عبد العزيز بن سلمان: توفير طاقة نظيفة ومستدامة مهم لأفريقيا

وزير الطاقة خلال الجلسة الحوارية على هامش المؤتمر الاقتصادي السعودي العربي الأفريقي (الشرق الأوسط)
وزير الطاقة خلال الجلسة الحوارية على هامش المؤتمر الاقتصادي السعودي العربي الأفريقي (الشرق الأوسط)
TT

عبد العزيز بن سلمان: توفير طاقة نظيفة ومستدامة مهم لأفريقيا

وزير الطاقة خلال الجلسة الحوارية على هامش المؤتمر الاقتصادي السعودي العربي الأفريقي (الشرق الأوسط)
وزير الطاقة خلال الجلسة الحوارية على هامش المؤتمر الاقتصادي السعودي العربي الأفريقي (الشرق الأوسط)

أكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان أن «الحصول على طاقة نظيفة ومستدامة مهم لأفريقيا»، لافتاً إلى أن «اقتصاداتها بحاجة إلى النمو، وشعوبها بحاجة إلى الازدهار، وإذا حدث هذان الأمران فسوف ينمو الاقتصاد العالمي».

وشدد الأمير عبد العزيز في افتتاح المؤتمر الاقتصادي السعودي العربي الأفريقي في الرياض يوم الخميس، على أن تغير المناخ أمر حاسم ومهم، لكن «مكافحته لا ينبغي أن يتم التعامل معها من خلال سحق عظام ومستقبل الأشخاص الأقل قوة».

وأضاف: «سألنا العديد من زملائنا في أفريقيا عما إذا كانوا قد تلقوا أموالاً من صندوق المناخ الأخضر، ولم أسمع بعد أنَّ أياً منهم حصلوا عليها». ولفت وزير الطاقة إلى أهمية الحصول على طاقة نظيفة ومستدامة لأفريقيا، وقال إن الناس في أفريقيا يحتاجون إلى النمو والازدهار، مؤكداً أنه عند حصول ذلك فإن الاقتصاد العالمي سينمو ويزدهر.

وأكد الأمير عبد العزيز أن المملكة تريد متابعة التعاون مع كل الدول التي تعاني من هذا الأمر، وهذا جزء من مبادرة «الشرق الأوسط الأخضر»، التي أسسها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز.

وكانت المملكة أطلقت مبادرة «الشرق الأوسط الأخضر» في عام 2021، في خطوة تؤكد التزامها بقيادة الجهود العالمية في مجال الاستدامة، والمبادرة هي مسعى إقليمي تقوده البلاد للتخفيف من تأثيرات تغير المناخ على المنطقة، والعمل المشترك لتحقيق أهداف العمل المناخي العالمي.

وتابع الوزير أن «المملكة تركز على الجهود والأفعال أكثر من الكلام، وسوف تستمر في التنفيذ وهناك كثير من الأعمال القادمة، ولديها مؤسساتها الخاصة التي تريد العمل عليها بشكل ثنائي، وتكون مسؤولة عن الوعود التي تقدمها ورؤية النتائج بناء عليها».

مذكرات تفاهم

ووقع وزير الطاقة خمس مذكرات تفاهم بين السعودية وعدد من الدول الأفريقية هي؛ إثيوبيا، والسنغال، وتشاد، ونيجيريا، ورواندا؛ حيث شملت هذه المذكرات التعاون في مختلف مجالات الطاقة.

كما تؤسس مذكرة التفاهم التي وقعتها المملكة مع رواندا، العمل على تنفيذ مبادرات برنامج استدامة الطلب على البترول، ورفع الكفاءة الاقتصادية والبيئية للغاز والبترول، والتركيز على الابتكار وصداقة البيئة، وتعزيز التكامل بين الصناعتين البترولية والبتروكيميائية، وتنمية الطلب على الموارد الهيدروكربونية، وتحقيق مستهدفات مبادرة «الشرق الأوسط الأخضر».

وتمثل المذكرة تفعيلاً عمليّاً لمبادرة «تمكين أفريقيا»، التي أطلقتها المملكة خلال أسبوع المناخ لـ«الشرق الأوسط» وشمال أفريقيا، الذي أُقيم في الرياض الشهر الماضي، وتستهدف الإسهام في مساعدة الدول الأفريقية على مواجهة تحديات الحصول على إمداداتٍ موثوقٍ بها ومُستدامة من الطاقة، بأيسر التكاليف، مع تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتلوث، وتحسين صحة الإنسان ورفاهيته.

إلى ذلك، قال الأمير إن الطلب على النفط «لا يزال قوياً»، وإن بعض المنخرطين في سوق النفط أساؤوا فهم الزيادات في صادرات النفط من الدول العربية الأعضاء في منظمة «أوبك» خلال الأشهر الأخيرة، وربطوا بينها وبين معدل إنتاج تلك الدول، لافتاً إلى أن الشحنات موسمية تميل إلى الانخفاض في الصيف، ثم تصعد مجدداً في سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، ما يعني أنه لا ينبغي النظر إليها على أنها تعني وجود تقلبات في الإنتاج.


مقالات ذات صلة

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيطر الخلاف على اليوم الختامي لـ«كوب 29» حيث عبرت جميع الأطراف عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الوارد في «مسودة اتفاق التمويل».

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أبراج إدارية وخدمية في الضاحية المالية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

حاكم تكساس يأمر الوكالات المحلية ببيع أصولها في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية وكالات الولاية بالتوقف عن الاستثمار في الصين، وبيع أصول هناك في أقرب وقت ممكن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - بكين)
الاقتصاد منظر جوي لناطحة سحاب «شارد» في لندن مع الحي المالي «كناري وارف» (رويترز)

انكماش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ عام 2023

انكمش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ أكثر من عام، كما أثرت الزيادات الضريبية في أول موازنة للحكومة الجديدة على خطط التوظيف والاستثمار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)

في أحدث صورها بـ«غازبروم»... العقوبات الأميركية على روسيا تربك حلفاء واشنطن

تسبب إعلان واشنطن عن عقوبات ضد «غازبروم بنك» الروسي في إرباك العديد من الدول الحليفة لواشنطن حول إمدادات الغاز

«الشرق الأوسط» (عواصم)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.