الصين: تصرفات إسرائيل «تتجاوز نطاق الدفاع عن النفس»https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/4624406-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86-%D8%AA%D8%B5%D8%B1%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%C2%AB%D8%AA%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D9%88%D8%B2-%D9%86%D8%B7%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B3%C2%BB
الصين: تصرفات إسرائيل «تتجاوز نطاق الدفاع عن النفس»
قالت إنها ستبذل قصارى جهدها للمساهمة في المصالحة والسلام
وزير الخارجية الصيني وانغ يي (أ.ف.ب)
بكين:«الشرق الأوسط»
TT
20
بكين:«الشرق الأوسط»
TT
الصين: تصرفات إسرائيل «تتجاوز نطاق الدفاع عن النفس»
وزير الخارجية الصيني وانغ يي (أ.ف.ب)
ذكرت وسائل إعلام رسمية صينية أن وزير الخارجية وانغ يي قال لنظيره الإسرائيلي إيلي كوهين في اتصال هاتفي، يوم الاثنين، إن بكين ستبذل قصارى جهدها للمساهمة في المصالحة الفلسطينية الإسرائيلية.
كما نقلت وسائل الإعلام عنه قوله إن الصين ستدعم بقوة أي قرار يفضي إلى السلام، ووصفه الصراع بأنه «خيار رئيسي بين الحرب والسلام»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.
كما دعا وانغ إسرائيل إلى اتخاذ إجراءات فعالة لحماية سلامة المواطنين والمؤسسات الصينية هناك، مضيفاً أن «جميع الدول لها الحق في الدفاع عن النفس، لكن يتعين عليها الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وحماية سلامة المدنيين».
ونددت الصين بأعمال العنف والهجمات على المدنيين في الصراع، وبينما أعلن وانغ أن تصرفات إسرائيل «تتجاوز نطاق الدفاع عن النفس»، فإنه لم يذكر حركة «حماس» بالاسم في تصريحاته.
وفي محادثة هاتفية منفصلة مع وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، قال وانغ إنه «يتعاطف بشدة» مع شعب غزة وإن أكثر ما يحتاجونه هو الأمن والجهود لوقف الحرب وتعزيز السلام، وليس الأسلحة أو الحسابات الجيوسياسية.
وقال وانغ إن الصين تدعو إلى عقد «مؤتمر سلام دولي أكثر حسماً وفاعلية وأوسع نطاقاً» في أقرب وقت لتعزيز استئناف محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأضاف «على مجلس الأمن الدولي أن يضطلع بمسؤوليته بفاعلية، ويتعين على المجتمع الدولي أن يتحرك سريعاً، ويجب على الدول خارج المنطقة، وخاصة القوى الكبرى، أن تكون موضوعية ومحايدة».
ووضعت الأزمة الصين وروسيا في معسكرين منفصلين عن الولايات المتحدة بشأن الصراع.
وتشترك الصين وروسيا في نفس الموقف المتمثل في أن الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني لم تلب. وبينما نددت الولايات المتحدة بهجوم «حماس»، فإنها تدعم بشكل كامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
كثفت حركة «حماس» ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الضغوط المتبادلة. وفي حين أعلنت الحركة فقد الاتصال بمجموعة تأسر جندياً إسرائيلياً – أميركياً.
معضلة جديدة... ذخائر غير منفجرة تنتشر في كل قطاع غزة تجعله غير صالح للسكنhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5133501-%D9%85%D8%B9%D8%B6%D9%84%D8%A9-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%B0%D8%AE%D8%A7%D8%A6%D8%B1-%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D9%86%D9%81%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D8%AA%D9%86%D8%AA%D8%B4%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D9%83%D9%84-%D9%82%D8%B7%D8%A7%D8%B9-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D8%AA%D8%AC%D8%B9%D9%84%D9%87-%D8%BA%D9%8A%D8%B1
صبي يقف بجانب غسيل مُعلّق على حبال وسط أنقاض المباني المنهارة في جباليا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
غزة:«الشرق الأوسط»
TT
20
غزة:«الشرق الأوسط»
TT
معضلة جديدة... ذخائر غير منفجرة تنتشر في كل قطاع غزة تجعله غير صالح للسكن
صبي يقف بجانب غسيل مُعلّق على حبال وسط أنقاض المباني المنهارة في جباليا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
أعلنت الحكومة الأميركية أن الذخائر غير المنفجرة تنتشر في كل مكان بقطاع غزة نتيجة عشرات الآلاف من الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل، مما يجعل القطاع «غير صالح للسكن»، بحسب «رويترز».
