أشاد الفرنسي كثير الترحال فيليب تروسيه، الذي تولى تدريب ثمانية منتخبات معظمها صغيرة خلال مسيرته، بقرار إقامة النسخة الموسعة من نهائيات كأس العالم بمشاركة 48 فريقاً ابتداءً من 2026.
ويعتقد الرجل المخضرم البالغ من العمر 68 عاماً، الذي حصل على لقب «الساحر الأبيض» أو «الطبيب الأبيض» أثناء عمله مع منتخبات أفريقية وقبل تدريب اليابان في كأس العالم 2002، أن هذه الخطوة ستحقق نتائج إيجابية تتجاوز حدود اللعبة.
وقال تروسيه، الذي تولى مؤخراً تدريب فيتنام، لـ«رويترز»: «سيترك ذلك تأثيراً كبيراً ليس فقط على المنتخبات القادرة على المشاركة في كأس العالم، لكنه سيساهم في تطوير البلاد».
وأضاف: «عندما تدرك أن بلدك ليس لديه أمل، ولو حتى أقل من 1 في المائة للذهاب إلى كأس العالم، فلماذا تطور الملاعب؟ لماذا تتعاقد مع مدرب أجنبي؟ لماذا تبدأ تطوير الشباب؟ ليس لديك حلم. وعلينا أن نحلم. علينا أن نأمل».
ويشعر الكثير من التقليديين بالاستياء من توسعة كأس العالم، التي تقام بمشاركة 32 فريقاً منذ 1998، قائلين إن ذلك سيؤثر بشكل سلبي على قوة المنافسة.
لكن بالنسبة لشخص مثل تروسيه، الذي درب في أفريقيا وآسيا على مدى حوالي 35 عاماً، فإن احتمال تأهل المزيد من الدول من خارج أوروبا وأميركا الجنوبية إلى النهائيات يعد أمراً إيجابياً جداً.
وقال المدرب الفرنسي: «بوجود 48 فريقاً، ثمانية في آسيا وخاصة في جنوب شرقي آسيا، يمكن للفرق أن تحلم... أنا شخصياً أؤيد هذا المشروع».
ورغم الشعبية الهائلة لكرة القدم في المنطقة، لم تتأهل أي دولة من جنوب شرقي آسيا لكأس العالم منذ ظهور إندونيسيا، التي كانت تعرف باسم الهند الشرقية الهولندية، في نسخة 1938.
ونال تروسيه مهمة تغيير ذلك، حيث يتطلع إلى مواصلة البناء على العمل الذي قدمه الكوري بارك هانغ - سيو، الذي قاد فيتنام إلى المرحلة النهائية من التصفيات الآسيوية لأول مرة في 2021.
وقال تروسيه: «لهذا السبب وضع الاتحاد الفيتنامي لكرة القدم ميزانية خاصة وبصراحة لدي كل التسهيلات لإكمال عملي وهم يثقون بي».
وأضاف: «إنهم يقدمون للمنتخب الوطني كل طلباتي. أستمتع حقاً بوقتي هنا، وأشعر كما لو كنت في اليابان».
يعتقد تروسيه أن النسخة الموسعة، التي تبدأ بكأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، يمكن أن تعمل أيضاً لصالح الدول القوية كروياً، التي تعثر الكثير منها خلال دور المجموعات بالبطولة.
وقال المدرب الفرنسي: «أتفهم عندما يسأل الناس لماذا تريد أن تصل كأس العالم إلى 48 فريقاً».
وأضاف: «لكن في هذه الحالة علينا أن نعتبر أن كأس العالم الحقيقية لن تبدأ في المرحلة الأولى، لأنه كم سيكون عدد الفرق الكبيرة التي ستخرج كما حدث في الشكل القديم؟».
ويشير تروسيه إلى أن فرنسا حاملة اللقب خرجت من دور المجموعات عام 2002 بينما خرجت إسبانيا وألمانيا مبكراً في نسختي 2014 و2018 على الترتيب رغم الفوز باللقب قبل ذلك بأربع سنوات.
وأضاف: «في بداية المنافسات تحتاج الفرق الكبيرة إلى وقت. في هذا الشكل، سيكون الأمر أشبه بإجراء إحماء، ولهذا السبب يمكننا اعتبار أن كأس العالم الحقيقية ستبدأ بعد أسبوعين».
وتابع: «إنه مهرجان كبير كل أربع سنوات، وإذا كنت تمثل بلداً صغيراً، يمكنك العمل كثيراً ولديك الكثير من الأمل. بالنسبة لي، هذا الأمر مهم لتطوير الشباب، والبنية التحتية لكرة القدم والمدربين».