البيت الأبيض: نراقب الوضع في الغابون وقلقون من تدهور الأوضاع

كيربي: ما يحدث يشبه تأثير الدومينو وسندعم الديمقراطية

منسق العلاقات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي (إ.ب.أ)
منسق العلاقات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي (إ.ب.أ)
TT

البيت الأبيض: نراقب الوضع في الغابون وقلقون من تدهور الأوضاع

منسق العلاقات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي (إ.ب.أ)
منسق العلاقات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي (إ.ب.أ)

قال جون كيربي منسق العلاقات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي إن الولايات المتحدة تراقب الوضع في الغابون من كثب، وتشعر بقلق بالغ إزاء استيلاء العسكريين على السلطة في الغابون، مؤكدا أن واشنطن تدعم الشعب الغابوني.

وقال كيربي خلال مؤتمر تليفوني صباح اليوم (الأربعاء): «يبدو أن هناك تأثير الدومينو المحتمل (بعد عدة انقلابات شهدتها دول أفريقيا)، وسنواصل التركيز على العمل مع شركائنا الأفارقة وجميع الأشخاص في القارة للمساعدة في دعم الديمقراطية، والرئيس جو بايدن يركز على تعزيز الديمقراطية، بوصفها أفضل أساس للتنمية والاستقرار، وهذا يشمل أفريقيا، ولدينا التزام بتعميق وتوسيع شراكاتنا في أفريقيا، وسنواصل القيام بذلك، والوقوف مع الشعوب الأفريقية التي تعمل لتحقيق هذه الأهداف».

ولم يوضح المسؤول بالبيت الأبيض موقف الإدارة الأميركية فيما يتعلق بموظفي السفارة الأميركية بالغابون أو القوات الأميركية الموجودة هناك، مشيرا فقط إلى وجود عدد صغير من العسكريين الأميركيين وإلى عدم وجود تهديد لموظفي السفارة الأميركية.

ويعد الانقلاب العسكري في الغابون هو أحدث الانقلابات العسكرية في المستعمرات الفرنسية السابقة، التي وصفها منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بأنها قضية كبيرة قد تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها. ونصحت السفارة الأميركية مواطنيها في العاصمة ليبرفيل بالاحتماء، في حين حثت وزارة الخارجية الفرنسية مواطنيها في الغابون على «تجنب أو الحد» من السفر.

ووصف فاندا فيلياب برون الباحث في معهد «بروكينغز» الانقلاب العسكري في الغابون بأنه بمثابة تأثير العدوى التي تجري على قدم وساق في الدول الأفريقية بعد الانقلاب في النيجر. وعدّ أن هذه الانقلابات تمثل ضربة كبيرة أخرى لفرنسا التي حكمت الغابون حتى عام 1960، وسط تصاعد المشاعر المعادية لفرنسا في كثير من البلدان الناطقة بالفرنسية في القارة الأفريقية، كما حدث في النيجر وفي مالي وبوركينا فاسو، وهي أيضا ضربة قوية لمجموعة «إيكواس» والولايات المتحدة.

وقال ابنيزر أوباداري الباحث بمجلس العلاقات الخارجية في واشنطن إن «نجاح المليشيات العسكرية التي تعد بمثابة عصابات هو النتيجة المنطقة لتورط المؤسسة العسكرية الأفريقية في السياسة، ما أدى إلى عسكرة السياسة وتسييس الجيش، وبالتالي نزع الطابع المهني عن القوات المسلحة».

وأظهرت مقاطع فيديو تدفق المئات إلى شوارع العاصمة ليبرفيل احتفالا بالإطاحة بالرئيس بونغو أونديمبا (64 عاما) الذي تحكم عائلته الدولة الغنية بالنفط منذ عام 1967، وجاء إعلان الانقلاب العسكري بعد وقت قصير من إعلان فوز بونغو في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم السبت وفاز بها بنسبة 64 بالمائة من الأصوات، ومنحته فترة ولاية ثالثة، فيما نددت المعارضة بأنها كانت انتخابات مزورة.

والغابون هي دولة ذات كثافة سكانية منخفضة يبلغ عدد سكانها نحو 2.4 مليون نسمة، وتفتخر بأفضل الغابات والحياة البرية في أفريقيا، وهي إحدى الدول الرائدة في إنتاج النفط في القارة وعضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول. وعلى الرغم من مواردها الطبيعية، التي جعلت من الغابون واحدة من أغنى دول أفريقيا من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، فإن الكثيرين من شعبها ما زالوا يعيشون في فقر.



