هل يجافيك النوم... إليك حلول الخبراء

إذا لم تستطع أن تستغرق في النوم خلال نحو عشرين دقيقة انهض (رويترز)
إذا لم تستطع أن تستغرق في النوم خلال نحو عشرين دقيقة انهض (رويترز)
TT

هل يجافيك النوم... إليك حلول الخبراء

إذا لم تستطع أن تستغرق في النوم خلال نحو عشرين دقيقة انهض (رويترز)
إذا لم تستطع أن تستغرق في النوم خلال نحو عشرين دقيقة انهض (رويترز)

هل يجافيك النوم أحيانا وأنت راقد على فراشك، وتتقلب في قلق على جانبيك في انتظار أن يداعب النوم جفونك؟

في الحقيقة يقول العلماء، بحسب «الوكالة الألمانية»، إنه من الطبيعي أن يصاب الإنسان بالأرق وأن يعجز عن النوم من وقت إلى آخر.

ووفق الباحثة روكسانا بريشارد إخصائية طب الأعصاب بجامعة سان توماس بولاية مينيسوتا الأميركية، فإنه «يسود اعتقاد بأنه لا بد أن نغط في النوم بمجرد أن نرقد على الفراش، وأن نظل نائمين لفترة تتراوح ما بين سبع إلى ثماني ساعات»، لكنها أوضحت أن هذا المفهوم «لا يتفق من الناحية البيولوجية مع طريقة نوم البشر».

ورغم أن الأرق يعتبر مشكلة معتادة لدى البعض، يظل عدم القدرة على النوم يثير شعورا بالإحباط. ومن حسن الحظ أن خبراء النوم أصبح لديهم فهم متزايد لما يحدث في مخ الإنسان أثناء هذه العملية، ويقولون إنه من الممكن الاستفادة من هذه المعرفة لزيادة فرصك في النوم، حتى عندما تكون مصابا بالأرق.

ورأت كيم هاتشيسون خبيرة طب النوم بجامعة أوريغون الأميركية أنه «ليس من الشائع أن ينتقل الشخص من اليقظة والنشاط إلى النوم بشكل فوري».

من جانبها، قالت بريشارد إن الاستغراق في النوم هو نقلة كبيرة بالنسبة للمخ. فعندما تكون الظروف مواتية، يبدأ نشاط المخ في التباطؤ تدريجيا والانتظام بمجرد وضع الرأس على الوسادة، ويحدث نوع من التزامن لموجات المخ، وأشارت إلى أن هذا الانتقال إلى النوم يتم التحكم فيه بواسطة عوامل بيئية مثل الضوء أو درجة الحرارة.

وقالت: «ليلة صيفية حارة أو شعاع ضوء يتسلل عبر النافذة من عامود إنارة في الطريق يمكن أن يتداخل مع الاستغراق في النوم. وكذلك يمكن أن يتأثر النوم بالمشاعر والانفعالات التي تعتمل في ذهن الشخص أثناء محاولة النوم».

كما أوضحت بريشارد في تصريحات لموقع «ساينتفيك أميركان» الإلكتروني المتخصص في الأبحاث العلمية، أنه «لا بد أن يشعر الشخص بالأمان، سواء من الناحية البدنية أو النفسية، حتى يمكنه الاستغراق في النوم».

وتابعت: «إذا كنت تشعر بالقلق بشأن أمر ما، أو أنك تنام بجوار شخص لا تثق فيه، أو إذا كنت تخشى أن طفلك الرضيع قد يتوقف عن التنفس في أي لحظة، فإنك على الأرجح لن تستطيع الاستغراق في النوم».

ولذلك يعتبر التوتر والقلق من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الأرق، ومن نفس المنطلق، يعتبر الاسترخاء عنصرا رئيسيا لتهدئة المخاوف حتى يستطيع الإنسان الاستغراق في النوم.

وتتفق هاتشيسون وبريشارد على أن السر من أجل الاستغراق في النوم، سواء عندما يجافيك النوم من البداية، أو عندما تستيقظ في منتصف الليل ولا تستطيع العودة للنوم مجددا، هو تقليل الوقت الذي تقضيه مستيقظا في الفراش وأنت تتضجر من عدم القدرة على النوم.

وقالت هاتشيسون في تصريح لموقع «ساينتفيك أميركان»: «إذا لم تستطع أن تستغرق في النوم خلال نحو عشرين دقيقة، أو إذا شعرت أن جسمك أصبح متيقظاً لأنك تشعر بالتوتر بسبب عدم القدرة على النوم، أنصحك أن تنهض من الفراش وأن تجلس في مكان هادئ في ظل إضاءة خافتة، وأن تقوم بالاسترخاء أو تمارس عملا يبعث على الضجر».

ورات الباحثتان هاتشيسون وبريشارد أنه من الممكن استغلال هذا الوقت في القراءة أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة أو تناول مشروب دافئ أو القيام ببعض تدريبات التنفس، مع تجنب تناول أي وجبات خفيفة أو ممارسة الرياضة أو التحديق في الشاشات بأنواعها سواء الهاتف أو التلفزيون أو غيرهما.

