أوكرانيا تستعيد قرية رابعة ضمن مكاسب متواضعة لهجومها المضاد

جنود أوكرانيون يعدون صواريخ مضادة للدروع لإطلاقها على القوات الروسية في باخموت (أ.ب)
جنود أوكرانيون يعدون صواريخ مضادة للدروع لإطلاقها على القوات الروسية في باخموت (أ.ب)
TT

أوكرانيا تستعيد قرية رابعة ضمن مكاسب متواضعة لهجومها المضاد

جنود أوكرانيون يعدون صواريخ مضادة للدروع لإطلاقها على القوات الروسية في باخموت (أ.ب)
جنود أوكرانيون يعدون صواريخ مضادة للدروع لإطلاقها على القوات الروسية في باخموت (أ.ب)

قالت أوكرانيا اليوم (الاثنين)، إن جنودها استعادوا السيطرة على قرية رابعة في جنوب شرقي البلاد، وذلك بعد يوم من الإعلان عن تحقيق أول مكاسب صغيرة في هجوم مضاد تشنه على القوات الروسية.

وأظهرت لقطات فيديو نُشرت عبر الإنترنت، لم يجرِ التحقق من صحتها، جنوداً وهم يرفعون العلم الأوكراني في قرية ستوروجيف في منطقة دونيتسك، ووجّه وزير الدفاع الشكر لأحد ألوية الجيش بعد استعادته للقرية، وفقاً لوكالة «رويترز».

وفرضت أوكرانيا سياجاً من الكتمان على عملياتها لتجنب كشف تفاصيل عملية تأمل أن تساعدها في استعادة مساحات من الأرض في الشرق والجنوب وتهديد الجسر البري الذي تستخدمه روسيا لإرسال الإمدادات لشبه جزيرة القرم.

وقالت روسيا إن الهجوم المضاد فشل حتى الآن، ونشرت صوراً لمركبات ودبابات قتالية أميركية وألمانية مدمرة. وكانت تحدثت الأسبوع الماضي عن أن الهجوم بدأ بالفعل.

مركبات عسكرية غربية مدمرة خلال هجوم «اللواء 47» الأوكراني في جنوب شرقي زابوريجيا (وزارة الدفاع الروسية)

وقالت أوكرانيا أمس (الأحد)، إن قواتها حررت ثلاث قرى تقع على حافة منطقة دونيتسك المجاورة لمنطقة زابوريجيا، وهذه القرى هي بلاهوداتني ونسكوتشني وماكاريفكا. وتقع قرية ستوروجيف بجوار بلاهوداتني.

ويبدو التقدم المعلن عنه، في حال تأكيده، متواضعاً؛ إذ تقع ماكاريفكا على بعد خمسة كيلومترات مما كان يمثل خط الجبهة في السابق. وتقع القرية على بعد 90 كيلومتراً من الحد الجنوبي للجسر البري الروسي على بحر آزوف.

وقال بعض المدونين العسكريين الروس البارزين، إن القتال على ماكاريفكا لا يزال مستمراً، لكنهم أكدوا استعادة القوات الأوكرانية لبلاهوداتني ونسكوتشني.

وقامت روسيا ببناء تحصينات دفاعية مترامية الأطراف للتصدي لهجوم القوات الأوكرانية التي دربها وسلحها الغرب.

وذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في إفادتها المنتظمة عن الوضع القتالي، أن 25 معركة اندلعت على مدى 24 ساعة مضت بالقرب من باخموت وأفدييفكا ومارينكا في منطقة دونيتسك، وكذلك بالقرب من بيلوهوريفكا في منطقة لوجانسك.

مدفع أوكراني يطلق قذائف تجاه مواقع للقوات الروسية قرب الجبهة في باخموت (أ.ب)

وقال سيرهي تشيرفاتي، المتحدث باسم القيادة العسكرية الشرقية لجيش أوكرانيا، إن القوات الأوكرانية واصلت الهجوم المضاد على أطراف باخموت ودفعت القوات الروسية للتراجع لمسافة تصل إلى 700 متر هناك.

