اختبار دم يكشف سبب الحمى لدى الأطفال خلال ساعة

طفل مريض يتلقى العلاج في أحد مستشفيات بنغلاديش (إ.ب.أ)
طفل مريض يتلقى العلاج في أحد مستشفيات بنغلاديش (إ.ب.أ)
TT

اختبار دم يكشف سبب الحمى لدى الأطفال خلال ساعة

طفل مريض يتلقى العلاج في أحد مستشفيات بنغلاديش (إ.ب.أ)
طفل مريض يتلقى العلاج في أحد مستشفيات بنغلاديش (إ.ب.أ)

طوّر علماء بريطانيون اختبار دم يمكن أن يحدد في أقل من ساعة أي عدوى تسببت في إصابة الطفل بالحمى، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

من المأمول أن يكون الاختبار الذي تم إنشاؤه في جامعة إمبريال كوليدج لندن متاحاً ضمن هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا في غضون خمس سنوات، وأن يسرع التشخيصات المنقذة للحياة.

لا توجد حالياً طريقة سهلة لمعرفة سبب دخول الطفل إلى المستشفى بسبب ارتفاع درجة الحرارة لأن ذلك قد يكون نتيجة للعديد من البكتيريا أو الفيروسات أو الأمراض الالتهابية.

الاختبار الذي تم إنشاؤه يفحص عينات الدم الكاملة لمعرفة الجينات التي تم إيقافها بسبب العدوى، وبالتالي يكشف عن السبب. يمكن أن يعطي نتائج دقيقة في أقل من 60 دقيقة على عكس النهج الحالي لإجراء الاختبارات الفردية المتخصصة التي يمكن أن تستغرق عدة أيام لتقديم التشخيص.

التشخيص والعلاج بشكل أسرع

يقول العلماء إن النتائج يمكن أن تساعد في تسريع تشخيص وعلاج الأطفال المرضى مع منع الوصفات الطبية غير الصحيحة والإفراط في استخدام المضادات الحيوية التي تغذي مقاومة مضادات الميكروبات.

قام الباحثون بتحليل بيانات من 1212 مريضاً كان من المعروف أن لديهم 18 نوعاً مختلفاً من الأمراض - تتراوح من الملاريا ومرض كاواساكي إلى Strep B والإنفلونزا والسل - وحددوا 161 جيناً مهماً.

أظهرت الاختبارات الحية التي أجريت على أكثر من 400 طفل مصاب بالحمى أن الاختبار نجح وكان قادراً على اكتشاف السبب الذي يجعلهم يمرضون.

يحاول العلماء الآن جعل اختبار الدم قابلاً للتطبيق تجارياً ومعتمداً حيث يمكن نشره في المستشفيات على نطاق واسع.

منع الإفراط في استخدام المضادات الحيوية

يأمل العلماء أن يعالج الاختبار الجديد الإفراط في استخدام المضادات الحيوية لدى الأطفال والتي عادة ما يتم وصفها حتى يتم استبعاد العدوى المضادة للبكتيريا.

قال البروفيسور مايكل ليفين، رئيس طب الأطفال وصحة الطفل في قسم الأمراض المعدية في إمبريال كوليدج لندن، إن الاختبار يمكن أن يساعد في اتخاذ قرارات حيوية بدقة وسرعة.

وتابع: «على الرغم من الخطوات الهائلة إلى الأمام في التكنولوجيا الطبية، عندما يتم إحضار طفل إلى المستشفى مصاباً بالحمى، فإن نهجنا الأولي هو العلاج على أساس انطباع الطبيب عن الأسباب المحتملة للحالة».

وأوضح ليفين «بصفتنا أطباء، نحتاج إلى اتخاذ قرارات سريعة بشأن العلاج، غالباً بناءً على أعراض الطفل، والمعلومات من الوالدين، وتدريبنا وخبرتنا الطبية، ولكن قد لا نعرف ما إذا كانت الحمى جرثومية أم فيروسية أم شيء آخر حتى بعد ساعات أو أيام من قبول الطفل عند ظهور نتائج الاختبار».

وأضاف «مثل هذه التأخيرات يمكن أن تمنع المرضى من الحصول على العلاج المناسب في وقت مبكر، لذلك هناك حاجة واضحة وملحة لتحسين التشخيص».

من جهتها، قالت الدكتورة ميرسيني كافورو، مؤلف الدراسة وخبيرة الأمراض المعدية في إمبريال كوليدج، إنه «لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به» للتقدم في الاختبار إلى الإعدادات السريرية، لكن الفريق «يعمل على تحقيق ذلك».

وتابعت: «يمكن أن يساعد الاختبار التشخيصي المستقبلي القائم على هذا النهج في توفير العلاج المناسب للمريض في الوقت المناسب، مع تحسين استخدام المضادات الحيوية وتقليل الوقت المرتبط بتشخيص الأمراض الالتهابية».