كذلك، أكدتا أنه من المهم تفادي التركيز على دواعي القلق والمخاوف والتحديات لا سيما في منتصف الليل، حيث إنك لن تحرز تقدما على الأرجح في الوصول إلى حلول لما يقلقك، لأن الفص الأمامي للمخ، وهو الجزء المسؤول عن التخطيط والتحليل، لا يحصل على قدر كبير من الدم في ساعات الليل.

وشرحت بريشارد أن «مخ الإنسان يصبح أقل قدرة على التفكير في الحلول بعد منتصف الليل بل ويكون أكثر ميلا لإيجاد المشكلات»، مشيرة إلى أنه «من السهل أن يستيقظ الشخص في منتصف الليل وأن يصاب بالفزع بشأن مشكلة ما، في حين أنه من الممكن حل هذه المشكلة بفعالية أكبر في وقت لاحق».

ويلجأ البعض إلى تناول المنومات والمكملات الغذائية مثل الميلاتونين من أجل النوم، غير أن بريشارد لفتت إلى أنه من الأفضل ممارسة وسائل الاسترخاء، وقالت: «أريد أن يتعلم الناس مهارات النوم بدلا من تناول العقاقير».

أما إذا لم تنجح استراتيجيات الاسترخاء التقليدية في تهدئة المخ، فنصحت كل من هاتشيسون وبريشارد باللجوء إلى وسائل العلاج السلوكي والإدراكي للتخلص من الأرق.

وحذرت هاتشيسون من النوم أو الحصول على قيلولة خلال النهار إذا ما عجزت

عن النوم في الليلة السابقة، لأن اللجوء لهذا الحل قد يأتي بنتائج عكسية، فالمخ لا بد أن يتوق إلى النعاس حتى تستطيع أن تغفو بسرعة في الليلة التالية وتستعيد نمط النوم الطبيعي.

وفسّرت أنه «إذا حصلت على قسط من القيلولة خلال النهار، لا سيما لفترة طويلة، فإن عقلك سوف يحصل على جرعات محدودة من النوم، وبالتالي لن تستطيع على الأرجح أن تغفو بسرعة في ميعاد نومك الطبيعي».

ورغم أن هاتشيسون وبريشارد أكدتا أن الإصابة بالأرق من وقت لآخر هو أمر طبيعي، فإنهما نصحتا بزيارة الطبيب إذا استمر هذا الوضع أو إذا بدأ يؤثر على قدرة الشخص على العمل خلال ساعات النهار.


مقالات ذات صلة

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

صحتك إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

كان الملح جزءاً أساسياً من الحضارة لآلاف السنين. وأثبت أنه ذو قيمة كبيرة بصفته مادة حافظة للأغذية، واستُخدم سابقاً عملةً في التجارة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

تحوّل «كوفيد-19» على مر السنوات الماضية من جائحة عالمية إلى فيروس «مستوطن» وفق خبراء الصحة، ما يعني أن وجوده سيصبح مستمراً، فكيف يجب أن نتعامل معه؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الناس يشعرون بعدم الثقة جرّاء ضغوط في العمل (أ.ف.ب)

نصائح لتعزيز الثقة بالنفس وزيادة القدرات الذهنية

يُعدّ الشعور بعدم الثقة بالنفس من المشاعر التي يصعب التعامل معها، وقد نشعر بها جرّاء عوامل خارجية، مثل اجتماع سيئ مع المدير في العمل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك «أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

«أوزمبيك»... «نافورة شباب» تبطئ الشيخوخة

وجد باحثون أن دواء إنقاص الوزن الشهير «أوزمبيك» قد يبطئ الشيخوخة وله «فوائد بعيدة المدى» تتجاوز ما كان متصوراً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أفريقيا تظهر العلامات على يد طفلة بعد تعافيها من جدري القردة (رويترز)

منظمة الصحة: تفشي جدري القردة في أفريقيا قد ينتهي خلال 6 أشهر

أعرب رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن اعتقاده أن تفشي فيروس جدري القردة في أفريقيا قد يتوقف في الأشهر الستة المقبلة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية
إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية
TT

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية
إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية

كان الملح جزءاً أساسياً من الحضارة لآلاف السنين، وأثبت أنه ذو قيمة كبيرة بصفته مادة حافظة للأغذية، واستُخدم سابقاً عملةً في التجارة، لكن الآن، يُسبب لنا ضرراً لأننا، وفق موقع «ذا تلغراف»، نتناول منه نحو 8.4 غرام في اليوم، وهو أكثر من الحد الأقصى المسموح به، الذي يعادل ملعقة صغيرة واحدة (أي نحو 6 غرامات).

يسهم هذا الاستهلاك المرتفع في ارتفاع ضغط الدم، الذي يصيب واحداً من بين كل 3 أشخاص، ويزيد احتمال الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، واكتشف العلماء الآن أنه يعرض سلامتنا للخطر من خلال اضطراب الأمعاء.