وقالت روسيا إنها سيطرت على المدينة المدمرة الشهر الماضي بعد بعض من أعنف المعارك منذ بدء غزوها لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022. وأعلن كل من الجانبين أن قواته كبدت الطرف الآخر خسائر فادحة في الأفراد والمعدات على مدى الأسبوع الماضي.


مقالات ذات صلة

ترمب يعيد طرح قضية قناة بنما... هل سيخدم ذلك مصالح أميركا؟

الولايات المتحدة​ مبعوث المناخ في بنما خوان كارلوس مونتيري جوميز قبل الجلسة العامة في «كوب 29» (أ.ب)

ترمب يعيد طرح قضية قناة بنما... هل سيخدم ذلك مصالح أميركا؟

الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترمب يرى أن الولايات المتحدة يجب أن تعيد السيطرة على قناة بنما.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى «بنك إسرائيل» في القدس (رويترز)

«بنك إسرائيل» يُبقي الفائدة دون تغيير للمرة الثامنة وسط حالة عدم يقين اقتصادي

أبقى «بنك إسرائيل» أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه الثامن على التوالي يوم الاثنين بعد أن شهد التضخم تراجعاً طفيفاً مع استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (القدس)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي كلمته أمام السفراء الفرنسيين 6 يناير 2025 بقصر الإليزيه في باريس (رويترز)

ماكرون يدعو أوكرانيا لخوض «محادثات واقعية» لتسوية النزاع مع روسيا

قال الرئيس الفرنسي ماكرون إن على الأوكرانيين «خوض محادثات واقعية حول الأراضي» لأنهم «الوحيدون القادرون على القيام بذلك» بحثاً عن تسوية النزاع مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد أناس يقفون على الرصيف مع منصة النفط والغاز البحرية «إستر» في كاليفورنيا (أ.ف.ب)

النفط يتراجع عن أعلى مستوى في 3 أشهر مع صعود الدولار

انخفضت أسعار النفط، يوم الاثنين، مع صعود الدولار ومخاوف بخصوص عقوبات قبيل بيانات اقتصادية مهمة للبنك المركزي الأميركي وتقرير الوظائف.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة )
أوروبا رجال إنقاذ أوكرانيون في موقع هجوم مسيّرة روسية بكييف (إ.ب.أ)

مقتل 5 أشخاص على الأقل بهجمات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا

أسفرت هجمات روسية بمسيّرات وصواريخ على أوكرانيا، يوم الجمعة، عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقلّ، في حين قُتل شخصان في ضربات أوكرانية طالت مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)

وفاة جان ماري لوبن الشخصية التاريخية لليمين المتطرف الفرنسي

جان ماري لوبن في عام 2022 (أ.ف.ب)
جان ماري لوبن في عام 2022 (أ.ف.ب)
TT

وفاة جان ماري لوبن الشخصية التاريخية لليمين المتطرف الفرنسي

جان ماري لوبن في عام 2022 (أ.ف.ب)
جان ماري لوبن في عام 2022 (أ.ف.ب)

توفي جان ماري لوبن، الشخصية التاريخية لليمين المتطرّف الفرنسي، الذي وصل إلى نهائيات الانتخابات الرئاسية عام 2002، الثلاثاء، عن عمر يناهز 96 عاماً في منطقة باريس، بمستشفى نقل إليه قبل أسابيع.

وقالت عائلته في بيان تلقّته «وكالة الصحافة الفرنسية»: «إنّ جان ماري لوبن توفي ظهر الثلاثاء، محاطاً بأفراد الأسرة».

جان ماري لوبن (رويترز)

وأعلن قصر الإليزيه في بيان أن لوبن كان «شخصية تاريخية لليمين المتطرف» الفرنسي، وأصبح «دوره في الحياة العامة لبلادنا منذ نحو 70 عاماً... جزءاً من التاريخ».

وكانت ابنته مارين لوبن على متن طائرة ظهر الثلاثاء عائدة إلى باريس من أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي، الذي زارته تضامناً بعد مرور الإعصار «تشيدو» المدمر.

وانسحب مؤسس الجبهة الوطنية، التي سُميت فيما بعد التجمع الوطني، تدريجياً من الحياة السياسية، بداية من عام 2011، عندما توّلت ابنته مارين لوبن رئاسة الحزب.