مقالات ذات صلة

طريقة كلامك قد تتنبأ باحتمالية إصابتك بألزهايمر

صحتك امرأة تعاني مرض ألزهايمر (رويترز)

طريقة كلامك قد تتنبأ باحتمالية إصابتك بألزهايمر

أكدت دراسة جديدة أن طريقة الكلام قد تتنبأ باحتمالية الإصابة بمرض ألزهايمر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك التحفيز العميق لمناطق معينة من الدماغ باستخدام الأقطاب الكهربائية قد يساعد مرضى الشلل على المشي (رويترز)

أقطاب كهربائية بالدماغ تمكّن مصابين بالشلل من المشي مسافات قصيرة

خلصت دراسة وشهادة، نُشرتا أمس (الاثنين)، إلى أن التحفيز العميق لمناطق معينة من الدماغ باستخدام الأقطاب الكهربائية يمكن أن يساعد بعض المصابين بالشلل على المشي.

«الشرق الأوسط» (برن)
صحتك يرصد البحث أن ارتفاع مستويات الدهون الحشوية يرتبط بانكماش مركز الذاكرة في الدماغ (رويترز)

دهون البطن مرتبطة بألزهايمر قبل 20 عاماً من ظهور أعراضه

أفاد بحث جديد بأن نمو حجم البطن يؤدي إلى انكماش مركز الذاكرة في الدماغ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الخضراوات الورقية تعدّ من الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم (رويترز)

مفتاح النوم ومحارب القلق... إليكم أفضل 10 أطعمة لتعزيز مستويات المغنيسيوم

إنه مفتاح النوم الأفضل والعظام الأكثر صحة والتغلب على القلق، ولكن انخفاض مستويات المغنيسيوم أمر شائع. إليك كيفية تعزيز تناولك للمغنيسيوم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ استدعت شركة «صن فيد بروديوس» الخيار المعبأ في حاويات من الورق المقوى بكميات كبيرة (إدارة الغذاء والدواء الأميركية)

سحب شحنات من الخيار بعد تفشي السالمونيلا في ولايات أميركية

تحقق السلطات الأميركية في تفشي عدوى السالمونيلا التيفيموريوم المرتبطة بتناول الخيار في ولايات عدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تانيا صالح تُغنّي للأطفال وترسم لُبنانَهم الأحلى

باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال تشعر بالاستراحة (صور تانيا صالح)
باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال تشعر بالاستراحة (صور تانيا صالح)
TT

تانيا صالح تُغنّي للأطفال وترسم لُبنانَهم الأحلى

باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال تشعر بالاستراحة (صور تانيا صالح)
باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال تشعر بالاستراحة (صور تانيا صالح)

أمَّنت الإقامة في باريس للفنانة اللبنانية تانيا صالح «راحة بال» تُحرِّض على العطاء. تُصرُّ على المزدوجَين «...» لدى وصف الحالة، فـ«اللبناني» و«راحة البال» بمعناها الكلّي، نقيضان. تحطّ على أراضي بلادها لتُطلق ألبومها الجديد الموجَّه إلى الأطفال. موعد التوقيع الأول؛ الجمعة 6 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. والأحد (8 منه) تخصّصه لاستضافة أولاد للغناء والرسم. تريد من الفنّ أن يُهدّئ أنين أطفال الصدمة ويرأف بالبراءة المشلَّعة.

تريد من الفنّ أن يُهدّئ أنين أطفال الصدمة ويرأف بالبراءة المشلَّعة (صور تانيا صالح)

وطَّد كونها أُماً علاقتها بأوجاع الطفولة تحت النار؛ من فلسطين إلى لبنان. تُخبر «الشرق الأوسط» أنها اعتادت اختراع الأغنيات من أجل أن ينام أطفالها وهم يستدعون إلى مخيّلاتهم حلاوة الحلم. لطالما تمنّت الغناء للصغار، تشبُّعاً بأمومتها وإحساسها بالرغبة في مَنْح صوتها لمَن تُركوا في البرد واشتهوا دفء الأحضان. تقول: «أصبح الأمر مُلحّاً منذ تعرُّض أطفال غزة لاستباحة العصر. لمحتُ في عيون أهاليهم عدم القدرة على فعل شيء. منذ توحُّش الحرب هناك، وتمدُّد وحشيتها إلى لبنان، شعرتُ بأنّ المسألة طارئة. عليَّ أداء دوري. لن تنفع ذرائع من نوع (غداً سأبدأ)».

غلاف الألبوم المؤلَّف من 11 أغنية (صور تانيا صالح)

وفَّر الحبُّ القديم لأغنية الطفل، عليها، الكتابةَ من الصفر. ما في الألبوم، المؤلَّف من 11 أغنية، كُتب من قبل، أو على الأقل حَضَرت فكرته. تُكمل: «لملمتُ المجموع، فشكَّل ألبوماً. وكنتُ قد أنقذتُ بعض أموالي خشية أنْ تتطاير في المهبّ، كما هي الأقدار اللبنانية، فأمّنتُ الإنتاج. عملتُ على رسومه ودخلتُ الاستوديو مع الموسيقيين. بدل الـ(CD)؛ وقد لا يصل إلى أطفال في خيامهم وآخرين في الشوارع، فضَّلتُ دفتر التلوين وفي خلفيته رمز استجابة سريعة يخوّلهم مسحه الاستماع المجاني إلى الأغنيات ومشاهدتها مرسومة، فتنتشل خيالاتهم من الأيام الصعبة».