واقترح الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في فبراير (شباط)، أن تسيطر الولايات المتحدة على غزة، وتتولى مسؤولية تفكيك القنابل غير المنفجرة وغيرها من المقذوفات من أجل بناء «ريفييرا الشرق الأوسط».
ولا تخطئ عين مدى ضخامة التحدي المتعلق بإزالة هذه المخلفات القاتلة، الذي تتناوله هذه التغطية بالتفصيل للمرة الأولى.
وتجدد القصف الإسرائيلي، في مارس (آذار)، بعد انهيار وقف إطلاق نار أُبرم، يناير (كانون الثاني)، في هجوم قالت الأمم المتحدة إنه أدى إلى السيطرة على أو إخلاء ثلثي القطاع. ويتواصل سقوط المزيد من القنابل يومياً.
وبحلول أكتوبر (تشرين الأول) 2024، قال الجيش الإسرائيلي إنه نفَّذ أكثر من 40 ألف غارة جوية على القطاع.
وتشير تقديرات دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام إلى أن قنبلة من بين كل 10 قنابل، وقنبلة من بين كل 20 أُطلقت على غزة لم تنفجر.
ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، تتناثر هذه المقذوفات بين أكثر من 50 مليون طن من الأنقاض التي تنتشر في أنحاء القطاع الصغير المكتظ بالسكان.
أطفال يتجمعون قرب مأوى مؤقت مدمر إثر غارة إسرائيلية على بيت لاهيا (أ.ف.ب)
«غير إنساني»
بدأت بسرعة جهود سكان غزة لإزالة الأنقاض؛ فبعد أسبوع من سريان وقف إطلاق النار في يناير (كانون الثاني)، وقرب مدينة خان يونس، كان سائق جرافة يُدعى علاء أبو جميزة يرفع الركام من شارع قريب من مكان يلعب فيه سعيد عبد الغفور (15 عاماً). اصطدمت شفرة الجرافة بقنبلة لم تكن ظاهرة.
وقال الفتى لـ«رويترز»: «كنا نلعب، لم نرَ أي شيء. المنطقة آمنة، فجأة رأينا الانفجار. لم نر شيئاً آخر. هبَّت النيران نحونا».
وأضاف أنه فقد إحدى عينيه. كما فقد السائق أبو جميزة إحدى عينيه وأُصيب بحروق وشظايا في يديه وساقيه.
ووفقاً لقاعدة بيانات جمعتها مجموعة من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية العاملة في غزة، فمنذ بدأت الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 قُتِل ما لا يقل عن 23 شخصاً وأُصيب 162 آخرون بسبب الذخائر غير المنفجرة أو التي لم يتم التعامل معها بالحذر المطلوب، وهو تقدير يقول عمال الإغاثة إنه ليس سوى جزء يسير من الإجمالي، لأن عدداً قليلاً من الضحايا هم مَن يعرفون كيفية الإبلاغ عما حدث لهم.
وقالت حركة «حماس» إنها تجمع بعض الذخائر غير المنفجرة لاستخدامها ضد إسرائيل، لكنها مستعدة أيضاً للتعاون مع الهيئات الدولية لإزالتها.
لكن 9 مسؤولين في مجال المساعدات قالوا لـ«رويترز» إن الجهود الدولية الرامية إلى تفكيك القنابل خلال فترات توقف القتال أعاقتها إسرائيل التي تفرض قيوداً على الواردات إلى القطاع من البضائع التي قد يكون لها استخدام عسكري.
فلسطينيون ينظرون إلى موقع غارة إسرائيلي شمال غزة (رويترز)
وأظهرت وثيقة أعدتها منظمتان تعملان في إزالة الألغام، واطلعت عليها «رويترز»، أن السلطات الإسرائيلية رفضت طلبات لاستيراد أكثر من 20 نوعاً من معدات إزالة الألغام في الفترة من مارس (آذار) إلى يوليو (تموز) من العام الماضي، وهو ما يمثل ما مجموعه أكثر من 2000 سلعة، بدءاً من المناظير والمركبات المدرعة إلى الأسلاك المستخدمة في عمليات التفجير.
