حملات «التطوع» لإعانة الفلسطينيين تلقى تفاعلاً في مصر

دار الإفتاء حثت عليها

متطوعون أمام معبر رفح (التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي)
متطوعون أمام معبر رفح (التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي)
TT

حملات «التطوع» لإعانة الفلسطينيين تلقى تفاعلاً في مصر

متطوعون أمام معبر رفح (التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي)
متطوعون أمام معبر رفح (التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي)

لاقت حملات التطوع للمشاركة في إعانة الفلسطينيين والوجود مع القوافل الإغاثية أو جمع وتعبئة المواد الغذائية، تفاعلاً في مصر، في حين دعت دار الإفتاء المصرية إلى «المشاركة الإنسانية الفاعلة في التطوع لأعمال الإغاثة الإنسانية لإعانة الشعب الفلسطيني في غزة عبر المؤسسات والجمعيات التي تعمل تحت مظلة الدولة المصرية والقانون، ووفق الأطر والإجراءات التي نظمتها الدولة بشأن إغاثة أهل غزة في ظروفهم الحالية».

وأوضحت «الإفتاء» في بيان (الثلاثاء)، أن «العمل التطوعي يشترط فيه أن يكون محققاً للنفع؛ لذا يلزم أن يكون المتطوع بشيء ممن تدرب عليه وأتقنه على يد أهله المختصين به، ويلزم أن يكون تطوعه على نحو يضمن تحقيق المصلحة بالتطوع».

ووفق مدير إدارة المتطوعين بمؤسسة «مصر الخير» المصرية، شريف عزوز، فإن «حرب غزة جذبت أعداداً كبيرة من المتطوعين، وصل عددهم لدينا إلى أكثر من 10 آلاف متطوع خلال نحو شهر»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»، أن «حملات التطوع لاقت إقبالاً لافتاً بين طلاب المدارس والجامعات الذين يقومون بتعبئة المواد الغذائية التي سيتم إرسالها إلى غزة»، في حين عدّ مدير إدارة التطوع بقطاع شمال سيناء لمؤسسة «مصر الخير»، محمد راجح، «زيادة الإقبال» من المتطوعين أنها «سلوك طبيعي»؛ إذ يزداد الإقبال على التطوع في الأزمات. وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «التطوع بشمال سيناء يشمل الشباب والفتيات؛ إذ يتولى الشباب مهام تحتاج إلى جهد جسماني، مثل تحميل شاحنات الإغاثة، وتتولى الفتيات مهام (مطبخ الخير) الذي نقوم خلاله بتوزيع وجبات على الفلسطينيين، ومتابعة احتياجات الجرحى في مستشفيات الشيخ زويد والعريش وبئر العبد، كما دشّنا داراً للضيافة ومطبخاً لاستضافة أسر الجرحى».

وكانت دار الإفتاء المصرية قد شددت في بيانها (الثلاثاء)، على أن «كل عمل يعود بالنفع على أهالي غزة في ظروفهم الحالية»، هو «عمل تطوعي يستحق التقدير».

شباب مصريون يساعدون في دخول المساعدات لغزة (التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي)

محمد سيد الهرش، 35 سنة، من أبناء مدينة بئر العبد (شمال سيناء)، أحد المتطوعين في الحملات، قال لـ«الشرق الأوسط»، إنه «يشارك مع زملائه في تفريغ المواد الإغاثية من الشاحنات التي تصل من القاهرة، ثم يعاودون تحميلها بطريقة مختلفة عقب تغليفها للحفاظ عليها. كما يشارك في الكثير من الأنشطة، منها توزيع وجبات الطعام على المتطوعين الآخرين وسائقي الشاحنات».

وبحسب مديرة مؤسسة «فرد» الأهلية بمصر، رشا أبو المعاطي، فإن «المؤسسة تعتمد في جانب كبير من أنشطتها على المتطوعين؛ إذ تقوم بتجهيز المواد الغذائية وإيصالها إلى الجمعيات الأهلية التي تتولى نقلها إلى غزة بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصري»، مضيفة في مداخلة لـ«الشرق الأوسط»، أن «إقبال المتطوعين يكون كبيراً في الأزمات، لبّى جانب الوجود في البرامج الدائمة مثل برامج دعم كبار السن».


مقالات ذات صلة

غالبية أممية ساحقة تطالب بوقف فوري للنار في غزة

المشرق العربي الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال التصويت على مشاريع قرارات بشأن القضية الفلسطينية (إ.ب.أ)

غالبية أممية ساحقة تطالب بوقف فوري للنار في غزة

أيدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأكثرية ساحقة الوقف الفوري للنار في غزة مؤكدة على دعم وكالة «الأونروا» وسط اعتراضات أميركية وإسرائيلية.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي لافتة علّقها المستوطنون في الضفة الغربية كتب عليها: «لا مستقبل في فلسطين» (فيسبوك)

حملة استيطانية ضد الفلسطينيين: لا مستقبل لكم بوطنكم

أثارت لافتات ضخمة تم تعليقها في الضفة الغربية، مع الرسالة «لا مستقبل في فلسطين»، موجة غضب بين الفلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية الجيش الإسرائيلي أغلق المنطقة المحيطة ببيت لحم بحواجز الطرق (أ.ب)

