واشنطن تنقذ الجبوري من الإقالة وتفضح الحيدري على خلفية مؤتمر الدوحة

مصدر لـ {الشرق الأوسط}: الأميركيون سرّبوا زيارة سرية لقيادي حزب الدعوة

رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري في مؤتمر صحافي حول تحرير الأنبار في بغداد (رويترز)
رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري في مؤتمر صحافي حول تحرير الأنبار في بغداد (رويترز)
TT

واشنطن تنقذ الجبوري من الإقالة وتفضح الحيدري على خلفية مؤتمر الدوحة

رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري في مؤتمر صحافي حول تحرير الأنبار في بغداد (رويترز)
رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري في مؤتمر صحافي حول تحرير الأنبار في بغداد (رويترز)

كشف مصدر عراقي مطلع لـ«الشرق الأوسط» عن قيام «السفارة الأميركية في بغداد بتسريب أسماء وصور القياديين في حزب الدعوة طارق نجم المدير السابق لمكتب نوري المالكي وصادق الركابي الذي عمل سفيرًا للعراق لدى دولة قطر أثناء زيارتهما السرية إلى قطر بتكاليف من رئيس الوزراء حيدر العبادي». وكان ائتلاف دولة القانون جمع تواقيع لإقالة رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري على خلفية تزامن زيارته مع مؤتمر المعارضة العراقية الذي استضافته قطر الأسبوع الماضي. وأضاف المصدر المطلع، أن «الجبوري كان في أول الأمر في موقف صعب، لا سيما أن الجهة التي سعت لإقالته أرادت ضرب عصفورين بحجر واحد وهو صرف الأنظار عما يجري داخل البلاد في ظل المظاهرات والاحتجاجات الجماهيرية التي تؤيدها مرجعية النجف وتستهدف بالدرجة الأساسية رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وشخصيات وقوى مقربة منه كما أنها تهدف إلى الإيحاء للشارع الشيعي من خلال العزف على وتر الطائفية أن الخطر الأكبر ليس هو الفساد الذي يجري الحديث عنه، بل المؤتمرات التي تعقد في الخارج وتستهدف إلغاء الدستور وإعادة حزب البعث إلى السلطة، وهو ما يعني عودة الأوضاع في العراق إلى ما قبل المربع الأول».
وأكد المصدر المطلع، أن «الأميركان هم الذين سرّبوا للجبوري أسماء وصور القياديين في حزب الدعوة طارق نجم وصادق الركابي اللذين ظهر أنهما كانا مكلفين مهمة سرية في قطر قبل موعد مؤتمر الدوحة من قبل رئيس الوزراء حيدر العبادي». وطبقًا للمصدر المطلع فإنه «لا يعرف على وجه التحديد إن كانت زيارة نجم والركابي السرية إلى الدوحة لها صلة بالمؤتمر المذكور المخصص أصلاً للقيادات السنية المعارضة أم أن هناك أمورًا أخرى جرى بحثها» مشيرًا إلى أن «الجبوري الذي وجد نفسه في موقف ضعيف حيال الحملة التي شنت ضده بمن في ذلك جمع نحو 125 توقيعًا لغرض إقالته من رئاسة البرلمان هو من قام بتسريب عن طريق أطراف مقربة منه خبر زيارة القياديين في حزب الدعوة الذي تسبب في شرخ كبير داخل هذا الحزب الأمر الذي أدى ليس إلى إفلات الجبوري من إجراءات الإقالة أو الضغط عليه في الأقل في حال لم ترتق إجراءات الإقالة إلى الحد القانوني فإن شقة الخلاف الواسعة أصلاً بين نوري المالكي الذي يتزعم حزب الدعوة ورئيس الوزراء حيدر العبادي القيادي في الدعوة هو الآخر». وفي هذا السياق، أكد عضو البرلمان العراقي عن تحالف القوى العراقية محمد الكربولي الذي كان في عداد الوفد المرافق للجبوري في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «ما حصل كان زوبعة في فنجان وكنا نعرف ذلك لأن زيارة الجبوري إلى الدوحة تمت عبر تفاهمات بين الرئاسات الثلاث، كما أنها زيارة معلنة وليست سرية، كما أن هناك تفاهمات أخرى سبقت الزيارة مع جهات دولية مثل الأمم المتحدة وسفارات الدول الكبرى، وبالتالي فإن ما أثير حولها من لغط كان لأهداف التسقيط السياسي»، مبينًا أن «الجهات التي حاولت استثمار الزيارة لمثل هذه الأغراض فشلت في مسعاها تمامًا». في سياق ذلك عبر حزب الدعوة عن رفضه لمشاركة البعثيين ومن سماهم الإرهابيين في العملية السياسية أو المصالحة الوطنية. وقال الحزب في بيان له أمس (الخميس) إن «رؤيته والموقف الذي لا يحيد عنه هو أن البعث والإرهابيين بشتى تسمياتهم لا يمكن أن يكونوا جزءًا من العملية السياسية ولا المصالحة الوطنية». وأضاف البيان أنه «على أساس ذلك نرفض كل مدخلات ومخرجات اجتماع الدوحة ونظيراتها، ونعد الحوار مع الإرهابيين والذين تلطخت أيديهم بدماء العراقيين تفريطًا بتضحيات ودماء شعبنا». وأوضح البيان أن «محاولة البعض زج أسماء لشخصيات الدعوة فيما حصل بالدوحة ما هي إلا عملية ذر الرماد في العيون وتدخل في إطار التسقيط السياسي وتضليل الرأي العام عبر خلط الأوراق»، مؤكدًا أن «تلك الشخصيات لم يكن لها أي دور في ما يتعلق بذلك الاجتماع ولم تحضره مطلقًا لا هي ولا غيرها من الدعاة». وتابع البيان أنه «في الوقت الذي ندعم سياسة خارجية بناءة للعراق ونحرص على العلاقة المتكافئة مع الدول العربية فإننا نرفض التدخل في الشؤون الداخلية لبلدنا أو الدخول على الواقع السياسي العراقي خارج السياقات الرسمية أو تجاوز القنوات الحكومية». وأكد البيان أن «الحرب مع (داعش) ينبغي أن تتصدر الأولويات الوطنية وهذا يتطلب دعم القوات المسلحة والأجهزة الأمنية و(الحشد الشعبي) من أجل إنجاز مهمة تحرير المدن المغتصبة من (داعش) وإعادة النازحين إلى بيوتهم».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.