«مذبحة الضباط»... سوريا تتأهب لـ«أيام ساخنة»

الطيران الروسي يشارك في قصف المعارضة بإدلب... والمواجهات تتصاعد بين تركيا والأكراد

نعوش ضحايا هجوم حمص أمام المستشفى العسكري في المدينة (رويترز) ... وفي الإطار قريبات لأحدهم خلال تشييعهم أمس (أ.ف.ب)
نعوش ضحايا هجوم حمص أمام المستشفى العسكري في المدينة (رويترز) ... وفي الإطار قريبات لأحدهم خلال تشييعهم أمس (أ.ف.ب)
TT

«مذبحة الضباط»... سوريا تتأهب لـ«أيام ساخنة»

نعوش ضحايا هجوم حمص أمام المستشفى العسكري في المدينة (رويترز) ... وفي الإطار قريبات لأحدهم خلال تشييعهم أمس (أ.ف.ب)
نعوش ضحايا هجوم حمص أمام المستشفى العسكري في المدينة (رويترز) ... وفي الإطار قريبات لأحدهم خلال تشييعهم أمس (أ.ف.ب)

بدأت سوريا، أمس (الجمعة)، تشييع ضحايا «مذبحة الضباط» في مدينة حمص، وسط مخاوف من أيام ساخنة في ظل مؤشرات على نية القوات الحكومية الانتقام للضحايا الذين بلغت حصيلتهم رسمياً 89 قتيلاً و277 جريحاً من العسكريين والمدنيين، بينما وضعت مصادر حقوقية الرقم بحدود 123 قتيلاً. وفيما كانت مناطق الحكومة تدفن ضحاياها، كانت مناطق المعارضة المسلحة في شمال غربي البلاد تتعرض لقصف عنيف نفذته القوات النظامية وطائرات حربية روسية.

ووسط حالة حداد عام أعلنتها الحكومة السورية، شهدت حمص، أمس، تشييع أول دفعة من ضحايا الهجوم بطائرات مسيّرة على الكلية الحربية في المدينة، وذكرت مصادر سورية أن هجوماً جديداً بـ6 طائرات مسيّرة تم إحباطه على أطراف مدينة حمص، فيما يؤشر إلى أن منفذي الهجوم الأول كانوا ينوون تكرار المذبحة، ربما خلال تشييع الضحايا. وقال وزير الدفاع السوري العماد علي عباس خلال تشييع عدد من الضحايا: «الشهداء الذين ارتقوا (أمس) ثمن دمائهم غالٍ جداً».

قريبات لضحايا الكلية الحربية خلال تشييعهم اليوم الجمعة في حمص (أ.ف.ب)

واتهمت قيادة الجيش السوري «التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة من أطراف دولية معروفة» باستهداف حفل تخريج طلاب ضباط الكلية الحربية. وفي حين لم تحدد الحكومة هوية هذه التنظيمات، فإن القصف الذي نفذته قواتها على إدلب أعطى مؤشراً واضحاً إلى أن الاتهام موجه إلى جماعات مسلحة ناشطة في شمال غربي البلاد، وهي منطقة تهيمن عليها «هيئة تحرير الشام». ودخل الطيران الروسي على الخط أمس من خلال تنفيذ غارات على جسر الشغور التي تتمركز في محيطها جماعات متشددة. وأفاد ناشطون في إدلب بأن ما لا يقل عن 12 شخصاً قُتلوا و49 جرحوا في قصف القوات الحكومية وغارات الطيران الروسي أمس.

في غضون ذلك، تصاعدت حدة المواجهات بين الجيش التركي و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) التي يهمين عليها الأكراد في شمال وشمال غربي البلاد. وأعلنت أنقرة قتل 26 من القوات الكردية التي زعمت، في المقابل، أنها قتلت 5 جنود أتراك، وهو أمر نفته تركيا التي أقرت فقط بمقتل جندي واحد.