وقال جيريمي لورانس المتحدث باسم مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان لـ«رويترز»: «عملية إزالة الألغام لم تبدأ بعد بسبب القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على منظمات مكافحة الألغام فيما يتعلق بدخول المعدات اللازمة».
وأضاف أن هذا الأمر يفرض «تحديات خطيرة يمكن تفاديها» على العاملين في مجال المساعدات الإنسانية.
وتقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر إن إسرائيل، بصفتها القوة المحتلة، مُلزَمة بإزالة مخلفات الحرب التي تعرِّض حياة المدنيين للخطر أو بالمساعدة في إزالتها، بموجب اتفاقية لاهاي لعام 1907.
وذكرت كوردولا درويجه كبيرة المسؤولين القانونيين في اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن هذا الالتزام تقر به إسرائيل بموجب القانون الدولي العرفي، حتى وإن لم تكن من الدول الموقعة عليه.
ورفض الجيش الإسرائيلي الإجابة عن أسئلة حول الذخائر التي استخدمها في غزة لدواعٍ أمنية، ولم يرد على طلب للتعليق على حجم الذخائر المتبقية.
ولم ترد وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي الهيئة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن تنسيق المساعدات، على طلبات للتعليق على دورها في جهود إزالة الألغام.
وقالت شارين هاسكل نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي إن «حماس» نثرت معظم المتفجرات، من دون تقديم أدلة.
ورفض مسؤول في «حماس» الإجابة عن سؤال حول عدد الأسلحة التي استخدمتها الحركة في غزة أو كمية الذخائر غير المنفجرة المتبقية.
وقال برايان هيوز المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي: «أكدنا مراراً أن قطاع غزة غير صالح للسكن، وأن إجبار سكانه على العيش بين الذخائر التي لم تنفجر أمر غير إنساني».
وأضاف: «قدم الرئيس ترمب رؤية إنسانية لإعادة إعمار غزة، ونواصل المناقشات مع الشركاء في المنطقة بشأن الخطوات التالية»، من دون الإجابة عن أسئلة حول الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة، أو خططها لإزالة الألغام من القطاع.
فلسطينيون يتفقدون الأضرار التي أعقبت غارات إسرائيلية ليلية على منطقة سكنية في منطقة نزلة جباليا (أ.ف.ب)
10 سنوات و500 مليون دولار
قال 7 خبراء أسلحة شاركوا في مناقشات بتنسيق من الأمم المتحدة حول جهود إزالة الألغام لـ«رويترز» إنه من السابق لأوانه تقدير عدد الذخائر التي لم تنفجر في غزة لعدم وجود أي مسح. وطلب معظمهم عدم الكشف عن هويتهم، وذكروا أن التحدث علناً عن التلوُّث بالأسلحة أو تحديات إزالة الألغام قد يؤثر على فرص عملهم في غزة.
وقالت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، التي تعمل على إزالة بقايا المتفجرات وتوعية السكان ومساعدة الضحايا، إن فرقها لتفكيك الألغام رصدت مئات القطع من الذخائر الحربية فوق الأرض، بما في ذلك قنابل الطائرات وقذائف الهاون والصواريخ والعبوات الناسفة بدائية الصنع.
وتتوقع الدائرة أن يكون هناك مزيد من هذه القنابل إما بين الأنقاض وإما مدفونة تحت الأرض «على عمق كبير».
وعثرت «رويترز» على قنبلة طولها أكثر من متر، في كومة قمامة بمدينة غزة، وتحدثت مع رجل في النصيرات قال إنه اضطر للعيش في مخيم للاجئين، لأن السلطات لم تتمكن من إزالة قنبلة وجدها في منزله.
وتحدثت «رويترز» أيضاً مع آخرين يعيشون في مبنى بخان يونس قالت الشرطة والسلطات المحلية إن قنبلة لم تنفجر مدفونة أسفله.
وأفاد تقرير للأمم المتحدة بالعثور على قنبلتين في محطة كهرباء النصيرات بقطاع غزة. وقال جاري تومز خبير تفكيك الذخائر في منظمة «هيومانيتي آند إنكلوجن» للإغاثة إنه رأى بقايا قنابل تُستخدم دعامات في خيام النازحين.