تُخطّط تانيا صالح لجولة في بعلبك وجنوب لبنان؛ «إنْ لم تحدُث مفاجآت تُبدِّل الخطط». وتشمل الجولة مناطق حيث الأغنية قد لا يطولها الأولاد، والرسوم ليست أولوية أمام جوع المعدة. تقول: «أتطلّع إلى الأطفال فأرى تلك السنّ التي تستحقّ الأفضل. لا تهمّ الجنسية ولا الانتماءات الأخرى. أريد لموسيقاي ورسومي الوصول إلى اللبناني وغيره. على هذا المستوى من العطف، لا فارق بين أصناف الألم. ليس للأطفال ذنب. ضآلة مدّهم بالعِلم والموسيقى والرسوم، تُوجِّه مساراتهم نحو احتمالات مُظلمة. الطفل اللبناني، كما السوري والفلسطيني، جدير بالحياة».

تعود إلى لبنان لتُطلق ألبومها الجديد الموجَّه للأطفال (صور تانيا صالح)

باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال، تشعر أنها تستريح: «الآن أدّيتُ دوري». الفعل الفنّي هنا، تُحرّكه مشهديات الذاكرة. تتساءل: «كم حرباً أمضينا وكم منزلاً استعرنا لننجو؟». ترى أولاداً يعيشون ما عاشت، فيتضاعف إحساس الأسى. تذكُر أنها كانت في نحو سنتها العشرين حين توقّفت معارك الحرب الأهلية، بعد أُلفة مريرة مع أصوات الرصاص والقذائف منذ سنّ السادسة. أصابها هدوء «اليوم التالي» بوجع: «آلمني أنني لستُ أتخبَّط بالأصوات الرهيبة! لقد اعتدْتُها. أصبحتُ كمَن يُدمن مخدِّراً. تطلَّب الأمر وقتاً لاستعادة إيقاعي الطبيعي. اليوم أتساءل: ماذا عن هؤلاء الأطفال؛ في غزة وفي لبنان، القابعين تحت النار... مَن يرمِّم ما تهشَّم؟».

تريد الموسيقى والرسوم الوصول إلى الجميع (صور تانيا صالح)

سهَّلت إقامُتها الباريسية ولادةَ الألبوم المُحتفَى به في «دار المنى» بمنطقة البترون الساحلية، الجمعة والأحد، بالتعاون مع شباب «مسرح تحفة»، وهم خلف نشاطات تُبهج المكان وزواره. تقول إنّ المسافة الفاصلة عن الوطن تُعمِّق حبَّه والشعور بالمسؤولية حياله. فمَن يحترق قد يغضب ويعتب. لذا؛ تحلَّت بشيء من «راحة البال» المحرِّضة على الإبداع، فصقلت ما كتبت، ورسمت، وسجَّلت الموسيقى؛ وإنْ أمضت الليالي تُشاهد الأخبار العاجلة وهي تفِد من أرضها النازفة.

في الألبوم المُسمَّى «لعب ولاد زغار»، تغنّي لزوال «الوحش الكبير»، مُختَزِل الحروب ومآسيها. إنها حكاية طفل يشاء التخلُّص من الحرب ليكون له وطن أحلى. تقول: «أريد للأطفال أن يعلموا ماذا تعني الحروب، عوض التعتيم عليها. في طفولتي، لم يُجب أحد عن أسئلتي. لم يُخبروني شيئاً. قالوا لي أنْ أُبقي ما أراه سراً، فلا أخبره للمسلِّح إنْ طرق بابنا. هنا أفعل العكس. أُخبر الأولاد بأنّ الحروب تتطلّب شجاعة لإنهائها من دون خضوع. وأُخبرهم أنّ الأرض تستحق التمسُّك بها».

وتُعلِّم الصغار الأبجدية العربية على ألحان مألوفة، فيسهُل تقبُّل لغتهم والتغنّي بها. وفي الألبوم، حكاية عن الزراعة وأخرى عن النوم، وثالثة عن اختراع طفل فكرة الإضاءة من عمق خيمته المُظلمة. تقول إنّ الأخيرة «حقيقية؛ وقد شاهدتُ عبر (تيك توك) طفلاً من غزة يُفكّر في كيفية دحض العتمة لاستدعاء النور، فألهمني الكتابة. هذه بطولة».

من القصص، تبرُز «الشختورة» (المركب)، فتروي تانيا صالح تاريخ لبنان بسلاسة الكلمة والصورة. تشاء من هذه الحديقة أن يدوم العطر: «الألبوم ليس لتحقيق ثروة، وربما ليس لاكتساح أرقام المشاهدة. إنه شعوري بتأدية الدور. أغنياته حُرّة من زمانها. لم أعدّها لليوم فقط. أريدها على نسق (هالصيصان شو حلوين)؛ لكلّ الأيام».