وضعفت حال جان ماري لوبن بعد تعرضه لعدة انتكاسات صحية. وفي يونيو (حزيران) كشف تقرير طبي «تدهوراً كبيراً» في حالته الجسدية والنفسية، صار معه عاجزاً عن «حضور» أو «التحضير لدفاعه» في قضية مساعدي نواب الجبهة الوطنية الأوروبيين، التي جرت في باريس بين سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني).

رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو يفحص علبة حلوى داخل متجر «هايبركاشر» اليهودي في باريس (أ.ف.ب)

ومنتصف نوفمبر أُدخل جان ماري لوبن إلى المستشفى، ثم إلى عيادة متخصصة في غارش غرب باريس، قرب منزله في رواي مالميزون. وأعلنت وفاته بينما كان قسم من الطبقة السياسية الفرنسية حاضراً، الثلاثاء، أمام متجر يهودي في بورت دو فينسين في باريس، بعد 10 سنوات من هجمات يناير (كانون الثاني) 2015.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته خلال إحياء ذكرى مرور 10 سنوات على الهجوم على صحيفة «شارلي إبدو» (أ.ب)

وكان جان ماري لوبن خطيباً مفوَّهاً ومحرضاً مثيراً للجدل في قضايا الهجرة واليهود، والأب الروحي الذي واجه منغصات بسبب المقربين منه، لكنه نجح في إخراج اليمين المتطرف الفرنسي من التهميش.

«الجبهة الجمهورية»

لكنه لم ينجح في تحقيق طموحه بأن يصبح رئيساً، رغم أنه أحدث مفاجأة في 21 أبريل (نيسان) 2002، عندما كان عمره 73 عاماً بتأهله للدورة الثانية من الانتخابات. وكان لهذا الانتصار جانب سلبي؛ فعلى مدار أسبوعين، شارك الملايين في مسيرة ضد العنصرية وتجسيدها السياسي، قبل إعادة انتخاب عدوه اللدود جاك شيراك بسهولة.

لم يُعبر الرجل المتصلب مطلقاً عن أي ندم على زلاته المتكررة، سواء كانت عن قصد أو عن غير قصد، والتي أدين بسببها أمام القضاء؛ بدءاً من عدم اعترافه بجسامة المحرقة اليهودية، وعدم المساواة بين الأعراق؛ مروراً بالتخفيف من شأن الاحتلال الألماني لفرنسا.

وبعد 22 عاماً، ففي حين فاز حزب «التجمع» الوطني في الانتخابات الأوروبية، أعطى قرار حل البرلمان الذي اتخذه الرئيس إيمانويل ماكرون ابنته مارين لوبن إمكانية انضمام اليمين المتطرف إلى السلطة، وهو حلم ظن أنه تحقق أخيراً، لكنّه تحطّم على صخرة «الجبهة الجمهورية».

كان جان ماري لوبن متزوجاً من بيريت لالان، والدة بناته ماري كارولين ويان ومارين، ثم تزوج مجدداً من جاني لوبن. ورأى سيباستيان شينو نائب رئيس الجبهة الوطنية أن «وفاة جان ماري لوبن يعني غياب شخصية وطنية عظيمة، صاحب رؤية وشجاع».

وحيّاه رئيس التجمع الوطني جوردان بارديلا لأنه «خدم فرنسا ودافع عن هويتها وسيادتها» عندما خدم في الجيش الفرنسي في «الهند الصينية» والجزائر، وعبّر «عن صوت الشعب في الجمعية الوطنية والبرلمان الأوروبي».

لكن زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلينشون كتب على منصة «إكس»: «إن احترام كرامة الموتى وحزن أحبائهم لا يحجب الحق في الحكم على أفعالهم. تظل أفعال جان ماري لوبن غير مقبولة. لقد انتهت المعركة ضد ذاك الرجل، لكن المعركة مستمرة ضد الكراهية والعنصرية وكراهية الإسلام ومعاداة السامية التي روَّج لها».

وقال رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو إن جان ماري لوبن، و«بعيداً عن الجدل الذي كان سلاحه المفضل والمواجهات حول الجوهر... عرفنا فيه شخصية المقاتل عندما واجهناه».