وفي مارس (آذار)، أعلنت وزارة الخارجية المصرية، التي قدمت أيضاً خطة لإعادة إعمار غزة، أن إزالة الذخائر التي لم تنفجر ستكون أولوية خلال الأشهر الستة الأولى من هذا المشروع. وستستمر إزالة الأنقاض لمدة عامين آخرين. ولم يرد مسؤول في وزارة الخارجية على طلب للحصول على تفاصيل إضافية.
وحتى إذا تعاونت إسرائيل، من دون تحفظ، فإن مجموعة من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية تُسمّى «مجموعة الحماية» قدرت، في وثيقة منشورة ديسمبر (كانون الأول)، أن إزالة القنابل قد تستغرق 10 سنوات، وتحتاج إلى 500 مليون دولار.
4000 ذخيرة لم تنفجر
يقول برنامج الأمم المتحدة للبيئة إنه بغض النظر عن انفجار الذخائر أو عدم انفجارها، فإن الأنقاض تحتوي على عناصر مثل الأسبستوس والمواد الملوثة، بينما تقول وزارة الصحة الفلسطينية إن هناك الآلاف من الجثث الفلسطينية تحت الركام أيضا.
وقال غريغ كراوذر مدير البرامج في المجموعة الاستشارية للألغام (ماينز أدفايزوري غروب) "يشبه الدمار في غزة زلزالا هائلا وفي وسطه بضعة آلاف من القنابل، مما يجعل الأمر أصعب".
و(ماينز أدفايزوري غروب) هي منظمة إنسانية وحقوقية عالمية تعمل على العثور على القنابل التي لم تنفجر وإزالتها وتدميرها بعد الصراعات.
وأضاف كراوذر: "عملية إعادة الإعمار طويلة إلى أبعد حد، وهذه العناصر تعني أن الأمر سيستغرق وقتا أطول".
وبناء على التقارير التي أفادت بأن الغارات الجوية الإسرائيلية بلغت 40 ألفا، وبافتراض أن كل غارة تلقي بقنبلة واحدة، إذا لم تنفجر 10 بالمائة من هذه المقذوفات، فستكون هناك أربعة آلاف قنبلة تقريبا لم تنفجر، ولا يشمل هذا الضربات البحرية أو البرية أو بقايا متفجرة خلفتها حماس وحلفاؤها.
ويعتقد بعض الخبراء، مثل كراوذر، أن نسبة عدم انفجار القنابل قد يكون أعلى من عشرة بالمئة في المراكز الحضرية، لأن القنابل لا تنفجر دائما عند اختراقها للمباني متعددة الطوابق، لا سيما تلك التي تضررت بالفعل.
وقال تومز: "هذا الوضع الإنساني هو الأسوأ والأكثر صعوبة من الناحية الفنية الذي أشهده في حياتي".
وعمل تومز على إزالة الألغام في أماكن مثل العراق وسوريا وأوكرانيا ولبنان على مدى مسيرة مهنية ممتدة منذ 30 عاما. وأضاف "سيكون الأمر عسيرا".
وتظهر البيانات الخاصة بالغارات الإسرائيلية في مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها أن قطاع غزة يتعرض لغارات جوية يومية تقريبا. وفي المجمل، تظهر قاعدة بيانات المشروع وقوع أكثر من 8000 غارة جوية، وهو ما قد يشمل غارات فردية متعددة.
وذكر المشروع أن بحلول نهاية 2024، كانت إسرائيل نفذت غارات جوية تزيد على تسعة أمثال ما نفذه التحالف بقيادة الولايات المتحدة في معركة الموصل في العراق عامي 2016 و2017.
قنابل «مارك 80»
تقول الشرطة الفلسطينية إنها لا تملك المعدات اللازمة لإزالة الأنقاض بأمان.
وقال سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي الذي تديره حركة «حماس» في غزة إن 31 من أفراد وحدة هندسة المتفجرات التابعة للشرطة الذين يتعاملون مع إزالة المقذوفات قُتلوا وأُصيب 22 منذ اندلاع الحرب، بما في ذلك أثناء تفكيك القنابل.
