إيران لإسرائيل: «إذا لم يتوقف العدوان فأيدي جميع الأطراف في المنطقة على الزناد»

رئيسي تحدث عن 3 خطوات رئيسية لمنع انتشار الأزمة في المنطقة

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يلتقي وزير الخارجية الإيراني في الدوحة اليوم (رويترز)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يلتقي وزير الخارجية الإيراني في الدوحة اليوم (رويترز)
TT
20

إيران لإسرائيل: «إذا لم يتوقف العدوان فأيدي جميع الأطراف في المنطقة على الزناد»

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يلتقي وزير الخارجية الإيراني في الدوحة اليوم (رويترز)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يلتقي وزير الخارجية الإيراني في الدوحة اليوم (رويترز)

حذّرت إيران إسرائيل من التصعيد إذا لم توقف الاعتداءات على الفلسطينيين، حيث قال وزير خارجيتها إن الأطراف الأخرى في المنطقة جاهزة للتحرك إذا لم يتوقف العدوان. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن الوزير حسين أمير عبداللهيان قوله: «إذا لم تتوقف الاعتداءات الصهيونية فأيدي جميع الأطراف في المنطقة على الزناد».

وزار الوزير الإيراني قطر، في إطار جولة إقليمية شملت أيضاً العراق ولبنان وسوريا، وذلك بعدما رفضت طهران الاتهامات بضلوعها في الهجوم.

وقال عبداللهيان، في تصريحات نقلها بيان للخارجية الإيرانية: «إذا تواصلت هجمات النظام الصهيوني على السكان العزل في غزة، فلا أحد يمكنه ضمان السيطرة على الوضع واحتمال توسع النزاع».

وفي تصريحات لاحقة، قال عبداللهيان لقناة «الجزيرة» القطرية إنه «لا يمكن لإيران أن تبقى متفرجة إزاء هذا الوضع»، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستتأثر أيضاً في حالة توسع النزاع في المنطقة. وأضاف: «إذا قرر الكيان الصهيوني دخول غزة، فإن قادة المقاومة سيحولونها إلى مقبرة لجنود الاحتلال».

وتابع: «نأمل أن تمنع الجهود السياسية الحرب من التوسع. وإلا، لا أحد يعرف ما سيحدث في الساعة المقبلة. لا يمكن لإيران أن تبقى متفرجة على هذا الوضع». وقال عبداللهيان، في اجتماع عقد مؤخراً في لبنان، إنه علم من الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله أن «جميع السيناريوهات وضعت على الطاولة»، حسبما أوردت وكالة الأنباء الألمانية.

وبحسب بيان الخارجية الإيرانية، أوضح الوزير أن الأطراف التي تريد «منع الأزمة من التوسع، عليها أن تمنع الهجمات الهمجية للنظام الصهيوني». وأشار عبداللهيان إلى أن كبار مسؤولي «حماس» الذين التقاهم في بيروت والدوحة في الأيام الأخيرة قالوا إن «مسألة الرهائن المدنيين» تمثل «أولوية في برنامجهم»، وأنه «إذا توافرت الشروط، فإنهم سيتخذون إجراءات ملائمة»، وفق المصدر نفسه. وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني استقبل عبداللهيان وبحث معه «تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية».

صورة نشرتها وزارة الخارجية الإيرانية، من لقاء عبداللهيان وهنية في الدوحة أمس (السبت) (أ.ب)
صورة نشرتها وزارة الخارجية الإيرانية، من لقاء عبداللهيان وهنية في الدوحة أمس (السبت) (أ.ب)

وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا»، مساء السبت، بلقاء بين وزير الخارجية الإيراني ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية المقيم في قطر.

رسالة لإسرائيل

وكان موقع «أكسيوس» الإخباري قد أفاد أن طهران حذّرت إسرائيل في رسالة عبر الأمم المتحدة من أنها ستضطر إلى الرد إذا شنّت إسرائيل هجوماً برياً على قطاع غزة، الخاضع لسيطرة حركة «حماس».

