أكد وزير الدفاع التركي، يشار غولار، أن القوات التركية لن تنسحب من سوريا إلا بعد تهيئة بيئة آمنة لحفظ أمن الحدود والسماح بعودة اللاجئين السوريين طواعية وفي أمان.
وقال غولار، في تصريحات الجمعة: «نحن لا نتعدى على أراضي أحد، وليست لدينا أطماع في أراضي جيراننا، ولسنا بحاجة إلى أراضي الغير. لكن في المرحلة الحالية، عندما يكون هناك نحو 4 ملايين سوري في بلدنا، وهناك مخاطر بتحول 5 ملايين سوري إضافي موجودين في إدلب إلى لاجئين بتركيا في أي لحظة، كيف يمكننا الخروج من هناك دون خلق بيئة آمنة؟».
وأكد أن تركيا بحاجة لتهيئة بيئة وظروف آمنة في الأراضي السورية التي توجد فيها، قبل الانسحاب، مضيفاً: «سيتم وضع الدستور الذي أصبحت حكومة دمشق ملزمة الآن بإعداده، وستجرى انتخابات، ليتم تشكيل حكومة تشمل جميع الأشخاص الموجودين هنا، وبعد ذلك سنغادر سوريا بكل سرور».
ويشكل الانسحاب التركي من شمال سوريا مطلباً أساسياً لدمشق من أجل تطبيع العلاقات مع أنقرة، وهو ما يعرقل حتى الآن مسار التطبيع الذي أطلقته روسيا وتدعمه إيران.
في الوقت ذاته، أعلنت وزارة الدفاع التركية، الجمعة، مقتل 12 من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) بشمال سوريا.
وقالت وزارة الدفاع في بيان، إن «الإرهابيين» (عناصر الوحدات الكردية) كانوا يستعدون لتنفيذ هجمات تستهدف منطقتي عمليتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون» الخاضعتين لسيطرة القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لها.
وأكدت الوزارة أنها «ترد بالشكل الذي يستحقه (إرهابيو حزب العمال الكردستاني - وحدات حماية الشعب الكردية) الذين لا هم لهم سوى سفك الدماء في المنطقة».
في غضون ذلك، توقفت الاشتباكات المسلحة بين حركة «أحرار الشام» وفصائل «الجيش الوطني السوري» قرب معبر الحمران بريف حلب ومعبري الغزاوية ودير بلوط وحاجز كفرجنة بين عفرين وأعزاز ومدينة جرابلس وبلدة الراعي بعد تدخل القوات التركية.
وقطعت القوات التركية الطرق المؤدية لمناطق الاشتباكات بين أحرار الشام وفصائل الجيش الوطني، التي تجددت الخميس، ودفعت بدبابات إلى شوارع جرابلس لقطع الطريق على «أحرار الشام» و«هيئة تحرير الشام» لإرسال تعزيزات عسكرية إلى مناطق الاشتباكات.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الاشتباكات تتواصل في قرية الثلثانة، إثر هجوم لفصائل «الجيش الوطني» على مواقع «أحرار الشام» ومواليها من «هيئة تحرير الشام» التي تسعى إلى السيطرة على معبر الحمران.
وقامت فصائل الجيش الوطني برفع سواتر ترابية وإغلاق الطرق الفرعية الواصلة بين بعض مدن وبلدات منطقة «درع الفرات» الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية، في الجهة الغربية. وقتل خلال الاشتباكات 3 عناصر من الجيش الوطني.
ويفصل معبر «الحمران» بين مناطق سيطرة فصائل المعارضة و«قسد» في منطقة جرابلس شمال شرقي حلب الواقعة ضمن منطقة «درع الفرات».
وبدأت هيئة تحرير الشام في 13 سبتمبر (أيلول) الحالي، محاولاتها للسيطرة على معبر الحمران الذي يدر عائدات تقدر بملايين الدولارات من شاحنات المحروقات التي تعبر إلى شمال سوريا.
وكان فصيل «أحرار الشام - القطاع الشرقي» (أحرار عولان)، يسيطر من قبل على المعبر، وشهد انقساماً بين صفوفه؛ بين قسم تابع لـ«هيئة تحرير الشام»، وآخر أكبر يتبع «الجيش الوطني» الموالي لتركيا.
كما يعد معبر «الحمران» شرياناً رئيسياً للتجارة بين مناطق «قسد» ومناطق سيطرة المعارضة، وتدخل من خلاله أيضاً مواد غذائية وكهربائيات وآليات وغيرها، فضلاً عن كونه الطريق الرئيسية لمرور قوافل النفط المقبلة من شمال شرقي سوريا، إلى مناطق سيطرة المعارضة، ويربط بين قرية الحمران الواقعة تحت سيطرة «الجيش الوطني» وقرية أم جلود أول قرية ضمن مناطق سيطرة «قسد».