ودعا باسم شراب، رئيس بلدية بلدة القرارة؛ حيث وقع انفجار الجرافة في 27 يناير (كانون الثاني)، الفرق الدولية إلى القدوم والمساعدة في عمليات تفكيك الذخائر ورفع الأنقاض.
لكن تلك المنظمات تقول إنها ستحتاج إلى موافقة إسرائيل على تأشيرات دخول لخبراء، والسماح بدخول مركبات مدرعة ومتفجرات، ومعدات حفر الأنفاق لاستخراج القنابل المدفونة.
وفي الوقت الراهن، يقول خبراء إزالة الألغام إنهم يستطيعون فقط وضع علامات على الذخائر والسعي لتجنب الحوادث، لا سيما التي يتعرض لها الأطفال.
وتُظهر جداريات وملصقات لجمعيات خيرية، بما في ذلك الصليب الأحمر والهلال الأحمر، بالونات ملوَّنة لجذب انتباه الأطفال بجوار رسومات قنابل وجمجمة وعظمتين متقاطعتين.
ويظهر في إحدى الجداريات طفل تعلو وجهه علامات القلق مع عبارة تقول: «خطر.. مخلفات حربية»!
وأثقل فئة من القنابل المستخدمة في غزة هي سلسلة قنابل «مارك 80»، وأكبرها القنبلة «مارك 84»، وهي قنبلة طائرات أميركية الصنع تزن 2000 رطل أطلق عليها الطيارون الأميركيون لقب «المطرقة»، خلال حرب الخليج الأولى.
وأرسلت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن الآلاف من قنبلة «مارك 84» إلى إسرائيل قبل إيقاف عمليات التسليم مؤقتاً، العام الماضي، بسبب مخاوف بشأن المخاطر على المدنيين، وهو قرار ألغاه ترمب منذ ذلك الحين.
وعثر مراسلو «رويترز» على قنبلتي «مارك 80» بين الأنقاض في خان يونس محاطتين بشريط تحذير باللونين الأحمر والأبيض. وتعرف عليهما 3 خبراء أسلحة من صور لـ«رويترز». وقالوا إنهما قنابل «مارك 84» فيما يبدو، لكن لا يمكنهم التأكيد دون قياسهما.
وإذا انفجرت قنبلة «مارك 84»، فستترك حفرة بعرض 14 متراً، وتدمر كل شيء داخل دائرة نصف قطرها 7 أمتار وتقتل معظم الناس داخل دائرة نصف قطرها 31 متراً، وفقاً لمنظمة باكس غير الحكومية التي تعمل من أجل السلام، ومقرها هولندا.
ووفقاً للقوات الجوية الأميركية، يمكن أن يلقي الانفجار بشظايا قاتلة لنحو 400 متر. وفي الأماكن المكتظة بالسكان، مثل غزة، يمكن أن يكون ذلك كارثياً.
الحياة مع قنبلة
عاد هاني العبادلة، وهو مدرّس يبلغ من العمر 49 عاماً، إلى منزله في خان يونس بعد وقف إطلاق النار، في يناير، ليكتشف أن قنبلة اخترقت طوابقه الثلاثة دون أن تنفجر.
وقال العبادلة: «الصاروخ نزل على البيت، اخترق أسقف المبنى كله، واستقرّ تحت الأرض في الطابق الأرضي».
ويعتقد مسؤولو البلدية ووحدة هندسة المتفجرات التابعة للشرطة أن القنبلة تقع الآن على بُعد أمتار قليلة في الرمال أسفل مدخل المنزل.
وقال 3 خبراء في تفكيك الأسلحة إن قنبلة ثقيلة جداً مثل «مارك 84»، ربما غاصت في الرمال العميقة، لكنها ربما أيضا أزيلت قبل عودة العبادلة لإعادة استخدامها من قبل فصائل مسلحة.
وقال العبادلة إن باقي أفراد عائلته، بمن فيهم زوجته وأطفاله، رفضوا العودة بسبب الخوف. لكنه يفضل العيش في منزله المتهدم مع شقيقه والقنبلة بدلاً من العودة إلى خيمة باردة.
وينام العبد الله في الطابق الأوسط وشقيقه في الطابق الأعلى.
وقال: «الخوف موجود، نحن في الطابق العلوي بعيداً عن مكان هذه المخلفة الحربية».