خلال 150 يومًا.. «الدرون» تقتل أكثر من 45 إرهابيًا في المكلا

حضور خفي لـ«القاعدة» في الجبال ووادي حضرموت

خلال 150 يومًا.. «الدرون» تقتل أكثر من 45 إرهابيًا في المكلا
TT

خلال 150 يومًا.. «الدرون» تقتل أكثر من 45 إرهابيًا في المكلا

خلال 150 يومًا.. «الدرون» تقتل أكثر من 45 إرهابيًا في المكلا

تمكنت الطائرات من دون طيار الأميركية (الدرون) من قتل 45 إرهابيا تابعين لـ«القاعدة» وذلك خلال الـ150 يوما الماضية، وهي الفترة التي سيطر فيها تنظيم القاعدة المتطرف على مدينة المكلا جنوب اليمن، بعد الانقلاب الذي قادته الميليشيات الحوثية بدعم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وكشف مصادر يمنية لـ«الشرق الأوسط» أن من ضمن الذين قتلوا في تلك الضربات قياديين يحملون جنسيات يمنية وعربية وأجنبية، إلا أن أهمهم قائد التنظيم في جزيرة العرب ناصر الوحيشي، المكنى أبو بصير، وهو يمني الجنسية، وأحد المقربين من مؤسس التنظيم أسامة بن ﻻدن والرجل الثاني في قيادة تنظيم القاعدة الذي قتل في عمليه أميركية في شهر يونيو (حزيران) الماضي، ليتولى الزعامة من بعده قاسم الريامي.
واستمرت العمليات الأميركية ضد جيوب خلايا تنظيم القاعدة حتى يوم الأربعاء الماضي، إذ نفذت الطائرات الأميركية ضربتين منفصلتين شرق مدينة المكلا، قتل على أثرهما 10 أشخاص من عناصر التنظيم، من بينهم قياديون ميدانيون، وخبراء في التنظيم، حيث كانت إحدى الضربتين على بيت منعزل على الساحل الشرقي للمدينة، بالقرب من معسكر اللواء 27 ميكا الذي يسيطر عليه التنظيم، ويستخدمه لتدريب عناصره على أيدي خبراء أجانب وعرب، واستهدفت الضربة اﻷخرى أحد اﻷطقم المسلحة بينما كان قادما من اتجاه المعسكر ذاته إلى اتجاه المدينة على الشارع العام.
وكثفت «الدرون» اﻷميركية طلعاتها الجوية في سماء المكلا بشكل شبه يومي إضافة إلى وادي حضرموت شرقا، ولكن بشكل يكاد ﻻ يﻻحظ، وفي مناطق جبلية بعيدة عن المواطنين في ظل محاولة المضادات اﻷرضية التابعة لتنظيم القاعدة إسقاطها، إلا أن ارتفاع عدد الطائرات في الطلعة الواحدة من طائرتين إلى سبع طائرات، أجهد التنظيم، مما دفعه إلى نقل قياداته وأسرهم بشكل دائم من مكان إلى آخر، باﻹضافة للحد من تحركات عناصره في المدينة، وإخﻻء بعض المرافق الحكومية التي سيطر عليها فور دخوله للمدينة كالقصر الرئاسي، الذي كان أمير التنظيم بالمكﻻ خالد باطرفي يتخذه مكانا ﻹدارة شؤون التنظيم.
وأشار مصدر محلي من مدينة المكلا إلى أن طائرة من دون طيار استهدفت قبل نحو أسبوعين رتلا من سيارات تنظيم القاعدة بمنطقة «عقبة حروبة» غرب وادي حضرموت، إضافة إلى استهداف الطرق الجبلية بوادي حضرموت.
وذكر شهود عيان أن تحركات وصفت بالمشبوهة يقوم بها تنظيم القاعدة بوادي حضرموت شرق اليمن، حيث شوهدت مجموعات من السيارات يعتقد أنها تتبع تنظيم القاعدة، تتجول بالطرق الرئيسية التي تربط بين مدن وقرى وادي حضرموت، وقال بعضهم إنها تأتي من منطقة «وادي سر» القريبة من مدينة القطن.
إلى ذلك ذكرت مصادر أمنية رفيعة بقيادة المنطقة العسكرية اﻷولى بوادي وصحراء حضرموت أنه لم يكن هنالك أي تنسيق بين قيادة الجيش اليمني بوادي وصحراء حضرموت، وغرف إدارة تلك الطائرات، مع الإدارة الأميركية لتلك الضربات، إلا أنها أشارت إلى أن التنسيق تم من خلال القيادة السياسية باليمن مع الوﻻيات المتحدة اﻷميركية، للدور الذي تقوم به أميركا لمطاردتها عناصر تنظيم القاعدة المتطرف ضمن السيادة اليمنية.
كذلك قالت مصادر أمنية بمدينة القطن إن الجيش قلل من كثافة عناصره في النقاط اﻷمنية لعدم التشديد الأمني الذي يحد من حرية المواطنين، وتجنبا لبعض التصرفات الفردية التي يقوم بها الجنود أثناء التفتيش والتي تغضب المواطنين، مع اﻹبقاء على جاهزية قوات الجيش للتدخل خﻻل أي طارئ.
وتعد منطقة «وادي سر» التي تبعد عن مدينة القطن نحو كيلومترين أكبر تجمع لعناصر تنظيم القاعدة المتطرف بوادي حضرموت، ﻻ سيما بعد العمليات العسكرية التي نفذتها المنطقة العسكرية اﻷولى، وما رافقها من عمليات مطاردة طالت عناصر التنظيم خﻻل السنوات اﻷخيرة، قتل وأسر فيها الكثير من عناصر التنظيم وقيادييه، وهو ما جعل التنظيم يوجه عدد من انتحارييه لاستهداف مقر قيادة المنطقة العسكرية اﻷولى بمدينة سيئون العاصمة الثانية لمحافظة حضرموت.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».