تنظيم «القاعدة» يقترب من عاصمة بوركينا فاسو

سيدة في إحدى قرى بوركينا فاسو تراقب آلية عسكرية تابعة للجيش (غيتي)
سيدة في إحدى قرى بوركينا فاسو تراقب آلية عسكرية تابعة للجيش (غيتي)
TT

تنظيم «القاعدة» يقترب من عاصمة بوركينا فاسو

سيدة في إحدى قرى بوركينا فاسو تراقب آلية عسكرية تابعة للجيش (غيتي)
سيدة في إحدى قرى بوركينا فاسو تراقب آلية عسكرية تابعة للجيش (غيتي)

أعلنت «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين»، الموالية لتنظيم «القاعدة»، أنها سيطرت على موقع عسكري متقدم تابع لجيش بوركينا فاسو، في منطقة «توغوري» التي لا تبعد سوى مائة كيلومتر فقط من العاصمة واغادوغو، وسط البلد الذي يعاني من تصاعد وتيرة الهجمات الإرهابية خلال الأعوام الأخيرة.

منجم ذهب تاباركو المغلق منذ عامين بسبب الإرهاب (خرائط غوغل)

وقال التنظيم الإرهابي، في بيان مقتضب الأربعاء، إن مقاتليه شنوا هجوماً على «موقع متقدم للجيش البوركيني في منطقة (توغوري)، بولاية (كايا) في أثناء محاولة تحصينه بخنادق عسكرية».

وأضاف التنظيم أن مقاتليه «سيطروا بالكامل على الموقع العسكري»، فيما تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو قصيرة للهجوم، يظهر فيها عشرات المسلحين على متن دراجات نارية يتحركون في منطقة كثيفة النبات وتنتشر فيها الأشجار.

وظهرت في أحد مقاطع الفيديو، جثث يعتقد أنها لجنود من الجيش البروكيني، يقف بجوارها مسلحون من التنظيم، يتحدثون بإحدى اللهجات الأفريقية المحلية، فيما بدا أنهم يستعدون للانسحاب من الموقع.

مقاتلون من القاعدة في أثناء الهجوم على القاعدة العسكرية (تواصل اجتماعي)

وتشير مصادر محلية إلى أن الهجوم قتل فيه 18 شخصاً على الأقل، وهي حصيلة لم تتأكد بعد، في ظل صمت السلطات في بوركينا فاسو وعدم إصدار أي بيان حول الهجوم الإرهابي القريب جداً من العاصمة واغادوغو.

منجم الذهب

منطقة «توغوري» التي استهدفها تنظيم «القاعدة» بالهجوم، تقع على بعد أربعين كيلومتراً فقط إلى الجنوب الغربي من موقع «تاباركو»، حيث يقع واحد من أكبر مناجم الذهب في بوركينا فاسو، تتولى استغلاله شركة روسية تدعى «نورد غولد»، أي «ذهب الشمال».

وبدأت الشركة الروسية استغلال المنجم عام 2021، واستطاعت أن تنتج أكثر من 50 ألف أونصة من الذهب في أول تسعة أشهر من عام 2021، ولكنها أرغمت على إغلاق المنجم في شهر أبريل (نيسان) من عام 2022 بسبب الهجمات الإرهابية.

وقالت الشركة، في بيان، آنذاك، إنه بسبب الهجمات الإرهابية المتصاعدة أصبح الوصول إلى المنجم أو الخروج منه شبه مستحيل، ما دفعها إلى وضع خطة لإخلاء المنجم من جميع العاملين فيه.

ويزيد إغلاق المنجم من سوء الأوضاع الاقتصادية في بوركينا فاسو، حيث كان يوفر مداخيل معتبرة للدولة، من الضرائب والحقوق والإتاوات، بالإضافة إلى آلاف فرص العمل لصالح السكان المحليين.

العاصمة هدفاً

الهجوم الإرهابي الأخير يزيد المخاوف من وصول مقاتلي تنظيم «القاعدة» إلى محيط العاصمة واغادوغو، البالغ تعداد سكانها ثلاثة ملايين نسمة، وحيث تتمركز أجهزة الدولة والمؤسسات الاقتصادية الحيوية.

السلطات العسكرية الحاكمة في بوركينا فاسو أعلنت منذ عامين إعادة هيكلة الجيش وشن حرب «لا هوادة فيها» ضد الإرهاب، بالتعاون مع روسيا التي أرسلت مؤطرين عسكريين من «فاغنر»، والحصول على صفقات سلاح كبيرة من موسكو، بالإضافة إلى شراء مسيرات «بيرقدار» التركية.

وأعلن العسكريون في بوركينا فاسو أن هدفهم الأول هو استعادة السيطرة على قرابة أربعين في المائة من مساحة البلاد توجد خارج سلطة الدولة، وتنتشر فيها جماعات إرهابية موالية لتنظيم «القاعدة»، وأخرى موالية لتنظيم «داعش».

رغم ذلك، لا تزال هذه التنظيمات قادرة على شن هجمات عنيفة ضد الجيش والسكان المحليين، وفي الهجوم الأخير اقتربت أكثر من العاصمة واغادوغو.