مقالات ذات صلة

أنفاق في دمشق تربط القصر الرئاسي بمقر الحرس الجمهوري

المشرق العربي مقاتل يتبع الإدارة السورية الجديدة ينظر إلى إحدى فتحات التهوية في نفق يؤدي لقاعدة تتبع الحرس الجمهوري في دمشق (أ.ف.ب)

أنفاق في دمشق تربط القصر الرئاسي بمقر الحرس الجمهوري

على أحد سفوح جبل قاسيون الذي يشرف على مدينة دمشق، توجد شبكة أنفاق تربط المجمع العسكري للحرس الجمهوري الذي كان مكلّفاً الدفاع عن العاصمة السورية، بالقصر الرئاسي.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
خاص العلم السوري الجديد ينتشر على السيارات والمحلات في مزة جبل 86 بدمشق (الشرق الأوسط)

خاص حي المزة 86 بدمشق... شاهد على حقبة الأسدين

تذكّرك الساحات والأبنية في المزة 86 بأنها كانت مساكن لمسؤولين وضباط كبار نافذين في أجهزة المخابرات والسلك الأمني، أرهبوا السوريين على مدار خمسين سنة خلت.

كمال شيخو (دمشق)
ثقافة وفنون سوريون يحتفلون في ساحة المسجد الأموي بدمشق (أ.ف.ب)

بأية سوريا نحلم؟

في فترة قياسية في التاريخ، لم تتجاوز أحد عشر يوماً، سقط أكثر من نصف قرن من نظام استثنائي بقمعه، وأجهزته الأمنية، وسجونه، وسجل ضحاياه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
ثقافة وفنون هيثم حسين

تأخذ أحلامي شكل الوطن الذي حُرمت منه

أحلم بسوريا جديدة تُعاد صياغتها على أسس المواطنة الحقيقيّة، حيث ينتمي الفرد إلى الوطن لا إلى طائفة أو عرق أو حزب

هيثم حسين
ثقافة وفنون عتاب حريب

حين طلب مني الأمن أن أرسم صورة «المعلم»

في عام 2011 كنت على موعد للحصول على فيزا لإقامة معرض في نورث كارولينا بدعوة من جامعة دافيدسون وحصلت على الفيزا في آخر يوم قبل إغلاق السفارة بدمشق.

عتاب حريب

إسرائيل تدمر ما تبقى من شمال غزة

طفلة تبكي أقارب لها قتلوا بغارة إسرائيلية في مستشفى بحي الشجاعية شمال قطاع غزة السبت (أ.ف.ب)
طفلة تبكي أقارب لها قتلوا بغارة إسرائيلية في مستشفى بحي الشجاعية شمال قطاع غزة السبت (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تدمر ما تبقى من شمال غزة

طفلة تبكي أقارب لها قتلوا بغارة إسرائيلية في مستشفى بحي الشجاعية شمال قطاع غزة السبت (أ.ف.ب)
طفلة تبكي أقارب لها قتلوا بغارة إسرائيلية في مستشفى بحي الشجاعية شمال قطاع غزة السبت (أ.ف.ب)

على وقع جولة جديدة من مفاوضات وقف النار، بالدوحة، واصل الجيش الإسرائيلي تدمير كل مقومات الحياة للفلسطينيين في قطاع غزة، بشراً وحجراً، مزيلاً حياً سكنياً بكامله، وموقعاً عشرات القتلى بين المدنيين.

فقد دمرت قوات إسرائيلية حياً سكنياً مكوناً من عدة بنايات في بلدة بيت حانون أقصى شمالي قطاع غزة، في إطار عمليتها المستمرة بتلك المنطقة، التي تركز بشكل أساسي على تدمير ما تبقى من منازل وبنايات وبنية تحتية، وحتى مستشفيات وغيرها.

وقال مسعفون إن قصفاً لمنزل في مدينة غزة أودى بحياة 14 فلسطينياً في ساعة مبكرة من صباح السبت، ما يرفع عدد القتلى خلال الساعات الـ24 الماضية إلى 62.

وبخصوص جولة الدوحة، قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن الوسطاء التقوا الأطراف وأجروا محادثات مكثفة خلال اليومين الماضيين بأمل إبرام «هدنة غزة».