وبعد ساعات، حذّرت إيران في منشور لبعثتها لدى الأمم المتحدة في نيويورك على موقع «إكس» من أنه إذا لم يتم وقف جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل على الفور، «فإن الوضع قد يخرج عن نطاق السيطرة، وتكون له عواقب بعيدة المدى».

أتى ذلك، بعد ساعات من اجتماع عبداللهيان ومبعوث المنظمة إلى الشرق الأوسط وتور وينسلاند، في بيروت. ورداً على طلب للتعقيب على تقرير «أكسيوس»، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة: «جميع اجتماعات (وينسلاند) كانت لمناقشة الجهود الدبلوماسية لتحرير الرهائن وتأمين (دخول) المساعدات الإنسانية والحيلولة دون اتساع نطاق الصراع إلى المنطقة الأوسع نطاقاً، وهذا يشمل اجتماعاته في الآونة الأخيرة في لبنان».

وأوردت «رويترز» عن المنشور: «إذا لم يتم وقف جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها نظام الفصل العنصري الإسرائيلي على الفور، فإن الوضع قد يخرج عن نطاق السيطرة، وتكون له عواقب بعيدة المدى، مسؤوليتها ملقاة على عاتق الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول التي تقود المجلس نحو طريق مسدودة».

وتعمل الولايات المتحدة على إبقاء إيران بمنأى عن الصراع بين إسرائيل وحركة «حماس»، وتركز الدبلوماسية العالمية الأوسع نطاقاً على الحيلولة دون اتساع نطاق الصراع وامتداده إلى مناطق أخرى، ولا سيما لبنان، ودون اشتعال حرب في المنطقة.

رئيسي يحذر ماكرون

في شأن متصل، قالت وسائل إعلام إيرانية إن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أبلغ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في اتصال هاتفي، أنه إذا لم توقف إسرائيل هجماتها في غزة فقد «تخرج الأمور عن السيطرة»، وأن «الأمور ستتعقد أكثر».

ونقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن رئيسي قوله لماكرون إن «أفعال الكيان الصهيوني تذكر بأفعال النازيين».

وأشار رئيسي إلى «مسؤولية الدول الغربية والمنظمات الدولية» إزاء «جرائم الكيان الصهيوني في وقف قصف المناطق السكنية، ورفع الحصار وتزويد قطاع غزة بالماء والكهرباء والوقود». وقال إنها «3 خطوات رئيسية ضرورية لمنع انتشار الأزمة في المنطقة».

وقال رئيسي إن «دعم حقوق الفلسطينيين لتقرير مصيرهم سياسة مبدئية للجمهورية الإسلامية في إيران». وأضاف: «نعتقد أن الدفاع من تيار المقاومة هو دفاع عن شعب يتعرض للظلم».

وقال رئيسي إن «هذه اللحظات والدقائق مهمة وحيوية لمنع انتشار الأزمة إلى أجزاء أخرى من المنطقة»، مطالباً الأطراف الغربية والمنظمات الدولية بـ«التحرك الفوري» في هذا المجال.

ووصف الرئيس الإيراني التطورات الأخيرة بـ«ردة فعل على جرائم واحتجاج على 7 عقود من المجازر وممارسة الظلم بحق الفلسطينيين».

وانتقد رئيسي حظر فرنسا لمسيرات داعمة للفلسطينيين. واتهم الإعلام الغربي بتقديم «رواية غير صحيحة ومنقوصة مما يقع لأهالي قطاع غزة».

ونسب بيان الرئاسة الإيرانية إلى ماكرون قوله إن «إيران يمكن أن تستغل دورها المؤثر في المنطقة للسيطرة على الوضع»، معرباً عن قلقه من تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.


