طاولة وزارية مستديرة لمجابهة التغير المناخي في الدول العربية

وزير الطاقة: مواجهة التحديات التنموية والبيئية تتطلب تعاوناً دولياً

وزير الطاقة السعودي خلال ترؤسه اجتماع وزراء العرب المعنيين بشؤون المناخ (الشرق الأوسط)
وزير الطاقة السعودي خلال ترؤسه اجتماع وزراء العرب المعنيين بشؤون المناخ (الشرق الأوسط)
TT

طاولة وزارية مستديرة لمجابهة التغير المناخي في الدول العربية

وزير الطاقة السعودي خلال ترؤسه اجتماع وزراء العرب المعنيين بشؤون المناخ (الشرق الأوسط)
وزير الطاقة السعودي خلال ترؤسه اجتماع وزراء العرب المعنيين بشؤون المناخ (الشرق الأوسط)

افتتح وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، اليوم الاثنين، أعمال اجتماع وزراء العرب المعنيين بشؤون المناخ؛ وذلك لمجابهة التحديات التي تواجه المنطقة فيما يتعلق بالتغير المناخي، على هامش أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، المنعقدة حاليًّا في الرياض.

وقال وزير الطاقة السعودي إن مواجهة التحديات التنموية والبيئية تتطلب تعاوناً دولياً، مؤكداً أن المملكة أطلقت مبادرتي «السعودية الخضراء»، و«الشرق الأوسط الأخضر»، ضمن مساعيها لمعالجة الانبعاثات، والتأكد من تحقيق أهداف مواجهة التغير المناخي.

وبيَّن أن الاجتماع يناقش تحديات التغير المناخي التي تواجهها المنطقة، وفرص وجهود التعاون للاستجابة لذلك، مشيراً إلى نجاح استضافة جمهورية مصر في تنظيم المؤتمر السابع والعشرين للدول الأطراف في اتفاقية التغير المناخي، وما حققه الحدث من إنجازات مهمة للدول النامية، وكذلك الحفاظ على تسريع وتيرة تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، واتفاقية باريس، بما يتماشى مع المبادئ والأسس.

في الوقت نفسه، قدَّم الأمير عبد العزيز بن سلمان دعم المملكة للإمارات بوصفها دولة عربية من أجل تحقيق الطموح المتوازن والشمولي في رئاستها المقبلة للمؤتمر الثامن والعشرين في دبي.

وأبان وزير الطاقة السعودي أن دول المنطقة تواجه عدداً من التحديات التنموية والبيئية، من بينها أمن الطاقة، والتصحر، وتدهور الأراضي، وشح المياه، وغيرها، على المستويات «الاقتصادي والبيئي والاجتماعي».

وأكد الوزير السعودي أن استجابة تحديات التغير المناخي مسؤولية مشتركة بين الجميع مع اختلاف المسؤوليات بين الدول المتقدمة والنامية، وأن لكل منطقة ظروفها التي تتطلب وسائل وآليات تنفيذ مختلفة للتعامل مع هذا التحدي.

وأضاف: «رغم التحديات المختلفة التي تواجه المنطقة، ما زلنا ملتزمين بالاستجابة للتغير المناخي، آخذين في الاعتبار ظروفنا الوطنية والإقليمية، لذلك أطلقت المملكة مبادرتي السعودية الخضراء، والشرق الأوسط الأخضر، واللتين تستفيدان من جميع مصادر الطاقة، مع معالجة الانبعاثات؛ للتأكد من تحقيق أهداف مواجهة التغير المناخي وأمن الطاقة وتوفرها، وفق نهج الاقتصاد الدائري الكربوني».

وواصل الأمير عبد العزيز بن سلمان: «يندرج تحت هاتين المبادرتين عدد من المشروعات التي تشمل التوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة، والاستخدام النظيف للمواد الهيدروكربونية، من خلال إنشاء مشروعات التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، وإنتاج الهيدروجين النظيف بكل أشكاله».

وأشار إلى أهمية استمرار تكاتف الدول العربية بموقفها، بما يتناسب مع ظروف البلدان ومسيرة التنمية، وأن للشباب والشابات دوراً حيوياً في الاستجابة لتحديات التغير المناخي، وعلى الدول مواصلة تشجيعهم وتمكينهم للمشاركة الفاعلة في صنع القرار.


مقالات ذات صلة

«أوبك» في «كوب 29»: التحول المتوازن في مجال الطاقة مفتاح الاستدامة العالمية

الاقتصاد رجل يقف بجوار شعار مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «كوب 29» في أذربيجان (رويترز)

«أوبك» في «كوب 29»: التحول المتوازن في مجال الطاقة مفتاح الاستدامة العالمية

قال أمين عام «أوبك» إن النفط والغاز الطبيعي «هبة من الله»، وإن محادثات الحد من الاحتباس الحراري يجب أن تركز على خفض الانبعاثات وليس اختيار مصادر الطاقة.

«الشرق الأوسط» (باكو)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا في اليوم الأخير من القمة (إ.ب.أ)

قمة الـ20 تعطي معالجة الفقر والمناخ زخماً... لكنها منقسمة حول حروب الشرق الأوسط وأوكرانيا وترمب

نجحت البرازيل بصفتها الدولة المضيفة في إدراج أولويات رئيسية من رئاستها في الوثيقة النهائية لقمة العشرين بما في ذلك مكافحة الجوع وتغير المناخ.

خاص قام أفراد المجتمع بزراعة أكثر من مليون شجيرة في متنزه ثادق السعودي لإصلاح الأراضي المتدهورة ومعالجة التصحر (برنامج الأمم المتحدة للبيئة)

خاص ثياو قبل «كوب 16»: العالم يحتاج 355 مليار دولار سنوياً لمكافحة التصحر

مع اقتراب انعقاد «كوب 16» يترقّب العالم خطوات حاسمة في معالجة أكبر التحديات البيئية التي تواجه كوكب الأرض.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد وزير المناخ والبيئة النرويجي توري ساندفيك يلقي بياناً خلال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP29) في باكو 19 نوفمبر 2024 (رويترز)

مؤتمر «كوب 29» يبني على بيان مجموعة العشرين للمضي في المفاوضات

رحّب المشاركون في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 29) بالمؤشّرات الإيجابية الصادرة عن بيان مجموعة العشرين، بشأن تمويل الحلول المناخية للدول النامية.

«الشرق الأوسط» (باكو)
أميركا اللاتينية الجلسة الافتتاحية لقمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (أ.ف.ب) play-circle 01:31

«مجموعة العشرين» تعقد قمتها وسط أوضاع عالمية غير مستقرة

تنطلق «قمة العشرين» في البرازيل وسط صعوبات التوصل إلى تسوية حول المناخ والحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط وفي ظل ترقب عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.