مقتل طفل إسرائيلي وإصابة آخرين بإطلاق نار استهدف حافلة في الضفة الغربية

قالت السلطات الإسرائيلية، في الساعات الأولى من صباح اليوم (الخميس)، إن عدداً من الإسرائيليين أصيبوا في إطلاق نار استهدف حافلة مدنية في الضفة الغربية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي الرئيسان جو بايدن ودونالد ترمب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض 13 نوفمبر الماضي (رويترز)

«تعاون وثيق» بين بايدن وترمب لوقف النار وإطلاق الرهائن في غزة

تكثفت الاتصالات الوثيقة بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وفريق الرئيس المنتخب دونالد ترمب؛ سعياً إلى إنجاح مفاوضات وقف النار وإطلاق الرهائن في غزة.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي صباح الغرابلي تعرض سلسلة مفاتيح عليها صورة زوجها محمود الغرابلي في منزلها بخان يونس (أ.ب)

فلسطينيون يبحثون عن ذويهم المختفين بعد مداهمات إسرائيلية في غزة

وثّقت منظمة حقوقية حالات اختفاء فلسطينيين في غزة وسط الحرب الإسرائيلية على القطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)

جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
TT

جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)

تشهد العاصمة بكين جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين، على مستوى وزيري خارجية البلدين، وذلك لتعميق التعاون، وتبادل الرؤى بشأن المستجدات الإقليمية والدولية.

ووصل وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إلى بكين، مساء الأربعاء، وأشارت وزارة الخارجية المصرية في إفادة لها، إلى «عقد الجولة الرابعة من آلية الحوار الاستراتيجي بين مصر والصين».

والتقى عبد العاطي، الخميس، رموز الجالية المصرية في الصين، وأبرز اعتزاز بلاده بأبناء الجاليات المصرية في الخارج؛ «نظراً لدورهم المهم في تعزيز روابط الصداقة مع مختلف الدول، بما يسهم في توطيد تلك العلاقات حكومة وشعباً، خصوصاً مع شريك اقتصادي مهم مثل الصين».

وحثّ الوزير عبد العاطي، رموز الجالية المصرية في بكين، للمشاركة في النسخة المقبلة من «مؤتمر المصريين بالخارج» في أغسطس (آب) 2025، والذي من المقرر أن يشارك فيه عدد من الوزراء، بما يجعله بمثابة «منصة للحوار المستمر بين الجاليات المصرية في الخارج والوزارات الخدمية»، وفق «الخارجية المصرية».

وتُقدر عدد الشركات الصينية العاملة في مصر بنحو 2066 شركة في قطاعات متنوعة، ويصل حجم استثماراتها إلى نحو 8 مليارات دولار، وفق تصريح لنائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار المصرية، ياسر عباس، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. (الدولار الأميركي يساوي 50.8 جنيه في البنوك المصرية).

الرئيس الصيني خلال استقبال نظيره المصري في بكين مايو الماضي (الرئاسة المصرية)

ووفق نائب وزير الخارجية المصري الأسبق، نائب رئيس «جمعية الصداقة المصرية - الصينية»، السفير على الحفني، فإنه «لدى مصر والصين حرص دائم على تعميق العلاقات، واستمرار التشاور فيما يتعلق بعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، تعكس الإرادة المستمرة لتبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف بين البلدين».

وأعلن الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، والصيني شي جينبينغ، في بكين، مايو (أيار) الماضي، عن تدشين عام «الشراكة المصرية - الصينية» بمناسبة مرور 10 سنوات على إطلاق «الشراكة الاستراتيجية الشاملة».

وأكد الحفني أن «(الحوار الاستراتيجي المصري - الصيني) يأتي في ظل مناخ إقليمي ودولي مضطرب»، عادّاً أن «الحوار ضروري بين القاهرة وبكين، من منطلق وضع الصين قوةً دولية، وعضواً دائماً بمجلس الأمن الدولي، وبهدف تنسيق المواقف بشأن التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية، والمستجدات في غزة ولبنان وسوريا والسودان ومنطقة البحر الأحمر».

وتدعم الصين «حل الدولتين» بوصفه مساراً لحل القضية الفلسطينية، ودعت خلال استضافتها الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لـ«منتدى التعاون الصيني - العربي» في مايو الماضي، إلى «عقد مؤتمر للسلام لإنهاء الحرب في غزة».

ويرى خبير الشؤون الآسيوية في المجلس المصري للشؤون الخارجية، ضياء حلمي، أن «الملفات الإقليمية، وتطورات الأوضاع في المنطقة، تتصدر أولويات زيارة وزير الخارجية المصري لبكين»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن اتساع رقعة الصراع بالشرق الأوسط، والتوترات التي تشهدها دول المنطقة، تفرض التنسيق المصري - الصيني في هذه المرحلة، وإطلاع الجانب الصيني على ما تقوم بها مصر على الصعيد السياسي، للتهدئة في المنطقة».

وأشار حلمي إلى أن هناك تقارباً في المواقف المصرية - الصينية تجاه صراعات المنطقة، وضرورة التهدئة، لافتاً إلى أن «الملفات الاقتصادية تحظى باهتمام من جانب الدولة المصرية لزيادة حجم الاستثمارات الصينية، ورفع معدلات التبادل التجاري بين الجانبين».

وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين نحو 13.9 مليار دولار خلال 2023، مقابل 16.6 مليار دولار خلال عام 2022، وفق إفادة جهاز التعبئة والإحصاء المصري، في مايو الماضي.