تقول الطبيبة، إميلي ليمينغ، عالمة الميكروبيوم (الميكروبات) واختصاصية التغذية، إن استهلاك كمية كبيرة من الملح تحدث خللاً في توازن الميكروبات في الأمعاء.

تشير إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة «نيتشر»، وشملت 12 مشاركاً تناولوا كبسولة يومية تحتوي على 6 غرامات من الملح إلى جانب نظامهم الغذائي المعتاد، ما رفع استهلاكهم اليومي من الملح إلى نحو 14 غراماً، إلى أن الميكروبات المفيدة «اللاكتوباسيلس» كانت قد اختفت.

عبوة ملح على طاولة الطعام (غيتي)

وتوضح إميلي ليمينغ: «هذا يعني أن بكتيريا الأمعاء أصبحت أقل قدرة على صنع جزيئات خاصة تُعرف باسم الأحماض الدهنية ذات السلسلة القصيرة التي تُساعد على خفض الالتهابات، واسترخاء الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم».

وتشير الأبحاث أيضاً، وفقاً لموقع «ذا تلغراف»، إلى أن استهلاك كمية أكبر من الملح يؤدي لاختلال الشهية لأنه يتدخل في إطلاق هرمون «ببتيد شبيه بالغلوكاكون- 1» (GLP-1) وهو هرمون تنتجه الأمعاء بعد تناول الطعام لإطلاق الشعور بالشبع.

وتضيف ليمينغ: «هذه النتائج ترجح أن الأنظمة الغذائية الغنية بالملح قد تجعلنا أكثر جوعاً».

وتابعت: «هناك ارتباط مقلق بالسرطان أيضاً، فنحو 4 حالات من بين كل 10 حالات من سرطان المعدة تسببها العدوى ببكتيريا (الهليكوباكتر بيلوري). واستهلاك كميات زائدة من الملح يمكن أن يتلف طبقة المعدة، ما يجعلها أكثر عرضة لهذه العدوى».

ومع ذلك، هذا لا يعني أنه يجب التخلي تماماً عن الملح في نظامنا الغذائي.

إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية

تقول ليمينغ: «الملح مهم لأنه يساعد عضلاتنا على العمل بشكل صحيح، ويتيح للأعصاب إرسال الإشارات، ويحافظ على توازن الماء والمعادن في أجسامنا».

ومع ذلك، تقدر أن الجسم يحتاج فقط إلى ربع ملعقة صغيرة (نحو 1.25 غرام) يومياً، والتي يحصل عليها معظم الأشخاص من نظامهم الغذائي دون وضع عبوة ملح على مائدة الطعام، حتى لو كانوا يتجنبون عموماً الأطعمة المعالجة.

كيفية تقليل استهلاك الملح

تقول إميلي ليمينغ: «أول خطوة هي استخدام كمية أقل من الملح أثناء الطهي، أو على طاولة العشاء وتعويض الطعم بإضافة الأعشاب والتوابل».

وينقل «ذا تلغراف» عن أبحاث، أن استخدام القرفة أو الثوم يساعد في خفض ضغط الدم، في حين يمكن للفلفل الحار والزنجبيل والروزماري أن تساعد في إدارة مستويات السكر في الدم. أو استخدام الملح قليل الصوديوم، الذي يُشبه مذاقه الملح العادي، لكن يحتوي على جزء بسيط من الصوديوم، وهو أحد العناصر الكيميائية التي ترفع ضغط الدم.

استخدام بديل الملح عند الطهي ارتبط بانخفاض خطر الوفاة المبكرة لأي سبب (رويترز)

ويضيف: «مع ذلك، فإن هذه التغييرات ستقلل استهلاكك إلى حد معين فقط؛ إذ يتم تضمين نحو ثلاثة أرباع كمية الملح التي نستهلكها في نظامنا الغذائي مسبقاً في الأطعمة التي نشتريها. فيحتوي الكاتشب على نحو 0.3 غرام لكل جرعة، والبيتزا ما بين 2-4 غرامات، والخبز نحو 0.4 غرام لكل شريحة، والشوربة نحو 2.2 غرام لكل طبق».

وتقترح الطبيبة إميلي ليمينغ «النظر إلى المكتوب على ظهر عبوة المنتج، واختيار المنتجات ذات الكميات الأقل ملحاً». وكذلك توصي بأن يكون «نصف طبق وجبتي الغداء والعشاء من الخضراوات وتناول الفواكه مرتين يومياً على الأقل».

بائع يعرض العنب للبيع (إ.ب.أ)

وتشير إميلي ليمينغ إلى أن «بعض الأبحاث الحديثة سلطت الضوء على أن النسبة بين الصوديوم والبوتاسيوم قد تكون أكثر أهمية للصحة، من قياس مستويات الصوديوم وحدها». والبوتاسيوم، الذي يوجد في الموز والفطر والأفوكادو، يساعد في إزالة الملح من مجرى الدم.

وتختتم: «لذلك، فإن الأطعمة المخمرة لا تزال خياراً صحياً، رغم احتوائها على كميات عالية من الملح، لأنها غنية بالبوتاسيوم والألياف، إضافة إلى مواد نباتية ثانوية مفيدة أخرى».