مقالات ذات صلة

لاريجاني يحذّر من دفع إيران لإنتاج سلاح نووي

شؤون إقليمية لاريجاني يتحدث للتلفزيون الرسمي الإيراني (الشرق الأوسط)

لاريجاني يحذّر من دفع إيران لإنتاج سلاح نووي

حذَّر علي لاريجاني، مستشار المرشد الإيراني، من تغيير مسار برنامج إيران النووي إذا تعرضت لهجوم من الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية سفينة ضبطتها البحرية العراقية للاشتباه في تهريبها نفطاً يوم 18 مارس 2025 (رويترز)

«الحرس الثوري» يحتجز ناقلتين أجنبيتين تحملان وقود ديزل مهرباً

ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن «الحرس الثوري» الإيراني احتجز، اليوم (الاثنين)، ناقلتين أجنبيتين تحملان أكثر من 3 ملايين لتر من وقود الديزل المهرب.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية عراقجي خلال اجتماع حول العقوبات الأميركية يناير الماضي (الخارجية الإيرانية)

عراقجي: رفضنا المفاوضات المباشرة رداً على «التنمر» الأميركي

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن رفض طهران للمفاوضات المباشرة مع واشنطن يأتي رداً على «التنمر» الأميركي.

المشرق العربي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - رويترز)

السيسي للرئيس الإيراني: حريصون على خفض التصعيد الإقليمي

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الحرص على خفض التصعيد الإقليمي، ومنع اتساع رقعة الصراع في المنطقة، بما يضمن الاستقرار والأمان لشعوبها كافة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شؤون إقليمية المرشد علي خامنئي يلقي خطبة عيد الفطر في طهران (الرئاسة الإيرانية) play-circle

خامنئي: لا نرى تهديداً وشيكاً… لكن أي اعتداء سيواجَه برد حازم

وجّه المرشد الإيراني علي خامنئي تحذيراً شديد اللهجة بأن إيران لن تتهاون في الرد على أي اعتداء؛ غداة تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

خامنئي يتوعد ترمب... ويخشى اضطرابات داخلية

خامنئي يتوعد ترمب... ويخشى اضطرابات داخلية
TT
20

خامنئي يتوعد ترمب... ويخشى اضطرابات داخلية

خامنئي يتوعد ترمب... ويخشى اضطرابات داخلية

تصاعدت حدة التوتر بين طهران وواشنطن مجدداً، مع تحذير المرشد الإيراني علي خامنئي بتوجيه «صفعة قوية» للولايات المتحدة، إذا نفذت تهديدات الرئيس دونالد ترمب في حال لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق نووي جديد. لكن خامنئي في خطابه في صلاة عيد الفطر، قال إن هناك تهديدات مستمرة ضد إيران، لكنه لا يرى احتمالات كبيرة لحدوث أي عمل عدائي من الخارج. وأضاف: «العداء من أميركا والكيان الصهيوني قائم على الدوام... إذا ألحقا (بنا) أي ضرر، فسيتلقيان بالتأكيد صفعة قوية بالمثل».

وعبّر خامنئي عن مخاوف من اضطرابات داخلية، قائلاً: «إذا كانتا (إسرائيل وأميركا) تفكران في إثارة الفتنة داخل البلاد مثلما فعلتا في السنوات القليلة الماضية، فإن الشعب الإيراني سيتصدى لهما كما فعل في السابق».

وحذّرت هيئة الأركان الإيرانية بأن «أي تهديد سيُواجَه بردّ حاسم، وبقوة مضاعفة ونهج هجومي». وقال أمير علي حاجي زاده، قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري»، إن «الأميركيين لديهم ما لا يقل عن 10 قواعد في المنطقة المحيطة بإيران، ولديهم 50 ألف جندي، هذا يعني أن بيتهم من زجاج».

واستدعت طهران القائم بأعمال السفارة السويسرية الذي يمثل المصالح الأميركية، لنقل تحذيراتها رسمياً.