

تركّز استراتيجيّة الرئيس ترمب للأمن القومي الأميركي على محيط الولايات المتّحدة المباشر، ضمن ترتيب جديد للأولويات الجيوسياسيّة.

المحلل العسكري

وزير الحرب الأميركي: سنجري اختبارات على الأسلحة النووية «مثلما يفعل الآخرون»

وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث (رويترز)
وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث (رويترز)
TT

وزير الحرب الأميركي: سنجري اختبارات على الأسلحة النووية «مثلما يفعل الآخرون»

وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث (رويترز)
وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث (رويترز)

أعلن وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث، مساء السبت، أن الولايات المتحدة ستجري اختبارات على الأسلحة النووية ووسائل إطلاقها، «تماماً مثلما يفعل الآخرون»، في إشارة على ما يبدو إلى روسيا.

وقال هيغسيث، في كلمة ألقاها أمام منتدى للدفاع في كاليفورنيا، إن أميركا لا تحاول تغيير الوضع الراهن الخاص بتايوان.

وأضاف أن وزارته ستعمل على ضمان قدرة الرئيس دونالد ترمب على التفاوض من منطلق قوة في منطقة المحيط الهادئ، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية متفائلة بشأن إقدام الحلفاء في منطقتي المحيطين الهندي والهادئ على زيادة ميزانية الدفاع.

ووصف وزير الحرب الأميركي إسرائيل وكوريا الجنوبية وبولندا وألمانيا بأنها من بين «الحلفاء المثاليين»، لكنه شدد على أن الحلفاء الذين يتقاعسون في قضية الدفاع الجماعي يواجهون عواقب وخيمة، حسب تعبيره.


رفض طلب إدارة ترمب إسقاط دعوى تطعن على احتجاز مهاجرين في غوانتانامو

برج مراقبة... البوابة الرئيسية للمعتقل الموجود بقاعدة غوانتانامو الأميركية في جزيرة كوبا يوم 16 أكتوبر 2018 (أ.ف.ب)
برج مراقبة... البوابة الرئيسية للمعتقل الموجود بقاعدة غوانتانامو الأميركية في جزيرة كوبا يوم 16 أكتوبر 2018 (أ.ف.ب)
TT

رفض طلب إدارة ترمب إسقاط دعوى تطعن على احتجاز مهاجرين في غوانتانامو

برج مراقبة... البوابة الرئيسية للمعتقل الموجود بقاعدة غوانتانامو الأميركية في جزيرة كوبا يوم 16 أكتوبر 2018 (أ.ف.ب)
برج مراقبة... البوابة الرئيسية للمعتقل الموجود بقاعدة غوانتانامو الأميركية في جزيرة كوبا يوم 16 أكتوبر 2018 (أ.ف.ب)

رفضت قاضية فيدرالية طلباً من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب برفض دعوى قضائية تطعن على احتجاز مهاجرين في القاعدة البحرية الأميركية بخليج غوانتانامو.

ورفضت قاضية المحكمة الإقليمية الأميركية، سباركل إل سوكنانان، في حكم صدر أمس الجمعة، طلب الحكومة الفيدرالية رفض القضية، وحددت جلسة استماع الأسبوع المقبل ليناقش الطرفان الخطوات التالية في هذه القضية.

كان ترمب أعلن في يناير (كانون الثاني) أن إدارته ستستخدم مركز احتجاز في غوانتانامو لاحتجاز عشرات الآلاف من «أخطر المجرمين الأجانب»، في إطار حملته الصارمة الأوسع نطاقاً ضد الهجرة، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

واحتجزت الحكومة الفيدرالية بين فبراير (شباط) ويونيو (حزيران) نحو 500 مهاجر في غوانتانامو، وفقاً لسوكنانان، حيث استخدمت السلطات القاعدة كمحطة توقف للمهاجرين الذين صدرت بحقهم أوامر ترحيل نهائية.

ودفع اتحاد الحريات المدنية الأميركي ومنظمات حقوقية أخرى بأن نقل المهاجرين إلى غوانتانامو غير قانوني، بينما أكدت إدارة ترمب أنها تحظى بسلطات واسعة لاحتجاز المهاجرين الذين صدرت بحقهم أوامر ترحيل نهائية في المنشأة.


إيلون ماسك ينتقد الاتحاد الأوروبي بعد فرضه غرامة على «إكس»

ملياردير التكنولوجيا ومالك منصة «إكس» إيلون ماسك (د.ب.أ)
ملياردير التكنولوجيا ومالك منصة «إكس» إيلون ماسك (د.ب.أ)
TT

إيلون ماسك ينتقد الاتحاد الأوروبي بعد فرضه غرامة على «إكس»

ملياردير التكنولوجيا ومالك منصة «إكس» إيلون ماسك (د.ب.أ)
ملياردير التكنولوجيا ومالك منصة «إكس» إيلون ماسك (د.ب.أ)

انتقد إيلون ماسك الاتحاد الأوروبي، السبت، بعدما فرضت المفوضية الأوروبية غرامة كبيرة على منصة «إكس» التي يمتلكها.

الغرامة هي الأولى التي تفرضها المفوضية الأوروبية بموجب قانون الخدمات الرقمية لمكافحة المحتوى غير القانوني والضار على الإنترنت. وقالت المفوضية في بيان إن منصة «إكس» انتهكت التزام الشفافية الذي يفرضه قانون الخدمات الرقمية. وأضافت أن الخروق تشمل التصميم الخادع لـ«العلامة الزرقاء» للحسابات التي يُفترض أنه تم التحقق منها، وعدم توفير إمكان الوصول إلى البيانات العامة للباحثين.

وكتب ماسك عبر منصة «إكس»: «يجب أن يتم إلغاء الاتحاد الأوروبي، وأن تعود السيادة للدول المنفردة، بحيث تتمكن الحكومات من تمثيل شعوبها بصورة أفضل». وأضاف أن «بيروقراطية الاتحاد الأوروبي تخنق أوروبا ببطء حتى الموت»، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وفرض الاتحاد الأوروبي، أمس الجمعة، غرامة على «إكس» بقيمة 120 مليون يورو (140 مليون دولار)؛ بسبب انتهاك قواعد الشفافية، واتهم المنصة بتوثيق حسابات مستخدمين بصورة مضللة بعلامات زرقاء، وحجب بيانات عن باحثين وعدم توثيق البيانات على المنصة بشفافية. وذكرت المفوضية أن حجم الغرامة متناسب مع الانتهاك.

وأثارت الغرامة أيضاً انتقاداً من وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو. وكتب روبيو على المنصة المملوكة لملياردير التكنولوجيا إيلون ماسك: «غرامة المفوضية الأوروبية البالغة 140 مليون دولار ليست مجرد هجوم على (إكس)، بل هي هجوم من الحكومات الأجنبية على جميع منصات التكنولوجيا الأميركية والشعب الأميركي».

وأضاف: «لقد ولت أيام الرقابة على الأميركيين عبر الإنترنت».