قال الكرملين، السبت، إنه ملتزم بشروطه للعودة إلى اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود الذي انسحبت منه روسيا، في يوليو (تموز).
وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن روسيا تريد على وجه الخصوص إعادة ربط بنكها الزراعي الحكومي بالنظام المالي العالمي للمدفوعات (سويفت) وليس وحدة تابعة للبنك مثلما اقترحت الأمم المتحدة.
وانسحبت روسيا من الاتفاق في يوليو، بعد عام من توسط تركيا والأمم المتحدة لإبرامه، إذ اشتكت من أن صادراتها من الغذاء والأسمدة تواجه عقبات، وأن الحبوب الأوكرانية لا تصل بكميات كافية للبلدان المعوزة.
ونقلت «رويترز» عن مصدرين مطلعين قولهما إن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عقد محادثات مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، خلال قمة زعماء مجموعة العشرين في نيودلهي، بخصوص إحياء اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.
وقال إردوغان في وقت سابق من هذا الأسبوع، عقب محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه قد يكون من الممكن إحياء اتفاق الحبوب قريباً.
ويتواصل الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مع روسيا، في محاولة للحصول على تنازلات تؤدي إلى استئناف اتفاق حبوب، يُعد ضرورياً للتصدي لانعدام الأمن الغذائي العالمي واحتواء أسعار الحبوب.
وعبَّرت موسكو عن عدم رضاها بالاتفاق، وقالت إنها تريد رفع العراقيل التي تقف أمام صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة في مقابل مزيد من التعاون. كما تسعى موسكو للتخفيف من العقوبات الغربية المفروضة على عمليات الدفع والسداد والأعمال اللوجيستية والتأمين على الشحن.
واقترح غوتيريش على وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أنه يمكن إعادة ربط موسكو بنظام الدفع الدولي (سويفت) بإنشاء شركة تابعة للبنك الزراعي الروسي من أجل مدفوعات محددة.
وجاء في الوثيقة أن ذلك يمكن أن يجعل من الممكن تصدير بعض الأسمدة والمنتجات الزراعية الروسية في غضون ثلاثين يوماً.
وفي الوثيقة المؤرخة بتاريخ 28 أغسطس (آب)، قدمت الأمم المتحدة 3 اقتراحات لتسهيل الصادرات الروسية، تتعلق بالتأمين على الشحن، وفك تجميد أصول مجمدة لشركات أسمدة في أوروبا، والسماح للسفن الروسية بالوصول إلى موانٍ أوروبية.
في المقابل، من المأمول أن توافق روسيا على تجديد اتفاق الحبوب، المعروف رسمياً باسم مبادرة حبوب البحر الأسود.
ووفقاً للأمم المتحدة، تمثل الأسمدة عنصراً مهماً أيضاً للحيلولة دون حدوث أزمة جوع في العالم. وتردد أن الأسعار في السوق العالمية كانت أعلى في بعض الأحيان بنسبة 250 في المائة عما كانت عليه قبل أن تندلع الحرب في أوكرانيا.
وقال مصدر بالأمم المتحدة، وفق وكالة الأنباء الألمانية، إن «الأمم المتحدة لا تحاول مكافأة روسيا؛ بل نحاول تحسين الأمن الغذائي عالمياً. هدفنا إنساني بحت».
وذكر المسؤول أن غوتيريش ندد دائماً وبقوة بالحرب الروسية في أوكرانيا التي اندلعت في فبراير (شباط) عام 2022. وغالباً ما تصف موسكو موقف الأمين العام للأمم المتحدة بأنه موالٍ للغرب.